من هو حبر الامة
من هو حبر الأمة ولماذا سمي بهذا الاسم
حبر الأمة هو الصحابي عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن مناف بن قصي الهاشمي رضي الله عنه ، قد اطلق عليه حبر الأمة لكثرة ما يمتلكه من علم وفقه في الدين [1] .
حيث
لقب عبدالله بن عباس
بحبر الأمة و
ترجمان القران
، وهو ابن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ، كما ولد عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه، في عام ٦١٩ ميلادي ، قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث أعوام .
ويذكر أن النبي صلى الله علية وسلم ٣دقائق قام بالدعاء له حيث قال ” اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ” ، الله لنبيه فأتاه الله العلم والفقه ليصبح واحد من فقهاء الأمة الإسلامية .
والدته هي أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالية ونسبها يعود إلى هلال بن عامر ، وكان له خمسة أبناء وهم: العباس وهو أكبر أبنائه وكان يكنى به ، والثاني هو الفضل ، والثالث هو محمد ، والرابع هو عبيد الله ، وخامسهم وأصغرهم هو على أبو الخلفاء .
وقد انتقل عبد الله بن عباس إلى دار الهجرة بعد فتح مكة ، وقيل عنه كما جاء في رواية خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس قوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مسح على رأس عبد الله بن عباس وقام بالدعاء له بالحكمة .
و قد تم تولية عبد الله بن عباس جيش الإمام علي في معركة الجمل ، كم تم توليه حكم البصرة وقد وصفه الإمام على رضى الله عنه وأرضاه بقوله ” إن معاوية لم يكن ليضع لهذا الأمر أحدا و هو واثق برايه ونظره في عمر بن العاص .
وانه لا يصلح للتولي إلا مثله فعليكم بعبد الله ابن عباس فارعوه به فان عمرا لا يعقد عقدا إلا حلها عبد الله ، ولا يحل عقد إلا عنده ولا يبرم أمرا إلا نقضه ولا ينقض أمرا إلا ابرمه ” .
وقد رفض الخوارج توليته وكان عبد الله بن عباس قد حاج الخوارج في عدة مواقف وتفوق عليهم بحجته القوية وحكمته البالغة ، كما يعتبر عبد الله بن عباس من رواة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد عاصر عبد الله اكثر من خلافة حتي انه قد عاصر الخلافة الأموية ، ويذكر انه كان احد المقربين للصديق أبي بكر ، وكذلك عمر بن الخطاب ، كما انه قد تولي إمامة الحج في عام ٥٣ هجرياًوالذي وقام بإسناد الإمامة له هو الخليفة عثمان بن عفان .
كما قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتوليته ولاية البصرة في العراق ، وسمية بهذا الاسم حيث هو جامع القرآن الكريم .
مقتطفات عن حبر الأمة
- يذكر أن النبي قد بشر العباس بأن ولده عبد الله سوف يكون له شأنا عظيم في العلم ، وجاء بشرة النبي بعد أن راه جبريل حين كان جالسا مع النبي في الوقت الذي جاء فيه عبد الله لينقل خبرا عن رسول الله لوالده العباس ، فلما رآه جبريل أخبر النبي انه سيكون حاملا للواء السنة النبوية وانه سيكون عالما جليل .
- فقد كان عبد الله بن عباس يهتم بدراسة العلم منذ صغرة حتي انه قال لأحد أصحابه ذات يوم: ” هلم نتعلم الأحاديث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدركهم الموت فتخسر الأمة بذلك العلم العظيم الذي يحفظوه ” ، فقد كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه ينتظر عند باب الصحابي كي يتعلم منهم لوقت طويل دون أن يهتم لحرارة الشمس .
- وقد كان عمر ابن الخطاب دائما ما يقربه منه في مجالس الصحابة ، بل أنه كان يطلب رأيه في عدة مواقف رغم صغر سنه .
- ويذكر عن عبد الله بن عباس أنه أيضاً قام بتفسير قوله تعالى: ” إذا جاء نصر الله والفتح.. ” ، فقد سأله ذات يوم الفاروق عمر رضي الله عنه حين كانوا في مجلس مع جمع من الصحابة فسألة عن تفسير الآية ليخفره أنه اقتراب لوفاة النبي صلى الله علية وسلم ، وهو ما عجز عن تفسيره كثير من الصحابة .
