كيفية الاستتار من البول
طريقة الاستتار من البول
الاستتار يكون بأخذ ساتر عند التبول حتى لا يصيب الشخص شئ من النجاسة، والاستتار من البول واجب بإجماع الفقهاء، وقالوا بوجوب تنقية المحل من أي نجاسة عند حدوثها، حتى تزال النجاسة بشكل كلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه
وهو مقصد حديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين؛ فقال: “إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة”.
قال الحافظ ابن حجر في (الفتح): “(لا يستتر)، كذا في أكثر الروايات، وفي رواية ابن عساكر (يستبرئ)، ولمسلم وأبي داود في حديث الأعمش (يستنزه)، فعلى رواية الأكثر معنى الاستتار أنه لا يجعل بينه وبين بوله سُترَة، يعني لا يتحفظ منه، فتوافق رواية لا يستَنْزِه؛ لأنها من التَّنَزُّه وهو الإبعاد، وقد وقع عند أبي نعيم في المستخرج من طريق وكيع عن الأعمش “كان لا يتَوَقَّى”، وهي مُفسِّرة للمراد”، وقال النووي: “ومعناها: لا يتجنبه”.
مذهب أهل العلم بالأغلب أجازوا استعمال الورق أو القماش وغيرهم، من الأشياء الطاهرة في الاستتار.
و الاستتار بالحجر يكفي ولا يحتاج إلى الغسل بالماء بعد استخدامه، ويستحب للمستتر أن يصب الماء على موضع التبول، حتى يحس برطوبته.
أما من كان مريض بمرض سلس البول، وهو أن يظل البول مستمر دون إنقطاع، فيجب على هذا أن يتخذ حافظة تمنع البول، أما إن كان ينقطع البول مقدار مدة يستطيع التطهر والصلاة فيها، فليصلي ويأخذ بحكم المستحاضة بالوضوء عند كل صلاة [1]
ما الفرق بين الاستتار والتنزه
هذا الحديث رواه البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، ثُمَّ قَالَ : بَلَى ، كَانَ أَحَدُهُمَا لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً . فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا ؟ قَالَ : لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا ، أَوْ إِلَى أَنْ يَيْبَسَا .
وفي رواية لمسلم ( لا يَسْتَنْزِهُ عَنْ الْبَوْلِ أَوْ مِنْ الْبَوْلِ ) .
وفي رواية للنسائي ( لا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ ) وصححها الألباني في “صحيح النسائي”.
قال النووي :” وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يستتر من بوله ) فروى ثلاث روايات : ( يستتر ) بتائين , و ( يستنزه ) بالزاي والهاء , و ( يستبرئ ) بالباء والهمزة ، وكلها صحيحة , ومعناها : لا يتجنبه ويتحرز منه .
وقال الحافظ ابن حجر :قوله : ( لا يستتر ) كذا في أكثر الروايات , وفي رواية ابن عساكر : ( يستبرئ ) ، ولمسلم وأبي داود في حديث الأعمش : ( يستنزه ) .
فمعني الاستتار بناء على أكثر الروايات، أن لا يجعل بين بوله وبينه شئ ساتر أي لا يأخذ حظره منه، وتلك المعاني توافق الرواية التي ذكر فيها لفظ لا يستنزه، لأن هذا من التنزه أي الإبعاد، وقيل معناه انه لا يقوم بستر عورته، والأصح ما ورد في رواية الاستبراء.
وقال الصنعاني :ثم أخبر أن عذاب أحدهما ; لأنه كان لا يستنزه من البول , أو لأنه لا يستتر من بوله مِن الاستتار ، أي : لا يجعل بينه وبين بوله ساتراً يمنعه عن الملامسة له , أو لأنه لا يستبرئ , من الاستبراء , أو لأنه لا يتوقاه , وكلها ألفاظ واردة في الروايات , والكل مفيد لتحريم ملامسة البول وعدم التحرز منه .
