ما هي السورة التي يطلق عليها عروس القرآن
ماهي عروس القرآن
لقد انزل الله تعالى على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، القرآن بأفضل الألفاظ وارقى المعاني ، كما تمت تسمية السور القرآنية كذلك بأفضل الأسماء ، والتي كانت لأسباب مختلفة تتعلق بكل سورة ، وهناك من السور القرآنية القليل الذي يطلق عليها أسماء أخرى مختلفة عن اسمها في المصحف الكريم ، مثل سورة الفاتحة ؛ فيطلق عليها السبع المثاني ، والحمد ، وام الكتاب ، وام القران ، والشفا.
كذلك اسم عروس القرآن ، والذي يعرفه الكثيرون بأنه الاسم الآخر لسورة الرحمن ، ويأتي هذا القول نسبة إلى حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث قال إن لكل عروس ، وعروس القرآن هي سورة الرحمن ، علما بأنه حديث ضعيف ، ولكن سورة الرحمن هي التي يذكر عليها اسم عروس الرحمن. [1]
لقد جاءت السورة الكريمة باسم ” الرحمن ” فر العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة ، ومن هذه الأحاديث ؛ حديث صحيح عن الترمذي فيقول نقلا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وقرأت سورة الرحمن ، كما تعود أسباب تسمية الصورة بهذا الاسم نسبة لأن بدايتها يكون ” الرحمن ” ، وهو اسم من اسماء الله الحسنى وصفاته.
سورة الرحمن
إن سورة الرحمن تعتبر من السور التي لها حلاوة ، كما ذكر عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فنجد فيها ذكر العديد من نعم الله تعالى التي انعم بها على البشر ، والتي أنكرها الكافرون ، والذي كان واحدا من
اسباب نزول سورة الرحمن
، حيث كذب الكفار بأنعم الله جل وعلا ، كما أنهم قالوا إن من علم الرسول هو بشر مثله مثلهم ، فأنزل الله في سورة الرحمن ، بأنه تعالى هو الذي علم محمدا بن عبد الله.
وسورة الرحمن من السور القرآنية التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ، وتتكون سورة الرحمن من خمسة وخمسين آية قرآنية ، ففيها تم ذكر انعم الله ، ويذكر في حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قرأها على أصحابه فسكتوا ، فقال لهم الرسول الكريم أنه قرأها على الجن وكانوا كلما سمعوا الآية الكريمة : ” فبأي آلاء ربكما تكذبان ” ، قالوا إنهم لا يكذبوا بأي من آياته سبحانه جل وعلا ، و
فضل سورة الرحمن
في قراءتها وسماعها كبير لمن اتقى الله تعالى.
وتعتبر سورة الرحمن من أوائل السور القرآنية التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث أنها نزلت قبل سورة الحجر وكانت مخاطبة للكفار وردا عليهم ، وهذا ما يثبت أنها سورة مكية على عكس ما يقال لدى البعض بأنها سورة مدنية ، فجاءت سورة الرحمن مفصلة لسورة القمر التي تسببها ، ولما ورد في آخر السورة حيث ذكر الله تعالى في سورة القمر ، مرارة يوم القيامة وعذاب النار للمجرمين ، وجاء التفصيل في سورة الرحمن بأن المجرمون يعرفون بسيماهم ، كما ذكر أن لمن ينق الله جنتان.
مقاصد سورة الرحمن
إن سورة الرحمن من السور القرآنية التي يكون لآياتها وقع حلو عند سماعها ، وسهولة في حفظها وروعة لتنفيذ ما جاء بمعانيها ، ونسبة لعدد من العلماء ، فقد اتت سورة الرحمن لمقاصد عديدة وهي كما يلي :
- تأكيد وصف الله تعالى بالرحمة ، وهي اسم من أسمائه جل وعلا ، والحث على التوجه لله العزيز بالامتنان ، والخوف من منع إحسانه وانتقاله لمن عصوا أوامره ، وكفروا بأنعمه.
- تقديم نعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى ، واول انعمه هي الدين الاسلامي ، وتنزيله ، وتعليمه القرآن لنبيه صلى الله عليه وسلم من أجل أن ينشره بين عباد الله تعالى ، ثم اختتم أنعمه بخلق الإنسان وتمييزه عن غيره من المخلوقات.
- الرد على المشركين ، من خلال تأكيد أن الله تعالى هو الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم ، وان كلام الله عز وجل وقرآنه ليس بسحر ، ولا شعر ، وانما افضل الكلام ، وذكرهم بالنعم التي يحيون فيها ولا يدركوها ، او يتجاهلوها ، فكلما ذكر الله تعالى في سورة الرحمن نعمة من نعمه ، اتبعها بجملة ” فبأي آلاء ربكما تكذبان ” ، وفي هذه الآية توبيخ المشركين.
-
ومن أهم مقاصد السورة الكريمة هو تذكير عباده بما يدل على قدرته وإبداعه في الخلق ، والذي تضمن خلق الجن نفسه من النار وجزائه على كفره بالنار التي خلق منها ، والخوف من شدة غضب الله تعالى يعتبر من فوائد
سورة الرحمن
التي يجب أن يفهمها كل مسلم. - حث العباد على إقامة العدل بينهم ، ووفاء الحقوق لأهلها ، وكذلك بيان الاحتياج إلى رحمة الله تعالى في كل أمورهم والنعم التي يعيشون فيها ، والتي خلقها الله تعالى لهم ، واولها واهمها هو العلم ، والثواب والعقاب لمن يستحقه.
- بيان انواع المؤمنين وحالهم في الآخرة ، فمنهم نوع ذو درجة رفيعة يسكن جنتان ثوابا له على إيمانه في أعلى درجات الجنة ، والنوع الآخر كذلك يسكن جنتان ولكن في درجة أقل رفعة من الاولى ، مع وصف الجنان وما فيهم من نعم.
- إثبات وحدانية الله جل وعلا ، فكل شيء على وجه الأرض من أشجار وجبال ومنازل وغيرها وحتى الإنسان سوف يزول ، ولن يبقى سوى الله تعالى ، الواحد القهار.
- بيان حساب الله تعالى لعباده يوم القيامة ، ولن يكون هناك من مكان يذهب إليه الإنسان أو الجن هربا من قدر الله تعالى وحسابه ، لا في السماء ولا في الأرض ، فلا مفر يومها من العذاب إلا بالعمل الصالح في الحياة الدنيا ، وتقوى الله تعالى ، والايمان به وحده لآل اله الا هو ومحمدا رسوله ، والايمان باليوم الآخر وبعذاب النار.
- وجوب وعظ الخلق وتذكيرهم بعذاب الآخرة ، والثواب لكل عمل خير ، والعقاب لكل عمل شر وكفر ، وحث العباد على حمد الله والثناء عليه لما خلق لنا من نعم. [2]