فوائد سورة الاخلاص الروحانية
سورة الإخلاص
سورة الإخلاص هي سورة مكية وهي من سور المفصل وهي السور التي كان الفصل بينها بالبسملة كثير وعدد آياتها أربع آيات وهي السورة رقم الثاني عشر بعد المائة من سور القرآن الكريم، ونزلت سورة الإخلاص بعد سورة الناس، ولهذه السورة فضل وشأن عظيم عند الله تعالى
.
سبب نزول سورة الاخلاص
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: “إن المشركين قالوا للنبي – صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك. فأنزل الله عز وجل: (
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
*
اللَّهُ الصَّمَدُ
*
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
*
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد
ٌ)”
.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: “جاءت اليهود إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، فقالوا: يا محمد صف لنا ربك، الذي بعثك، فأنزل الله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ) فيخرج منه شيء (وَلَمْ يُولَدْ) فيخرج من شيء
“.
[1]
فوائد سورة الإخلاص الروحانية
-
سورة الإخلاص هي صفة الله تعالى، وفي صحيح البخاريِ ومسلم من حديثِ عائشةَ، أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – بعثَ رجُلاً على سرية فكان يقرأُ لأصحابهِ في صَلاتِهِم فيَختمُ بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، فلمَّا رجَعوا ذكَّرَوا ذلك للنبيِّ – صلى الله عليه وسلم – فقال: “سلُوهُ: لأيِّ شيء يصنعُ ذلك؟ “، فسألُوهُ، فقال: لأنَّها صِفَةُ الرَّحمنِ، وأنا أُحبُّ أن أَقرأَ بِهَا، فقالَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: “أخبروهُ أن اللَّه يُحبُّهُ “.
-
من أحب سورة الإخلاص يدخل الجنة، ومن ذلك قول عبيدُ اللهِ عنْ ثابتٍ عن أنسٍ قالَ: كانَ رجُلٌ مِنَ الأنصارِ
يؤُمُّهم
في مسجدِ قُباءَ، وكانَ كلَّما افتتحَ سورةً يقرأُ بِهَا لهمْ في الصلاةِ ممَّا يقرأُ به، افتتح بـ (قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) حتى يفرغُ مِنْها، ثُمَّ يقرأُ سُورةً أُخرَى مَعَهَا، وكانَ يصنعُ ذلكَ في كلِّ ركعةٍ، وذكرَ الحديثَ، وفيه: فقالَ النبي – صلى الله عليه وسلم – “يا فلانُ، ما حملكَ على لزوم هذهِ السورةِ في كلِّ ركعةٍ؟ ” فقال: إني أُحِبُّها، فقالَ: “حُبُّكَ إياهَا أدخلكَ الجنَّةَ”.
-
سورة الإخلاص تعادل ثلث القرآن، وقد جاء عنْ أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّه – صلى الله عليه وسلم -:”احشُدُوا، فإنَي سأقْرَأُ عليكُم ثُلُثَ القُرآنِ “، فحشدَ من حشدَ، ثُمَّ خرجَ نبي اللَّه – صلى الله عليه وسلم – فَقَرَا: (قُل هُوَ اللَّه أَحَدٌ)، ثُمَّ دخلَ فقالَ بعضُنَا لِبعضٍ: قال رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -:”فإني
ساقْرأُ
عليكُم ثُلُثَ القرآنِ “، إنِّي لأرى هذا خبرًا جاءَهُ من السماء، ثُمَّ خرجَ نبي اللَّه – صلى الله عليه وسلم – فقال: “إني قُلتُ: سأقَرأ عليكُم ثُلُثَ القُراَنِ، ألا إنها تعدلُ ثُلُث القُراَنِ “. أخرجَهُ مسلم.
-
قراءة سورة الإخلاص تمنع الضرر وتكفي من الشرور، وقد جاء في “صحيح البخاريِّ ” عنْ عائشةَ: “أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – كانَ إذَا أوَى إلى فِراشِهِ قرأَها مع المعوذتينِ ومَسَحَ ما استطاعَ مِنَ جسدِهِ “.
