أهمية العمل في بناء المجتمع
تعريف العمل
العمل في اللغة هو مهن وصنع ،للوصول إلى نتيجة نافعة، وهوالجهد المبذول والوقت المنقضي الذي يمنحه العامل أو الموظف لجهة في مقابل الحصول على أجر أو ربح ، و يحصل بذلك الطرفان على المنفعة التي يبتغي كلا منهم إياها، العامل يحصل على الربح وصاحب العمل يحصل على المنفعة وازدهار عمله، ولا يختلف مفهوم العمل مع اختلاف نوعه بمعنى أن العمل في وظيفة حكومية أو شركة خاصة و العمل في حرفة مهنية أو تجارية أو صناعية كل ذلك لا يغير أبدا من مفهوم العمل ، الأصل واحد وهو بذل المجهود والوقت وتقديم الخبرة ، والحصول على الأجر. [1]
أهمية العمل في بناء المجتمعات
بعد تعريف العمل يأتي الدور على أهمية العمل بالنسبة للمجتمع ذلك أن العمل مردوده و نتائجه لا تخص الفرد العامل بعينه فقط بل تشمل المجتمع كاملا ، ذلك لأن لا فرد يعيش معزولاً عن المجتمع فهو يؤثر فيه و يتأثر به وترجع أهمية العمل في بناء المجتمع للآتي
-
رفع المستوى الاقتصادي للمجتمع ، حيث أن مجتمع يعمل ويجتهد وتدور فيه عجلة رأس المال ويتداول العملات والمنتجات ، ويطور من نفسه و مهاراته ليواكب التطور ، كل ذلك يعود على المجتمع اقتصاديا بفوائد عظيمة.
-
العمل مهم للمجتمع في الناحية الاجتماعية ، حيث أن الفرد الذي لا يعمل هو عبء على المجتمع ، محدود الأفق والمهارات، يعيش على المجتمع متطفل عليه ، لا يقدم لبيئته أي نفع يستفيد منه بل يتحول إلى معال على مجتمعه.
-
يعد استقرار المجتمع في حد ذاته هو الغاية وأيضا الأهمية للعمل ، فالمجتمع الذي يعمل أفراده ، مجتمع متقدم ، مستقر على أسس ثابتة رصينة.
-
بقاء العمل واستمراره هو بقاء للمجتمع بشكل عام ، فالمجتمع الذي يعمل أفراده ، ينمو ويزدهر و يتحول من مرحلة إلى مرحلة أفضل منها، وترتفع سقف أهدافه ، وينمو تجاه القمة.
-
العمل يحقق دخل ليس فقط فردي بل على مستوى أفراد المجتمع ، فالجميع يستفيد من ناتج العمل حيث يستفيد الفرد من ربح عمله ويستفيد صاحب العمل بنجاح مشروعه و تخصم ضرائب تنفقها الدولة في تحسين الطرق والخدمات، وتعود الدائرة على مستوى أوسع فيستفيد الفقير ، وأصحاب الخدمات لتظل الدائرة تشمل أفراد أكثر حتى تلتهم المجتمع كله في مصفوفة اسمها أهمية العمل.
-
يعد العمل مهم أيضا للمجتمع بشكل عام لأنه دافع رئيسي لتحسين ما يقدم للفرد على مستوى شخصي من خدمة ، وعلى مستوى المجتمع من خدمات ، فكلما كان العمل المقدم ذو فنيات عالية واحترافية تنال رضاء العميل ، كلما كان الطلب عليها أكبر ، واستفاد المجتمع من تطويرها وتحسينها وبقاءها.
-
النمو المتزايد لدخل الفرد يصب كذلك نمو مستمر في المجتمع ، لأن الربح والدخل الفردي لشخص مثلآ سيزيد من استهلاكه أو من نوعية الاستهلاك فيعود على شخص آخر هذا الانفاق بالربح وهكذا ، تتداول الفوائد نتاج العمل.
