الفرق بين التأسي والطاعة والاتباع

كيف نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام في المنزل

إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو إمام الدعاة، وهو قدوتنا ومعلمنا الذي يتصف بالحكمة والخلق الكريم ، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالسير على نهجه ، واتباع سنته في العبادات ، والخلق الكريم ، والتعامل مع الناس ، وكافة شئون الحياة الأخرى .

ولهذا السبب ينبغي لنا استيعاب شعار “الرسول قدوتنا” ، إذ أن المنهج الإسلامي في حاجة إلى أناس تحمله وتفسره بأخلاقياتها ، فتحول هذا المنهج إلى أمر واقعي ملموس ، ولهذا السبب كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يمثل صورة كاملة للمنهج.

لذا يجب علينا أن نطبق هذا الشعار في حياتنا بشكل كلي ، بحيث نتبع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام في كافة أمور الحياة ، بلا أي استثناء، في المنزل والمجتمع ، وفي أي مجال من مجالات الحياة ، ونجتهد بشكل كبير من أجل تنفيذ ذلك الهدف .

يجب على كافة التابعين إلى أمة محمد عليه الصلاة والسلام بكافة الطوائف السير على شريعة الرسول الكريم ، في منزله وسيرته الطيبة ودعوته إلى الإسلام ، والاتصاف بسلوكياته الحسنة ، ومعاملة الناس من حولنا بالطريقة ذاتها التي كان يتبعها الرسول الكريم في التعامل مع أهله وصحابته ، إذ يؤدي ذلك إلى الحصول على ثواب اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ومن أتباع الرسول نتعلم


معنى الأسوة


والقدوة .

كيف نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام في المجتمع

كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يتصف بدرجة كبيرة من الحب ، والود ، والخلق والوعي من ناحية معاملة المجتمع ، إذ أنه لم يتعامل باستعلاء مع أحدهم ، وكان دائمًا ما يلقاهم بابتسامة ، ويؤازرهم في فرحهم وحزنهم ، ويولي اهتمامًا بأمورهم ، ويعمل على حلها ، ويعمل على تحقيق المساواة بينهم دون تفرقة ، سواء كانوا من العرب أم غير ذلك ، وبالتالي اكتسب المجتمع الصلابة وصار من الصعب هزيمته ولمعرفة


كيف نكون قدوة


في المجتمع يجب أن نتبع تعاليم الرسول .

الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام في القيادة

ففي هذا الزمان ضاعت حقوق الإنسان ، وتم استباحة حرماته ، وندثرت الرحمة لتحل القسوة محلها ، واختفت الأخلاق الكريمة ، وكلها إشارات على حلول الخراب على الكون ، وفي الواقع هي أمور نتجت عن انعدام اتباع النبي عليه الصلاة والسلام ، والالتزام بالسير على خلقه القويم ، واهتمام القادة بأمورهم الخاصة ، وتسلطهم في استعمال السلطة ، وأكلهم حقوق الشعوب .

وقد اهتم الرسول عليه الصلاة والسلام بالفرد باعتباره حجر الأساس في تأسيس الدولة من حيث التنشئة ، والتهذيب ، وبعد ذلك غرس في المجتمع قواعد العدل،  والمساواة ، والحرية بين كافة الناس في المجتمع ، سواء كانوا مسلمين أم دون ذلك .

وللحق فقد تعجب العالم من طريقة تعامل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مع خصومه على الرغم من قدرته عليهم ، إذ لم يكن هناك أحدًا في التاريخ كله أكثر رحمةً منه مع الخصوم ، على الرغم مما كان يجده منهم من قسوة ، ومعاملة سيئة ومن هنا نعرف


أهمية القدوة


في القيادة .[1]

كيف نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام في الإصلاح

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يواجه أزمات سياسية في قمة الفساد ، سواء محليًا ، أو دوليًا أو إقليميًا ، ومن أجل التعامل مع تلك الأزمات ، وتعديلها فقد صرح في أول الأمر بأن الإيمان السليم والعقيدة الصحيحة ، هما فقط ما يمثلان السبيل إلى التغيير والإصلاح ، حيث غرس أبرز قواعد الإصلاح ، وبقى يزرع الإيمان داخل كل قلب ويطهر كل نفس ، ثم يؤسس دولته بعد ذلك ، فالرسول صلى الله عليه وسلم به


أهم صفات القدوة


الحسنة .

ما الفرق بين التأسي والطاعة والاتباع

هناك اختلافات واضحة بين مصطلحات كل من التأسي ، والطاعة ، والاتباع حيث أن لكل واحدة منهم معنى واستخدام معين وهي كالتالي :-

الطاعة

هي الطاعة لله وللرسول الكريم في كل ما يخبر به عن الله ، كما أنها هي طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأولى الأمر ، إذ أن طاعة العلماء فيما يتعلق بأمور الشرع تعتبر من طاعة النبي ، بالإضافة إلى ذلك فهي طاعة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في شئون قيادة الدولة ، وشئون الدنيا .

الاتباع

يكون الاتباع في الأداء الحسن ، وفي أسلوب الأداء لما يحثنا عليه الله عز وجل أو نهانا عن فعله ، وكمال الأداء نعلمه من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، إذ أنه هو من يوضحه لنا.

ويكون اتباع سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قيام لليل مثلا ولو بركعتين ، فبذلك يتم الاتباع في أداء الطاعة بلا نظر إلى كمها ، وأيضًا حسن معاملة المساكين ، والأيتام ، والجيرة ، والخلق القويم .

فجل تلك الأفعال من الممكن الالتزام بها بغض النظر عن الكمية ، فقد بلغ بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أسمى المراتب ، ولكن الله سبحانه وتعالى لما يطلب منا أن نبلغ ذلك المستوى الذ يبلغه الرسول الكريم في الطاعات ، ولكنه طلب منا ان نتبعه .

التأسي

يرتبط التأسي بما تبغضه نفس الإنسان ، وما تبغضه النفس إما أن يكون اختبار ، أو فتنة ، أو ابتلاء .

ويوجد اختلاف فيما بين الاختبار والفتنة والابتلاء ، إذ أن الابتلاء يكون فيما تبغضه النفس البشرية ، وتكون المصائب في المال ، والأهل ، والمجتمع بأسره والأبناء ، ومن الجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أصيب بكلها ، والابتلاء هو من ضمن أبرز أدوات الرفعة في يوم القيامة .

والفتنة هي ما تهواه النفس البشرية وترغب به ، وتكون الفتنة في المال والسلطان ، والجاه ، والنساء ، والثراء ، ومن ضمن الفتنة الإيذاء بمن حاول الاعتداء عليك.

أما عن الاختبار فهو إبداء الكفاءة ، إذ أن الدنيا هي مكان كبير للاختبار ، وكافة ما نواجهه في كل يوم هو اختبار من الله لتقوى العبد .

حيث إن الطاعات تكون لكل من يرغب في أن يُبعد ذاته عن نار جهنم ، في حين أن من يريد رفعة الدرجة فينبغي له بالتأسي ، والأخلاق الكريمة تبلغ ما تبلغ إليه الصلاة ، وقيام الليل ، والأخلاق الكريمة ، هي أن تقوم بنقيض ما تهواه النفس ، فتصبر حينما تريد النفس أن تغضب ، وتنفق حينما تريد نفسك التقتير .[2]