ما الفرعان الأساسيان لعلم الآثار
يتفرع عن
علم الاثار
Archeology فرعان رئيسيان يتمثلان في علم الآثار التاريخي أو الكلاسيكي classical archeology ، والفرع الثاني الذي يطلق عليه علم الأنثروبولوجي Anthropology ، حيث اهتم الباحثون ، وعلماء الآثار في أبحاثهم التي احتوت
مقدمة وخاتمة عن علم الآثار
بتصنيف هذا العلم ، ورصد التطورات التي لحقت به .
تعريف فرع علم الآثار التاريخي أو الكلاسيكي
يعتبر فرع علم الآثار التاريخي ، أو الكلاسيكي هو الفرع الأول لعلم الآثار والذي ترجع تسميته إلى استخدام علماء الآثار لهذه التسمية ، أو الوصف الذي أطلقوه على هذا العلم في فترة 1500 بعد الميلاد ، وحتى الحاضر ، فقد كانت هذه الفترة مميزة في ظهوره كمجال جديد ، في ال
بحث عن علم الآثار
منذ خمسينيات القرن الماضي. وهناك من ادعى في مجال علم الآثار التاريخي ، ان هذا العلم مرتبط بشكل بكير بالأشخاص ذوي التاريخ ، حيث اقتصر على دراسة تاريخ الأشخاص فقط.كما يقوم هذا الفرع على دراسة قضايا التغيير الاجتماعي ، والثقافي ، واستكشاف الامبراطوريات القديمة وما ظهر بها من مجالات عمرانية ، وهياكل تنظيمية لأنظمة الحكم بها .
كما يعتمد علم الآثار الكلاسيكي على عدد من المشاريع الميدانية لدراسة آثار الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية ، و الرومانية ، والإيطالية ، والإسبانية . كما يتم الاعتماد بشكل كبير على
دور التقنيات الحديثة في اكتشاف الآثار
، بجانب أساليب المسح الميدانية.
ومما تجدر الإشارة إليه ، أن علماء الآثار ربما يكونون قد تجاهلوا رصد ودراسة الماضي القريب ، مقارنة بما تم دراسته حول الماضي ، أو التاريخ البعيد ، و في هذا الإطار ، قام العلماء المتخصصون في علم الآثار بإعادة دراسة علم الآثار ، كمشروع معاصر ، من خلال تبني عدد من الأساليب والممارسات ، والتي تعمل على دراسة كل ما تم وراثته عن المجتمعات البشرية في جميع الفترات.[1]
تعريف فرع علم الأنثروبولوجي
يقوم علم الآثار في فرعه الثاني “الأنثروبولوجيا” على دراسة المخلفات المادية لحياة البشر ، في نطاق تفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم . حيث يهدف هذا الفرع إلى التنقيب عن كل شيء مادي ، ملموس ، يمكن أن يكون قد خلفته الحضارات السابقة ، نتيجة حياة البشر في هذه الحقب الزمنية.
كما تنوعت مساهمات علماء التاريخ والآثار في دراسة الآثار المادية في الحياة الاجتماعية للإنسان في الماضي القريب. وقد ظهر ما يسمى علم الآثار الأنثروبولوجي التاريخي ، والذي يعكس قوة رئيسية في هذا المجال .
كما قام هذا الفرع على التمييز بين المجتمعات ، والحضارات ، للبحث في آثارها المادية ، خاصة تلك المجتمعات المثقفة ، التي استطاعت توثيق ، وتسجيل تاريخهم ، كما اعتبر عالم الأنثروبولوجيا “جاك قودي” أن أهمية التسجيل ، خاصة في المجتمعات العمرانية ، هي خطوة هامة لاسيما في النصف الثاني من الألفية الرابعة قبل الميلاد في جنوب غرب آسيا ومصر. وينقسم هذا الفرع إلى عدد من الفروع التي تندرج تحته ، والتي تتمثل في فرع الانثربولوجي في ما قبل التاريخ ، وفرع الإثنيولوجي .[2]
أساليب البحث في فرعان علم الآثار
الوثائق المكتوبة
أحد أهم مقومات علم الآثار التاريخي هو الوثائق المكتوبة ، حيث تعتبر فكرة “علم الآثار التاريخي” أنها مختصة بمناقشة وتحليل علم الآثار بصفة عامة ، على اعتبار أن هذا العلم معني بالأساس ، بدراسة وبحث كل ما تخلف عن المجتمعات ، في مرحلة ما قبل التاريخ البعيد ، أو مرحلة التاريخ القريب ، و كل ما أرسته الحضارات الكلاسيكية ، أو الحضارات الشرقية.
