فضل تلاوة سورة الرحمن
سبب نزول سورة الرحمن
جميع سور القرآن الكريم لها فضل عظيم وفوائد ودروس أخلاق كبيرة ، كما أن وراء نزول كل سورة من سور القرآن الكريم سبب وعظة وفي بعضها تكون ورائها قصة تروي قصة حياة أحد الأنبياء أو غير ذلك [1]
حيث أرجع المفسرين سبب نزول سوره الرحمن بسبب الآيات القرآنية التي ذكرت في السور الأخري K وقد اختلفوا فيما بينهم علي اختلاف تفاسير الآيات التي قاموا بتفسيرها واعتمدوا عليها لتقوية براهينهم وتفسيرهم مثل :_
- ما ورد عن لسان الكافرين في القرآن الكريم حيث قال الله عز وجل في الآية رقم 60 بسورة الفرقان : ” وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا ” ، لذا سميت بسورة الرحمن .
- هناك بعض المفسرين الذين قالوا أن السبب في نزول هذه السورة ردا علي الكافرين ولتعريفهم بأن الله عز وجل وحده هو من علم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وليس غير ذلك ، كما أن الله عز وجل استوعد الكافرين بالعقاب الذي سوف ينالوه في الآخرة بسبب ما قالوه وما فعلوه مع رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وقد اعتمد المفسرين في تفسيرهم علي الآية رقم 103 التي توجد في سورة النحل ،ذكر الله عز وجل ما قاله الكافرين للرسول عليه الصلاة والسلام: ” إنما يعلمه بشر “، وقالوا أيضا أن هذه السورة نزلت لتطمئن المؤمنين وذلك حيث جاء في كتب المؤرخين والفقهاء أن الصحابي أبو بكر الصديق كان يخاف من عقاب الله في الآخرة حيث قال: ” ليتني كنت عشبه تأكلها بهيمة ولم أخلق بشر ” ، فجاء رد الله في هذه السورة ليطمئن أبو بكر الصديق والمؤمنين ، حيث قال الله عز وجل في الآية رقم 46 بهذه السورة: ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” .
فضل سورة الرحمن
ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم فضائل سورة الرحمن في سنته الحميدة والتي سماها الرسول عليه الصلاة والسلام بعروس القرآن الكريم ، وذلك لما ذكره من فضائلها ومن تلك الأحاديث التي تروي تلك الفضائل الآتي [1] :_
قال جابر رضوان الله عليه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد خرج في يوم من الأيام علي أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم ثم بدأ في قراءة سورة الرحمن لهم من بدايتها حتي أتمها كلها .
فأنصت له جميع الصحابة فأسرد النبي عليه الصلاة وأفضل السلام بعد أن انتهي من تلاوة السورة بقوله: ” لقد قرأتها علي الجن ليلة الجن فكان ا أحسن مردودا منكم ، كنت كلما أتيت علي ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد” .
فضل قراءة سورة الرحمن كل ليلة
من المستحب قراءة سورة الرحمن كل ليلة قبل النوم ، حيث ذكر عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام في سنته المكرمة ، حيث ورد ذلك في صحيح البخاري وصحيح مسلم: أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث رجلا علي سرية [2] .
وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم وكان يختم بسورة ” قل هو الله أحد ” فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله عليه الصلاة والسلام فقال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام : سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أخبروه أن الله يحبه .
وقد قال بعض المفسرين أن قراءة القرآن كل ليلة محبب كما جاء أيضا في صحيح مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: اقرؤوا القرآن .
فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، ولكن قراءة سورة بعينها في اعتقاد هذا الشخص أن تلك السورة لها أفضال وميزات إن قرأتها كل ليلة ما هي إلا بدعة .
حيث أن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر فضل قراءة القرآن الكريم كله وليس سورة بعينها ، وإن كنت تريد عزيزي القارئ التأكد أكثر من هذه النقطة تستطيع الرجوع إلي دار الإفتاء الخاصة بالأزهر الشريف وتسألهم عما تريد .
