اشهر قصائد الحنين إلى الوطن

شعر الغربة والحنين إلى الوطن

يرتبط شعر الأوطان بالاغتراب الذي يشعر به الشعراء ، والحنين إلى الأهل ، والأصدقاء ، والأماكن ، وذكريات الطفولة ، والمحبوبة.

وقد كتب العديد من شعراء العرب في العصور القديمة ، وكذلك في العصور الحديثة عن الحنين ، والأشتياق للوطن ، ومن أشهر هؤلاء الشعراء الشاعر

أحمد شوقي

.

وقد كان شوقي يعاني من الحنين إلى الوطن ، والشعور بالإغتراب ، حيث قد تم نفيه خارج بلده ، كما أنه عانى في بلاد الغربة من ضيق العيش ، إلى جانب المعاناة النفسية التي كان يشعر بها ، فكان أحمد شوقي من الشعراء الذين قدموا نماذج عن

شعر الحنين إلى الأوطان

.

قصائد الحنين إلى الوطن

هناك العديد من النماذج ، والقصائد الشعرية التي تتجه نحو الحنين للوطن ، والتغرب عنه ، حيث تناول شعراء العرب هذا الموضوع بكثرة ، وفيما يلي بعض هذه النماذج :

قصيدة احمد شوقي

تعد

قصيدة الحنين إلى الوطن لأحمد شوقي

واحدة من قصائد الحنين للوطن ، التي ذاع صيتها


، فقد كتبها الشاعر المصري احمد شوقي ، بعد نفيه إلى الأندلس بسبب مكانته السياسية في هذه الفترة مابعد قيام الحرب العالمية الثانية ، وعزل الخديوي عباس الثاني.

ويقول شوقي في قصيدته الحنين إلى الوطن ، متحدثا عن بلده مصر ، وعن شوقه لها ، مفجرا مشاعر الألم ، والحسرة ، والندم :

اختـلاف الــنهار والليل ينسي * اذكرا لي الصبا وأيام أنسي

وصفا لي ملاوةً من شبابِ * صورت من تصوراتٍ ومسِّ

عصفت كالصبا اللعوب ومرت * سِنةً حلوة ولذة خلس

وسِلا مصر هل سلا القلب عنها * أو أسا جرحه الزمان المؤسي

كلما مرت الليالي عليه * رق والعهد في اللياليي تقسي

مستطار إذا البواخر رنت * أول الليل أو عوت بعد جرسِ

راهب في الضلوع للسفن فطن * كلما ثُرن شاعهن بنقس

يابنة اليم ما أبوك بخيل * ماله مولعاً بمنع وحبس

أحرام علي بلايله الدوح * حلال للطير من كل جنس

كل دار أحق بالأهل إلا * في خيث من المذاهب رجس

نفسي مرجل وقلبي شراع * بهما في الدموع سيري وأرسي

وطني لو شغلت بالخلد عنه* نازعتني إليه في الخلد نفسي

قصيدة ابن الرومي

ولقد كان اغلب الشعراء الذين كتبوا عن الحنين إلى الأوطان ، متأثرين بما حدث لهم في حياتهم مما زاد كتاباتهم ثقلا ، وعمقا ، ومثالا على ذلك ، ابن الرومي ،

الذي عايش الحوادث ، والكوارث في كل لحظة من حياته ، حيث توالت عليه المحن من وفاة اقاربه ، وأبنائه ، وإحتراق أرضه ، فيقول في قصيدته :

ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ

وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا

عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً

كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ

مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا

إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكَّرتهمُ

عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذالكا

فقد ألفته النفسُ حتى كأنهُ

لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا

قصيدة محمود سامي البارودي

وهو خير مثال للشاعر المتحدث عن الحنين للوطن ، حيث أن الشاعر محمود سامي البارودي قد تم نفيه سبع عشرة سنة في سرانديب ، وتجده يقول في قصيدته :

ما للنسيم بليلة اذياله ؟ * أتراه مر على جداول أدمع

بل ما لهذا البرق ملتهب الحشا ؟ * أقسمت إليه شراره من أضلعي

فالغيث يهمي رقة لصبابتي * والطير تبكي رحمة لتوجعي

مظاهر الحنين للوطن في الشعر

وفقا لأحد

أقوال محمود درويش عن الوطن

يعتبر الحنين إلى الديار من أصدق الأغراض الشعرية عاطفة ، كونه يصدر من قلب يغلي ، ويعتصر من الأشواق ، وألم الفراق ، وهنا لا يوجد مجال لتزييف العواطف.

