المقصود ب الكتمان في علم النفس

يعد الكتمان حالة من الحالات النفسية التي قد يصاب بها الإنسان وتجعله يظن أنه لا يستطيع التعبير عن مشاعره أو الإفصاح عنها بسبب العديد من الأمور التي يمر بها خلال حياته ،ويوجد هناك

الفرق بين الكبت والكتمان

، ومن بين هذه الأمور خوفه من عدم تقدير من حوله لمشاعره، أو ظناً منه بأن مشاعره ليست لها أهمية بالنسبة للأشخاص المحيطين به، أو أنه قد نشأ في بيئة لم تسمح له بحرية التعبير عن آرائه ومعتقداته ومشاعره طوال الوقت مما جعل هذا الشخص يلجأ إلي الكتمان، وأصبح الكتمان أسلوباً من أساليب حياته ولا يستطيع الإستغناء عنه أو تغييره .

الآثار السلبية الناتجة عن الكتمان

يوجد العديد من الاثار السلبية الناتجة عن

تأثير كبت المشاعر

وكذلك عن الكتمان منها :

إصابة الشخص المصاب بنوبات متتالية من الإرهاق اليومي، وذلك بدون أي أسباب صحية، وكذلك عدم قدرة الشخص على ممارسة أي نشاط مناسب لعمره، والرغبة الدائمة في الانعزال عن الجميع، وعدم الارتياح في الجلوس مع العائلة او مع الاصدقاء المقربين، والشعور معهم بالغربة.
فقدان الشخص المصاب بالشغف تجاه كل أمور الحياة، وعدم الشعور بالمفاجأة لأي سبب، كذلك فقدان معنى الاحساس بحدوث بعض الأشياء السعيدة،ومقابلة كافة الأمور بهدوء شديد.
الشعور بانعدام الثقة في النفس، وكذلك الشعور دائماً بالقلة ،وقد يصل هذا الشعور إلى احتقار الشخص نفسه وعدم القدرة على رؤية الجمال الداخلي والخارجي.
الشعور بعدم القدرة على التحدث مع المقربين من حوله، وفقدان القدرة على التأقلم معهم وعدم فتح أحاديث، وعدم الاستمتاع بقضاء الوقت في اللعب أو التسلية حتى.
الاهتمام بالمظاهر وذلك لان الشخص المصاب بالكتمان يركز أكثر على المظهر ولا يكترث إلى الجوهر الداخلي.
لا يمكن للشخص المريض بالكتمان أن يكون سويا في معاملاته،فنلاحظ أن هذا الشخص يتحدث طول الوقت عن الأخلاق والمبادئ الدينية، وسرعان ما ينساها عند تعامله مع من حوله.
في الغالب يصاب الشخص المصاب بالكتمان ببعض المشاكل الغذائية،مثل الإحساس في بعض الأوقات بعدم القدرة على تناول الطعام والامتناع عنها، وأحياناً قد يصاب بشراهه للطعام وقد يلاحظها جميع من حوله.
قد يصاب مريض الكتمان بنوبات اكتئاب حاد،وذلك دون أي سبب واضح، ويستطيع الأشخاص المقربون منه الشعور بها.
يصاب أيضاً مريض الكتمان بنظرة تشاؤمية لجميع التصرفات التي يقوم بها، كذلك لديه شعور مستمر بالتعاسة من حياته.
يظهر على مريض الكتمان بعض الأعراض الجسدية مثل الشعور بالإعياء والدوار،وإصابته بالحموضة بشكل متكرر.
يتعامل الشخص المريض بالكتمان بلطف شديد مع من حوله، ولكنه قد يتغير تماما عند غيابهم،ويبدأ بالتعامل بعكس طريقته اللطيفة حتى يظن من حوله بأنه شخص آخر.

كيف يؤثر الكتمان على الجسم

يتسبب الكتمان في العديد من المشاكل النفسية،كذلك يؤدي إلي بعض المشاكل العضوية (الصحية) مثل:

إصابة المريض بإرتفاع ضغط الدم نتيجة زيادة إفراز الجسم هرمون النورادرينالين.
قد يصاب المريض بسكتة قلبية في بعض الأحيان نتيجة زيادة إفراز هرمون النورادرينالين مما يؤدي إلى زيادة نبضات القلب.
حدوث بعض المشاكل في نسبة السكر في الدم، حيث يؤدي الكتمان إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
قد يحدث للمريض بعض أنواع انقباضات في عضلات الجسم المختلفة،مثل انقباض عضلات القلب، مما يسبب حدوث بعض الأزمات الصحية الخطيرة على صحة الفرد.
ينتج عن الكبت النفسي والكتمان الداخلي للمشاعر،شعور الانسان بصفة دائمة بالصداع والغثيان وعدم القدرة علي التحكم في جميع أعصاب الجسم، وقد يؤدي ذلك إلى سقوط الأشياء من يده،والشعور بالدوار المفاجئ.

