علامات محبة الله للعبد
محبة الله “مرحلة التنافس بين المتنافسين” إليها سعى السابقون ، وشخص العمال ، وفوق هذا تكريس العشاق، هي روح النسيم التي تلهم المؤمنين ، وقوة الروح وغذاءها ، وغذاء القلوب ، وأناقة العيون ، ومن حرم منها فهو من بين الأموات ، فهي ضوء في المحيط المظلم، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه الأسقام ، وقرة العيون ، وهي روح الإيمان والأعمال ، ومن لم يفز بها فقد خاب وخسر فهي لذة الله في الدنيا، ونحن مغمورون بنعيم الله الذي لا ينفذ ولا يحصى ، والمفتاح ليس أنك تحب الله القدير ، لأن كل حركة في تنفسك ونومك ويقظتك مغمورة في نعمة الله القدير ، ولمحبة الله أسباب عديدة.[1]
آثار محبة الله للعبد
كيف أعلم أن الله يحبني
، لمعرفة ذلك يجب أن يتبع العبد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويقتدي به ، فمن علامات حب الله لعبده اثاره ان :
- يجعل العبد يتسم بالرحمة والتواضع تجاه إخوانه المؤمنين ، وإبداء حبهم في التعامل مع غير المؤمنين
- الإصرار على محاربة الهوى والشيطان وأعوانه والشر الأخلاقي
- إصلاح النفس ، والإصرار على الحق وليس الخوف من لوم الناس
- يكون العبد معادياً أو كارهاً لأولياء الله الصالحين ، بما في ذلك المستترون الذين لا يراهم الناس
- يجعله يركز على عيوبه لا عيوب الناس ، فربهم أعلم بهم
- يقبل على الفرائض ويستكثر من النوافل
بسبب محبة الله له ، وكذلك محبة ملائكة الله والناس الطاهرين في السماء ، تم قبول العبد في الأرض ، وعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : عندما يحب الله العبد ينادي الملائكة وجبريل أن يحبوه وينادي في الأرض بمحبته ، يجد المؤمن نفسه مقبلة للطاعة ، ويأتي إلى الله ، وينشغل بذكره ، ويتعرف عليه بالقرآن وآيات الكون ، وبالفكر والذكر والسجود المتكرر.
يقترب المحب من ربه ويدرك له ويستأنس بوجوده ، يدبر له اموره ، ويجعله ينمو منذ الصغر على أحسن وجه ، ويثق بقلبه ، وينوّر أفكاره ليبحث عن حبه ، وينزع الحب لعبادته ، فيشغل لسانه بطاعة الله ، يبتعد عن الذكريات والأحكام المسبقة فيتبع كل ما يقربه من حب الله تعالى ، ويبعده الله عن كل ما يفصله عنه.
يتولى الله أمر هذا العبد الذي أحبه ، ويأمر البشرية بتيسير شؤونه ، الترويج لأمره دون إذلال ، وردّ همه ، حتى يصرفه حب الله عن كل شيء ، والابتلاء وهي من علامات حب الله للعباد ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” إن أحب الله تعالى أمة سيختبرهم “، وهذه المعاناة مبنية على درجة الإيمان ، ومحبة الله للعباد الحقيقيين.[2] [3]
كيف يصل العبد لمحبة الله
ان حب الله تعالى للعبد يجب ان يأخذ تفكيره ، كيف يصل اليه ، وكيف يحافظ عليه ، وللوصول الى محبة الله يجب على العبد القيام بعدة امور وهي من
أسباب محبة الله للعبد
، وفيما يلي سوف نوضح هذا:[6] [4]
- انكسار القلب والروح تمامًا بين يدي الله تعالى
- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته لأن كل من يعرف اسم الله وسلوكه تجاهه سيحبه حتماً، والحب هو نتيجة معرفة اسم الله وصفاته
- الإيمان بجماله وكماله وعظمته
- الاعتراف بلطفه ونعمته
- الخلوة بالله وحده يناديه ويتلو كلامه، ويتعبد بين يديه، ويدعوه بالمغفرة والرحمة
- الجلوس مع عشاقه المخلصين ، واختيار ثمار كلماتهم كما تختار الفاكهة
- الفصل بين جميع الأسباب التي تمنع الروح من الاتصال بالله
- التوبة وشرط التوبة ترك الذنب ، والتوبة عن أفعالك ، والإصرار على عدم العودة إلى الخطيئة
- التقوى بينك وبين الله ، وذلك بطاعة أوامره والابتعاد عن نواهيه
- الصدقة ، وهي ان تنفق المال على الراحة والرفاهية ، وتخبئ الغضب في القلب ، وتجنب الظلم للآخرين بسبب هذا الغضب
- القدرة على الصفح وهذا نوع من الصدقة
- الصبر لازم لطاعة الله سبحانه ، والصبر على المعصية ، وتحمل المصير الأليم
- التوكل وهي اعتماد الروح على قوة الله وقدرته ، ورفض كل قوة دون قوته
- بر الوالدين ، والصلاة لأول الوقت ، والصيام ، والإيمان بالله ، وصلة الرحم.
