دور الآثار في التواصل بين الماضي والحاضر

ما دور الآثار في التواصل بين الماضي والحاضر


علم الاثار

هو دراسة الماضي الإنساني القديم والحديث من خلال البقايا المادية ، ففي

مقدمة وخاتمة عن علم الآثار

قد نجد ان علماء الآثار يدرسون الحفريات التي يبلغ عمرها مليون عام لأوائل أسلافنا البشريين في إفريقيا ، أو ربما يدرسون مباني القرن العشرين في مدينة نيويورك الحالية، ويحلل علم الآثار البقايا المادية للماضي سعياً وراء فهم واسع وشامل للثقافة الإنسانية.

ويمكن لعلم الآثار أن يمنحنا فكرة عن حياة الأجيال خلال العصور التاريخية القديمة ، وشكلها وطبيعتها، ويتمتع هذا العلم بأهمية كبيرة لربط الماضي بالحاضر والمستقبل، لأن معرفة الإنسان بماضيه وحاضره تمكنه من تشكيل مستقبله ومستقبل الأجيال من بعده.

ويعتبر التراث العمراني من أبرز جوانب الآثار التاريخية، الأمر الذي يربط بين الماضي والحاضر ويساهم في تعريف الناس بحضارة وتاريخ أجدادهم مما يخلق صلة قوية بين الوطن والمواطن، ويساهم في تعريف وحفظ تاريخ كل المواطنين من خلال انتقاله بين الأجيال.[1]

وأحد

الفرعان الأساسيان لعلم الآثار

هو “علم الآثار البيولوجي” ، ويدرس هذا العلم التنوع البيولوجي والسلوكي البشري في الحاضر، وكذلك الماضي، وبشكل أكثر تحديدًا، علم الآثار هو إعادة بناء السلوك القديم من الأشياء التي تركها الناس وراءهم، وعندما يقترن علم الآثار بدراسة التغيرات البيولوجية التي مرت بها سلالة الإنسان على مدى عدة ملايين من السنين الماضية، يوفر علم الآثار جزءً مهمًا من فهمنا للنجاح التطوري للإنسان الحديث.

وعند ال

بحث عن علم الآثار

ستجد أنه متعدد التخصصات بطبيعته، ويمكن استخدام المحتوى الأثري لتدريس الكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء وعلوم الأرض والتاريخ والدراسات الاجتماعية والفن وموضوعات أخرى، ويمكن أن يكون علم الآثار طريقة جيدة لتدريس المزيد من المبادئ المجردة.

ويحاول علماء الآثار في كثير من الأحيان فهم كيفية تكيف البشر مع تغير المناخ في الماضي، مما يمنحنا منظورًا للتفاعلات البشرية الحالية مع الكوكب، ويعتمد البحث الأثري على الأشياء والأدلة، لذلك يمكن استخدامه للتدريس بشكل عام، ويمكن استخدامه أيضًا لتعليم مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والمواطنة، وتعزيز التعلم الجماعي والتعاوني، وهي طريقة ممتازة لتعزيز الوعي الثقافي.

وبالنسبة لثقافات ما قبل التاريخ “تلك التي عاشت قبل ظهور الكتابة”، غالبًا ما يكون فحص المواد الأثرية هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها البدء في فهم كيفية عيش الناس في الماضي العميق، ويمكن أن يكون علم الآثار والتطور البشري بوابات لتدريب أوسع في التفكير النقدي وتعليم الفنون والعلوم الليبرالية.[2]

أساليب البحث في علم الآثار

يمكن أن تنطبق الطرق التي يستخدمها علماء الآثار للحصول على المعلومات خلال أي فترة زمنية، بما في ذلك الماضي القريب، حيث اشتهر أحد علماء الآثار في الولايات المتحدة بدراسته للقمامة التي رميها سكان توسكون بولاية أريزونا في السبعينيات، وأثبتت هذه الدراسة أنه حتى القطع الأثرية الحديثة يمكن أن تكشف الكثير عن الأشخاص الذين قاموا بارتدائها ثم تخلصوا منها.

وعلى مدى السنوات الـ 150 الماضية، طور العلماء

من أشكال التقنية التي تستخدم في دراسة علم الآثار

، ويعتمد علماء الآثار أيضًا على طرق من العديد من المجالات مثل علم التاريخ والجيولوجيا غيرها، ومن أساليب البحث ما يلي: [3]

بحث المحفوظات

في كثيرٍ من الأحيان تعتبر الأبحاث الأرشيفية هي المرحلة الأولية في علم الآثار، ويكشف هذا البحث عن السجلات المكتوبة المرتبطة بمنطقة الدراسة، وإذا كان الناس يعيشون في المنطقة حيث كانت هناك سجلات مكتوبة، سيلجأ عالم الآثار إلى البحث عن الوثائق التاريخية التي ترتبط بها.

