هل تعلم ” اخر من مات من الصحابة “
من هو آخر من مات من الصحابة
هل تعلم إن اخر من مات من الصحابة هو الصحابي أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميس بن جدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناه بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار الليثي الكناني وقيل أن اسمه هو عمير بن جحش وقيل أن اسمه حميس بن جري وكنيته أبي الطفيل وهو من أصغر الصحابة سناً وحامل راية كنانة وقائدها كما لقب بفارس صفين وشاعرها كما لقب بسيد كنانة وحبيب علي عليه السلام ، وقد توفي في عام اثنين ومائة ، وقيل عشر ومائة بمكة المكرمة حيث كان سيداً من سادات قومه وكان شاعراً فصيح في اللغة ، وكان يردد الشعر ببلاغة عاليه كما كان محافظاً على دينه ، ودعوة الناس إلى الدين الإسلامي وكان الصحابي أنس بن مالك قد كان توفي قبله سنة 93 للهجرة .[1]
مكانة الصحابي عامر بن واثلة الكناني
هو من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم واسمه عامر بن واثلة الكناني وكنيته أبي الطفيل قد ولد في عام ثلاثة بعد الهجرة خلال معركة أحد وفي روايات قبل عام أحد بكثير وكان من الصحابة الاجلاء وكان من المؤرخين الني كانت توضح التاريخ الإسلامي وكان كاتبا لجميع الأحداث التي عاصرها مع الصحابة والرسول وكان من أفضل سادات قريش وله مكانة عالية بين قوم قريش وقد نقل العديد من سنن المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم منها استلام الحجر الأسود فعند أبي داوود أنه رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت وعلى راحلته يستلم الركن بمحجنه ثم يقبله.
وهو آخر من مات من الصحابة وقد توفي سنة 102 هجرية ، وقيل سنة 100 هجرية ، وقيل سنة 107 هجريه ودفن بمكه وكان من شيعة الإمام علي وقد رأى النبي عليه السلام في حجة الوداع وهو يستلم الركن بمحجنه وقال سيف بن وهب دخلت بمكة على عامربن واثلة الكناني فقال لي أنا ابن تسعين سنة ونصف سنة وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أدرك مع الرسول ثماني سنين من حياة الرسول عليه السلام.
روى أبو الطفيل أحاديث قليلة عن النبي عليه السلام ولكنه روى أحاديث كثيرة عن كبار الصحابة كحذيفة ، ومعاذ بن جبل والإمام الحسن ، والإمام علي، والإمام السجاد وهو من حمل راية المختار في ثورته عندما أراد أن يأخذ حق من قتل الإمام الحسين وشارك هو وابنه في نهضة عبد الرحمن بن الأشعث على الحجاج وكانت له مواقف مشهورة وقوية آنذاك.
عاش الصحابي فترة طويلة مع الإمام علي حيث كان يشارك معه في كل المواقف والحروب التي خاضها أمير المؤمنين وبعد استشهاد الإمام علي قد رجع إلى مكه وتلقى من الإمام علي كافة الدروس الدينية ، والعلمية وذهب في عهد حذيفة بن اليمان إلى الكوفة ومنها إلى المدائن .
أجمل صفات الصحابي عامر بن واثلة الكناني
من أجمل صفات الصحابي عامر بن واثلة الكناني الإخلاص والوفاء حيث أنه كان يحب أصدقائه بكل اخلاص وكان ملازماً للرسول ويشاركه في كل الأمور وخاصة في الثماني أعوام الأخيرة من حياة الرسول وكان يشارك الإمام علي في كل الحروب والمواقف كما أنه كان مرهف الإحساس صادقا في كل ما ينقله كما كان عالما ، شاعرا، فارسا.
وقد قال وهب بن جرير: سمعت أبي يقول كنت بمكة سنة عشر ومائة فرأيت جنازة أبو الطفيل حيث كان محبوباً بين قومه وله مكانة عالية ومن أشراف وسادات قومه حيث عاش مراحل انطلاق الإسلام ودعوة الرسول عليه السلام التي كانت من أجمل ما جاء به النبي كما أنه عاش الكثير من الدول التي أقيمت سواء كانت العباسية أو الإسلامية وقد شارك مع علي العديد من المواقف في الجمل، وصفين ، والنهروان وقد حزن كثيرا لأنه لم يتبقى من الصحابة أحد فكان يقول (لم يبق من السبعين غيري)ويقصد بذلك السبعين صحابي الذين كانوا مع علي يوم صفين كما أنه كان مناضلا حيث رافق علياً وأولاده طوال حياته مضحياً بنفسه وأولاده وأحبته وعندما وصل عمره المائة سنة تولى بنو أمية الخلافة وقد حولوا الدين إلى مركزاً لتحقيق مصالحهم وأغراضهم السياسية كما كان يتسم بالولاء الراسخ واليقين الخالص الذي لا يعكره أي صعاب .
عاصر عامر الكثير من النكبات والأحداث الصعبة في عهد معاوية بن أبي سفيان ، وكذلك عبد الملك والوليد وكان يتمنى الشهادة منذ يوم صفين عندما كان عمره 34 عاما عندما كان يحمل راية قومه كنانة فخوراً بنفسه متباهياً من أجل إعلاء كلمة الحق فيخفق قلبه للشهادة بين يدي أمير المؤمنين فقد قال (يا أمير المؤمنين إنك أنبأتنا إن أشرف القتل الشهادة وأحظى الأمر الصبر وقد والله صبرنا حتى أصبنا فقتيلنا شهيد وحينا ثائر فاطلب بمن بقي ثأر من مضى فإنا )
وقد كان يكتب الشعر ويتنغم به وله أشعار ودوواين جميلة تتحدث عن نصرة الدين وإعلاء كلمة الله تعالى وظلت أصداء أبياته تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل ومن تلك الأبيات (حامت كنانة في حربها وحامت تميم وحامت أسد وحامت هوزان يوم اللقاء فما خام منا ومنهم أحد) كما كان يروي العديد من الأحاديث الشريفة بحق أهل البيت منها أهل بيتي كسفينة روح، وحديث الثقلين، وحديث الطير ومن أقوال أمير المؤمنين عن عامر بن واثلة وعن مكانته حيث قال (يا أبا الطفيل والله لو دخلت على عامة شيعتي فحدثتهم ببعض ما أعلم من الحق في الكتاب الذذي نزل به جبريل عليه السلام على أفضل الخلق سيدنا محمد يا أبا الطفيل إن رسول الله قبض فارتد الناس ضلالاً وجهالاً إلا من عصمه الله بنا أهل البيت).[2]
الحروب التي خاضها عامر بن واثلة الكناني
خاض عامر بن واثلة الكناني ثلاث حروب مع أميرالمؤمنين حيث كان يثأر لدم الإمام الحسين عليه السلام كما شارك هو وابنه مع المختار في ثورته وقد قتل ابنه في تلك المعركة وكتب في ذلك أبوه ما تسمى بقصيدة البائية المفجعة.
كما له مواقف قوية في الحروب التي شارك فيها منها معركة صفين ، والجمل ، والنهراوين وأحد مواقفه التي ذكرها المؤرخون أن علياً عليه السلام كان يعتمد ويثق فيه في كل الأمور الصعبة وعندما تشتد الحرب كان يقف مثل الاسد الشجاع المقدام يقاتل ويكون دائماً في الصفوف الأولى في القتال لذلك كان يعرف بالمناضل الشجاع لقوته ، وإجتهاده وسعيه للنصر، والإستشهاد من أجل الحق ، ونصرة المظلوم.