شعر اليمامة بن كليب ” كان يمشي فوق رمشي “
شعر اليمامة بن كليب كان يمشي فوق رمشي
- الهوينا كان يمشي
- كان يمشي فوق رمشي
- اقتلوه بهدوء وانا أعطيه نعشي
- ما لميت بمقام هانئ
- لو فوق عرش
قصة حرب البسوس
، لها العجب، وعن تساؤل
كم سنة استمرت حرب البسوس
، فتلك الحرب دامت أربعون عام، بسبب ناقة!.
قصة اليمامة ابنة كليب
اليمامة بنت كليب بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غم بن تغلب التغلبي، وهي تعرف بالشجاعة والإقدام، ولدت لأب يعرف بقوته، فكان أسطورة عصره، حيث عرف بالقوة والشجاعة، فترأس القوم وتزوج من الجليلة، بعدما قتل من كان يريدها له غصباً عن أبيها، إذ كان يحبها منذ الصغر وهي أبنة عمه، وأنجب منها أبنتهما اليمامة بنت كليب[2].
بداية حرب البسوس
بعدما ترأس كليب القوم، صار يتحكم أكثر من اللازم، وكان هو الأمر الناهي، مما أغضب اولاد عمه، وهم أخوة الجليلة زوجته، مما جعل الأمر يحتد بينهم، وأصبحت هناك خلافات ونزاع داخلي بين أبناء العم، وكان عمه نفسه يغضب من ذلك، كما أنه كان يتحكم بشكل كبير بذهاب وأياب زوجته من بيت أبيها مرة بن ربيعه[3].
وعلى الجانب الأخر كانت سعاد خالة جليلة وأخوتها تزيد النار اشتعال، حيث كان تكره كليب الذي صار ملكاً بعدما قتل نبهان، وسعاد كانت تلقب بالبسوس، خاصة القول، استغلت البسوس معاملة كليب لأبناء عمه، وشاهدته وهو يمنعهم من أن يتركوا أبلهم يرعوا مع أبله، فقدمت لاشتعال الفتنة، حيث تعمدت إرسال غنمها وأبلها مع أبل كليب بن ربيعه، وهي تعلم أنه سيرفض، وفي يوم هددها بأنه لو رأها ترسل ناقتها مع غنمه، سيقتل الناقة، فذهبت لجساس أبن أختها، وأخبرته بما حدث، فقال لها أرسلي ناقتك فهي في حمايتي، وتلك الكلمة كبيرة عند قبائل العرب، إذ يصبح الأمر كرامته من كرامة الرجل الذي قال ذلك، فتعمدت إرسال الناقة، وقتلها كليب أبو اليمامه، ومن هنا جاءت الأمثلة والعبر عن الناقة التي اشعلت الحرب بين أبناء العم أربعون عام.
ذهبت البسوس إلى أبن اختها وأخوا جليلة، لتخبره بأن ناقتها قد قتلت، فقال إنه سيقتل الجمل الخاص بكليب، بعدما صارت تقول يا للعار يا جساس قتل ناقتي وهي في حمايتك، وبعدها علم كليب بالأمر، فقال إن الجمل يفتديه رأس جساس، أي إن قتل جساس جمله، سيقتله، فأسرعت زوجته الجليلة إلى أبيها مرة، لتخبره بالأمر لكي يمنع جساس من قتل الجمل، ولكن كان قضي الأمر، وعلم جساس بما قاله كليب، وترقبه وقتله بسهم من ظهره.