- الطهارة وتشمل الطهارة الجسدية والأخلاقية ، تجنب الأفعال التي لا يحبها الله كالظلم ، والكبرياء ، والغطرسة ، والخيانة ، والفساد في الأرض ، وخداع الناس
واتباعا لسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم”، فالنصرة للمؤمنين والجهاد في سبيل الله ؛ مثل جهاد النفس والشيطان والكافرين ، وعدم الخوف في قول الحق ، والتواضع وعدم التكبر ، والمشورة ، والحب في الله ، وزيارة المسلمين ابتغاء مرضاة الله ، والنصح فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله عز وجل أن محبة الله قد وجبت على المتحابين في الله ، والمتزاورين في الله ، والمتواصلين ابتغاء مرضاة الله.
ففي التفكير مليًا وفهم معنى القرآن وما يريده ، يجب أن تشعر أن الله تعالى يكلمك وتكلمه عند قراءة القران الكريم ، والنوافل بعد أداء الفرائض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة سبحانه وتعالى” من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه”.
وذكر الله القدير دائمًا تحت أي ظرف في اللسان والقلب والعمل والوضع من اسباب محبة الله لعبده ، فإن نصيب العبد من المحبة يساوي نصيبه من الذكر وقال الله تعالى: “َاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ” وذكر الله لعبده من
ثمرات محبة الله للعبد
، وشكر الله وحمده على نعمه ، وإيثار ما يحبه سبحانه على ما تحبه عند غلب الهوى وإن صعب الأمر ، إيثار الله عز وجل على غيره ، وفعل ما فيه مرضاته ، ولو أغضب الخلق ، وهذا كله لا يكون إلا للتغلب على هوى النفس ، ومجاهدة الشيطان.[1] [5]
مراتب محبة الله للعبد
الوصول إلى أعلى منزلة ، ومرافقة الرسول والصالحين في الجنان ، والوصول إلى أعلى مستوى من الإيمان ، والوقاية من شر النفس والشيطان كاليأس ، والقلق ، والهوس ، من محبة الله تعالى حيث تبشر صاحبها في الدنيا قبل الأخرة فيجعل له الله القبول في الدنيا والنعيم في الأخرة، إن أول نفع للمؤمن الذي يحبه الله أن يجعله من عباده المخلصين والأخيار، غفران الذنوب، والفوز والنجاة يوم البعث.[7]
والمؤمنون على ثلاثة مستويات من المحبة كما يلي :
- المستوى الاول ، لحب الكامل لله تعالى ، وهو الشخص الذي يؤمن بالسنة والواجبات، ويتجنب البغضاء والمحرمات، وهذا هو الحال مع الأنبياء والصالحين.
- المستوى الثاني ، من يحب الله تعالى ويقتصد في عبادته ، وهو رجل يرغب في العطاء، والعمل بلا كلل ، وتجاهل المحرمات، ولكنه لا يستزيد من فعل الخيرات والإحسان ، وهذا هو الحال بالنسبة للصالحين العاديين،.
- المستوى الثالث ، دون محبة الله تعالى ، فهو من يقوم بواجباته، ويرتكب المحرمات، ويسرف في ذنبه ، وهذا هو حال الناس المهملين والمنغمسين في الذنوب والغارقين في ملذات الدنيا.[8]