الفرق بين الكبت والكتمان

هل يختلف الكبت عن الكتمان

يختلف الكتمان عن الكبت، فالكبت هو عبارة عن حيلة لا شعورية تقوم بها الذات للدفاع عن نفسها ضد الشعور بالهم أو الألم أو القهر أو الضغط، و في العادة لا يحدث الكبت إلا إذا كان كل ما سبق أو غيره شديداً على نفس الانسان ، و يوجود العديد من الاضرار ناتجة عن

تاثير كبت المشاعر

.

كذلك يصعب على الإنسان احتماله أو التكيف معه، فيتم إخفاؤه في اللا شعور، وقد ينساه الفرد ولا يتذكره إلا بأساليب نفسية علاجية معينة، ولكن في حالة الكتمان يظل الضغط أو الهم أو الحزن أو الألم النفسي في الشعور، ويتذكره الفرد دائما ويفكر فيه كثيراً إن لم يكن دائماً، يوجد

أنواع من الكبت

وقد يجتره الشعور  ويعيده بكل ما يسبب داخل النفس من خبرة ومشاعر سلبية تؤذى نفس الإنسان.

ولا نعني أن يتحول الفرد إلى كتاب مفتوح بكل ما يحتويه من اهتمامات ومشاعر، بحيث لا يقرؤه العدو قبل الصديق، حيث أن الكلام الكثير بدون تحفظ له أضرار كثيرة ولا يفيد الشخص، ومن المهم ان نشارك بعضنا البعض ما يؤلمنا ويؤذي نفسه أو أي شعور سواء حزن أو خوف أو حتي الفرح، يجب مشاركته مع الاشخاص الايجابيين الذين نثق بهم ثقة تامة ونثق أيضاً بحبهم لنا، وبطريقة تفكيرهم الموضوعي في التعامل مع كافة الظروف والمواقف، كذلك نثق بحسن ظنهم بالآخرين.

المقصود بمصطلح الكتمان

الكتمان:  هو عبارة عن سلوك يعبر عن خوف الإنسان من مشاركة الآخرين لأفكاره، ولتفاصيل يومه، أو التعبير عن همومه ومشاكله،او الضغوط التي يمر بها، وكذلك حتى اللحظات المهمة والأحداث السعيدة التي يمر، فيمتنع عن الحديث عن خبراته السابقة او الاحداث اليومية والحياتية التي يمر بها،وذلك مع أقرب الناس إليه برغبة منه ، وللكتمان أضرار كثيرة تتمثل في

تأثير الكتمان علي الجسم

.

وفي الغالب يكون هذا السلوك نابع من الشخصية الكتومة أو المتحفظة جداً، او نتيجة تعرض الفرد الى خبرة سابقة سلبية أدت إلى لجوء الفرد إلى كتمان كل ما يفرحه أو يؤلمه أو يخيفه أو حتى يعبر عن شئ يحزنه في داخله، ولا يتشارك به مع أي أحد.

وقد يري بعض الأشخاص أن هذا السلوك سلوك ساميا فيه احترام وتقدير للذات، وذلك كون الفرد لا يخبر غيره عن مشاعره الخاصة من حزن أو خوف،أو ارتباك، او ألم، او خجل، أو ندم أو غيره من المشاعر المختلفة، ويعتبر هذا الكتمان دليلا على قوة شخصية الفرد وذلك لأنه يتحمل كل شيء يؤلمه دون ان يتذمر أو يشتكي لأحد.

ولكن في الحقيقة هذا سلوك سلبي، وله أضرار كثيرة على الفرد، حيث ان الكتمان لا يجعل لصاحبه فرصة للتخلص من أي مشاعر سلبية مؤذية له، ولا يترك للفرد اي مجال لمناقشة هذه المشاعر بتفاصيلها مع اي فرد قريب منه، وقد يكون هذا النقاش مفتاح للتخلص من هذه المشاعر، أو حوي التقليل من التأثير السلبي والسيئ لهذه المشاعر، و كذلك استيعابها وفهمها بصورة أفضل قد ينتج عن الحديث عنها مع الآخرين صور افضل وتوضيح جوانب ايجابية قد لا تكون واضحة للانسان نفسه.

يؤثر الصمت و الكتمان في حالات الغضب أو الحزن أو الشعور بالقهر وغيرها بصورة سلبية وسيئة علي النفس وكذلك علي القلب وجميع أعضاء الجسم، وينتج عن ذلك تأثير سلبي على التفكير والسلوكيات العامة والتأثير أيضاً على الحياة الاجتماعية والعملية،ونجد أن هناك فرق بين الحذر والكتمان من الحديث لكل ما يخص الفرد، فالكتمان يؤدي إلى دفن كل ما يؤلم ويحزن أو يسبب شعور الخجل بداخلنا ويؤدي إلى عدم الحديث عن تلك الأشياء مطلقا، أما الحذر فيختار الشخص متى ومع من سوف يتشارك هذه الخبرات، سواء كانت خبرات ايجابية او خبرات سلبية .

