أثر العوامل الاجتماعية على التحصيل الدراسي

ما هو اثر العوامل الاجتماعية على التحصيل الدراسي

الامكانيات الفكرية للعائلة

من أهم

العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي

على الأبناء على المستوى الاجتماعي ، هو القدرة الفكرية لأفراد العائلة ، التي تسهم تطورها ، وتنميتها في

رفع مستوى التحصيل الدراسي

، والقدرة الفكرية هنا ترتبط بعدد من الأمور ، والعناصر ، التي يعد أهمها المستوى العقلي ، والقدرات الذهني لكل من الأب والأم أنفسهم .

وربما يتخطى الأمر ليشمل أفراد العائلة الأخرى من بعيد ، مثل أن يكون للطالب جد عالم متخصص في مجال الكيمياء ، او أن يكون للطالب قريب أديب ، أو شاعر ، فكل هذه القدرات على مستوى التواصل الاجتماعي ، وشعور الطالب ، ان أح أقربائه متفوق ، أو له مكانة علمية ، من شأنه أن يدفع به إلى التقدم الأكاديمي والعلمي . هنا في هذه الحالة يكون في حالة دافع ذاتي داخلي ، يدفع به ليكون مثل أحد أقاربه في مستوى التحصيل الدراسي .

تجد في بعض الاحيان ، عند سؤالك لأحد أبنائك ، ماذا تريد أن تصبح في المستقبل ، ثم قد تجد اجابة تلقائية ، ليجيب عليك أريد أن أصبح طبيباً مثلك يا أبي ، أو أريد أن أصبح معلماً مثل أمي ، وإجابات متعددة من هذا القبيل ، والتي تقيس أهمية ارتباط القدرات ، والإمكانيات العلمية والفكرية ، لأحد أفراد العائلة ، بدرجة التحصيل الدراسي المتوقع من الأبناء .

حيث أن الصورة الايجابية التي يعكسها أداء ، ومكانة أحد أفراد العائلة أصحاب الإمكانيات الفكرية المقربون من الابناء ، وخاصة عندما يكون هناك تواصل اجتماعي دائم ، يؤدي إلى الدفع بالأبناء للاقتداء بهم في عملية التحصيل الدراسي .

الكفاءة الاجتماعية

تعرف الكفاءة الاجتماعية بأنها العلاقات الاجتماعية بين الأفراد بشكل عام والتي ينتج عنها مهارات التواصل ، والاتصال الاجتماعي بينهم ، وهي تفرغ من محتواها مجموعة من القيم التي تسهم في بناء هذه الكفاءة ، على المستوى الاجتماعي.

وقد أكد علماء الاجتماع ، والباحثون في علم النفس أيضاَ ، على أهمية الكفاءة الاجتماعية للأبناء ، ويكون في الغالب مصدرها المعلم ، و المدرسة ، في رفع مستوى هذه الكفاءة للطلاب ، والتي تسهم في النهاية ، في رفع مستوى التحصيل الدراسي لديهم .

حيث يحدد لدى الأبناء مجموعتين من المهارات الاجتماعية ، التي تشكل جوانب رئيسية من الكفاءة الاجتماعية وفق ما اقترحه العالم كوبر سنة 1988 ، حيث تشمل مهارات التعامل مع الآخرين ، والمهارات المتعلقة بالعمل في الفصل.

وتشمل المهارات المتعلقة بالعمل في الفصل الدراسي ، تلك المهارات اللازمة لأداء ناجح للطالب في مستوى تحصيله الدراسي ، مثل القدرة على سماع ، واتباع التوجيهات ، والقدرة على المشاركة في الأنشطة الجماعية ، فضلاً عن مهارات التعامل مع الآخرين ، مثل التفاعل الإيجابي مع المعلم والزملاء في الفصل ، حيث كل ذلك ، من شأن أن يحسن مستويات استيعابه ، ويقيه سلبيات الانطواء ، المرتبطة بقياس

اثر الخجل على التحصيل الدراسي

للأبناء.[1]

الاستقرار الأسري

لا يمكن اغفال أهم عامل من العوامل الاجتماعية المرتبطة بعامل الاستقرار الأسري بين الوالدين ، حيث أن

أهمية التحصيل الدراسي

للأبناء ، والتي ترتبط برفع مستواهم العلمي ، والأكاديمي ، يجب أن تكون نابعة في الأساس ، من البناء الاجتماعي القوي و السليم للأسرة التي ينشأ بها هذا الطالب.

فعادة ما تكون الخلافات الأسرية مصدر توتر وضغط نفسي للأبناء ، وبالتالي نؤثر بالسلب على مستوى تحصيلهم الدراسي ، ودوما ما نجد توجه إدارة بعض المدارس ، إلى المعالجة الاجتماعية والنفسية للطلاب التي يعرض عليها تقاريرهم التي تعكس تدني مستواه العلمي.

