مقال وصفي عن طفل ضائع عن منزله
مقال عن طفل ضائع
إن جميع الأطفال يحبون سماع قصص ما قبل الذهاب إلى النوم، ودائمًا ما يودون أن تكون القصص جديدة عما سمعوه من قبل، وفي حين أن العديد من القصص قد تكون بدون مغزى أو قد تحمل داخلها بعض الأحداث السيئة، فمن الأفضل قراءة الأنواع التي تحتوي على الدروس التي يمكن الاستفادة منها وتقديمها كمحتوى تعليمي وتربوي بطريقة شيقة ومسلية، إذ أن الأطفال الصغار لا يحبون التوجيهات التي تُقدم لهم، ومن خلال إعطائها لهم داخل القصة يستوعبون ما بها من تعليمات دون الشعور بالتوجيه، وبالتأكيد أن كافة الآباء يخافون من فقدان أبنائهم أو ضياعهم ومن الممكن أن يقصوا عليهم
قصة قصيرة عن طفل ضائع
لتوعيتهم عن هذا، وفي التالي بعض القصص عن الأطفال الضائعين عن منازلهم:
قصة عن طفل ضائع
في يوم من الأيام وفي الصباح استيقظ طفل صغير من نومه وذهب حتى يوقظ أمه، وعندما استيقظت الأم قبلت أبنها قبلة لطيفة على جبينه، ثم طلب منها الولد الصغير أن يذهبا لشراء بعض الأشياء التي يحتاجها المنزل وسوف يساعدها في حمل الأغراض، كما أنه يريدها أن تشتري له ألعابًا كثيرة ودمى، ووافقت الأم وشكرته على رغبته في المساعدة.
وفي طريقهما إلى السوق أخبرت الأم أبنها على ما يجب عليه فعله أثناء رحلتهما، فعليه أن يظل بجانبها طوال الوقت ولا يبتعد عنها، وألا يترك يديها أبدًا، وألا يتعامل مع الأشخاص الغرباء عنه، وقالت له يا صغيري: يجب أن تعلم أنه من الممكن أن تضيع ولا تجدني ولكن لا تخف فأنا سوف أكون موجودة بالقرب منك ولكنك لا تتمكن من رؤيتي بسبب الازدحام فماذا سوف تفعل حينها؟
قال لها الطفل الصغير: أنا لا أعلم يا أمي، أخبريني أنتِ ماذا عليّ أن أفعل لكي أجدك؟
فقالت الأم: سوف أخبرك عن أهم الأشياء التي يجب أن تعلمها يا طفلي، استمع جيدًا: [1]
- لا بد أولًا وأن تحفظ اسمك كاملًا وصحيحًا، وكذلك تعرف اسمي كاملًا أيضًا، وإذا ضعت مني أخبر أحد الأشخاص باسمك واسمي وسوف يُساعدك بالتأكيد على أن تجدني.
- وسوف أعطيك ورقة صغيرة عليها اسمي واسمك وعنوان المنزل ورقم هاتفي، ضعها في جيبك وأعطها لأحد الأشخاص ليساعدك كذلك في العثور عليّ ومحادثتي حتى آتي وأخذك.
- وقف مكانك ولا تتحرك لئلا تبتعد عني كثيرًا وسوف أبحث أنا عنك حتى أجدك ونذهب للمنزل سويًا مرة أخرى.
فقال لها الولد: فهمت يا أمي سوف أفعل ذلك.
وبعد أن ذهبا سويًا وأشتريا بعض الأغراض، وأخيرًا دخلا إلى المتجر الذي يحتوي على ألعاب الأطفال، وذهب كل تركيز الطفل إلى مشاهدة ما يوجد من دمى وألعاب جميلة حتى ابتعد عن أمه ولم يُعد يراها، وشعر بالخوف الشديد وهو يبحث عنها ولا يجدها، ولكنه لم يتذكر أيًا من التعليمات التي قالتها له والدته، فخرج من المتجر يبحث عنها في كل مكان، وظل يسير طويلًا حتى ابتعد عن المتجر كثيرًا.
وبعد أن حل المساء ولم يجد الطفل أمه حتى ذلك الوقت شعر بالجوع الشديد وتمنى أن يأكل حتى يشبع، ولكنه لم يكن يملك مالًا ليشتري طعامًا، فقرر أن لا يأكل، ولكن مرت عدة ساعات أخرى وهو لا يجد أمه وما زال جائعًا فذهب إلى أحد المطاعم وقال للبائع: مرحبًا، أنا جائع ولكن ليس معي نقود حتى أشتري الطعام.
