ما هي محظورات الاحرام
يشير مفهوم الاحرام إلى حالة الطهارة التي يجب على الحاج أن يقوم بها لأداء فريضة الحج أو العمرة أو كليهما قبل دخول محيط مكة المكرمة ، وبعد نية الإحرام ، يجب على الحاج أن يلتزم بنواهيها ، يُعرف الفرد في حالة الإحرام بالمحرم ، والثوب المكون من قطعتين الذي يرتديه الرجال يشار إليه أيضًا باسم الإحرام.[1]
والإحرام قبل كل شيء هو حالة روحانية خالصة، يتم بموجبها تأسيس علاقة روحية مع الله والتخلي عن أباطيل العالم، وهو يشير أيضًا إلى المساواة بين البشرية جمعاء ، بغض النظر عن الجنس أو الطائفة أو الأصل العرقي أو المرتبة أو الثروة ، فالجميع متساوٍ أمام الله.
محظورات الاحرام
يدخل المرء في الإحرام بنية الحج أو العمرة وقراءة التلبية، وهناك أشياء وأفعال معينة نُهي عنها وقت الإحرام، وهذه تسمى محظورات الإحرام وهي كالتالي :
- حلق شعر الرأس لقول الله تعالى : “ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله” [البقرة 2: 196]، وزاد العلماء في النهي عن حلق الرأس ، بتحريم حلق شعر البدن، وقص الأظفار.
- استعمال الطيب بعد الإحرام ، سواء في الثوب أو البدن، أو عند غسل المحرم أو بأي شكل من الأشكال.
- الجماع ، أو مس الزوجة بشهوة ؛ وعدم التقبيل أو التصرف بطريقة يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات جنسية.
- الصيد ، وأما قطع الشجر فلا يحرم على المحرم إلا ما في الأميال، أي حدود الحرم، وهو القطع المحرم سواء كان محرما أم لا ، ولهذا يجوز قطع الأشجار في عرفة وإن كان محرماً؛ لأن النهي عن قطع الأشجار مرتبط بالحرم لا بالإحرام.
- النهي الذي ينفرد به الرجال، هو لبس القمصان والرداء والسراويل والعمائم والنعال الجلدي، إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم – استثنى من لا يجد إزاراً، قد يلبس البنطال، ومن لا يجد نعالاً، وقد يلبس النعال الجلدية.
- وقد وصف العلماء هذه الأشياء الخمسة بأنها لبس المخيط، فيخيل عامة الناس أن لبس المخيط هو لبس الثياب المخيطة ، ولكن ليس هذا ، ومراد العلماء من ذلك : لبس ما يفصل البدن أو بعضه، كالقميص والسراويل، وهذا ما قصدوه، ولهذا إذا لبس الإنسان رداءً أو إزاراً عليه رقع فلا بأس، وإن لبس قميصاً منسوجاً من غير خياطة حرام.
- ومن نواهي الإحرام الخاصة بالنساء، النقاب؛ وهو الحجاب الذي يغطي الوجه ويترك العينين مكشوفين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، وينطبق حظر مماثل على البرقع، فإذا أحرمت المرأة فلا تلبس النقاب أو البرقع، ويشرع لها أن تترك وجهها مكشوفاً إلا إذا مر عليها رجل أجنبي ، وجب عليها ستر وجهها، ولا يضر أن يمس هذا الغطاء وجهها.
- حظر الدعاء على شخص آخر، أو استخدام لغة غير لائقة وإهانة الآخرين وإيذاء مشاعر الآخرين.
- وأما من فعل شيئاً من هذه المحرمات نسياناً أو جهلاً أو اضطراراً لذلك فلا كفارة عليه، وهناك العديد من النصوص القرآنية تدل على أن من فعل أحد المحظورات نسيان أو جهل لا كفارة عليه.
