كم عدد التسبيحات في الصلاة


ما هو التسبيح

التسبيح: هو تسبيح الله تعالى، ويقصد في التسبيح أن يقول الذاكر: سبحان الله، وفعندما يقول الإنسان، سبحان الله فأنك في الحقيقة تكون قد نزهت الله وقدسته عن كل الوجود وخاصة إذا أعقبت التسبيح بأحد اسماءه الحسنى فالتسبيح سنة محببة وواجب على كل مسلم مقد وردفي سورة الإسراء الآية رقم44 في قوله تعالى: “تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده لكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً” أي أن كل ما في هذا الوجود يسبح لله حتى الأرض والسماوات وكل ما خلقه سبحانه وتعالى يسبحه وكيف لا يسبحه وهو رب العرش العظيم فإن

اقصى واقل الكمال عند جمهور اهل العلم في قول سبحان ربي العظيم

.

[1]


عدد التسبيحات في الصلاة

إن التسبيح في الصلاة سنة عند جمهور الفقهاء في الحنفية والمالكية والشافعية ففي الحنابلة يسبحون مرة واحدة أما السنة فعند الركوع يقول المصلي سبحان (ربي العظيم) ثلاث مرات وفي السجود (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات

،

وجماعات أخرى تزيده (سبحان ربي الأعلى وبحمده) وقد روى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

:

(إذا ركع أحدكم فقال: سبحان ربي العظيم ثلاثا، فقد تم ركوعه،  رواه أبو داود، والترمذي واللفظ له فإن

أقوال الصلاة وأفعالها

لها من الله ثواب والتسبيح فيه لا يتحدد بعدد فكل شخص يسبح بعدد المرات التي يريدها فإخذ الثواب إزاء تسبيحه، بحيث إذا نقص في التسبيح يفوته الثواب وإذا زادها يزيد ثوابه فإذا سبح الشخص مرة يحصل له الثواب، وإذا زاد عليها يزاد الثواب بزيادته.

فيجوز الزيادة على هذه التسبيحات فعند الحنفية أفضل التسبيحات في كل صلاة إلى خمس أو سبع أو تسع. وفي منية المصلي من كتب الحنفية: أدناه ثلاث، وأوسطه خمس، وأكمله سبع. راجع: رد المحتار على الدر المختار 1 / 320 وغيره.

أما عند الشافعية في التسبيح فيرون أدناها ثلاث ثم خمس ثم سبع ثم تسع ثم إحدى عشرة وهو الذي يعد أكملها، وهذا الأمر محصور بين الناس الذين يريدون تطويل التسبيح، أما غيره فيقتصر على الثلاث، ولا يزيد عليها للتخفيف على القائمين في الصلاة.

أما عند الحنابلة (الزيادة على التسبيحة الواحدة مستحبة) فالكمال الأعلى عند الحنابلة عشرة تسابيح؛ لما روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: (ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى – يعني عمر بن عبد العزيز – فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات وفي سجوده عشر تسبيحات)، أخرجه النسائي في سننه (2 / 225). والسجود مثل الركوع فيما سبق لكل ملة من الملل السابقة حسب عدد التسابيح في الركوع، فيقال فيه ما قيل في الركوع، من حيث الصفة والعدد والاختلاف في ذلك، زبدة الكلام: يجاز الزيادة على الثلاث تسبيحات وتسمى هذه التسبيحات الثلاث أدنى الكمال، كما يجاز أيضاً الزيادة وقد اختلف العلماء في حد الزيادة على الثلاث فقيل خمس وقيل سبع وقيل إحدى عشرة كما تقدم وتختلف الزيادة عند كل ملة وهذا مت يسمى بأعلى الكمال.

وبعض العلماء لم يحدد الزيادة بعدد خصوصاً للمنفرد (الذي يصلي منفرد وبيس صلاة جماعة)، ففي نيل الأوطار: (2 / 27) أي أن المنفرد يستطيع أن يزيد في التسبيح ما أراد كلما زاد كان أولى وأعظم ثواب، ويوجد الكثير من الأحاديث الصحيحة في تطويل التسبيح للرسول صلى الله عليه وسلم ناطقة بهذا، وكذلك يستطيع الإمام تطويل التسبيح شريطة ألا يتأذى المؤتمون من هذا التطويل، فيجوز لأي شخص أن يزيد في تسبيحات الركوع والسجود حتى يرفع الإمام منهما وألا تزاد عن إحدى عشرة تسبيحة، ويفضل ألا يطيل حتى لا يزيد العبء على المصلين.[2]


ما هو العدد المستحب في تسبيح الركوع

إن العدد المستحب للتسابيح في الركوع والسجود هو ثلاث تسبيحات أي أدنى الكمال، كما يمكن الزيادة في عدد التسبيحات (سبحان ربي العظيم) في الركوع أكثر من ثلاث مرات، كما يمكن الزيادة في عدد التسبيحات (سبحان ربي الأعلى) في السجود أكثر من ثلاث مرات، فيجوز في بعض الأحيان نسبح في الركوع خمس مرات، وأنقص في السجود عن خمس مرات. [2]


فضل التسبيح وفوائده

للتسبيح الكثير من الفضائل والمنافع في الدنيا والآخرة والتي تعود بالثواب والأجر على صاحبها، ومن هذه الفضائل ما يلي: [1]


  • من أفضل الكلام وأحبه إلى الله تعالى


    :

    فقد ورد في حديث للرسول عن فضل التسبيح، عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أفضل الكلام أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.

وثبت في حديث لرسول الله عندما سئل عن أحب الكلام لله فتحدث عن فضل التسبيح، أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟” قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: “إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده وسُئل عليّ رضي الله عنه عن: “سبحان الله”، فقال: (كلمة رضيها الله لنفسه فأوصى بها(.


  • أجر التسبيح والتحميد يملأ ما بين السماء والأرض


    :

    فقد ظهر في حديث عن أجر التسبيح والتحميد للمسبح الذي يملأ السماوات والأرض عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ…”. أي: إنّ أجر ذكرهما يملأُ ما بين السّموات والأرض؛ لاشتمالهما على تنزيه الله تعالى في قوله: “سُبحان الله “، والتّفويض والافتقار إلى الله في قوله: “الحمدُ لله “.

  • أجر التسبيح ثقيل في ميزان العبد


    :

    فأجر تسبيح العبد لله تعالى كبير جداً ويسجل في ميزان أعماله

    ،

    وقد ورد في حديث لرسول الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه”.

  • التسبيح يدخل الجنة


    :

    فقد ورد في الحديث أن كل من يسبح الله يزرع له نخلة في الجنة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة”.

  • التسبيح يحط الخطايا وإن كثرت


    :

    فقد ورد في حديث لرسول الله على أن التسبيح يقلل الخطايا مهما كانت كثيرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.

  • اقتران التسبيح وإجابة الدعاء


    :

    فقد ربط التسبيح بإجابة الدعاء ويتبين ذلك في حديث الرسول، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعاه وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنت سبحانَك إنِّي كنتُ من الظَّالمين فإنَّه لم يدْعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له”.