-
قد احتوت سورة الإخلاص على الرد على اليهود والنصارى والمشركين وهي حجة الله على خلقه، حتى قال السيوطي في «الإكليل»: «فيها الرد على اليهود والنصارى والمجوس والمشركين والمجسمة والمشبهة
والحلولية
والاتحادية وجميع الأديان الباطلة»، ويدل على هذا ما رواه البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربِّه: «كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّل الخَلْقِ بِأَهْوَن عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللُه وَلَدًا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ».
[2]
-
تساهم سورة الإخلاص على تخفيف عذاب الله في الدنيا والآخرة.
-
وأوصينا بقراءة السورة لمنفعتها الكبيرة ثلاث مرات في الصباح وأخري في المساء.
-
ذكر عن النبي صلى الله علية وسلم أن من قرأها عشر مرات يبني له الله بيتاً في الجنة، كما جاء في الحديث الشريف، عَنْ سَهْلِ بنِ مُعَاذِ بن أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ :”مَنْ
قَرَأَ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ عَشْرَ مَرَّاتٍ، بنى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ: إِذنْ نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ :”اللَّهُ
أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ”.
-
نصحنا الرسول أن نردد سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات قبل أن النوم مع المسح باليدين بقدر ما يمكن على الجسد، لأن هذا يساعد على حماية المسلم من شر الشيطان وهو نائم، ويبقى في رعاية الله حتى يستيقظ من نومه.
-
تشفع سورة الإخلاص لصاحبها يوم العرض على الله فيكون لها أجر عظيم عند الله تعالى.
-
تساهم المداومة على سورة الإخلاص في التخفيف من الفقر عن أهل المنزل
.
-
سورة الإخلاص تحتوي على اسم الله الأعظم، الذي إذا سئل أجاب
.
[3]
أغراض سورة الإخلاص
-
إثبات الوحدانية لله عز وجل.
-
القول بأنه لا يلجأ في الشدة لغير الله تعالى وتنزيه الله تعالى عن النقائص، ونفي الأقوال المزعومة بكون الله تعالى له ولد.
-
نفي كون سيدنا عيسى عليه السلام إلهاً للمخلوقات.
-
بيان فضل سورة الإخلاص وأنها تساوي ثلث القرآن بالرغم من أنها تعد من قصار السور.
[4]
فضل قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات
سورة الإخلاص سورة عظيمة وأجرها عظيم وقراءة سورة الإخلاص مره واحدة تساوى ثلث القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنه قرأ القرآن كاملاً، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ). [5]
نورانيات سورة الإخلاص
سورة الإخلاص لها ثلاث أرواح نورانية تخدمها، وأسماء هذه النورانيات هي: عبد الواحد وعبد الرحمن وعبد الصمد وهم مكلفون بقضاء كل
شىء
لمن تفضل الله عز وجل عليه وبين له سر هذه السورة العظيمة.
أسماء سورة الإخلاص
تتعد الأسماء الخاصة بسورة الإخلاص مما يشير إلى الشأن العظيم لتلك السورة، وقد ورد أن لسورة الإخلاص عشرون اسماً غير اسم السورة الأصلي، ومن أشهر تلك الأسماء:
-
سورة قل هو الله أحد.
-
سورة التجريد.
-
سورة التفريد.
-
سورة التوحيد.
-
سورة النجاة.
-
سورة الولاية.
-
سورة النسبة.
-
سورة المعرفة.
-
سورة الجمال.
-
سورة المقشقشة (الشفاء).
-
سورة المعوذة.
-
سورة الصمد.
-
سورة الأساس.
-
سورة المانعة.
-
سورة المحضر.
-
سورة المنفّرة.
-
سورة المذكّرة.
-
سورة البراءة.
-
سورة النور.
-
سورة الأمان.
سبب تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم
قال ابن العثيمين أن سورة الإخلاص سميت بهذا الاسم لأنها تفيد الإخلاص لله عز وجل، وأن من آمن بسورة الإخلاص فهو مخلص، والمسلم إذا رددها وهو مؤمن بها، فقد أخلص لله عز وجل.
أو لأنها مخلََصة بفتح اللام، لأن الله عز وجل أخلصها لنفسه وذلك لأن السورة لم تتضمن أيه أحكام شرعية أو أخبار عمن سبقوا ولكنها تضمنت الحديث عن الله عز وجل وحده ولم تتضمن أي شيء غيره، بل هي أخبار تخص الله تعالى.
[6]