والخلاصة الألفاظ التي وردت في الروايات الصحيحة مثل لا يستتر، ولا يستبرئ، ولا يتنزه، كلها بنفس المعنى كما ذكروا الائمة اي أن عدم الاستتار هو نفسه
عدم التنزه من البول
ومعنى عدم الاستتار نفس
معنى عدم التنزه من البول
والمختلف ان أصل الكلمة ومشتقاتها اللغوية، لفظ لا يستتر اي مأخوذه من الاستتار، ومعني لا يجعل بين البول وبينه ستر، ولفظ لا يستبرئ مأخوذ من الاستبراء أي الحفظ والصيانة ولفظ لا يتنزه وهو من التنزه و الإبعاد. [2]
بيان كيفية استنجاء النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم، ينهي العبد من الإسراف في أي شئ و كل شئ، وكان صلى الله عليه وسلم يقتصد في استعمال الماء، عندما يستعمله في الطهارة، ولا يسرف في استخدامه، وكان يستخدم المد في وضوئه، كما ذكر أنس رضي الله عنه ورواه مسلم، المد هو ما و سعة كفى الإنسان.
فكان النبي صلى الله عليه وسلم، لا يسرف في إستخدام الماء عند الاستنجاء ولا يستعمل الماء فوق الحاجة الضرورية لإستخدامه، وهو القدر الذي تزول به النجاسة.
و كان صلى الله عليه وسلم في حالة الاستنجاء ، أو إزالة القذورات أو أي أذى ، استخدم يده اليسرى في إزالة ذلك كما، روى أبو داود عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : ” كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَطَعَامِهِ ، وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ، وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى “.وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .
وروى البخاري ، ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: قَالَتْ مَيْمُونَةُ: ” وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً يَغْتَسِلُ بِهِ ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ ، فَغَسَلَهُمَا مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ ، فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالأَرْضِ ” ، وفي رواية : ” ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالأَرْضِ ، أَوْ بِالْحَائِطِ ” .
فكان صلى الله عليه وسلم يصب الماء من الإناء بيده اليمني ويستخدم يده اليسرى في إزالة أثر البول.
روى البخاري ، ومسلم عن أَنَس بْن مَالِكٍ، قال : ” كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ، أَجِيءُ أَنَا وَغُلاَمٌ، مَعَنَا إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ ، يَعْنِي يَسْتَنْجِي بِهِ ”
والْإِدَاوَة : إِنَاء صَغِير من جلد يتَّخذ للْمَاء ، كما في .
قال ابن رجب رحمه الله :” إذا كانَ الماء في مثل الإداوة ونحوها : يصب منه على فرجه “.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يخرج من مكان قضاء الحاجه، دلك يده في الأرض، بدليل ما روي عن ميمونة : ” فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالأَرْضِ ” .
وروى النسائي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ، فَلَمَّا اسْتَنْجَى دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ ” ، وحسنه الألباني في “صحيح النسائي” .
وذلك يكون من أجل زوال كل ما قد يتعلق في اليد أثر الاستنجاء، وقد تحدث الإمام البخاري رحمه الله : ” بَابُ : مَسْحِ الْيَدِ بِالتُّرَابِ ليكُونَ أنقَى ” .
قال في “عون المعبود” :” لِتُزِيلَ الرَّائِحَةَ الْكَرِيهَةَ ، إِنْ بَقِيَتْ بَعْدَ الْغَسْلِ ” .
وفي هذا الوقت من يغسل يده بالصابونة وما إلى ذلك مما يزول به أثر البول، مثله كمثل من دلكها بالأرض بل هو الأولي.
قال النووي رحمه الله :” يُسْتَحَبُّ لَلْمُسْتَنْجِي بِالْمَاءِ إِذَا فَرَغَ أَنْ يَغْسِل يَدَهُ بِتُرَابٍ أَوْ أُشْنَانٍ أَوْ يَدْلُكُهَا بِالتُّرَابِ أَوْ بِالْحَائِطِ لِيَذْهَبَ الِاسْتِقْذَارُ مِنْهَا ” من ” شرح مسلم” .
ثم يتوضئ النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة ويبدأ باليدين فيغسلهما ثلاث مرات قبل أن يقوم بإدخالها في إناء الوضوء.
روى البخاري ، ومسلم – واللفظ له – عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ” حَدَّثَتْنِي خَالَتِي مَيْمُونَةُ، قَالَتْ : أَدْنَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُسْلَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ، ثُمَّ أَفْرَغَ بِهِ عَلَى فَرْجِهِ ، وَغَسَلَهُ بِشِمَالِهِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِشِمَالِهِ الْأَرْضَ ، فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ ، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ ، ثُمَّ تَنَحَّى عَنْ مَقَامِهِ ذَلِكَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ “.
وفي رواية لمسلم : ” فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ” . [3]