قصة ” حرب البسوس ” الصحيحه ” كما وردت في الكتب التاريخية “
أسباب
حرب البسوس
إن الأيام التي عاشها العرب في العصر الجاهلي كثيرة إلى درجة لا يمكن إحصاؤها، ومن أهم تلك الأيام كانت الأيام التي وقعت بها الواقعة الشهيرة والتي تُعرف باسم (حرب البسوس) فهي من أشد الحروب التي دارت بين العرب، إذ كانت بين قبيلتي بكر بن وائل وتغلب بن وائل، والبسوس هي خالة جساس وكان لها ناقة، وعندما رأى كليب بن ربيعة الناقة تكسر بيض حمام يوجد في حماه، قام ورمى سهم أصاب ضرعها، فثار الجساس على كليب وقام بقتله، مما جعل الحرب تنشب نتيجة هذا، ويتساءل الكثيرون
كم سنة استمرت حرب البسوس
والإجابة أن الحرب بين القبيلتين قد ظلت لمدة أربعين سنة. [1]
وسُميت الحرب على اسم “البسوس” وهي المرأة التي قامت بتحريض ابن أختها على أن يقوم بالحرب في مقابل ابن عمه ليأخذ بثأر ناقتها التي قُتلت على يد الأخير في إحدى اللحظات العارضة وهو غاضب. [2]
وفي العديد من الروايات تم الخلط بين القصص الحقيقية مثل
حرب الزير سالم مع ابن عباد الحقيقيه
، ولكن حرب البسوس كانت نتيجة مقتل كليب وهو (وائل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب)، ولكن يُسمى بكُليب لأنَّه عندما كان يسير كان يأخذ معه كلبًا، وعندما كان يمر في روضة أو مكان يُعجبه يضربه ثم يلقيه بهذا المكان فيصيح ويعوي، وحينما يسمع عواه الناس يقوموا بتجنب المكان ولا يقربوه، وكان يقال له كذلك كليب وائل. [3]
كيف ماتت البسوس
وفي
قصة الزير سالم الحقيقية
تم ذكر الطريقة التي ماتت بها ناقة البسوس وهي أن كليب بن ربيعة الذي كان الملك للعرب وقتها كان يتميز بأنه شخصية ليست عادلة ويمتلك قوة شديدة، وفي يوم من ذات الأيام خرج إلى الحمى وبدأ ينظر إلى الإبل، فشاهد كليب ناقة البسوس وسدد سهمًا تجاها أصاب ضرعها إلى أن بركت في الفناء، وعندما سمعت صاحبتها صراخ أحد جيرانها ذهبت إليه، فصاحت البسوس: “وا ذُلَّاه”، وكان الجساس يرى ذلك فقال لها: “اسكتى ولا تُرَاعي، وسكن الجرمي وقال لهما: إنِّي سأقتل جملًا أعظم من هذه الناقة، سأقتل غلالًا (فحل إبل كليب الذي لم يُرَى في زمانه قط)، ثم قام الجساس بتتبع كليب وقتله، وكانت هذه أولى شرارات الحرب. [3]
ثم قام جساس بأمر أحد الرجال ممن كانوا معه واسمه (عمرو بن الحارث بن ذهل) حتى يضع عليه أحجارًا لئلا تقوم الذئاب بأكله، وكما كان من
شعر اليمامة بن كليب
فإن مهلهل بن ربيعة أو الزير سالم أخو كليب يقول في هذا:
- قتيل ما قتيل المرء عمرو وجساس بن مرة ذي صريم
- أصاب فؤاده بأصم لدن فلم يعطف هناك على حميم
- فإن غدا وبعد غد لرهن لأمر ما يقام له عظيم
- جسيمًا ما بكيت به كليبا إذا ذكر الفعال من الجسيم
- سأشرب كأسها صرفًا وأسقي بكأس غير منطقة مليم.
وبعد ذلك صعد جساس فوق فرسه بعد أن قتل كليب، وعندما شاهده أبوه قال: “لقد أتاكم جسَّاسٌ بداهية”.
فقال جساسُ لوالده: “طعنتُ طعنةً يجتمع بنو وائلٍ غدًا لها رقصًا”.
قال والده: “ومن طعنت؟ لأمك الثكل”.
قال جساس: “قتلتُ كُلَيْبًا”.
وفي هذا الوقت كان همَّام أخو جساس ومهلهل أخو كليب مجتمعان للشراب، فقام جسَّاس بإرسال إحدى الجواري لتخبر همام بما حدث، فقال همام لمهلهل: “اشرب فاليوم خمرٌ وغدًا أمر”، وبعد أن سكر مهلهل خرج همام وذهبوا لكي يقوموا بدفن كليب، فثارت قبيلة تغلب بسبب قتل ابنهم وقاموا بالقتال ضد قبيلة بكر لكي تثأر لمقتل ملكهم كليب، وقام المهلهل بن ربيعة (الزير سالم) بقيادة الحرب، والمهلهل اسمه عدي، وقد تم القول بأنه امرؤ القيس ولكنه في الواقع أنه قد كان خال
امرؤ القيس ابن ابان
.
