خصائص شعر الفتوح

ما هي خصائص شعر الفتوح

إن شعر الفتوح هو شعر الدولة الإسلامية، الذي تميز بالرقة والبساطة، وأبتعد عن غلاظة الجاهلية وفظاظتها الغير مقبولة في الدين الإسلامي، كما أبتعد عن الخلاعة والشعر الذي كان يهتم بالشهوات والكلمات الناعمة والغزل، إذ أصبح الشعر يليق بالدولة الإسلامية وعصر الشريعة والهدى، حيث جاء الدين الإسلامي ليطور كافة المجالات، ويجعل الجميع يهتدي إلى الدين الحق، ومن شأن الشعر في عهد الدولة الغسلامية أن يدعوا الناس لعبادة الله الواحد الأحد، ويدعوا للقول الحسن والتقرب لله ورسوله بكل قول وعمل، وتمثلت خصائص شعر الفتوح في[1]:

  • اتسم شعر الفقتوح بالقول الحسن والكلمة الناعمة الخفيفة، متمثلاً بالقرآن الكريم الذي أهتم بهداية الناس وتنويرهم، وهديهم للدين والذكر الحكيم، دون غلاظة ولا ترويع، ولا فظاظة، فكان الشعر متأثر بالقرآن الكريم بشكل كبير.
  • الالتزام بالإيجاز فكام الشعر موجز، ومعبر ولا يسترسل الشعراء في القول، فظهرت القصيدة القصيرة، والأبيات الخفيفية، عكس ما كان الامر في الجاهلية.
  • وحدة الموضوع، التزم الشعراء بوحدة الموضوع، فكانت كل قطعة فنية تشتمل على معنى واحد لا أكثر، وكانوا الشعراء لا يزيدوا عن المعنى لتحقيقف الوحدة.
  • سهولة اللفظ، كانت الأشعار في عهد الفتوح خفيفة اللفظ، لكي يفهمها كل الناس، ويدركها الكبير والصغير، لأن الهدف كان واضح وهو الدعوة للدين الحنيف.
  • التفاخر بالفتوحات الإسلامية، كان الهدف الأساسي من أشعار الفتوح هو التفاخر بما يفعله المجاهدين في سبيل الله، وكانت الدعوة هي الهدف الأساسي لا التفاخر بالشعر.
  • العزوف عن تقاليد اتلجاهلية، إذ أختفت العنجهية والتفاخر بالأنساب والمال والجاه، وأصبح الدين هو المغزى، لذا فأختفى الشعر الذي يدعوا للعنصرية والقبلية، والتفاخر بالأنساب، وظهر شعر الدعوة والالتفات للقرآن والسنة.
  • تميز شعر الفتوح بالتعبير عن روح الجماعة، وتحدث عن المسلمون جميعاً على إنهم كتلة واحدة ونسيج واحد، ولا فرق بينهم، حيث هذه دعوة الدين الغسلامي لترك التفاخر باللون والعرق والجنس، والرجوع إلى الله، والتمسك بالدين والشريعة، التي لا تميز بين عربي ولا أعجمي.
  • اشتمل شعر الفتوح على اخبار الجيوش، حيث وصف شجاعة الرجال، وكيفية الدفاع عن بلادهم ودينهم وكيف كانوا أسوة حسنة لغيرهم في البلاد التي فتحوها.
  • بدأت

    الفتوحات الاسلامية بالترتيب

    من غزوة بدر، فكان الشعراء بمثابة ناقلين للتاريخ الإسلامي والغزوات والفتحوات، التي أبلى الجنود فيها بلاء حسن، وكانوا خير قدوة للدين، فتلك القصائد والكتابات، هي الناقل التاريخي الحقيقي، الموضح لتالايخ المسلمين.
  • اهتم الشعراء اهتمام كبير، بوصف البلاد التي فتحها المسلمين، وتحدثوا من خلال أشعارهم عن الثقافات والديانات التي يعتنقوها ، كما وضحوا الطباع والشكل المعيشي لكل دولة، ومن

    أهم شعراء الفتوحات الاسلامية

    كعب بن زهير، والحطيئة وابن مقبل والأخطل، والخنساء رضي الله عنها، وغيرهم الكثير، ممن كانوا بمثابة دعاة للدين الإسلامي الحنيف.
  • التفاخر بالنصر، وكيفية كان جند الله في الحرب، حيث كان يصف الشعراء المجاهدين والشهداء بجنود الله، وذلك من رقة الوصف، وحسن المنى، فما أجمل ذلك الوصف، حيث يزيد الحماسة، ويدفع للجهاد بالنفس والروح، ويهون الصعاب.
  • وضوح المعنى، لم يهتم الشعراء كما كان في سالف الزمان، والعهود السابقة بالاستعارات، والحديث من وراء ستار، بل أهتموا بشكل كبير بالوصف الواضح، والكلام الصريح، لأنهم كانوا يريدوا أن يصل المعنى لكل الأشخاص بوضوح شديد وصراحة مطلقة، لكي يدخلوا في دين الله أفواجاً.
  • الإيجاز والقصد، من أهم سمات شعر الفتوح الإيجاز والثقصد، بمعنى أن القصد واضح من الكلمة، وهي تعرض بشكل موجز وبسيط.
  • التأثر بقول القرآن الكريم، وأخذ الكلمات ونسخها منه، حيث إن الشعراء كانوا هم من يحفظوا القرآن الكريم، لأنهم لديهم القدرة على الوعي والحفظ، مما اثر على لفظهم وكلماتهم، فكان ذلك واضح بشكل كبير في أبياتهم وقصائدهم.

