بماذا لقب عبد الله بن عباس ” وسبب تسميته “

التعريف بنسب عبد الله بن عباس

عبد الله بن عباس هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ابن عم الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، إذ يلتقي نسبه مع جدّه عبد المطلب بن هاشم، وهو صحابي جليل، يصل نسبه إلى نبي الله إسماعيل عليه السلام، وكنيته عبد الله بأبي العباس.[1]

مولد عبدالله بن عباس

لقد اختلفت الروايات التي تتحدث عن السنة التي وُلد فيها عبد الله ابن عباس؛ فقد رُوي عن عمرو بن دينار أنّه وُلد عام الهجرة، ممّا يعني أنّ عمره كان عشرة سنوات حين توفي النبي، وممّا يؤيد ذلك ما رواه ابن العباس: (مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنا ابنُ عشرِ سنينَ).[1]

وهناك بعض الاقاويل التي تقول ان ولادته كانت قبل الهجرة بثلاث سنوات، ويعني ذلك في السنة التي تم فُرض الحصار فيها على المسلمين في شِعب أبي طالب، والذي يؤيد ذلك ما رواه الزبير بن بكار أنّ ابن العباس كان عمره ثلاث عشرة سنة حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم،وقد رُوي أنّه وُلد قبل الهجرة بخمس سنين، أي أن عمره خمس عشرة سنة عند وفاة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ، وقد أيّد هذا الرأي ابن كثير، ولقد تميّز عبد الله بن عباس عن أقرانه؛ فحين كان صغيراً كان ملازم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأخذ عنه، و كذلك تلقّى الأحاديث المرويّة عن الرسول، وقد سعى في طلبها من أهل العلم وكبار الصحابة رضي الله عنهم جميعا ، فكان ابن عباس عالماً وخطيباً.[1]

القاب عبدالله بن عباس وسببها



لقد لقب عبدالله بن عباس بعدة القاب،منها:


  1. ترجمان القرآن

    وذلك لانه فسر القران الكريم ووضحه حيث أحسن وأجاد بيانه .
  2. و

    حبر الأمة

    وذلك لكثرة علمه وفقهه في الدين.
  3. فقيه العصر وإمام التفسير.
  4. وقد سُمّي بالبحر؛ لسِعَة علمه، وكذلك اشتهر بعمق الاستنباط واستنتاجه للمعاني العميقة من النصوص.
  5. عمر بن الخطاب كان يسمّيه غوّاصاً.

زوجات وابناء عبد الله بن عباس

لقد تزوج عبد الله بن عباس من ثلاثة نساء هما: زُرعة أو زُهرة بنت مشرح الكندية، و شميلة بنت جنادة الزهرانية، وأم ولدٍ، وكان له من الأولاد: العباس، ومحمد، والفضل، وعبد الرحمن، وعُبيد الله، ولبابة، وعلي، وأسماء.

صفات عبدالله بن عباس

لقد عرف عن بن عباس العديد من الصفات التي منحته مكانة كبيرة ومنزلة رفيعة، فقد كان عبد الله بن عباس معروف بأدبه الكبير مع أهل العلم،وعاد عليه باليمن والبركة،كما كان عبدالله عابداً راسخاً لعبادة الله،وكان كثير البكاء من خشية الله سبحانه وتعالى، وأيضاً قد عقد عبدالله النية على الذهاب لأداء الحج وذلك مشيا على قدميه،الا انه قد أصيب وهو في بصرة ولم يفعل ذلك،وقد تأسف على ذلك وقال : ما آسي على شيءٍ فاتني إلّا أنّي لم أحجّ ماشياً.جهود الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في الدعوة والاحتساب.[2]

وقد عُرف عنه التدبر لآيات القرآن الكريم، وكذلك التمعّن في جميع المعاني والدلالات، و كذلك من صفاته الحميدة التي عُرفت عنه الوفاء،  حيث أنه قد منح أبا أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- مالاً ليسدّ به ديونه، وكذلك وهبه مثله أيضاً؛ وذلك إكراماً له على جميل صُنعه مع الرسول -عليه الصلاة والسلام،وذلك حين هاجر إلى المدينة المنورة، وأيضاً اشتُهر  ابن العباس أيضاً بصبره على المصائب والابتلاءات، وكان محتسباً الأجر عند الله تعالى، وكان بن عباس عارفاً مطّلعاً على طبائع الناس، وكذلك عالماً بأساليب التعامل معهم، و علي ذلك زادت محبّة الناس له، فكان بن عباس صابراً حليماً حكيماً حريصاً على إظهار فضل ونِعم الله عليه.[2]


