أثر التكبر على الفرد والمجتمع
تعريف التكبر في الإسلام
يمكن تعريف الكبر على أنه العظمة والتجبر ، ويقال تكبر واستكبر ، والكبر اسم من التكبر مع ملاحظة
الفرق بين الغرور والكبر
[1].
ويعرف التكبر اصطلاحا كما عرفه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف ” الكِبر بطر الحق وغمط الناس ” ، وقال الزبيدي: أن الكبر هو حالة يتصف بها أحد الأشخاص من شدة إعجابه بنفسه فيري نفسه أعظم من غيره .
ويعرف أيضا على أنه استعظام الإنسان لنفسه ، والاستهانة بالآخرين ، والتقليل من شأنهم وهو مضاد
مفهوم التواضع
.
أثر التكبر على الفرد والمجتمع
حيث أثر التكبر يختلف تمام عن
أثر التواضع على الفرد والمجتمع
:
-
الحرمان من النظر والاعتبار
فالأثر الأول الذي يتركه التكبر هو الحرمان من النظر ومن يحرم من النظر فإن عاقبته الخسران المبين ، ليترك غارقا في أخطائه [2] . -
القلق والاضطراب
يحب المتكبر إشباع رغبته في التعالي والتفاخر على الناس وان يتذلل الناس لهم ، وعندما يواجه المتكبر أشخاصا لهم عزة نفس وكرامه وهم من يرفضون تكبر هؤلاء الأشخاص عليهم ، وهو ما يتسبب بالقلق والإضراب لأولئك المتكبرين . -
امتلائه بالعيوب والنواقص وملازمتها له
حيث أن ظن المتكبر الدائم انه بالغ الكمال ولا ينقصه شئ ، يجعله مترفعاٍ عن أي نصح أو إرشاد من أحد ، لذا فهو يزل غارقاً في عيوبه ونواقصه معتقدا أن لا عيوب له ، لتظل هذه العيوب ملازمة له طوال حياته . -
استحقاق العذاب والحرمان من الجنة
وهو عقاب وجزاء من يأخذ مقام الألوهية والكمال ويغض الطرف عن عيوبه وذلاته ، فسوف تتعب به الحياه ليتلقى الجزاء والعذاب من الله . -
انفضاض الناس من حوله
حيث يقل أنصاره ويتفرق من خولة ليترك في عزلة ووحدة، فالناس يبقون ، حيث الحب واللين وللتواضع ومن تكبر عليهم تركوه . -
الحرمان من وقوف الله بجانبه
فالله سبحانه وتعالى لا يعطى تأييده وعونه إلا لمن خفض جناحه للناس ، أما المتكبرون فقد اعطوا الحق للشيطان بالسيطرة عليهم وتركوا نفوسهم لزلات الشيطان وتكبرها على غيرهم ، لذلك حرمهم الله من تأيده وتركهم لأنفسهم .
أسباب التكبر
-
إعجاب التكبر بنفسه
فالسبب الأول في التكبر هو في نفسه، حيث إعجابه الشديد بنفسه يولد كبر باطني ، وهو ما يورث الكبر الظاهر وهو ما يظهر في الأفعال والأقوال [3] .
-
الحقد والحسد
فالحقد يولد في قلب المتكبر بسبب أحداث سابقة ليخلق هذا الغضب تكبرا في نفس من تعرض لمثل هذه الأمور من أشخاص مثله أو كانوا أعلى منه ، فالكبر في هذه الحالة تجعل المتكبر لا تطاوعه نفسه أن يتواضع لأولئك الناس .
كما لا تطاوعه نفسه أن يتواضع لمن هو أعلى منه فحقده عليه يمنعه من ذلك ، كما انه تكبره عليه يجعله يرد الحق إن جاء من أحد ممن يبغض عليهم، كما لا يقبل منه نصح، ويظل في اجتهاده ليتقدم عليه، ولا يعتذر منه إن أخطأ في حقه .
أما الحسد فعو يولد البغض في نفس الحاسد ، والحسد أيضا يولد الكبر والتمنع من السؤال والتعلم من حسده على غيره ، كما انه يتكبر ويترفع عليه في الوقت الذي يرى فيه استحقاقه للتواضع .
-
الرياء
وهو السبب الذي يتعلق الآخرين فيدعو هذا الأمر إلى التكبر فنري أن المتمبز إذا رأي أحدا افضل منه ولا يكون في نفسه حقدا أو حسدا ولكنه مه ذلك يتكبر على هذا الشخص الذي يراه أفضل منه خيفتا من قول أحدهم انه أفضل منه .
