أحكام المرأة في سورة النساء

ما هي أحكام المرأة في سورة النساء

المرأة لها العديد من الحقوق وعليها الكثير من الواجبات، كما أن هناك العديد من الأحكام التي تختص بالمرأة دون غيرها ويجب معرفتها من كل الأطراف حتى لا يقع أحد في فخ المحرمات، وتتمثل أحكام المرأة في سورة النساء في[1]:

الأنكحه المحرمة في سورة النساء

جاءت سورة النساء المباركة لتوضيح طبيعة النكاح السليمة[6]، حيث إن الجاهلية كانت تعيش فترة سوداء من الجهل والهمجية والفواحش والمحرمات، فكان هناك أربعة أنواع من النكاح وتسمى الأنكحه المحرمة، كون أن جميعهم لا يمكن أن يكونوا على الفترة السوية ولا الطبيعية، وتتمثل أنواع النجاح في الجاهلية في:


  • نكاح الاستبضاع

وهو أن يقوم الرجل بإرسال زوجته لرجل أخر يعرف بقوته وصلابته من أجل أن يجامعها بعد أن تتطهر من الطمث، من اجل الحصول على ذكر يحمل صفات الرجل من القوة والشجاعة والكرم.


  • نكاح الرهط

وهو أن يتشارك مجموعة من الرجال في جماع امرأة واحدة حتى وإن وصل عددهم إلى عشرة رجال، وإذا وضعت حملها، جمعتهم وأخبرتهم أن هذا الولد يخص أحدهم، ولا يمكن لأي منهم أن يرفض، ويكون هذا الرجل هو الذي احبته.


  • نكاح البغايا

وهو نكاح النساء البغايا في الجاهلية، وكانوا يضعوا رايات على أبواب منازلهم لتكون علامة للرجال، حيث كانت تعتبر حرفة يحصلوا منها على المال، وإذا حملت نسبوا الولد لمن يشبه الولد ممن جامعوها.

حرم الدين الإسلامي أيضاً نكاح المقت، ويقصد به أن يتزوج الولد من زوجة أبيه حتى بعد موته، فيقول الله تعالى في سورة النساء “وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا”.


  • نكاح المخادنه

ويقصد به الجماع بين المرأة والرجل دون زواج، ودون وجود عقد ولا اشهار، فالأصل في الزواج العقد والإشهار، حيث يقول الله تعالى” وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”


  • نكاح الإرث

وهو النجاح الذي تورث فيه المرأة كالمتاع والأنعام، حيث تصبح ضمن الميراث الذي يوزع على الأقارب وأصحاب التركة بعد موت زوجها او أبيها، وهو صورة سيئة للجاهلية، حيث إن معاملة المرأة كالبعير معاملة لا تليق بها، لذا فالدين الإسلامي منحها كافة الحقوق التي تكرمها وتحفظ قيمتها.

القوامة

القوامة من حق الرجل، حيث يجب أن يكون الرجل قوام على المرأة، وهذا ليس تفضيل فليس هناك علاقة بين القوامة والتفضيل، حيث إن الجميع متساوون أمام الله في الحساب يوم الدين، بينما قوامة الرجل تأتي في مسؤوليته كونه راعي مسؤول عن المرأة، ومتكفل بها وبجلب جميع احتياجاتها، وذلك لا يعني رئاسته عليها ولا التحكم بها، بل رعايتها، كونه راعي مسؤول عنها.

ويقول علماء الفقه والتفسير أن قوامة الرجل على المرأة تعود إلى أمرين وهما

  1. أمر فطري: حيث إن بالفطرة الرجل قوام على المرأة، وهو صاحب القيادة، كونه المسؤول عن الأسرة، والراعي المسؤول عن توفير كافة الاحتياجات للمنزل.
  2. أمر اجتماعي: الحياة الاجتماعية عن أهل الشرق تستوجب قوامة الرجل، كون المروءة والشهامة من صفات الرجل المسلم العربي بشكل خاص.

نشوز الزوجة

النشوز هو العصيان عن ما يقوله الزوج وعصيانه، وبغضه، وهذا امر محرم في الدين، كونه هو من له القوامة، وهو الراعي السؤول عن الأسرة فيجب احترامه وعدم عصيانه، حيث إن الامر يقع تحت عنوان النشوز، حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة النساء آية 34 “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”

ففي حالة نشوز المرأة عن زوجها، فيمكن أن يعيدها عن الفعل الذي قامت به من خلال مجموعة من الإجراءات وهم:


  • الوعظ

يجب على الزوج في حالة نشوز الزوجة وعظها وليس ذلك من أجل نفسه فقط، بل من اجل مراضاة الله عز وجل، وهو الأمر الذي يثاب عليه الرجل، وهو تقبل ما تفعله زوجته والصبر عليها حتى تتغير وتعود لصوابها وتطيع ربها.