أسباب الكتمان (الكبت) النفسي

  • التربية القاسية: فعلي سبيل المثال ماذا نتوقع أن يكون سلوك الشخص الذي تربى على أفكار مثل: لا تبكي أو لا تقوم بالتعبير عن مشاعرك،وكذلك العديد من الأفكار التي تزرع في عقولنا منذ الصغر، فكل هذه الافكار توحي للآخرين بان الشخص ضعيف وهش، وتصبح هذه الأفكار مسيطرة على كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا، وعندما يكبر الطفل الذي تربى على كل هذه الأفكار يكون عنده كبت في المشاعر منذ الصغر وذلك اعتمادا على نمط هذا الأسلوب طوال فترة حياته، و الطفل الذي ينشأ علي فكرة أن الخطأ من المحرمات، عندما يكبر يسعى إلى أن يكون مثالي، وبالتالي قد يلجأ إلى الكذب والنفاق عند قيامه بأمر سلبي، وكذلك يتجاهل مشاعر الشعور بالذنب التي يشعر بها الشخص بعد قيامه بخطيئة ما، و بذلك تكون تربيته أثرت سلبًا على مستقبله وشخصيته، ويصبح الشخص الذي نشأ في بيئة غير متوازنة وأشبع بأفكار في واعيه، تشجع الفرد على الكبت تعمل على قمع حرية التعبير عن آرائه وأفكاره، ويكون الشخص معرض الكثير من التناقضات والتخبطات واضطراب كثيرة في حياته ولذلك يجب التفكير في

    كيفية اخراج الكبت

    .
  • المبالغة بالاعتداد بالنفس: ويقع الكثير من الناس في وهم الغرور وحب الذات، وقد يقضون حياتهم في محاولة لتفخيم صورتهم المجتمعية، مما قد يعرضهم إلى الكبت النفسي، فهم اشخاص لا يستطيعون التعبير عن ما بداخلهم بمنتهى الحرية، وذلك لكونهم مقيدين بالمعايير المجتمعية، وكذلك كلام الناس ونظرتهم عنهم، مما يفقدهم التركيز على المظهر الجدي والرصين لشخصيتهم، وكذلك تمسكهم بالصورة المثالية، واللجوء إلى الكلام المحسوب والمدروس بدقة كبيرة،يجعل الإنسان مفتقر إلى عفويته،بل وقد يحوله إلى انسان الي بلا روح ولا مشاعر،وبالتالي يتعرض الشخص إلى الكبت النفسي.
  • السعي الي منطقية الأشياء بطريقة مبالغ فيها: يميل معظم الأشخاص إلى التقليل من المشاعر الموجودة في حياتنا،وذلك اعتقادا منهم أن المشاعر والحديث عنها أمر ثانوي لا يستحق أن نذكره، ومن الأولويات الاهتمام بالعمل وذلك علي حساب مشاعرنا، هذا الأمر يحرض على اتباع سياسة التجاهل والكبت المؤدي للمشاعر، تعتبر العلاقات وطريقة تواصلنا مع الآخرين والتعبير عن المشاعر بكل انواعها من حزن وفرح وغيرها من المشاعر اساس الحياة وجوهرها، وبها يستطيع الشخص ان يكون متوازن ومستقر نفسيا وله الحريه في التعبير عن مشاعره وأفكاره مما يساعده على توفير بيئة مستقرة للعمل لساعات طويلة، في حين لو كان الشخص حزين فان قدرته على الانتاج والاداء تضعف، وبالتالي نستنتج أن المشاعر هي التي تقودنا في الحياة، لذلك لا يجوز كبتها او السعي وراء جعل هذه المشاعر منطقيه.
  • التجارب السلبية المتكررة: عندما يتعامل الانسان مع اشخاص سلبية باستمرار يجعل عقله متنبه دائما وكذلك يعطيه التفكير إلى أفكار تجنبيه نوعاً ما، و حينها يؤمن الشخص أن الثقة في الآخرين أصبحت معدومة، ولا يعبر عن ما يشعر ويفكر فيه لأحد، ويميل الي الكبت والكتمان.

اعراض الكبت النفسي

  1. البعد عن حقيقة النفس: يميل معظم الأشخاص التي تعاني من الكبت الي عبودية نظرة الناس، و نسيان نفسه وحقوقه وماوعليه، فالشخص الذي يعاني من الكبت دائم الهروب من نفسه ومشاعره ودائم السعي لكسب رضا الناس لا لكسب نفسه.
  2. ادمان السلوك القهري: الكبت والكتمان عبارة عن  تجميع متراكم للكثير من الضغوطات النفسية بدون محاولة التعبير عنها أو معالجتها.
  3. الأمراض الجسدية: أثبتت الدراسات أن الكبت والكتمان من العوامل التي تساعد علي ظهور الأمراض العضوية مثل مرض الضغط والسكر وامراض القلب، والقولون العصبي، والصداع، وصعوبة التنفس، وحدوث التهابات في المعدة.
  4. الأعراض النفسية : يشعر مريض الكبت والكتمان بمشاعر الخوف والقلق المستمر، فهو دائما في حالة غير مستقرة من الداخل،ويميل هذا الشخص الي الحساسية الزائدة والعصبية المبالغ فيها على اتفه الاسباب.