فوائد سورة الأنفال الروحانيه
التعريف بسورة الأنفال
سورة الأنفال هي سورة مدنية وتعني كلمة مدنية في سور القرآن أنها نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، سواء في ذلك نزلت بمكة بعد فتحها أو بالمدينة بعد الهجرة ، وقد نزلت السورة في المدينة بعد غزوة بدر ،عدد آيات سورة الأنفال خمس وسبعين آية ، وترتيبها في المصحف السورة الثامنة ، اسمها التوقيفي الأنفال و اسمائها الاجتهادية بدر و الجهاد.
الفوائد الروحانية لسورة الأنفال
-
تعظيم الشعور الروحاني بتقوى الله في القلوب ، و تكرار المعنى والألفاظ الخاصة بالتقوى دافع لتعزيز التقوى داخل الفرد ، وذلك يتضح من الآية (إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِیَتۡ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ) ( الأنفال 2 ).
-
التأثير الروحي للآيات في القلوب لقدرة الله سبحانه وتعالى في ترتيب وتدبير حياة البشر وتيسيرها وتسييرها بقدرته ، ومعرفة قدر وقدرة وجلال الله سبحانه وتعالى ، وخشيته ، و الإيمان بأنه القوي القدير.
-
توضيح بعض صفات المؤمنين ، والدعوة للتأسي بهم وذلك من تأويل الآية ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾.
-
الدعاء والالتجاء إلى الله والتضرع له والاستغاثة به باب النصر ، والغلبة ، من فوائد هذه الأية ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) ﴾.
-
الشعور الروحي بأن الرزق كله بيد الله ، وأن الإنفاق على ما يرضي الله وفي سبيل الله ، لهو أمر عظيم ، ونتائجه كبيرة على الروح والارزاق نفسه من بركة وزيادة ، ورضا من الله.
-
الإيمان القلبي بوجود الملائكة وكونهم جند من جنود الله المأمورين بأوامره ، فهم يؤازرون من يأمرهم الله بنصره ، ويدافعون عنهم ، وهي من معجزات الله ، (إِذۡ یُوحِی رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ أَنِّی مَعَكُمۡ فَثَبِّتُوا۟ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ۚ سَأُلۡقِی فِی قُلُوبِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُوا۟ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُوا۟ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانࣲ﴾ [الأنفال 12]
-
التشديد على قيمة الجهاد و عدم التولي يوم الزحف ، والثبات على طاعة الله وعلى الجهاد ، (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ زَحۡفࣰا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ 15 وَمَن یُوَلِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ دُبُرَهُۥۤ إِلَّا مُتَحَرِّفࣰا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَیِّزًا إِلَىٰ فِئَةࣲ فَقَدۡ بَاۤءَ بِغَضَبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ 16 ) [الأنفال 15].
-
الهدوء الروحي في التعامل مع الشدائد و المصائب الحياتية ، وفي التعامل مع الأعداء ، والتوكل على الله ، واللوذ به ، مع الاخذ بالأسباب دون جزع و نقمه.
-
شكر الله على النعم ، وذكرها ، وعدم جحودها بالقلب واللسان و هو في الآية ﴿وَٱذۡكُرُوۤا۟ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِیلࣱ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن یَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمۡ وَأَیَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [الأنفال 26 ].
-
تنبيه الروح والقلب إلى الفتن وعظمتها على النفوس ، وأنها قد تكون في المال والأولاد ، و الانتباه من الغفلة ، أو الانشغال بهم على حساب الطاعات ( وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَاۤ أَمۡوَ ٰلُكُمۡ وَأَوۡلَـٰدُكُمۡ فِتۡنَةࣱ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥۤ أَجۡرٌ عَظِیمࣱ﴾ [الأنفال 28 ].
-
رفع قدر الاستغفار في القلوب ، واستشعار عظمة هذا الذكر ، وجعله من الأوراد اليومية وهذه الفائدة تتضح من الآية ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ 3 ).
-
فوائد ذكر الله عديدة ومتنوعة ، لا تحصى ومنها ، تأييد الله ونصره لعباده المؤمنين ، والمعيه من الله سبحانه ، ومباركة الوقت ، والأعمال ، والقبول.
-
الدعوة للسلم مع من أراد ، وعدم المغالاة في العداوة ، والمهادنة مع من يسعى إليها و تؤكد الأيات على تلك الفائدة (۞ وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [الأنفال 61].
معنى كلمة الأنفال
المعنى في اللغة لكلمة الأنفال من المعجم أن الأنفال هي الغنائم وجمعها نفل، و هو ما يؤخذ من أموال الكافرين دون قيام حرب ، والنافلة هي الغنيمة، وقد وردت الكلمة في سياق أحداث غزوة بدر ، حيث تسائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه في المعركة ، عن طريقة تقسيم الغنائم ، و كان أمر الله لهم وإجابته على ما استفسروا عنه ، واضح و مباشر ، أن يتركوا الجدال والخلاف والمخاصمة في الأموال ، وأن الله هو من يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بما يشاء ، وكما يريد سبحانه وتعالى أن تتم بها القسمة ، وأن عليكم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما يرى ، ويخبركم به. [1]
موضوعات سورة الأنفال
تعرضت سورة الأنفال لعدة مواضيع متشعبة ومتنوعة من هذه المواضيع:
عتاب الصحابة رضي الله عنهم
كانت أول آية في السورة عتاب جميل ، من الله سبحانه وتعالى إلى أصحاب النبي صلى الله عليه حين اختلفوا فيما بينهم من أحق بالغنائم هل الفرق التي اتبعت فلول الكفار لتقضي عليهم أم الفرقة التي ألتفت حول النبي صلى الله عليه وسلم لتحميه من عودة الكفار فجأة وتأمين النبي صلى الله عليه وسلم ، أم الفرقة التي اتجهت لجمع الغنائم ، والأسرى ، وأراد الله أن يعلمهم أن اختلافهم رضي الله عنهم و خلافهم لا يصح فكانت أول آية في سورة الأنفال والتي حملت أسمها ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين)
بيان صفات المؤمنين
بينت الآيات بعض من صفات المؤمنين ، و بينت مكانتهم ودرجاتهم في الآخرة
﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِیَتۡ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُون ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقࣰّاۚ لَّهُمۡ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةࣱ وَرِزۡقࣱ كَرِیمࣱ﴾ [الأنفال 4 ].
الجهاد
التأكيد على الجهاد وعلى أهميته ، وعلى جزاء من يقاتل في سبيل الله ، وعلى عقاب من يحارب الله ، وبيان شدة أثر الخلاف على وحدة المؤمنين ونصرهم ، وعلى التشديد على عدم التولي والتراجع والهروب من أمام العدو في المعركة. [2]
فضل سورة الأنفال
-
الفضل الاول وهو من الأحاديث و ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مصعب بن سعد: “وكانت قراءتها سنة، يقرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الزحف، ويستقرئها، فعمل الناس بذلك”.
- في الأخبار التي روت عن وقعة معركة القادسية، أنه لما صلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الظهر، أمر غلاماً – كان عمر رضي الله عنه ألزمه إياه، وكان من القراء – بقراءة سورة الأنفال، وكان المسلمون كلهم إذ ذاك يتعلمونها، فقرأها على الكتيبة التي تليه، وقرئت في كل كتيبة، فهشت قلوب الناس، وعرفوا السكنية مع قراءتها.
-
في رواية الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أنه سئل عن الأنفال، فقال: “فينا معشر أصحاب بدر نزلت، حين اختلفنا في النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله من أيدينا، وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين”، قال الهيثمي: “رجاله ثقات”. [3]