  • الهجر

وقد اختلف العلماء في هذا الحكم، ومعناه، حيث إن الهجر أحد الأساليب المباحة للرجل أن يأدب بها زوجته.


  • الضرب

لا يستخدم الضرب في الدين الإسلامي إلا في حالات معينة، وقليلة جداً، ويعتبر حالة خاصة حيث إن الدين الإسلامي كرم المرأة ومنع إهانتها، وجعلها كريمة مكرمة، كما أن الضرب يهين المرء ويشعره بالدونية، ليس فحسب بل أن للضرب شروط فلا يكون ضرب مبرح ومؤلم، بل هو من أجل التأديب وعدم العودة للأفعال مرة أخرى، ولا يكون على الوجه، ولا يكون مرهق للبدن، ولا مؤذي، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” لا يجلد أحدكم أمرأته جلد العبد، ثم يجامعها في أخر اليوم”.

تعدد الزوجات

تعدد الزوجات أمر مباح في الإسلام، ولكن بعدة من الشروط ولعدة أسباب يجب توافرها، فالأمر لا من أجل ظلم الزوجة او أهانتها او شعورها بالنقص والظلم، بل لعدم الوقوع في الفواحش وعدم فساد المجتمع لا أكثر، حيث إن الدين الإسلامي الحنيف دين شامل ومكتمل، فغطى جميع القضايا، حتى التي تخص المشاعر وأحكام المجتمع، وكل ما يخطر على بال إنسان.

حيث تحدد الزواج من أربعة نساء لا أكثر، ففي الجاهلية عكس ما يعرف الناس أن الزواج كان من واحدة والإسلام أباح التعدد، لا بل كان يمكن للرجل الزواج دون حدود وبلا تنظيم، ولأن الإسلام دين عادي ألزم الزوج بتحمل المسؤولية ومعرفة ما عليه من واجبات وكيفية إرضاء الزوجة وكفايتها مادياً ونفسياً وعاطفياً.

فالعدل أساس الحياة، وهو المبدأ السامي للعيش، والأسلوب الحضاري والنظام الإلهي للبشرية، والله تعالى أمر بالعدل بين الرجل والمرأة، وعدم الجير على حقوقها، أو ظلمها، حتى حين شرح الإسلام التعدد وسمح للرجل أن يتزوج من ثانية وثالثة وراجعة، امر بالعدل، وضيق أمر التعدد في حدود وشروط عدة.

حيث يقول الله تعالى في سورة النساء آية 3″ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا”، تأكيد على أن أصل الزواج من واحدة، وإن كان هناك تعدد يجب أن يكون هناك عدل، حتى لا تشعر أي من الزوجات بالحزن أو الظلم.

حقوق المرأة في سورة النساء

جاءت سورة النساء موضحة حقوق المرأة، حيث إن


فوائد سورة النساء


لا تعد ولا تحصى، كونها حفظت ما للمرأة من حقوق وما عليها من واجبات، وأوضحت التشريعات الإسلامية في التعامل مع المرأة، إذ أن المرأة هي حجر الأساس في تنشئة الأولاد وصلاح المجتمع[2][3].

حق المرأة في المساواة مع الرجل

يقول الله تعالى في الأولى من سورة النساء “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” صدق الله العظيم[5].

وضع الله تعالى عز وجل، المرأة في مكانة مرموقة[4]، حيث سواها بالرجل إذ أن الدين الإسلامي جاء بالمساوة، وهو المبدأ السامي الأول في الإسلام، أن كل الناس متساوون، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، كما إن الدين الإسلامي منهجه هو التخلص من العبودية والعيش بحرية وعزة، ففي الجاهلية كانت المرأة تعامل معاملة لا ترضي الله ورسوله، وكانت توأد وتهان وتزل ولا يحسن عشرتها، ولكن بعد مجيء الدين الإسلامي رفع المرأة وجعلها متساوية بالرجل في الخلقة والجزاء في الأخرة، أي أن الجميع يحاسب على أخطاءه ويثاب على حسناته.

