العوامل التي ساعدت على تدهور الاقتصاد النبطي
مملكة الأنباط
مملكة الأنباط، أو النبط هي مملكة عربية قديمة، وهي من أهم
ممالك جنوب شبه الجزيره العربيه قبل الاسلام
بدأت مملكة الأنباط، عام 169 قبل الميلاد وانتهت عام 106 ميلاديا، وقامت مملكة الأنباط في صحراء النقب والأردن وسيناء وفي شمال شبه الجزيرة العربية، كانت عاصمتها مدينة البتراء في الأردن، كانت تقع على طريق البخور، فكانت تعتبر محطة استراتيجية لوقوعها كمفترق طرق للقوافل القادمة من اليمن مما يمكنها من ربطها بالشام ومصر والبحر المتوسط والأبيض، كان نظام الحكم بها النظام الملكي، ولغتها الرسمية اللغة العربية، وكانت الديانة المتبعة فيها هي عبادة الأصنام أي الديانة الوثنية.
حكام مملكة الأنباط
- حارثة الأول تولى الحكم عام 169 حتى 120 قبل الميلاد.
- حارثة الثاني تولى الحكم عام 120 حتى 95 قبل الميلاد.
- عبادة الأول تولى الحكم عام 95 حتى 88 قبل الميلاد.
- حارثة الرابع تولى الحكم عام 9 قبل الميلاد حتى عام 40 ميلاديا.
- مالك الثاني تولى الحكم عام 40 ميلاديا حتى عام 70 ميلاديا.
- رب إيل الثاني تولى الحكم عام 70 ميلاديا حتى عام 106 ميلاديا.
الدول التي تشغل منطقة مملكة الأنباط اليوم
- الأردن
- سوريا
- السعودية
- مصر
- فلسطين
اقتصاد مملكة الأنباط
اعتمدوا الأنباط بشكل أساسي على تجارة القوافل، مما تسبب في اغتنائهم وتأسيسهم مملكة من أعظم الممالك على مر التاريخ، أخذوا اللغة الأرامية من الأدوميين فكتبوا بها وهذا ساعدهم بشكل كبير حيث كانت الأرمية وقتها لغة التجارة، مارسوا الزراعة بشكل محدود لذلك لم يهتموا بالواحات المنتشرة حول ملكتهم لذا كان من أهم
اسباب انهيار مملكة الانباط
، اعتمادهم على التجارة فقط.
بدأ الأنباط كحماة للقوافل التجارية، ثم تحولوا مع الوقت لوكلاء محليين في دولتهم فقط للتجار، ثم وسطاء للتجارة في عدة أماكن خارج حدود دولتهم، حتى أصبحوا أصحاب تجارة وسيطروا على الطرق التجارية في العالم كله، فكانت قوافلهم تحتوي على مئات الجمال، وتحمل بخور وتوابل وعطور، وتمر من شواطئ اليمن وعمان ومكة والمدينة والحجر ووادي رم حتى تصل إلى البتراء”الرقيم”، التي كانت تدعي وقتها عاصمة القوافل، حيث تمر بها جميع قوافل التجارة، ثم تذهب إلى دمشق من جهة الشمال، او إلى سيناء من جهة الغرب للتجارة مع المصريين، وهناك الكثير من النقوش والأثار التي تركها الأنباط في عدة بلاد عن طريق تجارتهم، حتى وصلت مصر وإيطاليا واليمن.
واستغلوا أرضهم وما فيها من موارد طبيعية واتقنوا استغلال مناجم النحاس والحديد، فجمعوا ثروات عظيمة أدت لازدهارهم الاقتصادي.
ما هي العوامل التي ساعدت على تدهور اقتصاد مملكة الأنباط
بلغت ذروة التجارة في مملكة الأنباط في بداية القرن الأول ميلاديا، امتدت نفوذها حتى دمشق، واعتبرها التجار كطريق تجارة يربط الشمال بالجنوب.
