الدروس المستفادة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم
السيرة النبوية الشريفة
سيرة الرسول هي قصة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من المولد إلى الممات ، وتشمل جميع الأحداث التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، لقد مر المبعوث بمدة 23 عاما مليئة بالأحداث المهمة ، والصعوبات التي واجهته خلال انتشار الإسلام في مكة والبلاد ، وكانت عظة لكل من حوله.
كرم الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بمكانة عالية ، لأنه المختار من الناس ، وخير أنبياء الله تعالى ، وقد أصر الصحابة الكرام على متابعة أدق تفاصيل حياة المبعوث الكريم ، ونقل المسلمون هذه التفاصيل من بعدهم ؛ بسبب ميولهم العاطفية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكلما تباعد الزمان عن عهد الرسول والمكان ، زاد الشوق إليه ، ومعرفة سيرته الطيبة لمن عاشوا الأحداث وقد شاهدوها .
أغلب كتاب السيرة النبوية كانوا من أهل المدينة المنورة ، حيث تحدثوا عن الفتوحات ، والغزوات ، وكانت مهمة السيرة النبوية حفظ السنة بعد جيل الصحابة ، والتابعين للاقتضاء بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم بمحبة ، ثم انتقلت السيرة من المدونين إلى الأجيال اللاحقة ، وقد تضمنت السيرة ما روي عن الرسول من أحاديث صحيحة ، وضعيفة ، وباطلة، فقهاء علماء السنة عندما تطور العلم بانتاج السيرة النبوية الصحيحة.
تتضمن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم دروسًا ليتعلم كل مسلم درسًا منها ، ويستفيد منها ، لأن الفهم الصحيح لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من أهم العوامل للحفاظ على الأمة الإسلامية من الخسارة ، أو الضياع .[1]
الدروس المستفادة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم
تعرضت سيرة الرسول لهجوم مستمر من قبل أعداء الإسلام ، وذلك تأثيرها الواضح على من قرأها بنية هدايته ، أو معرفة تعاليم الإسلام ، وهناك من دخل الإسلام نتيجة إعجابهم بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخلاقه التي غرسها في نفوس كل من حوله ، كما أن سيرة الرسول له أثر خاص في نفوس المؤمنين ، فلذلك هناك سنذكر بإيجاز
دروس وعبر من السيرة النبوية
، يفضل معرفتها، ومنها ما يأتي :
-
تبين
السيرة النبوية
صدق نبوة المبعوث صلى الله عليه وسلم ، وما بها من دلائل قوية من معجزات مثل انقاذ الله تعالى للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، من المشركين بعد أن تم إحاطتهم حول بيته بنية قتله ، فخرج النبي مع صاحبه وقرأ أمامهم مثله تعالى : ” وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ” . -
يشعر القارئ عند قراءة
حياة الرسول
صلى الله عليه وسلم والصحابة الأجلاء بما كانوا يعيشونه من لحظات الفرح ، لحظات الضيق ، والحزن التي تصيبهم ، مدركًا ما تحمل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من صعوبات لإيصال الدين للغير بالفتوحات الاسلامية ، وبالتالي عدم إغفال تعاليم الإسلام . -
يصل قارئ السيرة النبوية لحالة من الروحانيات المحببة ، والسمو الأخلاقي ، حيث تبين لنا السيرة
صفات الرسول
، وأخلاقه الرفيعة ، فلا خير في أمة تجهل معلومات مبعوثها ، ومن خلال التمسك بالصفات الحميدة يتم ذلك لاستقرار المجتمع . - يعلم القارئ الأخذ بالأسباب قبل اتخاذ أي قرار فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بها ، ومن أشهر هذه الأسباب ، أنه طلب من أبا بكر رضي الله عنه أن يعد له رحلتين للهجرة ، فجاء إليه في ساعة مختلفة عن الساعة التي يجب حضورها ، فسلك طريقًا مختلفًا عن الطريق المعتاد للمدينة المنورة ، فاستأجر رجلاً ليوضح له الطريق ، وجعل بنت أبي بكر تعد الطعام لهما للهجرة .
- كل من قرأ السيرة النبوية يتعظ ويتأثر أحداثها ، فهي تخاطب جميع فئات المجتمع ومختلف أعمارهم ، وأيضا عندما يطلع على أحكام الشريعة الإسلامية .
- ينزل الله تعالى الطمأنينة على قلوب المؤمنين عند وقت الشدة ، مثل ، قد وقف المشركون على باب غار حراء ، وخاف أبو بكر أن يراهم المشركون ، فطمأنه الرسول قائلا لا تخف إن الله معنا .
- اختيار الرفيق، والصحبة الصالحة ، فكان أبو بكر صديق الرسول الكريم ، ورفيقه في رحلة الهجرة ، وكان أفضل الناس خلقا بعد الرسول .
- النصر في سبيل الله كان يحتاج إلى تضحية بالمال ، والروح ، والوقت .
- أن يتوكل الناس على الله عز وجل ، ويغرسوا التفاؤل في نفوس الآخرين بأوقات الشدة ، وذلك متمثل في النبي صلى الله عليه وسلم عندما ابتسم في وجه أبى بكر رضي الله عنه لما رأى المشركين عند باب الكهف ، وخاف فطمأنه الرسول ، وهداه .
- تعتبر سيرة الرسول الطريقة الصحيحة ، الذي يجب على المسلمين اتباع بجانب الشريعة الإسلامية ، وتطبيق أحكامها في المجتمع الإسلامي.
- تعمل السيرة النبوية على فهم البشر للمعجزات التي أنزلها الله تعالى.
- توضح لنا السيرة النبوية أهمية التمسك بالقرآن الكريم ، وفهم آياته ، والعوامل التي أدت إلى نزولها .
- تعمل السيرة النبوية على تحقيق عقيدة ، وجعل أركان الإسلام مبنية على خمسة كما قال لنا رسولنا الكريم ، وهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإخراج الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان “.
- تبين لنا سيرة الرسول أهمية الشورى واتباع نصائح الآخرين ، وخاصة القائد ، لأن القائد على دراية بالعديد من الأمور التي قد تكون مخفية عن الناس .
- تغرس السيرة النبوية حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في قلوبنا لأنه يذكر كل التفاصيل والمحن التي مر بها الرسول العظيم ليبلغنا برسالة الإسلام بطريقة سهلة وميسرة للوصول للناس .
-
تعرفنا السيرة على الأحاديث الشريفة التي رواها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليعرف الإنسان أحكام دينه ، ويعرف تفاصيل كل شيء من حوله تبعا لأحكام الشريعة الإسلامية وتدل السيرة النبوية على
أعمال الرسول اليومية
.[1]
أهمية هجرة الرسول
كان الهدف من
هجرة الرسول
هو التوسع في نشر الدعوة ، وأن يثق المسلمين بدينهم أكثر ، وقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم إجراءات لتطبيق هذه الأهداف ، وهي بناء المسجد للتعبد والتقرب إلى الله ، والإخاء بين المهاجرين ، والأنصار ، وإقامة معاهدة للقضاء على الكراهية التي كانت بين المسلمين وأهل قريش .[2]