-
البطالة عن العمل تعود على المجتمع بقلة الإنتاج المحلي وعدم القدرة على تسديد حاجات الأفراد داخل المجتمع و يلجأ إلى الاستيراد وخروج العملة إلى خارج المجتمع بل ودفع الكثير مقابل الاستيراد وكلها خسارة على مستوى المجتمع كامل و على الإنتاج ، وفي المقابل العمل وتقليل البطالة يمنح المجتمع إنتاج أعلى وتصدير للخارج والاستفادة من عمليات التصدير.
-
العمل يبني المجتمع ويشجع المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب على استثمار أموالهم في مشاريع تفيد المجتمع وتطوره.
-
طبقا لكلام خبراء علم الإجتماع وعلم النفس أن العمل يحمي من كثير من الأمراض النفسية والتي لو أصابت الفرد سيكون نتيجتها على المجتمع فكل فرد لا يعيش في بيئة منفصلة بل هو جزء من مجتمع يؤثر فيه ويتأثر به وما يصيبه من أزمات أو مشكلات يرجع نتاجها على هذا المجتمع ، كذلك فإن علماء الاجتماع يؤكدون أن العمل مهم جدا لتقليل الجرائم ، سواء باستغلال الوقت أو استغلال الجهد او استغلال الطاقة أو استغلال المال لأن كل هذه الامور يمكن استغلالها في العمل أو أنها سوف تهدر في أمور لا تنفع وقد تهدر في جرائم ، وخاصة الشباب ، وجرائم تعاطي المخدرات والمواد الضارة أو الإسراف فيما يهد المجتمع ، وتضييع الوقت فيما لا يفيد.
-
يتطور التعليم بتطور المجتمع ويطور العلم المجتمع والعمل وسوق العمل كلما تطور ساهم أكثر في تطور المجتمع ، وتلبية احتياجاته ، في السابق كانت مهن الطب والتجارة والهندسة ، هي مهن التعليم وخدمة المجتمع مع غيرها ، الآن أصبح التطور يشمل مجالات أوسع بتطور المجتمع واعتماده على أساليب حديثة تحتاج لمهارة وتكنولوجيا وعلوم حاسب.
-
يساهم العمل في تعزيز فكرة التكافل بين أفراده ، والتعاون ، وفتح مصادر جديدة للدخل وتحسين المعيشة لبعض الأفراد الغير قادرين على العمل والفئات التي تحتاج إلى إعالة مثل الأطفال والفئات ذوي القدرات الخاصة وكبار السن ، و يحتاج
معنى قضايا العمل
التركيز على أهميته ، والتعاطي مع مشكلاته بطريقة صحيحة.
-
التخلص من مشاكل الفقر ، ومشاكل الشباب التي تنتج عن الفراغ والتي تصيب المجتمع ككل بشكل عام في جسده بالصراع وانهدام القيم و المبادئ.
أهمية العمل في الإسلام
إن تخيل
حوار بين شخصين عن أهمية العمل
في الإسلام يوضح أحدهم للآخر ما للعمل من أهمية في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي التراث الإسلامي بشكل عام ، ويوضح كلا منهم من وجهة نظره ما تعرض له الإسلام من نقاط تخص العمل ، وتعضد وجهة نظره وكيف أن الإسلام نهى عن البطالة وعدم العمل ورغب في الكسب الحلال و العمل وكيف يعود كل ذلك على الفرد ومن بعده على المجتمع بالفائدة .
ولم يقتصر دور الإسلام على الترغيب في العمل وبيان أهميته للفرد وللمجتمع كمل بل أنه ، وطد الصلة برضا الرحمن ، والإنفاق في سبيل الله ورعاية المحتاجين وغيره و اجتهد العلماء في إظهار ذلك من قصص الصحابة والتابعين، وحتى في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك في ما رواه من قصص الأنبياء عن قيمة العمل ، حدثنا عن يوسف وداود وموسى وغيرهم من الأنبياء ، حتى أنه ربطها صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحياة ومن تلك الأدلة هذه الآيات
{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10]، وقال تعالى:{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: 11]، وقال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
أما من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم قال
: «اليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله» (متفق عليه). وقال صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه» (البخاري). [2]