ليقول كليب وعرف بحسن إلقاء للشعر:
- اسمع يا ابن عمي، أيا جساس قد أرهقت دمي
- أيا غدار طعنتني برمح، ولست أنت في الميدان خمصي
- وشمت الحواسد والأعادي، وباتت اخوات تبكي وأمي
- على ناقة اتقتل أبن عمي، امير كريم من لحمك ودمك
- بيوم الضيق كان يزيل همك، وبردي الضد في يوم الأزل
زير سالم
بدأت الحرب علناً قبين القبيلتين حيث إن الزير سالم أخوا كليب نوى الثأر، وهم لقتل الجساس، وأشتعلت الفتنة بين القبيلة، وهنا
قصة الزير سالم الحقيقية
، والذي ترك له أخيه كليب أبيات، سميت
وصية كليب للزير سالم
، والذي كان يقول فيها[1]:
هديت لك هدية يا مهلهل عشر أبيات تفهمها الذكاه
- أول بيت أقوله استغفر الله إله العرش لا يعبد سواه
- وثاني بيك أقول الملك لله بسط الأرض ورفع السماء
- وثالث بيت وصي بالبيتامى واحفظ العهد ولا تنسى سواه
- ورابع بيت أثول الله أكبر على الغدار لا تنسى أذاه
- وخامس بيت جساس غدرني شوف الجرح يعطيك النباه
- وسادس بيت قلت الزير اخي شديد البأس قهار العداه
- وسابع بيت سالم كون رجال لأخذ الثأر لا تعطي وناه
- وثامن بيت بالك لا تخلي لا شيخ كبير ولا فتاة
- وتاسع بيت بالك لا تصالح وأن صالحت شكوت للإله
- وعاشر بيت أن خالفت قولي قولي فأنا وياك إلى فاضي القضاه
فكانت تلك
الابيات التي كتبها كليب للزير سالم
مؤثرة وهي وصية واضحة من كليب بين ربيعة لأخيه لأخذ حقة، ولم يلبس الزير سالم إلى أن جهز جيش كبير وقدم على إعلان الحرب، وفي ذلك الوقت سعى العديد من القبائل بالتدخل لتهدأة الأمر، كما وضعت جليلة أبن يسمى الجرو، بعد موت زوجها وسمته كما كان يريد كليب، ولكن اليمامة كانت ناضجة حينها، وعندما سألوها عن أي شيء يرضيها لتتنازل عن حقها، وتقبل السلم، قالت أعيدوا لي أبي حي، فأندهش الجميع من قول اليمامة، حيث تلك الفتاة الصغيرة، كيف لها أن تقف وسط الرجال وتقول هذا الكلام بفصاحة شديدة وبلاغة لا مثيل لها، ولكن لم يكن ذلك غريب على شخصها، فهي.
وفي سيرة الزير سالم كتب العديد من المؤرخين وجسدت شخصيته وقصته في أحد المسلسلات التاريخية، ولا يما إنه سمى الزير سالم لكثرة علاقاته النسائية، كما كان شاعر من الطراز الأول، فكان لديه من الحكمة والبلاغة والفصاحة ما يسعفه لقول الابيات، والقاء الكلمات.
شعر اليمامة
أما عن حرب البسوس، فلما مات أخيه وعرف الوصية، وفي ظل الرثاء والعويل، خرجت اليمامة تقول لعمها:
- مات أبي يا عم طعن القنا
- غدر ه جساس ذا الكلب المشوم
- يا مهلهل ضاقت الدنيا على
- وسقاني البيت كاسات السموم
مما شجعه أكثر على الحرب، فكانت
حرب الزير سالم مع ابن عباد الحقيقيه
وقتل الكثير من رجال ووكان وككان على وشك أن يقتل الجساس، ولكنه أبي أن يفعل ذلك، من أجل إبقاء الحرب، ولكن عمه مر أبو الجساس وجليلية نصب له فخ، وأوقعه فيه، وفقد الذاكرة ورماه بعيداً مدة العشر سنوات، حتى عادت له الذاكرة، وعاد لينتقم مجدداً، فوجد أبن أخيه الجرو قد كبر، وصار الملك بعد أبيه كليب، فعزموا على الانتقام، وأتفقت القبائل على قيام نزال ين الجرو والجساس، لكي تعيش القبيلة في سلام، وحدث ومات الجساس على يد الجرو، ولكن الزير سالم لم يقتنع بذلك، وأراد أن يسيل الدماء اكثر فأكثر، وقتل الجبير الذي أحبته اليمامة، وقالت فيه أدفئ وأحن بين شعر كتب بدموع الحبيبة التي تألمت وألمت كل من قرأ ذلك البيت فيما بعد، حيث كانت شاعرة كما ذكرنا أبنة شعراء فأبيها وامها شعراء، و
امرؤ القيس ابن ابان
قريبها، والزير سالم عمها.
أما عن نهاية الزير سالم فلم يقتنع بكل ذلك، فوجد
الجرو بن كليب
أبن أخيه أن لا مجال للحروب وأرسله لمكان بعيد لكي يعيش فيه مع حراس ولكن الحراس قتلوه، بعدما شق عليهم الطريق، ليكون
موقع قبر الزير سالم الحقيقي
الصحراء حيث قتله العبدان الحراس.