لماذا نتعلم التوحيد
معنى التوحيد
التوحيد في اللغة ، هو مصدر خماسي مشتق من الفعل ” وحد ” بمعنى الإفراد وعدم التعدد ، وجعل الشيء مميزًا عن باقي الأشياء ، والتوحيد اصطلاحًا ، كما جاء في الشريعة الإسلامية يعني إفراد الله عز وجل وحده بالاعتقاد ، والعبادة ، والعمل ، وهو الإيمان بأن الله وحده هو الخالق المحيي المميت وخالق الخلق ورب الكون .
كما أن التوحيد يعني الاعتقاد والإيمان بأن الله واحد أحد ، فرد صمد، لا شريك له ، وهو المستحق الأوحد بالعبادة ، علاوة على ذلك فإن دخول الإسلام يعتمد على نطق الشهادتين ، والتوحيد وحده هو نصف الشهادتين ، مما يعني إن
منزلة التوحيد
كبيرة للغاية .
أقسام التوحيد
ينقسم التوحيد إلى ثلاث أقسام نتعرف عليها فيما يلي :
توحيد الربوبية
: يعرف توحيد الربوبية بأنه الإيمان بأن الله تبارك وتعالى مالك كل شيء ومليكه ، وهو مقسم الأرزاق ورب الكون ، ورب الخلق ورب كل شيء ، وله الأمر وله الحكم.
توحيد الألوهية
: يعني توحيد الألوهية أن الله جل وعلا إله الكون الأوحد ، ولا تكون العبادة إلا إليه ، وبالتالي يعني أنه لا يجوز إشراك أحد سواه في توحيد الألوهية ، لذلك فإن كل من يتخذ إله آخر مع الله يكفر ، كما فعل السابقون عندما عبدوا الشمس ، والكواكب ، والنجوم التي هي من صنع الله في الأساس .
توحيد الأسماء والصفات
: يعرف توحيد الأسماء ، والصفات بأنه إفراد الله عز وجل بأسمائه ، وصفاته التي لا تجوز لغيره ، وهو الحي القيوم الرحمن الرحيم .[1]
ما الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية
هناك فرق من عدة جوانب بين كل من توحيد الألوهية ، وتوحيد الربوبية ، نتعرف عليها في النقاط التالية :
- يبين الاشتقاق اللغوي الفرق بين توحيد الألوهية ، وتوحيد الربوبية ، حيث تعني الربوبية ملك الشيء ، وكون الله الرب ، والمالك ، والسيد ، أما الألوهية فيأتي من التأله ، وهو استحقاق الله بالعبادة وحده دون شريك آخر .
- علاوة على ذلك فإن توحيد الربوبية ، يتعلق بأفعال الله جل وعلا ، أما توحيد الألوهية ، فيتعلق بأفعال العباد .
- كما أن توحيد الربوبية يعني أن جميع الخلق يقر بأن الله هو رب الكون ،ورب كل شيء إلا من يشذ عن هذا مثل الملحد ، أما توحيد الألوهية ، فلا يقر به إلى المرء المسلم والمؤمن .
- كذلك فإن المدلول الخاص بتوحيد الربوبية يعتمد على العلم ، والاعتقاد ، أما مدلول توحيد الألوهية ، فيعتمد على الأفعال وهي أفعال العباد .
- يلزم توحيد الربوبية توحيد الألوهية ، وذلك لأن من يؤمن ، ويقر بأنه الله هو خالق الخلق ، ورب الكون ، ورب كل شيء يدرك أنه لا يوجد معبود آخر يستحق العبادة ، والعمل سوى الله عز وجل .
شروط التوحيد
هناك مجموعة من الشروط يجب أن تتوافر ، ويأتي بها المرء الموحد لكي تكتمل جوانب التوحيد ، وهم كالآتي :
- العلم المنافي للجهل ، وهو أن يعلم المرء أنه لا يوجد معبود يستحق العبادة سوى الله ، وأن كل الأمر بيده .
