ما يستفاد من سورة الممتحنة
الدروس المستفادة من سورة الممتحنة
هناك عدد من الدروس التي تستفاد من تلك السورة الكريمة هي [1] :
- أمرت السورة الكريمة المؤمنين بألا يصاحبوا الكفار الذين يجاربونهم ويعتدون عليهم دائما وينقضون العهد معهم ، وإلا يتخذوا منهم أولياء.
- أخبرت سورة الممتحنة بأن الإسلام هو دين الحب والسلام والنظام ، الذي أتى به كفيل أن يظل العالم بأجمعه وينشأ التوحيد بين كافة الناس والتآخي والمحبة فيما بينهم .
- الأمة الموحدة يمتد أثرها منذ قديم الزمان منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام ، كما أن لابد على كل مسلم أن يقتضي به في السيرة والعقيدة .
- لايجوز للمرأة المؤمنة أن تتزوج بالمشرك أو الكافر وكذلك الحال للرجل المؤمن ، فلا يجوز له أن يتجوز بمشركة أو كافرة ، وضرورة العدل فيما تم إنفاقه من الأموال والمهر .
- النساء عليهن واجبات وحقوق مثل الرجال والإسلام ، لن يميز بين الرجل والمرأة إلا على أساس طبيعة كلا منهما ورسالته بالحياة .
- أن الإسلام قد علم وقام بتربية المسلمين الأوائل على المنهج الكريم الذي يريده في تلك الحياة ، وأن يطبق المنهج بصورة فعلية ، وعلى كافة المسلمين مهما مر الزمان ضرورة تطبيقه عمليا ، وأن يتحلى المسلم بالإيثار والتضحية وحب الله ورسوله ، كما أن الإسلام قد قضى على كل ما هو سئ بين الناس في عصر الجاهلية ، وكذلك ما كانوا يفعلونه من أمور سيئة والتي كان منها نسب الولد لغير أبيه، ووأد البنات وقتل الجنين .
فضل سورة الممتحنة
فهي تبرئ من أقر بالإيمان عن غيرهم الذين أتسموا بالعدوانية ، والكفار قد تبرؤا من الذين آمنوا وأنكروا ما جاء إليهم من الإيمان والحق وكأن الباطل عندهم أهم من الإيمان عند الذين آمنوا [2] .
وسميت الصورة بالممتحنة فهي جاء فيها بأن الصهر هو أشرف وأعظم الوصل بعد الدين ، والكفر هو شئ قبيح من العصيان ويدل على الإمتهان .
كما أنها تعتبر حلقة من السلسلة الإيمانية والتربية والنظام الاجتماعي ، وما يتعلق بأمور الدولة ووضحت المنهج الذي وضعه الله تعالى لعباده المسلمين ، وكلفهم بتحقيق المنهج الذي أرتضاه لهم في حياتهم .
ومثل لذلك بعدد من الصور الواقعية وأظهر أن النظام القائم في الأرض يكون له حدود ومعالم وله من الشخصية التي تميزه عن غيره ، وقد لا تستطيع الوصول إليه إلا أنه يجب أن تكون في سعي مستمر لبلوغه فتصل له ، وتحقق بذلك صورة للواقع بأنها حققت ذلك في الأرض في وقت م
وقد ذكرت السورة عدد من المراحل والخطوات، وبينت عدد من الأحداث التي كانت تقع بمحيط الجماعة ، والمادة التي من بين المواد التي كانت مقدرة بعلم الله تعالى ، وقامت عليها المادة الأخرى المتمثلة في التوجيه والتفسير والتعقيب والتوضيح .
ورغم اضطراب الأحداث التي كانت قائمة ووجود التيارات المتدفقة في الحياه ، فقد تم إعداد وبناء النفس البشرية حتى تحقق ذلك المنهج الذي أرتضاه الله تعالى للعباد ، والعزلة تكون من خلال التصور للإيمان بالدين الجديد .
وعدم أختلاطه بأي شئ غريب عنه عند التكوين النفسي لتلك الجماعة والتربية سعت دائما لتحقيق الصورة الإيمانية ، وهي منعزلة في الطبيعة والحقيقة عن أي صورة كانت تسود في العالم في ذلك الوقت ومنطقة الجزيرة العربية خاصة .
