شرح حديث ” صَلِّ قَائِمًا فإن لم تستطع فَقَاعِدًا ”
لمن قال النبي صل قائما
قال الرسول صلى الله عليه وسلم صل قائماً، وكان النبي يقصد بهذا الحديث، عمران بن حصين، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و وضح له الصعوبة التي يمر بها فكان يعاني من مرض البواسير، وكان يصعب عليه الصلاه فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسألة عن الصلاة، وكان رسولنا الكريم يسهل علينا جميع امور الحياة، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلاةِ ، فَقَالَ : ( صَلِّ قَائِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ )، فقد فرض الله علينا الصلاة حيث لا يجوز على المسلم التجاهل عنها، أو حتى تأخيرها، وتعتبر الصلاة من أركان الإسلام.
شرح حديث النبي صَلِّ قَائِمًا فإن لم تستطع فَقَاعِدًا
جاء هذه الحديث حتى ييسر، على الذين يصعب عليه القيام للصلاة، وديننا يسر وليس عسر، فعندما ذهب عمران بن حصين إلى رسول الله وكان يشكو من ألم مرض البواسير، وهو مرض يصيب المعدة وهو عبارة عن ورم يكون في باطن المقعد، فقد سهل رسول الله عليه وقال له ((صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب)) رواه البخاري، ويشير معني الحديث الشريف إلى إذا لم تستطع أن تقوم لتصلى قائماً، فيمكنك أن تصلي قاعدا أي وانت جالس، وإذا لم تستطع أيضا فيمكنك أن تصلى على جنبك، أي تكون مضطجعا على جنبك اليمين، وهنا يشير الحديث إلى، وجوب الصلاة وانت جالس إذا كنت لا تستطيع، ووجوب الصلاة على جنبك العاجز عن القعود، فقد راعي الاسلام المريض وسهل عليه جميع الفروض.
صلاة المريض
الصلاة هي واجبة على كل مسلم، ففى قول الله تعالى ”وَجَٰهِدُواْ فِى ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦ ۚ هُوَ ٱجْتَبَىٰكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍۢ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَٰهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ ۚ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلَىٰكُمْ ۖ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ” فقد خفف الشرع عن اهل الاعذار الذين لا يتمكنو من أداء الصلاة على الصفة الصحيحة التي يأدونها غير المعذورين مثل المريض فلديهم الكثير من التيسيرات الشرعية حيث هناك بعض التيسيرات للمريض في الصلاة مثل :
أنه لا يجب على المريض أن يصلي قائماً قدر ما استطاع فإن عجز عن ذلك، فيمكن أن يصلي جالسا فإن عجز عن ذلك أيضاً، فيمكنه أن يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه، والمستحب أن يكون على جنبة اليمين إن أمكن ذلك، فإن عجز على ذلك أيضا يمكنه أن يصلي مستلقيا ورجلاه في اتجاه القبلة، من كان يقدر على القيام، ولكن عجز عن السجود أو الركوع صل قائماً وأومأ بالركوع ثم جلس وأومأ بالسجود، ومن عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما ويجعل السجود أخفض من الركوع، ومن عجز عن السجود فقط، ركع واومأ بالسجود، ومن لم يستطيع أن يحني ضهره يمكنه أن يحني رقبته، ومن عجز عن الحركة تماماً وعن الإيماء برأسة، صَلِّ بقلبة فيقرأ وينوي بقلبة القيام والركوع والرفع منه، والسجود والرفع منه، الجلوس بين السجدتين والجلوس للتشهد، ومتى قدر المريض في أثناء صلاة على ما كان عاجز عنه من قبل، من القيام أو الركوع أو السجود أو إيماء انتقل إليه حيث يكمل صلاتة من حيث وصل ولا يلزم إعادتها من البداية.