مظاهر شعر الحنين للوطن

وهناك العديد من المظاهر التي نجدها في شعر الحنين للوطن التي تتميز ، وتختلف من شاعر إلى آخر ،ومن زمن إلى آخر حسب ظروف الشاعر وظروف غربته عن وطنه، فهناك من شعر بالإغتراب داخلها ،ومن نفي خارجها ،ومن إضطر إلى تركها خشيه الإضطهاد الذي وقع عليه فيها أي تركها رغماً عنه ،وقلبه يعتصر ، وهي كما يلي :

  • يحمل شعر الحنين للوطن دلالات سجية ، وقيم وطنية عليا.
  • يتغنى شعر الحنين للوطن بجمال الطبيعة الذي يزيد من سحر التغني بالأوطان ، وبيان جمالها من جداول عذبة ، ومناظر طبيعية ، كما في قول الشاعر :

بغداد يا زهور الربيع علي الربا * بالعطر تعبق والسنا تتلفع

يا ألف ليله ما تزال طيوفها * سمرا علي شطان دجله

حيث أن هذه الكلمات ؛ العطر ، تعبق ، الربيع ، الزهور ، دجله ، السنا ، تقوم بترسيخ المفاهيم الوطنية ، وإبراز حب الشاعر لوطنه ، وتعلقه به

، وإكتظاظ أبيات شعره بهذا الوله ، والحب الذي يجري في أوردته مجرى الدم فيتجسد الخيال.

  • ويظهر في شعر الحنين للوطن مناجاته للوطن ؛ حيث يمتزج الإحساس العميق ، والحب الصادق ، واللهفة ، وهي نزعات إنسانيه عريقة متأصله في تراثنا العربي

    لما تمثله من مشاعر جياشة.

مظاهر الحنين في الشعر الاندلسي

ونجد أيضا في الشعر الاندلسي مظاهر الحنين للوطن تتمثل فيما يلي :


بناء القصيدة


حيث حافظ الشعراء العرب على بناء القصيدة التقليدي الذي ساد في المشرق ،وهي المطلع ،وحسن التخلص ، والخاتمة مما يخلص إلى وحدة القصيدة.


العاطفه


هي ترجمان لما يكمن من مشاعر

فصدق الشعور من أقوي أسباب الإجادة

تبرهن علي صدق انتمائهم لهذا الوطن الذي صمد

في وجه التحديات ، ومصائب الدهر ، وتقلباته ، وتميز أهل الأندلس برجاحة عقولهم ، وبلاغتهم.

مما دعي الشاعر ابن الجياب أن يدعو لهم بالستر في الدنيا ، والآخرة فهذا يدل علي مفاخرته بأهل الاندلس.

ولم يستطع شعراء الأندلس إخفاء إعجابهم بجمال مدينة غرناطة التي إحتلت مكانة عظيمة في قلوبهم حيث لقبت بدار الأحبه ووصف الشعراء قصر الحمراء ،وعجائبه ، وجريان الماء تحته وجمال بحيرته.


المزج بين الحنين والطبيعة

تأثر الشعراء العرب ببعدهم عن وطنهم العربي ،والحنين إلى المشرق بعد فتح المسلمين للأندلس علي الرغم من جمال طبيعتها الساحره.

فكما وصفها أحد الأمراء الأمويين عبد الرحمن الداخل في شعره أن جسده في الأندلس ، وقلبه في بلاد الشام.


سهولة الألفاظ


تميز شعر الحنين في الاندلس بسهولة الألفاظ حيث أنها من أهم مكونات القصيده فعلى الشاعر أن يتحرى الكلمات البسيطة الأنيقة الممزجة باللغة البدوية

أشترط النقاد السهولة في الشعر عموماً ، وفي الحنين خصوصاً.


التجربة الذاتية الشعرية


فالشاعر إنسان يمر بتجارب قد تكون مغايرة لغيره من الناس لكنه يحس بالموقف ، ويتفاعل معه نفسياً ، وفكريا.

ثم يصوغ ذلك شعرا ليشاركه القارئ ، والسامع أحاسيسه ، ومشاعره ، وبمقدار هذه المشاركة يتحدد نجاح الشاعر أم فشله.

فالشاعر الجيد هو الذي يتفاعل مع تجربته ، ويهضمها ، ويسيطر عليها بفكره ، ويغوص بها لينقل لنا صراعه الداخلي سواء تعبيرا عن حالته النفسيه أو حالة نفسية مشابهة له لذلك يجب ان تتضمن القصيدة موضوع أو مضمون واحد فقط لا تحيد عنه ، فإذا حدث وتضمنت أكثر من مضمون لم تكن تجربة كاملة.