الدروس المستفادة من سورة المدثر
ما يستفاد من سورة المدثر
يوجد عدة دروس في سورة المدثر حتي يستطيع الإنسان الاستفادة منها وتلك الدروس هي كالآتي [1] :
- اعطي الله عز وجل للناس إنزار شديد في سورة المدثر حتي يكفوا عما هم فيه من خمول K وذلك في الآيتين الأولي والثانية حيث قال الله عز وجل ” يا أيها المدثر، قم فأنذر ” .
- علي من يدعوا في سبيل الله تعالي لا يخشي قوة وجبروت أي إنسان علي هذا الكوكب ، وذلك لأن معه أقوي من أي شخص وهو الله سبحانه وتعالي ، وذلك حيث قال الله عز وجل في سورة المدثر ” وربك فكبر ” كما جاء في القرآن الكريم بسورة الأحزاب قول الله عز وجل ” الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفي بالله حسيبا ” .
- يجب أن يسعى المؤمن في جعل نفسه طاهرة وزكية وخالية إلي أكبر حد ممكن من الذنوب وأن يكف عن ارتكاب المعاصي وفعل أي شيء محرم حتي يكون قلبه أبيض كبياض الثوب النظيف ناصع البياض ، حيث قال الله عز وجل في سورة المدثر بالآية الرابعة منها : ” وثيابك فطهر ” .
- يجب علي المؤمن أن يهجر أو يترك أي شخص يأخذه إلي طريق المعاصي والذنوب ، وذلك حيث قال الله عز وجل في سورة المدثر بالآية الخامسة ” والرجز فاهجر ” .
- لا يجب علي الشخص المؤمن أن يكون منانا علي من يعطيه أموالا ولا يجب علي المؤمن أن يكون متفاخرا بإيمانه علي غيره حتي لا تضيع عليه حسنات ما يفعله من خير ، وحتي إيمانه الكبير وما يفعله من خيرات ما هي إلا عبارة عن قطرة ماء بالنسبة لبحر النعم الذي يعطيه الله له سواء كانت هذه النعم في الدنيا والآخرة ، وذلك مثلما قال الله تعالي في الآية السادسة من سورة المدثر ” ولا تمنن تستكثر ” .
- علي الشخص المؤمن الذي يدعو في سبيل الله أن يكون صابراً لديه قوة تحمل ، حتي يستطيع أن يتحمل ويصبر علي ما يواجهه من الكافرين سواء كان هذا الذي يواجهه تكذيب أو اتهامات أو ضرب أو غير ذلك من المشاكل ، وذلك حيث قال الله تعالي في الآية السابعة من سورة المدثر ” ولربك فاصبر “
- يجب علي الكافرين أن يعلموا أن كذبهم وجرائمهم تجاه المؤمنين والذين يدعون في سبيل الله سوف يعاقبون عليها أشد عقاب لذا علي المؤمنين والذين يدعون في سبيل الله أن يصبروا ويحتسبوا صبرهم عند الله كثيرا ، حيث قال الله تعالي في سورة المدثر بالآيات الثامنة والتاسعة والعاشرة ” إذا نقر في الناقور ، فذلك يومئذ يوم عسير علي الكافرين غير يسير ” ، وقد نزل الله آية في الوليد بن المغيرة يقول فيها عز وجل ” سأصليه سقر ” ، كما قال الله تعالي في سورة المدثر بالآيات رقم التاسعة والثلاثين والأربعين والواحد والأربعين ” إلا أصحاب اليمين ، في جنات يتساءلون، عن المجرمين ” ، حيث أن الله عز وجل أنزل هذه الآيات خصيصا حتي يطمئن قلوب المؤمنين وينذر الكافرين بأن المؤمنين سيجازيهم الله بالجنان والنعيم وأن الكافرين سوف يعاقبون بالتعذيب في النار .
- يجب علي المؤمن أن يكون ثابتاً لمواجهة ما يتعرض له من العديد من بلاء وامتحان ، وذلك حيث قال الله عز وجل في الآية رقم الواحد والثلاثون من سورة المدثر ” ، وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ، ولا يرتاب الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ” .
