مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي
مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي
بدأ تكون ، ونضج العلوم في العصر العباسي ، حيث نشأت العلوم الإسلامية من شرعية ، ولسانية ، فقد اختلف الناس بعد موت النبي في قراءة القرآن ، وبعض الأيات مما دعا إلى تنظيم هذه القرآءات على أسس دقيقة [1]
وفي التفسير كان الصحابة يسمعون شرح الرسول لآيات القرآن الكريم ، وينقلونها لمن جاء بعدهم ، كما كان الاهتمام بالفقه ، والحديث الأثر الواضح في نشاط العلوم الدينية ، وهو ظهور أول مذهب من مذاهب الفقه ؛ هو المذهب المالكي.
أما العلوم اللسانية ، فهي التي ترجع الى ضبط اللغة العربية ، كالنحو ، والصرف ، والحركات ، والإعجام ، حيث أن اختلاط الأعاجم بالعرب أدى إلى فساد اللغة قراءة ، وكتابة ، مما حمل جماعة من العرب عرفوا قواعد اللغتيين السريانية ، واليونانية ، على وضع قواعد للغة العربية ، فكان أبو الأسود الدؤلي أول من أنشأ علم النحو.[2]
وقد ساعدت النزعة العقلية ، العرب في وضع علومهم الشرعية ، واللسانية ، وتطويرها من العلوم الدخيلة التى عرفوها عند السريان ، واليونانية ، والهنود والفرس.
وكان من مظاهر النزعة العقلية أيضا ، أن العقل العربي دخل عليه في هذا العصر مواد ثقافية كثيرة ، نجد ٱرثاها في ازدهار العلوم الإسلامية الخالصة ، وتفسير فقه حديث ، كما نجد هذه في كثرة المناظرات التي نشبت بين الآراء المختلفة في السياسة ، والدين.
وكل ذلك من آثار النزعة العقيلة التي أصابت العقل العربي ، والتي جعلته يندفع في البحث ، والمناظرة ، والتدريب على جمع البراهين ، والأدلة في أي موضوع يعرض له.
تطور النزعة العقلية في العصر العباسي
بعد سقوط الدولة الأموية ، نشأت الدولة العباسية في العام 132 هجريا ، حيث كان يتمتع العباسيون بالحياة العقلية ، والتي تطورت في العصر العباسي بفضل الادباء ، والفلاسفة ، والعلماء.
ولقد كان بجوار ذلك الاحتكار الفكري ، حركة فكرية أخري ابتدأت في العصر الأموي ، ونمت وآتت أكلها في العصر العباسي ، تلك هي حركة الإتصال بالفلسفة اليونانية ، فقد ابتدأت في عهد الأمويين.
كما قام ذلك بتنمية النزعة العقلية ، عن طريق الاتصال باتساع حركة الترجمة ، التي نقلت الفكر اليوناني ، والفارسي ، والهندي في العصر العباسي ، ولقد كان لذلك أثره في الفكر الإسلامي للنزعة العقلية.
حيث كان تأثيره على مخلتف الأنواع ، على حسب قوة العقل ، والدين عند من نال هذه الفلسفة ، فمن الناس من كانت له عقول مستقيمة ، وإيمان صادق ، فكانوا بقوة عقولهم ، وقوة إيمانهم يسيطرون على مايرد اليهم من أفكار ، فتضمها نفوسهم ويستفيدون منها في نماء تفكيرهم ومدراكهم.
وكذلك كان منهم من لاتقوى نفوسهم على احتمالها ، فتضارب عقولهم عند ورودها بين قديمها ، وجديدها ، فتكون فى فوضى فكرية لا استقرار فيها.[3]
ولقد وجد بجوار هؤلاء ، زنادقة كانوا يعلنون آراء مفسدة للجماعة الإسلامية ، ويصدرون امور هادمة للإسلام ، ويدبرون الأمر كيدآ لأهله ، وتهوينا لشأنه ، ومنهم من كانوا يريدون نقد الحكم الإسلامي ، وإحياء الحكم الفارسي القديم ، كما حدث من المقنع الخرسانى ، الذي خرج على الدولة العباسي في عهد المهدى.
نتائج النزعة العقلية
فلقد كان من ثمار النزعة العقلية الخاصة بالتطور في الشعر ، أن رأينا بعض الشعراء يسعى بشعره إلى غاية تعليمية ، إذ أخذ بعض الشعراء المعلمين يحشدون في أشعارهم أوايد اللغة وشواردها.