فقال له البائع: لا بأس يا صغيري سوف أعطيك طعامًا حتى تأكل.
وبالفعل أعطاه البائع طعامً لذيذًا حتى أكل الطفل وشبع، ثم سأله البائع: أين والدتك يا صغيري؟
فقال الطفل الصغير: لقد ذهبنا أنا وأمي لشراء بعض الأشياء وعندما كنا داخل متجر الألعاب ضعت منها.
فسأله البائع: وما اسمك يا صغيري واسم والدتك:
فأخبره الولد عن أسمهما، ثم سأله البائع: وهل تعرف عنوان منزلك أو رقم هاتف أحد أقاربك.
ووقتها تذكر الولد الورقة التي قامت أمه بإعطاءها له، وقال للرجل: نعم معي ورقة بها كل المعلومات.
فابتسم الرجل وأخذ الورقة واتصل بوالدة الصغير، وعندما أجابت الأم فرحت كثيرًا وذهبت مسرعة لتأخذ ابنها وشكرت البائع كثيرًا، وفي الطريق إلى البيت اعتذر الطفل من أمه لأنه ابتعد عن المتجر ولم يفعل كما قالت الأم، فقالت له: لا بأس يا بني ولكن في المرة القادمة لا تبتعد أبدًا.
قصة عن طفل تائه
في يوم من الأيام أيقظت الأم ابنها في موعد الذهاب إلى المدرسة، فقام الطفل وتناول فطوره وارتدى زي المدرسة، ثم أوصلته والدته إلى مدرسته، وأخبرته أنها سوف تأتي بعد انتهاء اليوم الدراسي لتصطحبه ويعودا معًا إلى المنزل، ثم ذهبت الأم إلى عملها.
وبالفعل ذهبت الأم إلى العمل، ولكن لسوء الحظ قد كان العمل كثيرًا في هذا اليوم فتأخرت بعض الوقت، وبعد أن انتهت من عملها ذهبت لتأخذ ابنها من المدرسة، ولكن كان الطريق مُزدحمًا للغاية، فشعرت الأم بالقلق والحزن لتأخرها عن أبنها، إذ أن اليوم الدراسي كان على وشك أن ينتهي، ولا ترغب في أن يحزن طفلها ويشعر بالخوف الشديد.
وبعد أن انتهي اليوم الدراسي بالفعل خرج الولد الصغير من المدرسة وانتظر أمه أمام الباب، ولكن الأم كانت قد تأخرت لبعض الوقت، وانتظرها الطفل إلى أن شعر بالملل ووجد أن كافة أصدقائه وزملائه قد انصرفوا إلى منازلهم، فازداد شعوره بالقلق، وأراد أن يذهب للمنزل بمفرده حتى يجد والدته.
وبالفعل بدأ الولد يسير في طريقه للمنزل ولكنه لم يكن يعرف أين الطريق الذي يؤدي إلى البيت بالتحديد، وبعد أن سار كثيرًا شعر بالتعب الشديد وجلس في الطريق على أحد المقاعد الموجودة بالشارع، ثم تذكر أحد الأدعية التي قامت والدته بتحفيظه إياها لكي يدعو بها عندما تضيع منه أحد الأشياء حتى يعثر عليها سريعًا، وفكر هل لو قام بترديد هذا الدعاء سوف يجد أمه التي ضاعت منه، وبالفعل جرب الطفل وبدأ في ترديد الدعاء مُتمنيًا من أن يُلبي الله تعالى دعاءه قائلًا: “بسم الله يا هادي الضلال وراد الضالة اردد علي ضالتي بعزتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك” [2] ، وظل الطفل يردد الدعاء كثيرًا وكثيرًا، ويدعو الله بأن يجد أمه وتأتي إليه.
وبعد وقت قليل وجد الطفل أمه وهي تأتي من بعيد مُسرعة حتى تأخذه، فانتفض هو كذلك مُسرعًا وهرع نحوها ليحتضنها وأخبرها أن السبب الذي جعلها تجده سريعًا هو أنه ردد الدعاء الذي علمته إياه، ففرحت الأم كثيرًا من ما فعله أبنها واعتذرت منه عن تأخرها ووعدته بألا يحدث ذلك مرة ثانية، ثم عادا إلى المنزل فرحين، وهنا أدركت الأم فائدة أن تُعلم أبنها منذ صغره الاعتماد والتوكل على الله عز وجل في كافة أموره.