مقاصد سورة المدثر
نادي الله سبحانه وتعالي للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام باسم المدثر في بداية سورة المدثر حيث قال عز وجل ” يا أيها المدثر ” مثلما ناداه في سورة المزمل باسم ” يا أيها المزمل ” [3] .
فهي أسماء خص بها الله عز وجل لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام تحت مسمي الملاطفة ، حتي يشعر النبي عليه الصلاة والسلام بأنه قريب من الله عز وجل وأن يكون محببا إليه .
علي سبيل المثال عندما كان علي بن أبي طالب رضي الله عليه وأرضاه نائماً بجانب النبي عليه الصلاة والسلام ، فأصبح علي أحد جانبيه تراب كثير فناداه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عندما أراد أن يوقظه وقال ” قم أبا تراب ” .
وفي واقعة أخري عندما كان النبي عليه افضل الصلاة والسلام جالسا بجانب حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه ، وأخذ في النوم فناداه النبي عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام ” قم يا نومان ” أي يا من تحب النوم .
فعندما قال الله عز وجل للنبي محمد عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام ” يا أيها المدثر ” لينادي عليه ، وذلك حيث قال قال الأمام البخاري أنه بعد أن علم النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام أن الله أنزل عليه وحي من السماء في أول سورة نزلت عليه وهي “اقرأ باسم ربك الذي خلق ” .
كان النبي صلي الله عليه وسلم يتحرى شوقا لينزل لو وحي آخر من السماء، ولكن عندما رأي النبي محمد عليه الصلاة والسلام سيدنا جبريل لأول مرة شعر النبي عليه الصلاة والسلام بخوف وهرول في الرجوع لبيته .
فأنزل الله تعالي عليه سورة المدثر لذا فهي تعتبر ثاني سورة من سور القرآن الكريم نزولا بعد سور اقرأ ، فبدأ الله عز وجل السورة في أول آية لها بنداء ملاطفة للنبي عليه الصلاة والسلام ، ثم باقي السورة التي بها نزر وتوعد للكافرين وطمأنينة للمؤمنين .
فضل سورة المدثر
تحدث الكثير من العلماء عن فضل سورة المدثر لذا سوف نقوم بسرد بعض من أقوال علماء الفقه والدين كالتالي [3] :
ذكر مجد الدين الفيروز بادي بعض الأحاديث التي تتحدث عن فضل سورة المدثر ومن ضمن هذه الأحاديث هي :
- قال أُبي: من قرأ سورة المدثر أعطي من الأجر عشر حسنات ، بعدد من صدق بمحمد، وكذب به بمكة. ولكن هذا الحديث يصنف تحت بند الأحاديث الضعيفة .
- قال علي أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال له : يا علي من قرأها أعطاه الله ثواب المتحابين في الله ، وله بكل آية قرأها مائة شفاعة ” .
قال الإمام البقاعي في فضل سورة المدثر أنها سورة تتحدث عم الاجتهاد في العمل وبها إنذار شديد اللهجة للكفار والمستكبرين؟
مضمون سورة المدثر
تضمنت سورة المدثر الكثير من الشواهد مثل :
- تكريم الله عز وجل للنبي عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام .
- اقرأ بأن الله واحد أحد وأنه الإله الأوحد فقط .
- إعطاء الله للمؤمنين الكثير من الأوامر مثل أنهم يجب أن يكونوا طاهري النفس والجسد .
- تكفير من يعبدا الأصنام .
- حث المؤمنين علي إعطاء الصدقات .
- أخبار المؤمنين أن يتحلوا بالصبر .
- أخبار الكافرين بما ينتظرهم من أهوال يوم القيامة والتعذيب بالنار وجهنم .
- الصد عما يقوله المشركين من تكذيب وتهديد .
- الرد عما قاله المشركين بأن القليل من المؤمنين هم من يستطيعون حفظ القرآن الكريم .
- تذكير الكافرين بأنهم سوف يكون مخلدين في النار .