علماء العصر العباسي في الطب
تطور الطب في العصر العباسي
انفتاح العباسيين على مختلف الحضارات والثقافات مثل الحضارة الفارسية واليونانية والهندية حيث تنوعة
انواع العلوم واعلامها في العصر العباسي
، وقد أخذوا عنهم الكثير من العلوم، فقد عمل العباسيون على ترجمة الكتب [1] .
وأخذوا منها ما أخذوا وزادوا عليها ، وقد عمل ذلك على امتزاج الثقافة العربية بغيرها من الثقافات والحضارات المختلفة ، كما ساعد اندماج الأفراد في المجتمع العباسي لم يكن هناك تمييز بين العربي والعجمي ، وهو ما ساعد في نشر الثقافات والاستفادة من خبرات وقدرات الآخرين .
اهتمام الخلفاء العباسيين بالثقافة والعلوم ، ومنهم أبو جعفر المنصور ، وعارون الرشيد ، والمأمون ، وعمل خلفاء الدولة على استقطاب العلماء من جميع الدول الأخرى .
كما جلبوا الكثير من الكتب من مختلف الدول ذات الحضارات العظيمة مثل مصر والروم والهند وبلاد فارس واليونان ، وهو ما ساعد في ارتقاء الفكر والثقافة في الدولة العباسية .
كما توسع في التعليم حيث تم بناء الكثير من المدارس والمؤسسات التي تنشر الثقافة ، ومن تلك المؤسسات ” بيت الحكمة ” والتي كان لها أثر عظيم في تطور الحركة العلمية وازدهارها .
فقد ساعدة تلك الحركات العلمية في انتشار العلوم الإنسانية، كما تم نقل الثقافة العربية إلى بلاد الغرب ، كما تولى البرامكة شؤون معظم المؤسسات في الدولة ، وقد كان البرامكة أصحاب علوم وثقافة وهو ما ساعدهم في لعب دورا مهما في تطور الحركة العلمية والثقافية .
وتم بناء الكثير من البيمارستانات وهي المستشفيات في العصر العباسي ، وهي مؤسسات تعليمية بجانب أنه مكان للعلاج ، فقد كانت مقرا للبحث العلمي والتجريبي .
وتم إنشاء مدرسة جند يسابور والتي كان لها شهرة كبيرة في ميدان الطب ، فقد عملوا على الاستفادة من هذه المدرسة وأساتذتها .
أشهر اطباء العصر العباسي
كان هناك العديد من
شخصيات علمية من العصر العباسي
ومنها:
-
بختشيوع بن جورجيس
وهو احد أعلام الطب في بغداد في العصر العباسي ، وكان صديق الخليفة هارون الرشيد [2] . -
بختيشوع بن جبرائيل بن بختيشوع بن جرجس
وهو طبيب عراقي من أصل سرياني ، وهو كان من العلماء المقربين للخلفاء في العصر العباسي مثل الخليفة الواثق، والخليفة المستعين ، والخليفة المهتدي ، والخليفة المعتز ، والخليفة المتوكل والذي كان الأقرب للطبيب بختشيوع بن جبرائيل . -
يوحنا بن ماسويه
وهو أبو ذكريا يحيي بن ماسويه الخوزي ، وهو مواليد خوزستان الموجودة في إيران حاليا ، وقد ولد لأب سرياني وأم صقلية، وقد انتقل مع والده إلى بغداد لدراسة الطب على يد جبريل بن بختيشيوع ، كما انه أتقن عدة لغات منهم العربية والسيريانية واليونانية والفارسية . -
سنان بن ثابت بن قرى بن مروان بن ثابت بن زكريا الحراني
وهو من أشهر علماء الطب في هذا العصر ، وقد ولد في تركيا من أسرة معروفة بالعلم . -
سابور بن سهل
وهو أحد الأطباء المشهورين أيضا في العصر العباسي ، كما أنه والد الطبيب الأكثر شهرة وهو سهل بن سابور . -
أبو الفرج جورجس بن يوحنا بن سهل بن إبراهيم اليبرودي
: وهو أحد اكبر العلماء والمترجمين في عصره حيث قان بترجمة وشرح كتاب جالينوس . -
يعقوب بن أسحاق الكندي
وقد كتب هذا العالم أكثر من عشرين رسالة في الطب ، كما قام بترجمة كتاب ” الأدوية المفردة ” ، لجالينوس . -
أحمد بن محمد بن محمد ابن أبي الأشعث
وهو فارسي الأصل وقد ذهب إلى الموصل لدراسة الطب ، وقد قام بشرخ العديد من كتب جالينوس ، كما بفصل الكتب الستة عشر للعالم جالينوس .