وقد يأخذ هذا البحث الأرشيفي عالم الآثار إلى المكتبات العامة أو الجامعية أو المجتمع التاريخي المحلي أو دار القضاء أو حتى إلى منازل الناس، ويمكن أن تشمل الوثائق الأساسية: خرائط أو صور فوتوغرافية للمنطقة والصحف وسجلات الأراضي والضرائب والمذكرات أو الرسائل.

وبالإضافة إلى ما سبق، سيبحث علماء الآثار عن تقارير الموقع التي كتبها علماء آثار آخرون عن هذه المنطقة، وستصف هذه التقارير ما تم التوصل إليه في هذه المنطقة خلال أي تحقيقات سابقة، ويمكن أن تساعد تقارير الموقع القديمة هذه في توجيه البحث الجديد.

التاريخ الشفوي

التاريخ الشفوي هو طريقة بحث أخرى قد يستخدمها علماء الآثار والمؤرخون لجمع المعلومات، ويتعاون علماء الآثار اليوم مع أجدادهم لفهم التقاليد الثقافية لماضيهم بشكل أفضل.

طرق إيجاد المواقع الأثرية

يستخدم علماء الآثار طرقًا مختلفة للعثور على المواقع مثل الأقمار الصناعية ، وهو ما يكشف

دور التقنيات الحديثة في اكتشاف الآثار

، أو أحيانًا عن طريق الصدفة ، حيث اكتشف أحد المشاة على الشاطئ مدافن ما قبل التاريخ في Low Hauxley على ساحل إنجلترا ، حيث كان صندوق حجري يخرج من الكثبان الرملية بعد عاصفة،واكتشف عمال البناء مقبرة بها رفات أكثر من 400 أفريقي من القرنين السابع عشر والثامن عشر أثناء البناء في مدينة نيويورك ، وأصبحت المدافن الأفريقية الآن نصب تذكاري وطني بسبب أهميتها في التاريخ الأمريكي.

والنموذج التنبئي الأثري هو أداة تشير إلى احتمال وجود موقع أثري في منطقة معينة ، ويساعد في تحديد الموقع الذي يبحث عنه علماء الآثار بناءً على عوامل مثل المسافة من الماء، وانحدار الأرض ، ونوع التربة ، وعوامل أخرى تؤثر على مكان استقرار الناس أو أداء مهام معينة.

وتعتمد الأساليب المستخدمة للعثور على المواقع على نوع الأسئلة البحثية التي يحاول عالم الآثار الإجابة عليها، فإذا كانت هناك خطط لبناء الطرق السريعة أو المساكن، فقد يحتاج علماء الآثار إلى معرفة أي مواقع أثرية في العقار، وأولاً سيتحققون مما إذا كانت هناك أي استطلاعات سابقة في المنطقة، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي النتائج، وإذا لم تكن هناك مواقع مسجلة مسبقًا، فسيقوم عالم الآثار بإجراء مسح أثري.

وإذا كانت هناك مواقع، سيرغب عالم الآثار في معرفة عددها ، ومواقعها وكيفية ارتباط المواقع ببعضها البعض، وعادة، لتوفير الوقت والمال، يختبر علماء الآثار فقط عينة من المنطقة.[3]

ويشير السياق في علم الآثار إلى العلاقة التي تربط القطع الأثرية ببعضها البعض ومحيطها، فكل قطعة أثرية تم العثور عليها في موقع أثري لها موقع محدد ، ويسجل علماء الآثار المكان المحدد الذي عثروا فيه على القطعة الأثرية قبل إزالتها من ذلك الموقع.

وفي عشرينيات القرن الماضي، وجد علماء الآثار نقطة رمح حجرية بين أضلاع نوع من البيسون في أمريكا الشمالية انقرض مع نهاية العصر الجليدي الأخير ، وحسم الجدل الذي استمر لعقود حول أن الناس قد سكنوا أمريكا الشمالية منذ أواخر العصر البليستوسيني.

إن السياق أو الارتباط بين الهيكل العظمي للثيران والقطعة الأثرية هو الذي أثبت ذلك، فعندما يزيل الأشخاص قطعة أثرية دون تسجيل موقعها بدقة ، فإننا نفقد هذا السياق إلى الأبد، وفي هذه المرحلة، تكون القطعة الأثرية ذات قيمة علمية ضئيلة أو معدومة ، فالسياق هو ما يسمح لعلماء الآثار بفهم العلاقات بين القطع الأثرية وبين المواقع الأثرية ، إنها الطريقة التي نفهم بها كيف عاش الناس في الماضي حياتهم اليومية.[1]