فوائد سورة الواقعة الروحانية
فوائد قراءة سورة الواقعة الروحانية
ان القران الكريم بكل ما ورد فيه من ايات ، ومعان لم تأتي عبث ، وانما كان لها مقصد وغاية ، فكل اية لها فوائدها الروحانية ، والتي بعثت من اجل راحة الانسان ن وفي حديثنا اليوم سوف نتناول الفوائد الروحانية لسورة الواقعة.
حيث توارد بعض اهل العلم عن الرسول الكريم ، ان قراءة سورة الواقعة تحمي من الفقر ، ولكن اختلف علماء الدين على صحة هذا الحديث ، واقروا انه من الاحاديث الضعيفة لدخوله فى باب البدع.
أما الحديث الصحيح ، فهو ما رواه الترمذي ، والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- حيث قال نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ، أن سورة هود ، والواقعة ، وكذلك سورة المرسلات ، والشمس ، وسورة نبأ ، قراءتهم تحمل فضلا كبيرا في النفس ، والرزق ، لما فيهم من مظاهر عذاب ، وتخويف من الآخرة.
كما أنه في أحاديث نبوية شريفة ، تم ذكر سورة الواقعة باسم سورة الغناء ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يواظب عليها ، كما افاد أن قراءتها تعمل على زيادة الرزق.
فضل قراءة سورة الواقعة
لقد ورد عن مداومة قراءة سورة الواقعة ، انها تحمى من الفقر ، وتجلب الرزق بشرط ، الابتعاد عن المعاصى ، والنواهى التى تبعد البركة عن المؤمن ، وذلك بدوام قراءتها طيلة وقت النهار ، وخاصة يوم الجمعة.
وكما اختصنا الرسول بقراءة سورة الواقعة لجلب الرزق بشكل عام ، فيعتبر الزواج نوع من انواع هذا الرزق ، وقد ورد عن انس بن مالك قول الرسول الكريم : “علموا نسائكم سورة الواقعة فانها سورة الغنى”.
لهذا وجب على المسلمين بشكل يومى قراءتها ، وتعليمها لاولادهم ، لجلب الرزق ، وتسهيل امر الزواج ، او فى العموم مايتبادر فى ذهن المؤمن من حوائج ، او كرب لتفريجها ، وذلك بقراءة سورة الواقعة بعد صلاة العشاء سبع مرات ، ثم يليها بقراءة الاية الثمانية والعشرين من سورة فاطر ، مع مراعاة ضرورة الاستغفار ، لان الاستغفار من اهم ابواب استجابة الدعاء ، كما يجب يعي المؤمن بيقين ، استجابة الله لطلبه عاجلا ، او اجلا فلا يتعجل ، كونه لا يعلم الخير الا الله سبحانه وتعالى.
أدعية تقال بعد قراءة سورة الواقعة
لقد ورد عن الصحابة الكرام انه من اهم الادعية التى تقال بعد قراءة سورة الواقعة هو هذا الدعاء :
” الحمد لله رب العالمين اللهم صلي وسلم على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، يا رازق المقلين ، يا راحم المساكين ، يا ذا القوة المتين ، يا غياث المستغيثين ، ويا خير الناصرين ، اياك نعبد ، واياك نستعين ، اللهم إن كان رزقي في السماء فانزله إلي ياكريم ، وان كان فالارض فاخرجه لي ياكريم ، وان كان بعيدا عني فقربه لي يا معين ، وان كان قريبا مني فيسره لي يا مستعين ، وان كان لي يسيرا فكثره لي ، وان كان حراما ابعده عني ، وارزقني رزقا حلالا خيرا منه يا اكرم الاكرمين ، وإن كان حلالا فبارك لي فيه وزدني منه برحمتك يا ارحم الراحمين ، وان كان عند أحد من خلقك فخلصه ، وإن كان بعيدا فقربه ، وإن كان قريباً فأنجزه ، وأكثره ، وأنمه ، واحمله إليَّ يا الله حيث كنت ، ولا تحملني إليه حيث كان ، واكفني اللهم من كفايته بيدك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم”.
