ما الفرق بين المغفرة والعفو والصفح
تعريف الصفح
لا يعني الصفح
مقدمة عن التسامح
والمغفرة كما يتوهم البعض، لكنه شيء زيادة على العفو أي ترك اللوم والعتاب وإزالة أثر الذنب في النفس حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وقال أيضاً (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، فالصفح هو شعبة من شعب الإحسان الذي يحبه الله ويأمر به عباده وبمقابلة الإساءة بالإحسان، فلا تسيء لمن أساء إليك كما فعل بل أكتفي بهجره والإبتعاد عنه. [1]
تعريف العفو
يأتي العفو من عفا ويعني التجاوز عن الذنب وإزالة آثاره ومحوه وطمسه، لذلك فهو صفة من صفات مكارم الأخلاق التي لا يتمتع بها الكثير من الناس في وقتنا الحاضر، فلن يؤثر العفو على كرامة الفرد بل يرفعه درجات عند الله لمقدرته على تخطي الإساءة والمسامحة. [2]
تعريف المغفرة
تأتي كلمة المغفرة من الغفران أي ستر عليه وعفا عنه وسامحه، وهى من صفات الله عز وجل فإسمه الغفار أي يغفر الذنوب لعباده أىً كان الذنب دون الشرك فقال في كتابه الكريم (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا).
الإختلاف بين المغفرة والعفو والصفح
يختلف
معنى العفو والصفح
، فالعفو هو إزالة آثار الذنب وترك العقاب، أما الصفح هو التجاوز عن ذنب المذنب تماماً بإزالة آثاره وعقوبته وعدم العتاب أي بدء صفحة جديدة بينهم، لذلك فالصفح أعلى وأفضل من العفو، بينما المغفرة هى مسامحة المذنب بالإخفاء والستر.
آيات عن الصفح والعفو والمغفرة
- فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
- فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
- قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
- قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
- فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
- وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
- وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ
- وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
- فاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [3]
فوائد العفو والصفح
- يعد العفو رحمةً بالمذنب وتقدير لنفس الإنسان الضعيفة، كما أنه طلب من الله مما يرفع من شأنك درجات.
- يعمل العفو على توطيد العلاقات والروابط الإجتماعية التي تتعرض في وقتنا الحالي للضعف والبعد والانفصال وذلك بسبب إساءة الناس لبعضهما البعض.
- بعيداً عن الأمور البشرية فإن العفو والصفح عن المسئ سبباً لنيل رضا الله سبحانه وتعالى.
-
يؤدي الصفح والعفو عن المذنب إلى التقوى كما ذكر الله تعالى في آياته بالدليل “
وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم”
-
سيكرمك الله بصفة من صفات المُتقين عند الصفح والعفو عن غيرك وأثبت ذلك فيعلى قوله “
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.
- يؤثر العفو على النفس حيث يُشعرك براحة نفسية كبيرة.
-
إن عفوت سيكون جزاءك نيل الكرامة والعزة وأثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله “
- سيؤدي العفو والتسامح إلى تكوين الرحمة والمودة بين أفراد المجتمع.
- ستجد الراحة والطمأنينة والسكينة في الصفح والعفو عن المسئ في حقك.
- أجمل ما ستحظى به بعد العفو هو اكتساب محبة الله والناس. [4]
هل يغفر الله جميع الذنوب
يغفر الله جميع الذنوب دون الشرك به، فمن تاب إلى الله بصدق ونية خالصة غفر له ذنوبه مهما وصل حجمها، فطمئن الله قلوب المؤمنين وقال في كتابه الكريم ”
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” فإن الله أرحم بعباده، و
إذا كان الذنب في حقوق الناس يلزمه طلب المغفرة منهم ومن الله، فالتوبة النصوحة لها عدة شروط هى الندم على ما مضى، الإبتعاد عن الذنب، النية الصادقة في ألا يعود إلى الذنب مرة أخرى، فلابد من الإخلاص مع الله في التوبة وأن يكون العبد قاصد التوبة خوفاً من الله ورد الحق لأهله إن كان عنده مظالم، كالسرقة وما لم يباح له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك أن التوبة تمحو ما قبلها تماماً وأن الله يغفر الذنوب جميعًا بالتوبة الصادقة. [5]
أحاديث نبوية عن العفو
درجات التسامح
مختلفة فمن له القدرة على العفو كان شأنه عند الله عظيم، ونظراً لأهميته نزلت
احاديث عن التسامح
، حتى الـ
شعر عن التسامح
حيث أمرنا به الله تعالى ورسوله وهو أفضل أسماء الله ونعمه علينا، ومن أبرز أحاديث التسامح
حديث عن العفو عند المقدرة
:
- مَنْ كَفَّ غضبَهُ كَفَّ اللهُ عنهُ عذابَهُ، ومَنْ خزنَ لسانَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنِ اعْتَذَرَ إلى اللهِ قَبِلَ اللهُ عُذْرَهُ.
- كَأَنِّي أنْظُرُ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فأدْمَوْهُ وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجْهِهِ ويقولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ.
- جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسولَ اللهِ كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ ثم أعادَ عليه الكلامَ فصَمَتَ فلما كان في الثالثةِ قال اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً.
- ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ.
- يا عُقبةُ صِلْ مَن قطعَك وأعطِ مَن حرمَك واعفُ عمَّنْ ظلمَكَ. [6]