- ومن أقواله رضي الله عنه جاءه رجل يدعي جندب وطلب منه أن يوصيه قال له عبد الله بن عباس: أوصيك بتوحيد الله والعمل وإقامة الصلاة وتأدية الزكاة ، فإن كل خير أنت آتيه بعد ذلك مقبول وإلى الله مرفوع ، إن لن تزداد من يومك إلا قرباً، فصل صلاة مودع وأصبح في الدنيا كأمك غريب مسافر فإنك من أهل القبور ، وابك على ذنبك وتب منه ولتكن الدنيا أهون عليك من نعلك ، وكأن قد فارقتها وصدرت إلى عدل الله ولن تنتفع بما خلفت ولن ينفعك إلا علمك .
- وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه أيضا: تمام المعروف تعجيله وتصغيره وستره ، أي أن: أن تعجل العطية لمن تعطيها له وأن تصغر في عين المعطي ، وان تقوم بسترها عن أعين الناس فلا تقوم بإظهارها ، فإن في إظهارها فتح باب للنفاق وكسر قلب لمن تعطيه وخجله من الناس .
- وجاء عن عبد الله بن بريدة أن أحد من الرجال قام بشتم عبد الله بن عباس فقال: إنك لتشتمني وفيّ ثلاث خصال إني لآتي على الآية من كتاب الله لوددت أن الناس علموا منها مثل الذي أعلم ، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يقضي بالعدل فأفرح به ، ولعلى لا أقاضي إليه أبدا وإني لأسمع بالغيث الذي يصيب الأرض من أرض المسلمين فأفرح به ، وما لي بها من سائمة أبدا .
- وجاء على لسان الواقدي أن أحد الرجال سأل عب الله بن العباس عن تفسير قوله تعالي: ” أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ” ، فأجابه ابن العباس أن السماء كامت رتقا أي لا تمطر ، وأن الأرض كامت رتقاً لا تنبت ففتق الله السماء بالمطر وفق الأرض بالنبات .
مواقف ابن عباس
- قيل عن عبد الله بن عباس أن بعد موته خرج من كفنة طير أبيض يطير نحو السماء ، وهو ما جاء على لسان جعفر والذي قال أيضا بأن والده كان يحب عبد الله بن عباس حبا جما .
- وجاء على لسان محمد بن محمد بن النعمان وهو أحد أكبر شيوخ الشيعة أن أمير المؤمنين على بن أبي طالب كان يقوم بالعشاء عند الحسين رضي الله عنه ليلة ، وعند الحسن رضي الله عنه ليلة، وعند عبد الله بن عباس رضي الله عنه ليلة .
- وقد جاء على لسان عبد الله بن عباس قوله عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه كلن رضي الله عنه رحيما بالفقراء ، ومقرأ للقرآن، وناهياً عن المنكر ، وعارفا بدينه وكان شديد الخوف من الله ، ينهي عن المنهيات ويأمر بالمعروف ، وكان رضي الله عنه وأرضاه يقوم الليل ويصوم النهار ، فقد كان يفوق الصحابة في إمانه وزهده .
- وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه أيضا: تمام المعروف تعجيل هو تصغيره وستره ، أي أن: أن تعجل العطية لمن تعطيها له، وأن تصغر في عين المعطي، وان تقوم بسترها عن أعين الناس فلا تقوم بإظهارها، فإن في إظهارها فتح باب للنفاق، وكسر قلب لمن تعطيه، وخجله من الناس .
وفاة حبر الأمة عبدالله بن عباس
توفي حبر الأمة عبد الله بن عباس في عام ٨٦ هجريا عن عمر ناهز السبعون عاما ، وقد وافته المنية وهو في مدينة الطائف ، ومن قام على دفنه هم: على بن عبد الله بن العباس .
ومحمد بن الحنفية ، والعباس بن محمد بن عبد الله بن العباس ، ومن أقواله رضي الله عنه ، جاءه رجل يدعي جندب وطلب منه أن يوصيه قال له عبد الله بن عباس: أوصيك بتوحيد الله والعمل وإقامة الصلاة وتأدية الزكاة .
فإن كل خير أنت آتيه بعد ذلك مقبول وإلى الله مرفوع ، إن لن تزداد من يومك إلا قربا ، فصل صلاة مودع وأصبح في الدنيا كأمك غريب مسافر فإنك من أهل القبور .
وابك على ذنبك وتب منه ولتكن الدنيا أهون عليك من نعلك ، وكأن قد فراقتها وصدرت إلى عدل الله ولن تنتفع بما خلفت ولن ينفعك إلا علمك .