- اليقين المنافي للشك ، وهو أن يوقن المرء بأن التوحيد حق ، وكل ما دونه باطل .
- القبول المنافي للرد ، وهو قبول المرء لما ما يتضمنه التوحيد .
- الانقياد المنافي للترك ، وهو انقياد المرء لكل ما يتضمنه التوحيد ، والبعد عما يخالفه .
- الصدق المنافي للكذب ، وهو تصديق المرء بلا إله إلا الله بالقلب والفعل .
- الإخلاص المنافي للشرك ، وهو إخلاص العبادة لله وحده .
- المحبة المنافية للبغض ، وهي حب المرء للتوحيد حبًا كاملًا ولدلالتها وأهلها ، وبغض الشرك ، وأهله و، دلالته بالإضافة إلى ذلك .
لماذا نتعلم التوحيد
يجب على المسلم أن يتعلم التوحيد ، ويعي بكافة جوانبه ، ويعرف الفرق بين أنواعه ، وذلك لأن التوحيد يعمل على الإبقاء على عقيدة المسلم صحيحة ، وبعيدة عن الوقوع في شرك البدع ، مثل التوسل إلى الأولياء ، أو من كانوا من الصالحين ، وإقامة الموالد لهم ، وكل هذا من البدع وما يضر عقيدة الإسلام الصحيحة ، ولهذا السبب ، فإن التوحيد يعين المسلم على الالتزام والبعد عن الانحرافات .
علاوة على ذلك فإن التوحيد هو طريق الجنة ، التي يكافئ الله عز وجل بها عبادة المخلصين والمتقين ، حيث يساعد التوحيد عباد الله المخلصين في الحفاظ على عقيدتهم .
كما أن
أهمية منزلة التوحيد
، للمسلم تكمن في أنه تبعث في نفسه الطمأنينة والرضا ، وذلك لأن التوحيد يجعل المرء يعتقد أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله عز وجل له ، وأن قدره كله خيره مهما كان ، وأن الله هو الملجأ والمنجي دائمًا .[2]
فوائد التوحيد
يعود التوحيد على المرء بمجموعة كبيرة من الفوائد ، والتي نذكرها فيما يلي :
- يساهم التوحيد في أن يحصل المرء الموحد على خير الدنيا ، وخير الآخرة معًا .
- يقي اكتمال التوحيد في قلب المرء من النار .
- قبول أعمال العباد سواء الأعمال الكبيرة ، أو الأعمال الصغيرة .
- سهولة الإقدام على فعل الخيرات .
- الحث على البعد عن المنكرات ، وتجنبها .
- تفريج كرب الدنيا والآخرة .
- يحث التوحيد المرء على الصبر على الابتلاءات والمصائب .
- يحرر التوحيد المرء الموحد من إتباع المخلوقات ، أو العمل من أجلهم ، أو الخوف منهم ، وذلك لأن التوحيد يعز المرء بكونه عبدًا لله عز وجل .
- التوفيق في كل مسعى والهداية .
- ينشرح صدر المرء الموحد بالتوحيد ، وتكفر سيئاته ، وتغفر ذنوبه .
تحقيق التوحيد
يتحقق التوحيد عند نطق الإنسان وايمانه بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، وذلك عند اكتمال
مراتب تحقيق التوحيد
، وهما كما يأتي :
- الدرجة الأولى ، أو المرتبة الأولى تتمثل في ترك ، وتجنب الشرك بالله تعالى بمختلف أنواعه سواء الشرك الأكبر ، أو الشرك الأصغر ، أو الشرك الخفي ، وكذلك ترك البدع بمختلف ، وكافة الأنواع ، والأشكال ، والبعد عن الأعمال المكروهة ، والمعاصي المنهي عنها .
- الدرجة الثانية المستحبة ، تتمثل في ترك كل ما يتعلق به القلب ، وتخليته فقط لله عز وجل ، والتوجه إليه تعالى وحده .[3]