كما أن النثر قد خطى خطوات واسعة نحو التقدم ، بفضل النزعة العقلية ، والدراسات ، والمجاملات ، وايضا الأحداث السياسة.
الحياة العقلية في العصر العباسي
يعتبر العصر العباسي من أزهى العصور الحضارية ، وأكثرها تألقا في جميع مجالات الأدب ، والعلوم والثقافة ، فقد أتيح للثقافة العربية أن تستوعب الثقافات الأخرى المجاورة.
حيث يمكن
تعريف النزعة العقلية
، على انها اسلوب ، واتجاه فكري يقوم بتفسير الإنسان ، وأفعاله ، كما أنها تفسير للعالم ، وظواهره على اساس من خلال النظر إلى النزعة العقلية من المنظور الاسلامي.
وكان لهذا الرقي ، والتقدم عدة عوامل وهي كما يلي :
- الانتفاع من العلوم واعاجمها.
- ترجمة الكتب ، وترجمة الذخائر النفسية من الثقافات الأخرى ، واستخدم الورق والتدوين.
- الإقبال على حلقات العلم في المساجد ، والمدارس. تشجيع الخلفاء للعلماء ، وتحفيزهم على العلم ، والتعليم.
- النقل من علوم الفرس ، واليونان.
- الميل الى الحكمة ، والاستفادة من تراث الحضارات الهندية الفارسية.
مظاهر التجديد في العصر العباسي
يعتبر العصر العباسي واحدا من العصور التي مرت بالدولة الإ سلامية ، وشهدت الكثير من التطورات على جميع المستويات ، حيث حدث تجديد في العديد من الأمور أهمها ؛ النزعة العقلية ،حيث شهد العصر العباسي تجديدا في الحياة السياسية ، والأجتماعية ، والحياة العقلية.
كما أن التجديد في الشعر العباسي من الأغراض القديمة للشعر ، مثل شعر الرثاء ، وشعر الغزل ، وشعر الوصف ، وشعر التهكم ، والشعر التعليمي ، والتصوف ، وشعر الوقائع الحربية ، وشعر الزهد ، والهزل.
وكانت مظاهر التجديد في السياسة ، حيث أدى استخدم النزعة العقلية في السياسة ، والاعتماد على أجناس أخري مثل ، الموالي.
والتجديد في الحياة الاجتماعية حدث عبر تأثر المجتمع العباسي بالبلاد التي افتتاحها ، حيث انعكس ذلك على العادات ، والتقاليد ، والأنماط.
وانتشرت حرية الفكر في العصر العباسي ، كما وانتشر الغناء والمجون ، مما ادى الى إزدياد هذا الأمر ، ومما لا شك فيه ، أن العصر العباسي قد شهد تطور كبير في جميع المجالات الثقافية ، والحضارية ، حيث تمكنت الحضارة العربية من استيعاب الثقافات الأخري للبلاد التي تجاور الدولة العباسية.
كما شهدت الحياة الثقافية في العصر العباسي حظا كبيرا في التجديد ، حيث ظهر فيه مجموعة من الشعراء المولدين ، والذي كان لهم باع كبير في المزج بين الثقافة العربية ، والثقافة الأجنبية.
كما شهدت الحياة الأدبية في العصر العباسي العديد من التطورات التي حدثت على الأغراض القديمة والشعر الحديث الذي ظهر والتي نذكر منها: التجديد شعر الغزل تطور الغزل بشكل كبير في العصر العباسي، حيث تأثر بشكل كبير بالحضارة الحديث التي ظهرت، حيث ظهر ذلك على المعاني والألفاظ حيث خفة الألفاظ ولطافة المعاني.
ولكن حدث انهيار أخلاقي في شعر الغزل، فلم يكن عند حد الغزل العفيف بل وصل إلى الفحش وبذاءة الألفاظ حتي تحول غزل المجون.
حيث قام الشعراء بالدعوة إلى الفسق دون أن يكون هناك حياء، وأمثال من قام بهذا الغزل غزليات بشار بن برد، وأبو نواس.
تعتبر الحكمة من الفنون التي اشتهرت قديما قبل العصر العباسي، ولكن مايميزه في العصر العباسي العمق والدقة نتيجة معرفة الشعراء بعلوم الفلسفة والمنطق.
ظهر أيضا الشعر التعليمي في العصر العباسي ، بهدف تهذيب الشباب ، وتهذيب النفس ، وقد قدم الشعراء المنظومات المطولة ، وقد درات هذه المنظومات حول العلوم والفقه وغيرها.[1]