صفات ابن عباس العقلية :

لقد حرص عبدالله بن عباس رضي الله عنه، منذ أن كان صغيراً على طلب العلم وتعلمه، وقد بذل في سبيل التعلم جهداً كبيراً، وكان دائم التواضع في ذلك، وكان يأخذ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم،بعد أن يثبت صحته، وقد لازم بن عباس العلماء الكبار من الصحابة،وقد نزل في بيوتهم وذلك دون المبالاة بأي أذى قد يحدث له او اي خطر قد يتعرض له في الطريق، ولقد خص ابن عباس بعض من الصحابة في تلقي العلم منهم،مثل سيدنا عمر بن الخطاب،وعلي بن ابي طالب، وابي بن كعب،رضي الله عنهم جميعاً.[3]

وقد كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (اللهم فقِّهْهُ في الدينِ وعلِّمْهُ التأويلَ) كانت من الأسباب التي جعلت ابن عباس فقيها وعالما ، وقد سُمّي بالبحر؛ لسِعَة علمه، و قد قال عنه عُبيد الله بن عتبة: إنّه قد فاق الناس بخصالٍ؛ فقد تميّز بعلمه وفقهه وحِلمه ونسبه، وقد قيل عنه أيضاً: ما رأيت أحداً كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منه، ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أفقه في رأيٍ منه، وما رأيت سائلاً قطّ سأله إلّا وجد عنده علماً.[3]

كذلك من صفات بن عباس العقلية اشتهاره بعمق الاستنباط واستنتاجه للمعاني العميقة من النصوص، حتى إنّ عمر بن الخطاب كان يسمّيه غوّاصاً، وأيضاً كان عبد الله ابن عباس سريع الفهم قوي الحفظ، وكان فاهماً لجميع ما يسمعه من العلماء في مجالسهم.[3]

وقد عُرف الذكاء والفِطنة بالرغم أنّه عاصر عدداً ممّن اشتُهروا بهما، وقد عُرف أيضاً ببُعد النظر والحكمة وإصابة الرأي في سائر الشؤون،وقد وافق رأيه رأي الخليفة عمر -رضي الله عنه- في الكثير من المواقف المختلفة ، و كذلك خالف علي بن أبي طالب في بعض الأمور ونال إعجاب الخليفة بها في ذلك الوقت ، وحين ولّاه علي على الشام رفض عبد الله بن عباس الولاية علي الشام ، وأشار عليه بإخبار معاوية بن أبي سفيان بالأمر، حرصاً منه على عدم وقوع أي فتنةٍ  بين المسلمين، ممّا يدلّ على بُعد نظره في عواقب الأمور.[3]

وفاة عبدالله بن عباس

لقد اختلفت العديد من الروايات التي تتحدث عن السنة التي توفي فيها عبد الله بن عباس،  رضي الله عنه،  فقد قيل إن وفاته كانت في السنة الثامنة والستين للهجرة، وقد قيل أيضاً  في السنة الخامسة والستين، كما قد قيل أيضاً في السبعين، أو الحادية والسبعين، أو الرابعة والسبعين، إلّا أنّ المتفق عليه أنّ وفاة عبدالله بن عباس كانت في الطائف، كما أنه توفي  إثر مرضٍ أصابه لمدّة ثمانية أيامٍ، ولقد حظي ابن عباس بأحسن الذكر والثناء من علماء الصحابة والتابعين، فقال ابن مسعود عنه: نِعم ترجمان القرآن ابن عباس، وقال أبي بن كعب: هذا يكون حبر الأمة أُوتي عقلاً وفهماً، وقالت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “علم الناس بالحجّ، وقال الحسن عنه: كان ابن عباس من الإسلام بمكانٍ، ومن علم القرآن بمنزلةٍ رفيعةٍ.[1]