ما هي الشفاعه العظمى

ما هي الشفاعة

يمكن

تعريف الشفاعة

على أنها هي التوسط للغير لجلب منفعة له أو دفع ضرر عنه.

ما هي الشفاعة العظمى

الشفاعة العظمى هي قسم من أقسام الشفاعة الخاصة، وهي شفاعة تكون للرسول صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيها أحد من الخلق.

وتلك هي

الشفاعة المثبتة

هو المقام المحمود الذي وعده به الله عز وجل قال تعالى  ” وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) ” سورة الإسراء.

وهذه الشفاعة هي أن يشفع النبي صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق، عندما يؤخر الله حسابهم، فيطول إنتظارهم في أرض المحشر، ويبلغ بهم الغم والكرب، فيقولون من يشفع لنا ، فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: “أنا لها، أنا لها”. فيشفع لهم في فصل القضاء ، فتلك هي الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.

في الصحيحين وغيرهما و ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما: “إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود”.

وهنا يتضح معنى الحديث عن أن تلك الشفاعة ، يختص بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ، ولقد وعده الله بها لذلك سميت الشفاعة العظمى.

الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ” رواه مسلم (333 ) .

وفي رواية له( 332 )” أنا أول شفيع في الجنة “.

أي أن باب الجنة لا يفتح يوم القيامة، لأحد من الخلق قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويشفع لأهل الجنة حتى يدخلوها.

شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب

فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: “لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه” رواه البخاري ( 1408 )  ومسلم(360  )

أي أن النبي صلى الله عليه وسلم، سيحاول الشفاعة لعمه يوم القيامة، لعل الله سبحانه وتعالى يتقبل منه شفاعته.

شفاعته الرسول في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب

قد يتساءل أحدهم

كيف احصل على شفاعة النبي

فالجواب في هذا الحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة : “ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ ” رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ) .

قد أدخر صلى الله عليه وسلم دعوته المستجابة، لأمته يوم القيامة، وتلك هي دعوته، أن يشفع لدخول ناس من أمته الجنة بغير حساب.

الشفاعة العامة

الشفاعة العامة هي للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن يشاركه فيها الملائكة والنبيين والصالحين وهي أقسام:

الشفاعة لأناس قد دخلوا النار حتى يخرجوا منها

والأدلة على هذا القسم كثيرة جداً منها :

ما جاء في صحيح مسلم( 269 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: ” فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا… فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط” .

تلك الشفاعة يشارك النبي فيها الملائكة والنبيين والصالحين، بناء على حجة الخلق يوم القيامة بأن من يرغبون لهم الشفاعة، كانوا يفعلون الخير معهم في الدنيا .

الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها

وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه) أخرجه مسلم ( 1577 )

دل الحديث على أن المرء لو كان يستحق دخول النار، ومشي في جنازته 40 رجلا يوحدون الله، سيقبل الله شفاعتهم فيه ويكونوا سبب دخوله الجنة .

الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة

،ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال: ” اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر  لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه””.

أن من كان في الجنة من أهل الإيمان، ستنفعه الشفاعة بعلوه درجة فيها.[1]

شروط شفاعة الآخرة

شفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :

  • رضا الله تعالى عن المشفوع له ، لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 . وفي صحيح البخاري ( 97 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه “ِ
  • أن يأذن الله بالشفاعة لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255
  • رضوان الله علي الشافع، لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.
  • كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة “ِ.

أقسام شفاعة الدنيا

الشفاعة المتعلقة بالدنيا ، نوعان :

الأول: أن يكون في مقدور العبد القيام به ، فهذه جائزة بشرطين :

  • أن تكون في مباح، فلا تصح الشفاعة في ما يترتب عليه ضياع حقوق الناس أو ظلمهم ، كما لا تصح الشفاعة أمر محرم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده/2 .وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها ” أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ” رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196). ، وفي صحيح البخاري (5568) ومسلم (4761 ) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ” اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب “َّ.
  • أن لا يعتمد إلا على الله وحده، ويعلم أن هذا الشافع هو مجرد سبب أذن الله به ،والنفع والضرر بيد الله وحده ، وهذا واضح في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .

فإذا تخلف شرط من هذين الشرطين تكون الشفاعة غير موجبة ومنهي عنها .

الثاني : ما لا يكون في مقدرة العبد القيام به ، مثل طلبه الشفاعة من الأموات أو من أصحاب القبور ، هذه هي الشفاعة التي تدخل تحت إطار الشرك بالله ، وهي منهي عنها في القرآن الكريم وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لما فيها من وصف لصفات الخالق عز وجل ، لأنه هو وحده من يحي ويميت .