شعر الجهاد والفتوح الإسلامية

عندما جاء الدين الإسلامي الحنيف، أثر بشكل كبير في جميع مناحي الحياة، ومنهم الشعر وكلمة الشعراء، الذين عرفوا قدر المسؤولية الواقعة على عاتقهم، كون الشعر من سمات العرب، وأكثر الأشياء المؤثرة فيهم، لذلك كانوا الشعراء بمثابة دعاة للدين الغسلامي، واهتموا بأن يكونوا ناقلين للحضارة الإسلامية، والفتوحات وحكايات الأبطال والجيوش، وكان للشعر في تلك الحقبة عدة طوابع على النحو التالي[2][3]:

الطوابع الإسلامية في شعر الفتوح

ظهر الطابع الديني الإسلامي في شعر الفتوح، حيث تأثر الشعراء بشكل كبير بالدين الإسلامي، والشريعة فظهر ذلك في كتاباتهم، كانوا نبراس للدين والدعوة:

صدور الشعر عن روح الإسلام

تغير شكل الشعر تغير جذري كبير، فلم يعد مكان لشعر الغزل والحب والإحساس المرهف، بالمحبوب، وسيطر الخجل والإنتماء للدين وتعليماته، وكان التغزل في كلمات القرآن الكريم والحب للاحاديث والأهتمام بالقول الحسن، والكلمة الطيبة.

  • ظهرت القصائد القصيرة، والأبيات المقتضبة، التي تخدم المعنى وتصل الرسالة بشكل واضح وصريح، ولا سيما أن الوحدة التي انتهجها الشعراء جعلت القصائد تقتصر على معنى واحد، فلا مجال للاسترسال.
  • ومن الابيات التي ظهرت فيها ورح الإسلام ما قاله نافع بن الأسود التميمي، حيث يقول:
  • ولما أتى الإسلام كانوا أثمة، وبادوا معدا كلها بالجرائم
  • إلى هجرة كانت سناء ورفعة، لباقهم فيهم وخير مواغم
  • فجاءت بيهم في الكتائب نصرة، فكانوا حماة الناس عند الظعائم
  • فصفوا لأهل الشرك ثم تكبكبوا، وطاروا غليهم بالسيوف الصوارم

كما ظهرت الديمقراطية الغسلامية في الشعر، فالدين الإسلامي الحنيف خير داع للديمقراطية، والحرية في العقيدة والفكر، فكتب الشعراء عن الأمر والشورى، وكيف كان يأخذ الحكام رأي الرعايا، وكيف كانت تدار الدولة بالديمقراطية والحرية، فلم يرغم المسلمون أحد على الدخول في الدين الحنيف أبداً.

ظهر ت أثار تطبيق الحد علفى المنحرفين المجرمين في الأشعار الخاصة بالجهاد والفتوح، فكان الشعر في الدولة الإسلامية دعوة صريحة لتوضيح التشريع السليم والمقاصد الدينية.

أحاسيس ومشاعر دينية

ظهرت المشاعر والأحاسيس الدينية في الدعوة إلى الدخول في الدين الغسلامي، كما ظهرت في وصف الجند والجيش، فكما ذكرنا كانوا يدعوا بجنود الله، وكان هذا هو الوصف المقرب لقلوب المسلمين والمجاهدين، الذين توحدت كلمتهم باسم الله، وعقدوا النية على الجهاد في سبيل الله، والمسلم الحق هو من رق قلبه، ولان، وكان قلبه معلق بالله، ودمعه قريب عندما يذكر الله تعالى، فكانت الكلمات لها بريق كبريق السيف، فالمجاهد في الحرب بسيفه، والشاعر بكلمته وأبياته، كلاً عرف دوره، وأجاده، فكانت الدولة الإسلامية ناجحة وشامخة.

وصف الشعراء

مراحل الفتوحات الاسلامية

، كما لو يشاهدها المستمتع، لأنهم يتحملوا المسؤلية كاملة، ولديهم الشعور بأن على عاتقهم مسؤولية نقل الحضارة، وبس الروح المعنوية الإيجابية.

معاني إسلامية خالصة

كما كانت

خريطة الفتوحات الإسلامية

، حافلة ومشرفة، كانت القصائد الخاصة بالفتوحات عامرة بالمعاني والكلمات الجهادية الخالصة، كما تأثرت بالدين الإسلامي، فأقتبس الشعراء من القرآن والسنة، فكان المرجع الأساسي لهم الذكر الحكيم، وسنة النبي العظيم.

الطوابع الشعبية

أخذت سيرة الفتوحات تنتشر بين الناس، ويكثر الحديث عن ما فعله المجاهدين والمحاربين، فكان حديث البطولة يتنوع بين الواقع والأسطورة، كما كانت قصص الفرسان حديث الشعراء ليل نهار، مما دفع الشباب المسلمين للرغبة في الجهاد، وحب الذهاب للبلاد التي فتحها الآباء والأجداد.