تعريف الدواوين لغة وإصطلاحاً
تعريف الدواوين لغة واصطلاحا
الديوان كلمة فارسية وتعني باللغة العربية السجل أو الدفتر ، وفي تعريفه الاصطلاحي ، هو مكان يتم في تسجيل كل ما له علاقة بشؤون السلطنة ، والأعمال التجارية ، والمالية ، والجيوش ، والعمال .
السجل يتم فيه تدوين الأعمال ، والأموال ، والقائمين بها أو عليها ، وقد سمي بذلك الاسم من باب المجاز على المكان الذي تحفظ فيه السجلات ويجرى العمل بها .
وتختلف السجلات أي الدواوين على حسب الأنواع ، حيث يوجد ديوان الجند وهو السجل الذي تكتب فيه أسماء الجنود وأماكن تواجدهم ، وما يأخذونه من معاش أو ديوان المحاسبة وهو الجهة الرسمية ، أو المكتب الحكومي الذي يقوم بمراجعة الحسابات والأمور المالية . [1]
ظهور الدواوين في الدولة الإسلامية
يعتبر
أول من دون الدواوين
هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حيث ظهرت الدواوين في عهده ، وقد اتسعت الدولة الإسلامية في هذا الوقت وكان يوجد الدواوين المتخصصة ، وكان يتم تعيين الرؤساء لهم ولكن يعتبر الظهور الحقيقي للديوان كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .
فقد كان لدى الرسول صلى الله عليه وسلم كتاب قاموا بكتابة رسائله مثل الرسائل التي يتم إرسالها إلى الملوك ، والأمراء وزعماء القبائل ، والعديد من الرسائل الأخرى التي يتم إرسالها إلى المسؤولين والولاة .
ولذلك ظهرت الدواوين في الدولة الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم لم يطلق عليه ديوان في ذلك الوقت ، حيث كان منصب كاتب الرسائل موجود ، وكان معروف بين المسلمين آنذاك . [2]
أهمية ديوان الكتابة في الإسلام
تتعلق أهمية الديوان بأهمية الكتابة في الإسلام ، حيث اعتبرت الكتابة عبر العصور من أنبل المنشورات بعد الخلافة ، ازدادت أهمية الكتابة منذ ظهور الإسلام وكان للنبي صلى الله عليه وسلم عدد من الكتاب تقدرهم بعض المصادر بأكثر من ثلاثين كاتب .
كان الخلفاء والأمراء في أمس الحاجة إلى الكتاب بشكل كبير ، حيث تلقى الكتاب الكثير من الثناء ، وكانوا دائماً يفخرون بهم قال الزبير بن بكار الكتاب ملوك ، وسائر الناس رعاع ، وقال ابن المقفع حاجة الملوك إلى الكتاب أعظم من حاجة الكتاب إلى الملوك .
وقد عرف القلقشندي الإنشاء بأنه كل ما يتعلق بصناعة الكتابة ، وتأليف الكلام ، وترتيب المعاني ، والمراسلات ، والإعلانات ، والنشرات ، والأمانة ، والودائع ، وكتابة الأحكام ، وما إلى ذلك .
وذلك يشير إلى أن ديوان الكتابة لم يقتصر على كتابة إملاءات الأمير ، أو الخليفة فقط بل كان هدفه أيضاً صياغة التصريحات والخطب الدبلوماسية المناسبة ، وقد أستأمن كاتب الديوان على أخطر أسرار الدولة ، وأدق تفاصيل علاقة الخليفة بالوزراء والأمراء ، وأيضاً علاقته بالدول المجاورة .