أما عن الميراث والأمور المادية فهناك حكمة كبيرة من توزيع الميراث بتلك الطريقة، فالله تعالى يعلم ما لا نعلم، ولا علاقة لذلك الأمر بالتقليل من شأن المرأة، بدليل أن هناك العديد من النماذج الإسلامية المشرفة من النساء من بينهم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.

حق المرأة في التصرفات المالية

منح الإسلام المرأة الحرية في التحكم في مالها، دون وصاية من احد مثلها مثل الرجل، فالمرأة لها كامل الأهلية في طريقة إدارتها مالها، ولا لأحد أي حق في الاعتراض أو المناقشة، كما منحها حق اختيار الإجازة أو الوصاية أو الوكالة أو الإتجار بمالها بحريتها ورغبتها.

ففي الجاهلية كانت تحرم المرأة من الميراث تماماً، حتى لو كان ميراث كبير فلا تنال منه شيء، حيث إن الدين الإسلامي رفض بطش الجاهلية، وجاء بالتنوير ورد الحقوق ومنح الخيرات، إذ يقول الله تعالى في سورة النساء آية 7، “لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا “

حق المرأة في حسن العشرة

من

فضل سورة النساء

إنها أوضحت حق المرأة في حسن العشرة، والمقصود بحسن العشرة أن تحيا المرأة حياة كريمة تليق بالمرأة المسلمة الصالحة، حيث يجب أن لا تهان أمام أطفالها ولا أمام نفسها، فالإهانة تهدم البيت وتفكك الأسرة، وتنشأ جيل مذبذب ليس لديه قدر من الثقة، فالأم قدوة حسنة لا يجب أن تهان أو تزل أو تقهر، حيث من يكرمها كريم ومن يهينها لئيم[5].

وجاء أمر معاملة المرأة باللطف واللين مباشر في سورة النساء، كحكم من الله الواحد الأحد وأمر وجب تنفيذه، إذ يقول عز وجل في سورة النساء آية 19 ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”

كما يشمل الإحسان للمرأة وحسن العشرة توفير متطلباتها من طعام وشراب وكافة الأمور المادية التي توفر لها حياة كريمة، مع الأمور النفسية، فالعطاء لا يقتصر على الأمور المادية، فالمودة والرحمة والسكينة والود والمحبة والكلمة الطيبة، أفضل عطاء للمرأة.

ومن حقوق المرأة التي تجلب عيشة هنيئة مع الزوج:

  • الصبر عليها عند طيشها، فهي ضعيفة.
  • التلطف والمداعبة فإنهم يلينوا القلب.
  • عدم إيذائها بالقول أو الفعل.
  • الإنفاق عليها وعد تضيق الأمور.
  • لا يعتزل الزوج زوجته.
  • عدم الميل لغيرها، او قول ما ينفرها.
  • احسان الظن بها، وعدم تعنيفها على أي أمر يصدر منها.
  • أن يوفر لها السكن والخدم إن كان مقتدر.
  • عدم الكذب على الزوجة، وعدم خداعها.
  • مناداتها بالأسماء المحببة لديها.
  • أن يتزين لها كما يود أن تتزين له.
  • التودد والتقرب منها من خلال احترامها وأهلها، وتقديم الهدايا لها.

حق المرأة في الصداق

يقول الله تعالى في سورة النساء آية 4″وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا”، حيث إن المهر من حقوق المرأة التي يجب أن تأخذها كاملة، وهي ضمن أموالها الخاصة التي لا يجب ان يأخذ أحد منها شيء.

حيث إن الآية السابقة نزلت لحفظ حقوق المرأة ففي الجاهلية كانت تحرم المرأة من مهرها، ولا تأخذ حقوقها، كما أن زوجها كان يستبد أموالها دون رضاها.

حق المرأة في الميراث

يقول الله تعالى في سورة النساء أية 19″ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا” صدق الله العظيم، حيث إن في الجاهلية كانت المرأة تورث مثلها مثل الانعام والثروات والأموال، حيث يورثها أقارب الميت، فلا يوجد للمرأة في الجاهلية أي قيمة، لذا حرص الدين الإسلامي على أن يكرم المرأة، ويخلصها من بطش الجاهلية، وسوء المعاملة، وحدد لها ميراث محدد في التركة، وجعلها حرة مكرمة، لا يتحكم فيها أحد، ولا تباع ولا تشترى ولا تورّث بل تورث.