ومن كان مريضاً وترك صلاة، يجب عليه قضاؤها حسب استطاعته، ما دام عقلة ثابتا، ولا يجوز له تركها حتى يحين وقتها في اليوم التالى، من يترك الصلاة وهو على مرض فهذا لا يجوز ولا أصل له في الشرع، وإن شق على المريض أن يقيم كل صلاة في وقتها فيحق له الجمع بين صلاتي الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير.
الوضوء للمريض
الوضوء شئ واجب حتى تصح صلاتك، فيجب عليك الطهارة وتكون، بغسل اليدين والوجه والراس والرجلين، فكما جاء في قول الله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)
- فيجب على المريض الطهارة مستخدماً الماء، فيتوضأ من الأصغر ويغتسل من الأكبر.
- يجب على المريض قبل الوضوء الاستنجاء بالماء، ويمكن أيضاً الاستنجاء مستخدماً أحجار الطهارة فهذه الاحتجاز تزيل عين النجاسة.
- فإذا صعب على المريض الوضوء مستخدماً المياه، فيمكن أن يتيمم، ويكون التيمم عن طريق الضرب باليدين على التراب، ويكون التراب طاهراً ويقوم بالمسح على وجهه بباطن أصابعه.
- إذا صعب على المريض أن يتوضأ بالماء أو يتيمم بنفسه وضأه أو يممه غيرة.
- ومن كان لدية جروحا في مكان الطهارة، فإن صعب علية غسله، فيمكنه أن يتيمم عنه.
- الشخص الذي يعاني من كسور أو يضع جبيرة، يجوز له أن يمسح عليها فقط بالماء.
- إذا كان المريض يستطيع أن يتوضأ، بكل أجزاء الوضوء إلا مكان معين، فهذا يمكن أن يتيمم عنه.
- إذا كان المريض مصابا بسلس البول فيمكنه أن يجدد الوضوء قبل كل صلاة، وان يجعل ثوبه طاهراً، يمنع انتشار البول في ثوبه.
- يجب على المريض أن يصلي قائماً قدر ما استطاع.
- واذا لم يستطيع المريض الصلاة وهو قائم فيمكن أن يصلي جالسا فإن عجز عن ذلك أيضاً، فيمكنه أن يصلى على جنبه مستقبل القبلة بوجهه، والمستحب أن يكون على جنبة اليمين إن أمكن ذلك، فإن عجز على ذلك أيضا يمكنه أن يصلي مستلقيا ورجلاه في اتجاه القبلة.
- إذا كان يصعب على المريض أن يقيم الصلاة على أوقاتها، فيمكنه الجمع بين صلاتي الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير.[2]
أركان الصلاة
الصلاة من أركان الإسلام،
اركان وواجبات وشروط الصلاة
هم أربعة عشر هما :
- على القادر القيام في الفرض.
- التكبيرات وهي تكبيرات الإحرام”الله أكبر”.
- قراءة سورة الفاتحة.
- الركوع، أن ينحني بحيث يمكن للمصلي أن يمس ركبتيه، وأن يكون ظهره متساويا.
- القيام من الركوع.
- الاعتدال مرة أخرى قائماً.
- السجود، وتكون تمكين جبهته، وأنفه والكفين والركبتين وأطراف الأصابع من محل السجود.
- الرفع من السجود.
- الجلوس بين السجدتين، وتكون جالسا وتكون على رجلك اليسري وتم نصب اليمنى، وتكون باتجاه القبلة.
- الطمأنينة، وتكون بالسكون في جميع الأركان
- التشهد الأخير.
- الجلوس من أجل التشهد الأخير والاستعداد للتسليم.
- التسليم ويكون عن طريق القول مرتين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- تكون ترتيب الاركان مثل ما ذكرناها، فإذا تم التبديل بين الركوع والسجود و يكون ذلك عن قصد، فبهذا تكون قد بطلت صلاتك ويجب عليك إعادتها، ولكن إذا كان عن سهو يحق له أن يرجع ليعدها من جديد بمعنى إذا تم التبديل يعيد التصحيح ولا يعيد الصلاة كلها.[1]