وجب ايضا على المسلم والمسلمة بعد قراءة سورة الواقعة اذا كانت نيته تيسير امر الزواج ان يقول :
” اللهم ارزقني الزوج الصالح “.
“اللهم ان كان زواجى خيرا فقربه ، وان كان زواجى شرا فابعده واصرفه “.
“رب انى لما انزلت الي من خير فقير.”[2]
يجب أن نطيع وصايا الله سبحانه وتعالى ورسوله الحبيب والثقة بها واتباعها في كل مناحي الحياة. لان هذا هو طريق النجاح النهائي في الدنيا والآخرة.
نعمة القران الكريم
إن النجاح الذي نحتاجه فى الحياة ، هو النجاح الأبدي والنجاح المستمر ، ولكن هذا النوع من النجاح لا يمكن أن يكون لنا إلا إذا اتبعنا التعليمات التي أعطاها الله لنا في القرآن الكريم.
ومن نعم الله علينا هى الفائدة من توجيهات القران الكريم ، حيث ان توجيه القرآن ، بالنسبة للمسلمين ، ليس مجرد مسألة معرفة قائمة بالأشياء الملموسة ، والمحددة التي يفترض بنا القيام بها ، وتجنب تلك الموجودة في قائمة الأشياء التي يجب تجنبها.
بدلاً من ذلك ، هذا هو التوجيه الذي يمكن أن يتغلغل في كياننا كله ، حياتنا كلها ، ويعطيها كلها التوجيه والمعنى ويؤمن لها خلاصها ،وهذه هي أكبر فائدة يمكن تخيلها لأي شخص عاقل ؛ لذلك لا يجب أن نتوقع الحصول عليها ، إلا إذا سعينا جاهدين من أجلها.
وان السعي لتحقيق هذه المنفعة يستلزم الدخول في علاقة مع القرآن لها أبعاد ، أو جوانب متعددة ، كما أن جهودنا الأخرى للحصول على هدى القرآن لن تنحرف كثيرًا عن استخدام كلمة “أبعاد” ، ذلك لأننا نحاول ترتيب أفكارنا حول الأمر ، والتفكير فيه.
ولكن بمجرد أن ننتقل إلى ما يفترض بنا فعله فعليًا ، بشكل ملموس ، وعملي ، فإن الكلمة الصحيحة ليست ” أبعاد ” بل “واجبات” ، فالقران الكريم هو اقدس الكتب المنزلة من رب العزة سبحانه وتعالى.
ونعنى بذلك الوقار ، والأخلاق الحميدة التي لا غنى عنها في كيفية التعامل مع القران ، وكيف تصل إليه ، وتفتحه ،وكيف تغلقه ، وتضعه بعيدًا ؛ وكذلك كيف تقرأه وكيف تستمع إليه.
ويعتبر العنصر الأكثر بروزًا من بين الأفعال المتكررة المرتبطة بتقديس القرآن ، هو أننا نقرؤه بصيغته الأصلية ، او لغته الأصلية ، ولا نعطي أي نص آخر مكانة القداسة هذه.
السورة السادسة والخمسين
تعتبر سورة الواقعة هي السورة السادسة والخمسين ، فى ترتيب المصحف الشريف ، وهى من السور المكية حيث أنها نزلت في مكة ، وتحديداً قبل حوالي سبع سنوات من هجرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.
كما أن مجموع الآيات في هذه السورة ستة وتسعون آية ، تناقش بشكل أساسي الدار الآخرة ، واختلاف المصائر التي سيواجهها الناس فيها من دخول الجنة ، او النار ، وما فيهما من مظاهر.
ولهذه السورة اهمية كبيرة حيث ، اوصت السيدة عائشة ام المؤمنين رضى الله عنها بقراءتها ، تيمنا بالرسول الكريم الذى كان مداوم لقراءتها ، لما لها من فضل كبير واثر عظيم على النفوس ، والأبدان.