يعتبر الشخص الكتوم من أكثر الأشخاص ضعفاُ في مناعته وذلك بسبب أن إفراز هرمونات الجسم يكون بشكل أكبر من الطبيعي مما يؤدي إلى حدوث ضعف شديد في مناعة المريض بالكتمان.

وقد أجمع الأطباء والباحثين في مجال هام النفس على اثر الكتمان على الصحة النفسية و الجسدية والعضوية لمريض الكتمان، وقد أشار بعض الاطباء في حديثهم عن مرض الكتمان وصرحوا إن عدم قدرة الإنسان عن البوح والتعبير عما بداخله ومع الاستمرار في الكتمان وعدم البحث عن علاج يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تؤثر على صحة الإنسان الكتوم وذلك على المدى البعيد من حياته.

وكذلك قد أثبت أن من بين 796 شخص شاركوا في دراسة قام بها بعض الأطباء قد توفوا بعد سنوات قليلة وفي وقت مبكر من عمرهم،وذلك نتيجة للأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، الكبد، والسرطان وغيرهم،وذلك نتيجة لعدم قدرتهم علي التخلص من مرض الكتمان .

اسباب الاصابة بالكتمان

من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إنشاء أشخاص مصابين بمرض الكتمان،هو عدم تربية الآباء أطفالهم على التعبير عن مشاعرهم أو آرائهم،وكذلك التحدث عن ما بداخلهم دون أن يشعروا بالحرج أو الخوف من أي شئ، وبالتالي ينشأ الشخص منذ صغره علي الكتمان والخوف من البوح بمشاعره.
عدم وجود أشخاص مقربة او تستمع لمريض الكتمان، وبالتالي يكون الفرد غير قادر على التحدث عما بداخله، وذلك ظنا منه أن الشعور الموجود بداخله غير مهم بالنسبة لمن حوله.
كذلك عندما يشعر الفرد بعدم الأمان يكون عنده حالة من الخوف،والتعبير عن أفكاره وآراءه،ولا يجد من يقف بجانبه ويواسيه.
كذلك عندما يظن الفرد بأن مشاعره الداخلية أمر لا يجوز التعبير عنه، يتحول الشخص الى شخصية كتومة لا تعبر عن ما يدور في نفسها من مخاوف أو استياء او الفرحه أو الحزن وغيرها من المشاعر،وتكون دليل علي ضعف شخصية الفرد.
من أسباب الكتمان أيضاً وفي علم النفس ما يعرف بالخوف من خسارة بعض الأشخاص الآخرين،ممن لا يؤيدون ارائنا وافكارنا،لذلك يري الفرد المصاب بالكتمان بأنه لا بد من ان يكتم مشاعره وذلك حفاظا علي من حوله.
قد يتحول الشخص ايضا الى شخصية كتومة نتيجة عدم قدرته على التعبير عما بداخله بشكل صحيح،فيفضل أن يصمت ولا يبوح عما بداخله حتي لا يسبب لنفسه الحرج.

طريقة معالجة الكتمان

لقد ثبت من خلال بعض الكتب الموثوقة في علم النفس للعديد من العلماء الكبار أن هناك العديد من الحلول للتخلص من مرض الكتمان وكذلك توجد العديد من الطرق لتعامل مع

كيفية اخراج الكبت

، ومعالجة ومناقشة جميع

أنواع الكبت

مثل:

يجب علي مريض الكتمان الذهاب الي طبيب نفسي،وذلك للتعرف على الطريقة الصحيحة للبوح عن مشاعره وآرائه،وكذلك للتخلص من القيود والصراعات الداخلية للشخص الكتوم، وتعتبر هذه الطريقة طريقة ناجحة وخصوصاً عندما يكون الطبيب أو المعالج النفسي قادر على تقديم الحلول بطريقة مناسبة لمريض الكتمان.
يجب أن يكون الشخص المريض له رغبة في التخلص من هذا من داخله وذلك عن طريق التخلص من بعض العادات السيئة مثل: التخلص من الشعور بالرغبة في الجلوس بمفرده،فعندما يشعر بذلك يجب عليه الخروج من المكان الذي يجلس فيه ويخرج الى مكان اخر ويجلس ويتحدث مع الآخرين، كذلك يجب عليه تغير نمط الحياة اليومية،ومحاولة صنع عالم جديد ملي بالحياة والمسليات أكثر مع من حوله، وذلك بأن يقوم ببعض الهوايات التي كان يحب ان يمارسها في صغره،وبالتالي تساعده على تحسين حالته المزاجية والنفسية، كذلك يجب عليه ايجاد الشخص المناسب الذي يشعر بالراحة معه والتحدث إليه،وكذلك يجب التعبير عن مخاوفه ومشاعره أمامه لحين يتم إخراج أي مشاعر سلبية،ويتخلص منها.