والناس الذي نشأ فيهم هذا التصور فهم ليسوا منعزلين عن واقع الدنيا وحياة الأفراد ، وكانوا في قلب الأحداث في كل يوم يمر عليهم وكان لهم صهر معاد للخلق الواحد والأمر الواحد .
ومع المؤثرات المتنوعة وأن الله تعالى كان يعلم بأن هناك من النفوس ما لا يتكيف مع دينه من المرة الأولى ، وأن الخالق كان يعلم بأن رواسب ما مضي وضعف النفوس والطبيعة البشرية والعادات وما ألفه الناس بالجاهلية سيعوق سبل التربية .
والأحداث كانت تقع وفق ما قدره الله تعالى وكانت تنزل الآيات القرآنية التي تهدي وتوجه على ما يناسب الحدث ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يبني النفوس وفق ما يحدث من الأمور أمامه .
مقاصد سورة الممتحنة
حيث قد تم كشف أحد الأسرار الخاصة بالدولة ، وقد قام بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يجهز لمحاربتهم لذا فيجب عليهم أن يأتوه وهم على الإسلام [3] .
وعندما لن يتبعوا دين النبي عليه الصلاة والسلام فقد تفوت فرصة الدولة ، ثم نزل سيدنا جبريل عليه السلام بالوحي على النبي عليه الصلاة والسلام وأخبره بالأمر الذي قام به حاطب فقال له والظعينة بروضة خاخ .
وكان يقصد بلفظ الظعينة هو اللفظ الذي تسمى به البشرية ، ويسمى على ساكنتها وعلى الفور أستنفر الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة من خيرة جنوده .
وهم المقداد بن الأسود والزبير بن العوام وعلى ابن أبي طالب عليهم رضوان الله جميعا ، وقد أعلمهم بأنهم سيجدونها بروضة خاخ وعندما يجدونها فيأتون بها والذي معها .
وقد لحق الفرسان بها وعند وقوفهم له أفادت لهم ما أمركم؟ فأخبروه بأنهم جاءوا له حتى يأخذوا ما تحمله من الرسالة فأنكرت ذلك منهم في البداية وقالت ليس معي إلا متاعي .
وقد حالي كثيرا معها وأخبروها بأن النبي يعلم بأمرها وما زالت تنكر ذلك فقاموا بتهديدها ، فأخرجت الرسالة من حزامها ثم تركوها تذهب بالهدايا التي كانت معه .
سبب نزول سورة الممتحنة
عندما نقضت قريش عهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلح معه ، فعقد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام النية أن يدخل فاتحا ، وقد أخبر بهذا السر الصحابة المقربين له ومن ضمنهم حافظ بن بلتعة [4] .
فأمنه على سر فتح مكة، ولكن حدث ما يصعب تفسيره من تلك الصاحب ب، أنه قام بإرسال رسالة مع إمراءة من المشركين لسادة قريش يخبرهم فيها بنية رسول الله عليه الصلاة والسلام بفتح مكة .
ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعوا بالا تعلم قريش بأخباره وكان دعاءه مستجاب ، فلما حدث ذلك الأمر من هذا الصحابي فجاء سيدنا جبريل بالوحي للنبي عليه الصلاة والسلام .
وقال له بأمر هذا الصحابي وأنه قام بإرسال كتاب لقريش يخبرهم فيه بأن النبي عليه الصلاة والسلام سيغزوهم .
فأمر النبي عليه صلى الله عليه وسلم عدد من أصحابه بالذهاب لمكان يسمى بالروضة ، ويقع بين المدينة ومكة وأن يأتي بهذا الكتاب من تلك المرأة المشركة .
وبالفعل وصلا الصحابة له وهي تركب الناقة وصمموا على ضرورة تسليمهم الكتاب فألقته لهم بعدما رأن منهم التصميم على أمرهم ، وكان مكتوب فيه الرسالة بالفعل وكان يدور مضمونها عن تحذير قريش بأنه سيحدث غزو لهم من النبي صلى الله عليه وسلم .