كان يعتبر ديوان الكتابة وكتابة الرسائل في مستوى كبير من النضج ، والاكتمال ، وذلك في القرنين الثامن والتاسع الهجريين ، وقد كانت الكتابة مهمة في الحضارة الإسلامية ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لديه العديد من الكتاب في الدولة الإسلامية .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتبادل الرسائل مع رفاقه والولاة ، وقادة الحملات العسكرية ، كما أرسل رسائل إلى الملوك القريبين لدعوتهم إلى الإسلام ، وقد أرسل رسائله مع الرسل . [1]
أسباب إنشاء الدواوين في الدولة الإسلامية
تشير الأدلة التاريخية المحفوظة في تركيا ومصر إلى أن السجلات ، والتقارير المحاسبية التي تم تطويرها في بدايات الدولة الإسلامية كانت مماثلة لتلك المستخدمة في الجمهوريات الإيطالية ، بالإضافة إلى أن بعض السجلات ، والتقارير التي يتم استخدامها في أجزاء مختلفة من الإسلام تقبل المقارنة مع الكتب ، والتقارير الحديثة .
تعتبر المسؤوليات المتزايدة للدولة الإسلامية هي السبب ، والقوة الدافعة وراء تطوير السجلات ، والتقارير المحاسبية للمسلمين ، وكذلك الضرائب الدينية ، والمتطلبات الدينية للزكاة .
ارتبط إصدار الزكاة بوجود ديوان وهو المكتب الذي تؤيد به الحسابات ، وكان ذلك يعتبر التطوير الأولي السجلات ، والتقارير المحاسبية .
وبسبب كثرة الفتوحات الإسلامية ازداد دخل الدولة المالي ، ولذلك قرر الخليفة عمر بن الخطاب أن يؤسس ديوان الخراج من أجل ضبط أمور الدولة المالية .
بالإضافة إلى اختلاط العرب المسلمين مع الفرس ، ولذلك تم إنشاء ديوان الجند لتنظيم أمور الجنود ، فقد أراد الخليفة أن يضبط أمور الدولة الإسلامية في كل المجالات ، والإدارات وشئون الحياة بشكل عام . [2]
من هو الخليفة الذي أنشأ الدواوين
كان الخليفة عمر بن الخطاب هو أول من أنشأ الدواوين في الدولة الإسلامية ، وهو يعتبر المؤسس الحقيقي للخلافة وقد حقق المسلمون طوال فترة حكمه العديد من الانتصارات الكبرى ضد البيزنطيين والساسانيين وعززوا سيطرتهم على غرب آسيا .
وقد أنشأ الدواوين بسبب توسع رقعة الدولة الإسلامية ، ومن أجل ضبط أمور الدولة المالية والإدارية والعسكرية ، فقد أنشأ ديوان الجند والخراج والزكاة وغيرهم . [3]
ماذا تعرف عن الخليفة عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب أو عمر الأول الخليفة الثاني فقد حكم من 634 إلى 644 للدولة الإسلامية الناشئة ، كان لعمر شخصية بارزة وشخصية كاريزمية قوية كان لها تأثير كبير على الإسلام ، ونظام الحكم الإسلامي الناشئ ، تشير الروايات التقليدية إلى أنه بينما كان محمد يبشر سراً في بداية حياته المهنية كان يدعو الله أن يعزز قضيته من خلال اعتناق عمر .
أصبح عمر بن الخطاب خليفة النبي في عام 634 ولقد أدرك بشكل صحيح الطبيعة المرهقة للقب الخليفة وقد أطلق عليه أمير المؤمنين ، فقد قام الخليفة بتنظيم الضرائب ، وتحصيل الإيرادات ، وتوزيع الثروة بين الأمة .
كما أمر بإجراء مسح عقاري من أجل تحديد الأرض التي تخضع للضريبة ومقدار الضرائب ، وأنشأ أول مكاتب حكومية سجل الجيش وهو ديوان الجند وسجل الإيرادات ، وديوان الخراج من أجل توزيع الثروة ، وقد أنشأ ما يعرف بديوان أورنر وهو سجل للمسلمين ، وفقاً لأسبقيتهم في خدمة الإسلام ، حيث كلما اعتنق الأقدم تزداد رتبته ، وكلما زاد الراتب السنوي الذي يتقاضاه أيضاً كما حصلت النساء ، والأطفال أيضاً على راتب ثابت .
وقبل وفاته عين عمر مجلسا للناخبين ، وهو مجلس الشورى لاختيار خليفة له ، وقد أصبح مفهوم الشورى سواء تم تعريفه بشكل ضيق ، أو واسع سمة مهمة من سمات السياسة الإسلامية . [3]