وعندما نشبت الحرب بين قبيلتي بكر وتغلب، أرسل (الحارثُ بنُ عُبَاد ابنَه بُجَيرا) حتى يُقتل بدم كليب لكي تُحقن بدمائه دماء القبيلتين فقام الزير سالم بقتله، وعندما علم والده بموته واعتقد أنه قتله بأخيه كليب حتى يصلح بين القبيلتين فقال: “نعم القتيلُ قتيلٌ أصلح بين ابني وائل”، ومن أقوال
الجرو بن كليب
بعد وفاة أبيه: “يا للرجال لقلب ماله أس … كيف العزاء وثأري عند جساس..”. [4]، ومن
الابيات التي كتبها كليب للزير سالم
قبل وفاته التالي:
-
هديت لك هديه يامهلهل عشر أبيات تفهمها الذكاه.
أول بيت أقوله استغفر الله إله العرش لايعبد سواه.
و ثاني بيت أقول الملك لله بسط الأرض و رفع السماء.
و ثالث بيت وصي باليتامى و احفظ العهد و لاتنسى سواه.
و رابع بيت أقول الله أكبر على الغدار لاتنسى أذاه. -
و خامس بيت جساس غدرني شوف الجرح يعطيك النباه.
و سادس بيت قلت الزير أخي شديد البأس قهار العداه.
و سابع بيت سالم كون رجال لأخذ الثأر لاتعطي وناه.
و ثامن بيت بالك لا تخلي لا شيخ كبير و لا فتاة.
و تاسـع بيـت بالـك لا تصـالـح و أن صالحـت شكـوت لـلالـه.
و عاشر بيت أن خالفت قولـي فأنا وياك إلى قاضي القضاه.
وقد كانت تلك الأبيات هي
وصية كليب للزير سالم
التي كتبها لأخيه قبل أن يموت.
حرب البسوس
الزير سالم
وبعد أن قاد الزير سالم الحرب والتي دارت على مدار عدة أيام قام العرب بذكر العديد منها، في حين أن البعض لم يُذكر، وهناك أيام ذكرت دون ذكر أحداثها التفصيلية وهي: (يوم عويرضات، ويوم أنيق، ويوم ضرية، ويوم القصيبات)، والتي انتصرت فيها قبيلة تغلب كذلك، أما عن الأيام التي ذُكرت فهي: [3]
يوم عنيزة
كان القتال الأول بين القبيلتين عند فلج، وكان التقائهم في ماء يُطلق عليه النهى كان بنو شيبان نازلين عليه، وكان قائد تغلب هو الزير سالم، أما قائد شيبان هو الحارث بن مرة، والدائرة كانت ملك بني تغلب، أما الشوكة لبني شيبان، ومن الجدير بالذكر أنه وفي هذا اليوم لم يتم قتل أي شخص من بني مرة.
يوم الذنائب
كان اللقاء في الذنائب وهي هضبة توجد جنوب غرب محافظة عفيف بالرياض بحوالي 80 كيلومترًا، وهي أعظم واقعة دارت بين القبيلتين، فازت فيها قبيلة تغلب وتم قتل (شراحيل بن مرَّة بن همَّام بن ذهل بن شيبان)، وكذلك (الحارث بن مرَّة) أما من بني ذهل قُتل (بن ثعلبة عمرو بن سدوس بن شيبان) وغيرهم من رؤساء قبيلة بكر.
يوم واردات
وفي هذا اليوم العصيب كان القتال بينهم قويًا، فازت فيه قبيلة تغلب وزاد القتل في قبيلة بكر إذ تم قتل (همام بن مرة) و(ذهل) أخو جساس لأبيه وأمه.
يوم تحلاق اللمم
ويُطلق عليه كذلك اسم (الفصيل) وقد انتهت فيه الحرب بعد أن انهزت فيه قبيلة تغلب، وقام الزير سالم بالهرب وترك قبيلته واستقر في بني جنب، وبعدها تفرقت تغلب، وذهبوا إلى جزيرة الفرات في العراق، وتم تسميتها بديار ربيعة، وبعد فترة قُتل المهلهل وقد كان
موقع قبر الزير سالم الحقيقي
في منطقة (وصاب) التي تقع عند نهاية السلسلة الجبلية التي تطل على سهول تمامة بدولة اليمن.
ماذا قال الرسول عن حرب البسوس
ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب، ولم يروى عن النبي أنه ذكر حرب البسوس بشكل خاص.
متى كانت حرب البسوس
وكانت تلك الحرب قد
وقعت عام 496 م
، أي قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام بأكثر من مائة عام.
مكان حرب البسوس
ودارت أحداث تلك الحرب
في منطقة نجد
بشبه الجزيرة العربية .