وقد عرف العديد من العلماء في مجال الآثار بصفة عامة ، أمثال كل من هيكس ، و إم سي بودري ، وجون مورلاند على انه نقطة انطلاق ضرورية التي تقوم على
دور الآثار في التواصل بين الماضي والحاضر
، من خلال وجود وثائق مكتوبة في الحضارات أو المجتمعات التي تكون محل الدراسة ، والفحص ، والتنقيب.
وقد وجد البعض في مجال علم الآثار اشكالية كبيرة ، حول الحصول على تلك الوثائق التي تسهم في معرفة التاريخ، خاصة تاريخ الكتابة ، حيث أكد العلماء على أن وجود الوثائق تسهم بشكل كبير في اتاحة فرص ذهبية للعلماء الآثاريين التاريخيين.
والإشكال هنا مع تلك المجتمعات غير المتعلمة التي لم تقم بتوثيق آثارها التاريخية في مصادر مكتوبة ، تتيح للآثاريين في ما بعد دراسة تاريخهم ، كما أكد إريك وولف وجود تمييز بين تلك المجتمعات الغربية والغير غربية ، والفرق بينهما هو ان الأخيرة لم تكن متعلمة بالشكل الكافي الذي يتيح تدوين ماضيها ، ومن ثم يكون هناك دافع سياسي لرفض نماذج المجتمعات الغير غربية ، أو غير المتعلمة ، وتعتبر أنها مجتمعات “بلا تاريخ”.
التقاليد والتاريخ الشفوي
وبالنسبة للعديد من علماء الآثار التاريخيين ، فإن وجود الوثائق المكتوبة ، لا يحدد مجالًا خاصًا للدراسات الأثرية . فقد اعتمد علماء الآثار التاريخيون في افريقيا لفترة طويلة على أساليب أخرى لدراسة الآثار ، غير اسلوب الكتابة والتوثيق ، حيث كانت التقاليد الأخلاقية للمجتمعات ، والتاريخ الشفوي ، بمثابة عناصر أساسية في دراستهم للمجتمعات الأفريقية في مراحل ثلاث تمثلت في مرحلة ما قبل الاستعمار ، ومرحلة أثناء الاستعمار ، و مرحلة ما بعد الاستعمار خلال الخمسمائة عام الماضية .
اللغة
كما ارتبط علم الأنثروبولوجيا كعلم معاصر في مجال الآثار ، قائم على تطور اللغة ، وخاصة مع الأقليات التي امتلكت نوعاً خاصاً من الثقافات المكتوبة ، حيث أن وجود الكتابة ، أثر على المجتمع بأكمله حتى وان كان هذا المجتمع لا يملك بعضهم القدرة على الكتابة لتسجيل وتوثيق آثاره المادية
التقنيات الحديثة
تعتبر النمذجة ثلاثية الأبعاد 3D-Modeling للوثائق القديمة
من أشكال التقنية التي تستخدم في دراسة علم الآثار
، حيث استخدمت مع مجموعة اللفائف الورقية شديدة التلف ، عبر فحصها باستخدام الأشعة المقطعية لمنع الاضرار بها ، لتحليل النصوص المكتوبة لمعرفة تاريخ الحضارات القديمة ، كما طور العلماء انترنت الأشياء تحت الماء وهي مخصصة لاستكشاف الحضارات عبر التصوير في أعماق المياه ، وهي عبارة عن روبوتات تغوص في الأعماق ، وتقوم بعملية مسح الآثار . كما تظهر تقنية أخرى يطلق عليها Lidar وهي معنية بمجال المسح بالليزر التي تزود بها الطائرات بدون طيار ، حيث قام باستخدامها عالم الآثار داميان إيفانز لاكتشاف ورسم خرائط المدن في العصور الوسطى المدفونة في غابات كمبوديا.
كما تستخدم تقنية الطائرات بدون طيار لاكتشاف المواقع القديمة التي يصعب معرفة نوعيات الآثار بها ، حيث تمكن العلماء من تحديد مواقع الحفر بدقة ، ومنع أي قرارات حكومية من شأنها تطير منطقة ما من أجل بناء مراكز تسوق ، أو مشاريع استثمارية تمنع ظهور القطع الأثرية في هذه المنطقة .[3]