مميزات سورة الرحمن
يوجد العديد من المميزات الخاصة بسورة الرحمن ، حيث أن الله عز وجل قد ميز جميع آيات القرآن بمميزات وخصائص تختلف عن بعضها البعض [1] .
كما أنه ميز الإسلام عن باقي الديانات الأخري علي أنه جامع الديانات وآخرها وخص الرسول عليه الصلاة والسلام أنه آخر الأنبياء والمرسلين .
كما أنه خص كتاب القرآن الكريم نفسه بة خصائص جعلته مختلفا عن باقي الكتب السماوية الأخرى لديانتي المسيحية واليهودية ومن هذه الخصائص التي يتميز بها القرآن الكريم هي ” الحفظ، الإعجاز، الشمولية، التحدي “، ومن المميزات الكثيرة لسورة الرحمن الآتي :_
- الأسلوب البديع.
- هي السورة الوحيدة بالقرآن الكريم التي تبدأ بأحد أسماء الله الحسني وهو إسم الرحمن.
- وصف الله عز وجل بعظمته ورحمته.
- تكرار آية ” فبأي آلاء ربكما تكذبان ” ما يقرب من 31 مرة وهو أكبر رقم لتكرار آية واحدة بسورة واحدة في القرآن الكريم
- ذكر نعم الله الكثيرة التي يمن بها علينا وعلي رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن أكبر هذه النعم التي ذكرها الله عز وجل في هذه السورة هي أن الله عز وجل هو من علم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وأوحي عليه به.
- وصف قدرة الله عز وجل في سير الفلك وتسخيره لسير السفن الكبيرة في البحار والمحيطات والأنهار،كما أنها وصفت حركة الكون وخلق الله للكون.
- وصفت سورة الرحمن العقاب الذي سوف يحصل عليه الكافرين وما سوف يجدونه يوم القيامة من أهوال في سبيل ترهيبهم حتي يرجعون عن شركهم وكفرهم ، كما أنها وصفت النعيم والجنان اللذان ينتظران المؤمنين كجزاء لهم علي إيمانهم وصبرهم كسبيل لترغيبهم في الدين وعدم زعزعة قلوبهم بسبب ما يفعله ويقوله الكافرون .
- تخاطب هذه السورة جميع ما يوجد في الكون من بشر وجن وتذكيرهم بنعم الله عليهم ، كما تذكر البشر بأن الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم فكيف لهم يكذبون آلاء الله ، كما تصف لهم كيف خلق الله الكون وكيف يسيره وكيف تحدث القيامة وما يمر به البشر جميهم من أهوال وما يميز المؤمنين لتجنبهم هذه الأهوال يوم القيامة .
- كلماتها المتناسقة وآياتها الواضحة المنسقة مع بعضها البعض ، وقد ذكر المفسرين في هذه النقطة ما حدث مع قيس بن عاصم حينما ذهب إلي رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال له: أتل عليّ مما أنزل عليك، فقرأ عليه الرسول عليه الصلاة والسلام سورة الرحمن كاملة ، فقال قيس بن عاصم اتلها علي مرة ثانية فقام الرسول بتلاوتها ، فقال قيس بن عاصم اتلها علي مرة أخري فقام الرسول صلى الله عليه وسلم يتلاها مرة ثالثة ، فقال قيس بن عاصم: والله إن له لطلاوة ، وإن عليه لحلاوة وأسفله لمغدق، وأعلاه مثمر، وما يقول هذا بشر ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ثم أسلم بعدها مباشرة وكان ذلك بسبب هذه السورة .
- وقد قام الله عز وجل بذكر جميع النعم الإنسانية منها النعم الكبري التي تتميز باستقرارها والنعم الصغري التي تتجدد مع تجدد حياة كل إنسان ، حيث يجب علي كل مؤمن أن يكون شاكرا وحامدا لكل هذه النعم المقدمة لها .