مظاهر التكبر في المجتمع
من أنواع الكبر: الكبر على الله وهو أسوء وأفحش أنواع الكبر وقد قال الله سبحانه وتعالى:” إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ” ، ونن أمثلة التكبر على الله مثل تكبر فرعون والنمرود [4] .
ومن أنواع التكبر أيضا : التكبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث هناك من يتكبر على اتباع أوامر النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان التكبر جهلا أو عندا ، مثل تكبر كفار مكه على النبي صلى الله عليه وسلم .
والنوع الثاني من التكبر هو التكبر على العباد ، فهناك من يترفع ويستعظم نفسه على الآخرين ويحتقرهم ، فيرفض المساواة مع غيره ويترفع عليه.
ومن أنواع الكبر وضعه أهل العلم في منزلة الكفر ، وعناك من قال عنه انه ضربا من الشرك بالله ، حيث يقول ابن حجر بعد استطراده لبعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي ذم فيها الكبر والمتكبرين والتي قال فيها أيضا ابن بطال عن الطبري أن المراد من الأحاديث الشريفة .
والتي تناولت الكبر أن الكبر من الكفر ، رغم أن هناك أنواع من الكبر يكونوا فيها متكبرين على عباد الله وليس الله جل وعلا، وفي أخد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي أخرجه مسلم .
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:” إن الله أوحي إلى أن تواضعوا حتي لا يبغي أحد على أحد ” ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتواضع وهو تصريح أيضا بالنهى عن الكبر .
وجاء في كتاب مدارج السالكبن لابن القيم قوله سمعت شيخ الإسلام ابن تيميه يقول: أن التكبر شئ من الشرك، حيث أن المتكبر هو من يتكبر على عبادة الله سبحانه وتعالى .
وكذلك المشرك يعبد الله وغير الله ، وهو ما جعل الله سبحانه وتعالى يتوعد المتكبرين بالعذاب ونار جهنم ، كما جاء في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى:” ادخلوا أبواب جهنم خالدثن فيها فبئس مثوى المتكبرين ” .
علامات التكبر على الفرد
-
التأخر باستمرار
قد تكون هذه عادة سيئة من جانب المتكبر، عندما يفعل هذا باستمرار وعن قصد ، فقد تكون هذه علامة على أنه متكبر ، فهو شعر أن وقته أكثر قيمة من وقت الآخرين [5] .
-
يقاطع الآخرين بصورة متكرره
من علامات التكبر أيضا عندما يقاطع احدهم الآخرين كثيرا ليظهر أن لديه شيئا أكثر أهمية مما يقوله الآخرون ، وهو ما يعني أنه لا يحترم رأي الآخرين .
-
يعتقد المتكبر أنه أفضل من الآخرين
حيث يعتقد المتكبر أنه أفضل من الآخرين سواء من حيث مظهره أو ذكائه لذا فهو يستحق أن يعامل بطريق أفضل من الآخرين .
-
يرى نفسه دائما على حق
فهو لا يقبل فكرة أن بكون مخطئا ، كما انه يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك فهو يري نفسه دائما على حق ويتفاخر بذلك .
-
يريد دائما أن وضعه أكثر أهمية من الآخرين
فهو عندما يريد تولي وظيفة أو مهمة ، فهو يركز على العنوان أو الحالة المرتبطة به ، فهو يهتم أكثر بالكيفية التي تجعله يشعر بالوظيفة بدل من الاهتمام بالالتزامات التي تقع عليه .
-
يطلب منه الآخرين دائنا منحهم فرصه لإثبات قدراتهم
فالمتكبر يشكك في قدرة الجميع على قدرتهم في إنجاز المهمات والأعمال ، فهو يعتقد أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه إنجاز المهمات ، وبالتالي يعرض عليه الناس دائما أن يتسامح معهم ويؤمن بهم بدلاً من وتشكيكه فيهم .
-
يحتقر الضعيف
فهو لا يمكن أن يتسامح مع الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الخطأ ، إذا تراجع شخص ما عن قبول المسؤولية وتولي مسؤولية الموقف ، فهو يستاء ويحتقر مثل الأشخاص الضعاف .
-
يجد صعوبة في التفكير الذاتي
حيث يجد المتكبر صعوبة في التحديق في المرآة ورؤية نفسه لما هو عليه حقا ، فيكون لديه صعوبة في النظر إلى إخفاقاتك ونقاط ضعفك، وفشله .
-
يحب المتكبر أن يتحدث عنه الجميع
حيث يحب في أي وقت يكون فيها مناقشة فيحب أن تدور ليك المناقشة حوله أثناء هذا التجمع ، كا يريد أن يكون انتباه الجميع مصوب نحوه ، وإذا كان الأمر يتعلق بموضوع عام، فهو يريد أن يوافق الجميع على رأيه .