فوائد سورة القلم وفضلها

فضل سورة القلم

تلك السورة له فضل عظيم على النحو الأتي [1] :

  • فقد ورد عن أم المؤمنين رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت خلقه قرآن وكانت تقرأ الأية التي وردت في سورة القلم( وإنك لعلى خلق عظيم) .
  • وقد ورد فيه قول الرسول عليه الصلاة والسلام عندما يجمع الله تعالى العباد ، وينادي منادي فيهم بأن تلحق كل أمة وما تعبد فيذهب كل منهم وحاله ، وتبقى أمة الحبيب على حالها ثم يسألهم ما بالهم ذهبوا وأنتم هنا فيردوا عليه بأنهم ينتظرون ربهم فيكشف عن ساق ويسجدوا للواحد الأحد فيقول تعالى( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) .
  • وقد ذكر سيدنا عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه عندما يجمع الله تعالى الأولين والآخرين في يوم الوقت المعلوم وتشخص أبصارهم للسماء منتظرين قضاء الله لهم ، وينزل الله تعالى بظلل من الغمام بالعرش للكرسي ويناد مناد ، ألم ترضوا بربكم وينطلق الناس إلى ما كانوا يعبدون في الحياة الدنيا فمنهم من كان يعبد الشمس أو القمر أو الأوثان ، وهكذا شيطان عزيرا وشيطان عيس وكلا منهم ينطلق لإله إلا أمة محمد هم من ينتظرون العلامة من ربهم وعندما تكشف لهم فيخرون له سجدا عدا قوم ظهورهم لا تستطيع السجود وقد قال الله تعالى ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) ، ويأمرهم الله برفع رؤسهم ويعطيهم نورهم كلا على حسب عمله، ويأمرهم بالمرور وكلا منهم يمر على حسب عمله لأن يصل للجنة .
  • هي سورة من السور المفضلة بالقرآن الكريم حيث ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الزبور المئين ومكان الإنجيل المثاني ، وفضلت بالمفضل) .
  • وقد ورد في حديث صحيح عن القلم  وقد ذكره عبادة بن الصامت بأنه سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول( إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب ، قال رب وماذا اكتب؟ قال له ربه اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة فقال بأنه سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ، من مات على غير هذا فليس مني) .
  • وقد ورد  في صحيح الترمذي للألباني عن الإمام على رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام بأنه قال( رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يشب وعن المعتوه حتى يعقل) .

اسباب نزول سورة القلم

حيث ذكر أبو بكر بن الحارثي أنه أخبرهم عبد الله بن محمد ، أنه حدثهم أحمد بن جعفر بن نصر الجمال ، عن جرير بن يحي حسين بن علوان الكوفي عن هشام بن عروة عن والده عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها [2] .

أنها قالت بأن النبي صلى الله عليه وسلم ، ما كان يدعوه أحد سواء كان من صحابته أو أهل بيته إلا كان يلبي دعوته ولما كان خلقه كذلك فنزل قول الحق تبارك وتعالى فيه ( وإنك لعلى خلق عظيم) صدق رب العزة .

وقي قوله تعالى في الأية 51 في سورة القلم( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك) فنزلت تلك الأية الكريمة عندما أراد المشركين معاينة رسول الله عليه الصلاة والسلام بقصد أن يصيبوه عينا .

فنظروا إليه قوم بقريش فكانوا يقولوا عنه ما رأينا مثل حججه ولا مثله وكانت العين بهؤلاء القوم سيئة للغاية فكانت تمر البقرة السمينة بمنطقتهم فيعاينها أفرادهم .

ويقولوا يا أيها الجارية خذي الدرهم والمكتل فأتيا لنا بلحم من هذه ، فما يمر وقت حتى قد يقع عليها الموت فتنحر ، وقد قال الكلبي عن ذلك بأنه يوجد رجل من العرب ، وكان يرفع بجانب الخباء الخاص به وعندما تمر به النعم فكان يقول ما رعي غنم ولا إبل أفضل من تلك ، فكانت لا تذهب بعيد إلا وقد يتساقط منها وعدة وطائفة .

وقال في ذلك بأن كفار مكه سألوا هذا الرجل، أن يصيب النبي الكريم عليه السلام بعينه ويحدث له مثل ما كان يصيب ذلك أثر عينيه لكن الله تعالى تكرم على نبيه عليه الصلاة وأتم التسليم عصم الرسول عليه السلام من ذلك ونزلت تلك الآية الكريمة .

ما يستفاد من سورة القلم

  • أن للعلم قيمة كبيرة ومكانة سامية في الدين الإسلامي ، وأن للكتابة له دور عظيم في النهوض بالبشرية والتقدم بها [3] .
  • أن للنبي عليه الصلاة والسلام شرف عظيم نظرا لعظم أخلاقه ، قد شهد له القران الكريم بتلك الشهادة العظيمة ، كما أن الإسلام يذم عدد من الصفات غير الحسنة مثل اغتياب الناس والفجور والظلم والعدوان والغرور والزنا والباطل والحلف به ، وغرور العبد بالمال والولد وأن تجحد نعمة الله تعالى عليك والفتنة بين العباد ومنع الخير وكثرة الحلف فكل صفة سيئة لا يرضاها الدين الإسلامي .
  • ورد في تلك السورة قصة عبرة ليعتبر به العباد من قصص الأولين ، مثل أصحاب الحديقة الذين كانوا في صنعاء .
  • وفي كافة الأحوال لا يجوز للعبد أن يخرج أبدا على طاعة ربه تعالى .
  • قد ينعم الله تعالى على الظالمين ويمهلهم حتى يقوم باستدراجهم ، حتى يقعوا بسوء عملهم في العذاب الأليم .
  • علمتنا السورة الكريمة مدى الصبر الذي تحلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على أذية قومه وهو كان الرسول الخاتم للأنبياء والمرسلين .

سورة القلم ومضمونها

  • حيث تناولت الأيات من رقم 1 للأية رقم 16 فقد بينت مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه برئ مما أتهمه به الكفار كما أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحمل صفات وأخلاق عظيمة .
  • وأظهرت تلك الأيات العذاب الذي أعد للمجرمين وموقفهم .
  • ثم جاءت الأيات في الأية رقم 17 للأية رقم 52 قصة أصحاب البستان في مدينة صنعاء ، ووضحت النتيجة التي حدثت لهم لأنهم جحدوا نعمة ربهم عليهم ، وقد ساقت بذلك الكفار في مكة فهم أنكروا نعم خالقهم وقاموا بتكذيب رسوله عليه الصلاة والسلام ، وكانت قصة أصحاب البستان عبرة لمن يعتبر لأنهم منعوا الخير عن الفقراء ، فدمر الله تعالى بستانهم ونالوا عقاب فعلهم وما قدمت يداهم وصاروا يندمون ، لكن قدر الله تعالى قد مضى فيهم ولن يبقى لهم سوى الحسرة والندم وسينالوا عذاب عظيم يوم القيامة .
  • بشرت الأيات المؤمنين والثواب الذين سينالوه وفرقت بينهم وبين المكذبين المجرمين .
  • وقد ورد في تلك الأيات القرآنية العظيمة مشاهد الأخرة وما يكون فيها من الشدائد والأهوال ، ثم وضحت حال المجرمين في ذلك الوقت .
  • وكانت خاتمة السورة الكريمة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يلقاه من أذى الكفار ، ووضحت بأن القرآن الذين تركوه وصوفوا أنفسهم عنه له مكانة عظيمة عند ربهم .