أشهر علماء الطب في العصر العباسي
من
علماء العصر العباسي
:
-
الرازي
وهو أحد أهم وأشهر العلماء في العصر العباسي والذي مازال معروف حتي الآن ، واشتهر الرازي بإتقانه علمي الطب والكيمياء والذي عمل جاهدا في الجمع بينهم ، كما قان الرازي بتأليف ما يقارب ٦٥ كتابا [3] .
من أشهرها كتاب ” الحاوي ” وهو كتاب من عشرة أجزاء ، حيث اختص كل جزء بدراسة عضو معين، ومن الكتب المشهورة له أيضاً كتاب ” المنصوري ” وهو يحتوي على عشر مقالات يشرح فيها تشريح جميع أعضاء الجسم .
وهناك رسالة ” الجدري والحصبي ” وهو أول بحث علمي في التاريخ ، وكذلك ألف كتاب ” الحصي في الكلي والمثانة ” ، وكتاب ” برء ساعة ” ، وكتاب ” إلى من لا يحضره الطبيب ” ، وكتاب ” الطب الملوكي ” ، وكتاب ” في قصص وحياة المرضي ” .
ويعتبر الرازي هو أول من قام بإدخال الملينات إلى علم الصيدلة ، كما انه أول من قال بأن الحمي هي مجرد عرض وليس مرض ، كما انه أول من قام بابتكار الاختبارات السريرية ، كما اهتم الرازي بالأمراض النفسية وتأثيرها على الصحة العامة .
كما انه أول من قام بخياطة الجروح بأوتار العود، كما قام بعلاج الخراج بالخزام ، كما انه قام باكتشاف حمض الكبريت والذي كان يسمي بزيت الزاج ، كما انه قام باستقطار المواد السكرية المتخمرة للحصول على الكحول ، كما أنه اول من استخدم الميزان الطبيعي لقياس الكثافة النوعية للسوائل .
-
الزهراوي
وهو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، وهو فخر الجراحة في العرب ، ومن أكبر وأشهر مؤلفاته كتاب ” التصريف لمن عجز عن التأليف ” ، وهو موسوعة شامله يحتوي على ثلاثون جزء .
كما يتضمن أكثر من مائتي شكل للأدوات الطبية والجراحية والتي كان معظمها من ابتكاره الشخصي ، وقد قام الزهراوي بالعديد من الجراحات الكبيرة مثل الجراحة البولية كالقسطرة والحقن وتفتيت الحصاة .
كما أنه ابتكر ووصف العديد من أدوات الجراحة مثل المثاقب والمناشير والتي تم استخدامها في الجراحات العظمية ، كما ابتكر أدوات خشبية لاستخدامها في رد الكسور .
كما انه تكلم عن أورام الفم وأورام اللوزتين وأورام الأنف وحروف الشفة ، كما أنه عمل على جرد الأسنان وخلعها ، وإخراج الفك الكسور من الفم .
-
ابن سينا
وهو أبو على الحسين بن عبد الله بن سينا، والذي لقب بالشيخ الرئيسي ، فهو يعتبر العالم الثالث للإنسانية بعد كل من أرسطو والفارابي ، وقد امتازت مؤلفاته بالدقة والتعمق ومن أشهرها كتاب ” القانون ” .
وهو يجمع بين خلاصة الفكر اليوناني وما توصل إليه الفكر العربي والإسلامي ، ويحتوي هذا الكتاب على خمسة أجزاء والذي تناول فيه علم التشريح ، والوظائف التي تقوم بها أعضاء الجسم وقد ألف ابن سينا ٦٧٢ كتاب تبقى منها ٨٦ كتاب فقط .
وقد اهتم ابن سينا بالفلسفة والطب وهو سمي بأمير الأطباء ، حيث انه قام بتأليف ٣٤ كتاب في الطب ، و٤٢ كتاب في الفلسفة ، و٦٢ كتاب في الطبيعيات ، و١٣ كتاب في علوم الدين ، ٣٢ كتاب في علم النفس ، ٥١ كتاب في الرياضيات ، و٢٢ كتاب في المنطق ، وله خمس مؤلفات في تفسير القرآن .
-
ابن النفيس
وهو علاء الدين أبو الحسن على بن أبي الخزم القرشي المصري ، وقد ألف ابن النفيس عدة كتب في مجالات متعددة حيث ألف كتاب في الرمد ، ومتاب في الغذاء وكتاب شرح فيه فصول أبقراط، وكتاب أخر شرح فيه مسائل ” حنين بن إسحاق ” .
كما ألف كتاب في تفاسير العلل والأسباب، ومن أشهر أعماله ومؤلفاته كتاب ” موجز القانون ” ، والذي قام فيه باختصار كتاب ابن سينا ” القانون ” .