حيث يتساءل دائما الاخصائي الاجتماعي ، الذي يلعب دور هام ، عن درجة متانة العلاقة الاجتماعية بين الأبوين ، والتي تعكس درجة قوتها ، بيئة أسرية قائمة على التقارب والتواصل والاستقرار النفسي ، من ثم يكون ذهن الطالب في حالة مستعدة لتلقي المعلومات ، واستيعابها دون أن يتشتت ذهنهم إلى مشاكل الأب والأم ، وكل ذلك ينصب على مستوى التحصيل الدراسي لهم .[2]

عوامل اخرى تؤثر على التحصيل الدراسي

التفاعل الاجتماعي بين الطالب والمعلم

العوامل الاجتماعية المؤثرة على مستوى التحصيل الدراسي للأبناء ، لا ترتبط فقط بالعلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة التي ينشأ بها الابن ، لكن هناك دائرة أكبر ، تمتد حتى بيئة المدرسة ، والفصل ، وحتى البيئة الكلية المحيطة خارج نطاق هذه المجالات.

فالتفاعل الاجتماعي بين المعلم والطالب ، هام في تحقيق مستويات عالية من التحصيل الدراسي للأبناء ، والتي تقوم إما على التواصل والتقارب ، أو أنها قد تقوم على التعارض والخلاف ، حيث تتوقف هذه العلاقة التفاعلية بين الطرفين ، على قدرة المعلم ، و شخصيته التي تفرض على الطالب احترامه ، ومحبته ، وتقديره ، ومن ثم يعود ذلك على الانجاز الأكاديمي فيما بينهم.

حيث أن سمة المعلم ذو الشخصية الصعبة في التعامل ، تعكس بالضرورة درجة التفاعل الاجتماعي بينه وبين الطلاب ، والمعلم الذي يكون لديه القدرة على كسب ثقة الطلاب ، و التقرب منهم ، يساعد في رفع درجة القابلية لدى الأبناء لتقبل الانتقادات ، أو تنفيذ التوجيهات التي تحقق رفع المستوى العلمي للطالب.

شعبية الطالب في الفصل

تتسع دائرة التفاعل الاجتماعي قليلاً ، لتشمل العلاقات الاجتماعية بين الطالب وبين زملاءه ، فهي في صميم التأثير الذي يلعب دور في درجة التحصيل الدراسي للأبناء ، وهي مرتبطة بكل العوامل التي ذكرناها في هذا المقال ، فقوة العلاقة بين الابن وأسرته ، ودافعيته ليكون مثل أحد أقاربه المتميزون علمياً ، واستقرار الأسرة ، وتحفيزها له ، وكذلك علاقة المعلم به ، يسهم في تكوين شخصية اجتماعية متواصلة ، ومتصلة اجتماعياً ، مع الزملاء في الفصل ، وهي ما تبعد عنه الخجل ، أو الرهاب الاجتماعي ، وتجعله أكثر ثقة بنفسه ، وقادر على مواجهة كل أنواع الشخصيات المختلفة لزملاءه في محيط الفصل الدراسي .

فمثلاً ، لو كان لابنك صديقة في الفصل ، ذات شخصية متنمرة ، و الابن على درجة عالية من الثقة ، ويتم تشجيعها منك ومن و الأسرة بشكل مستمر ، وله قدرات فكرية عالية ، وصاحب قدرة على التفاعل الاجتماعي بينه وبين معلمه ، سيكون قادر على التعافي نفسياً بشكل سريع من آثار صديقه المتنمر ، لأن درجة كفاءته الاجتماعية عالية ، وبالتالي ينعكس ذلك بكل وضوح ، وكل تأكيد على مستوى انجازه الأكاديمي ، والعلمي .

المكانة و المستوى الاجتماعي

ربما بتعلق هذا العالم بالناحية الاقتصادية أكثر من الناحية الاجتماعية ، لكنها في النهاية مزيج بين العاملين ، حيث أن المستوى الاجتماعي للأسرة التي ينشأ بها الأبناء ، لها دور في رفع مستوى التحصيل الدراسي للأبناء ، حيث أن المستوى الاجتماعي العالي قد يفرض على الأسرة ،فكرة تعليم الابناء في مدارس دولية مرتفعة التكاليف.

خاصة عندما يكون هناك فجوة بين مستوى التعليم الحكومي ، والخاص كما في بعض الدول النامية . وهذا بدوره قد يجعل مستوى التحصيل الدراسي لهم أعلى ، بسبب امكانيات المدرسة المتقدمة ، لكن يجب أن نكون متفقين ، أن هذا العامل لا يكون دائما محل تأثير مستمر .[3]