- وإذا تذكر الشخص الذي نسي فعليه أن يتوقف عن الفعل المحظور ، وإذا علم الجهل به فعليه التوقف عن ذلك أيضًا ، وإذا رفع الضغط عن من تم إجباره عليه التوقف عن فعل الشيء الممنوع، فمثلاً: إذا غطى محرم رأسه لأنه نسي، ثم تذكر، فعليه أن ينزع الغطاء ، وإذا غسل يده بالرائحة ثم تذكر ، فعليه أن يغسلها حتى ينزع العطر عنها وهكذا.[2]
شروط الإحرام
لخص أهل العلم
احكام الاحرام
في مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر لأداء الإحرام بشكل صحيح وهي:
- النية : ويجب أن تكون النية في الميقات أو بالقرب من الميقات وأنت تتجه نحوها، والنية محلها القلب على الرغم من أنه من المستحب أيضًا نطق النية شفهيًا، وبمجرد دخولك في الإحرام بنية معينة، لا يمكنك تغيير هذه النية لأداء نوع آخر من الحج، على سبيل المثال، إذا كنت قد نويت أداء فريضة الحج، فلا يجوز لك تغييرها لأداء العمرة وحج التمتع لاحقًا.
- الاعتناء بنظافتك الشخصية : تمشيط شعرك، وقص أظافرك، وإزالة شعر الجسم غير المرغوب فيه، وللرجال، تشكيل لحيتك وتقليم شاربك.
-
أداء الغسل : وحول سؤال البعض
هل يجوز لبس الإحرام بدون غسل
، فيجب عليك أداء الغسل، وهو عمل موصى به للغاية لمن يعتزم الإحرام وقبل لبس ثياب الإحرام , وعن سؤال البعض حول
هل يشترط الوضوء للاحرام
، فلا بأس في أن تتوضأ إذا لم يتوفر ماء للغسل. - وعلى المرأة التي في حالة الحيض أو النفاس أن تستحم وتدخل في الإحرام وتؤدي جميع مناسك الحج إلا طواف البيت حتى تطهر.
- لا يجب أن يرتدي الرجال أي ملابس مخيطة أو مفصلة، ويجب أن تكون ملابس المرأة عادية ومتواضعة، بحيث يكون لباس إسلامي مع غطاء للرأس من أي لون، ويمكن ارتداء الجوارب ولكن يجب كشف الأيدي والوجوه.
- أداء ركعتين بعد التحول إلى الإحرام، ويجب أن يتم ذلك قبل عبور الميقات، بشرط ألا تكون من الأوقات المحظورة للصلاة ، والمرأة في حالة الحيض ، لا تصلي الصلاة ، بل تنوي الحج أو العمرة مع ترديد التلبية.[1]
التلبية في الإحرام
بعد نية الإحرام يجب البدء في ترديد التلبية وهي “لبيك اللهم لبيك – لبيك لا شريك لك لبيك – إن الحمد والنعمة لك والملك – لا شريك لك”
على الرجل أن يقرأ التلبية بصوت مسموع، وعلى المرأة أن تقرأها بهدوء إلى درجة أن لا تسمعها بنفسها أو يسمعها أحد، ويستحب إرسال الصلاة على النبي – صلي الله عليه وسلم – والدعاء بعد التلبية.
ويجب أن تقرأ التلبية قدر المستطاع في الحج والعمرة سواء كنت واقفًا أو جالسًا أو في السيارة أو تمشي، سواء كنت مع الوضوء أو بدونه، وفي حالة المرأة سواء كنت في فترة الحيض أم لا.
ويجب أن يبدأ الحجاج في نطق التلبية بعد فرض الإحرام ويستمرون في قراءتها حتى إلقاء الحصاة الأولى في جمرة العقبة في العاشر من ذي الحجة يوم النهر.
أما بالنسبة للمعتمر فيجب أن يبدأ بتلاوة التلبية بعد فرض الإحرام ويستمر حتى تقبيل الحجر الأسود أو لمسه أو تحيته في أول طواف العمرة.
بمجرد أن يتم تحديد النية ولفظ التلبية، تكون قد دخلت حالة الإحرام المقدسة، ويُعرف الحاج في دولة الإحرام بالمحرم، وبصفتك محرمًا، يجب أن تكون على دراية بنواهي الإحرام، ويجب أيضًا أن تكون واعيًا وواعظًا لله في جميع المناسبات، وأن تتحلى بالصبر وأن تظهر حسن الخلق.[1]