-
ولكنها ضعفت وتدهورت اقتصاديا عندما قرر الرومان السفر عن طريق الهند وكانت وقتها توسعات مملكة الأنباط لا تتوقف، وكانت تلك من أهم
العوامل التي ساعدت على انهيار مملكة الأنباط
، فهاجمها الرومانيون تحت قيادة الإمبراطور تراجان البتراء، مما أدى إلى تدميرها عام 105 ميلاديا، وضمها إلى مملكته، فأنتهت تجارتها بسبب الاحتلال ودخولها ضمن مملكة الرومان. - لم تكن حدود الصحراء مؤمنة بشكل كبير مما أدى إلى فقد استقلالهم، استغلوا موقع بلادهم الذي كان سبب رئيسي في ازدهار تجارته، كما أنهم استغلوه في فرض ضرائب على التجارة والتجار لكنهم انشغلوا عن تأمين حدودهم مما أدى إلى تدهور الدولة.
الموقع الجغرافي لمملكة الأنباط
كانت تمتد دولة الأنباط من دمشق شمالا إلى العلا جنوبا، ومن الشام شرقا إلى شبة جزيرة سيناء غربا، مرورا بصحراء النقب في المنتصف وضمت صحراء النقب وسهل البقاع، وضمت أجزاء جنوبية وشرقية من فلسطين وأقاليم حوران وأدوم و ردان وأجزاء من ساحل البحر الأحمر.
الدين المتبع في مملكة الأنباط
كانت عبادة الأصنام هي ديانتهم التي اتبعوها، فعبدوا الأصنام العربية المعروفة مثل ذو الشرى، ومثلوا على هيئة حجر أسود، واللات، والعزى، ومناة، وهبل.
لغة مملكة الأنباط
كانت اللغة الرسمية للأنباط هي اللغة الأرامية، لكنهم كانوا يتحدثون بالعربية بينهم وبين بعضهم وفي حياتهم اليومية العادية، واستدل على هذا من النقوش والواجهات في مدافنهم بمدائن صالح وجنوب الأردن، فكتبوا نقوش بلغة عربية بحروف أرمية، استخدموا الأنباط في البداية اللغة الآرامية للأغراض الرسمية وخاصة في الكتابة، فلم تكن اللغة العربية مكتوبة حينها، وكانت اللغة الآرامية وقتها يتحدث بها نسبة كبيرة من السكان فأعتمدوها كلغة رسمية.
وكما ذكرنا نلاحظ أن جميع نقوشهم بعلي وجهات مقابرهم، باللغة العربية بحروف نبطية وليس باللغة النبطية وهذا يؤكد تحدثهم بالعربية.
تاريخ مملكة الأنباط
أطلق الأنباط على أنفسهم اسم النبط، وهي قبيلة بدوية انتشرت في سيناء والنقب، في القرن السادس قبل الميلاد والقرن الثاني وهي تعتبر من
الحضارات القديمه في شبه الجزيرة العربية
، واحتلت مملكة الأنباط المناطق التابعة للإدوميين في الأردن، واتخذوها لبناء مملكتهم وجعلوا منطقة الرقم عاصمة للمملكة، واستطاعوا كذلك السيطرة على شعوب أخرى حتى امتدوا إلى منطقة العلا، واتخذوا من مدائن صالح مدافن لأغنيائهم وسادة القوم والمسؤولين في المملكة النبطية.
تسمية النبط كانت تطلق في العصر الإسلامي على سكان العراق والمندائيين، وهم الذين يتحدثوا اللغة الأرامية في العراق وعلى مدينة سريان بسوريا.
كانوا النبط عبارة عن قبائل بدوية تنتشر في النقب وسيناء، واحتلو مناطق الأدوميين بالأردن في القرن الثاني قبل الميلاد، تم ذكرهم في النصوص الأشورية على أنهم يعيشون في البادية في الشام،
وصلت مملكة الأنباط من سيناء إلى النقب جنوب سوريا، وتولى الحكم وقتها أول ملك لمملكة الأنباط تبعا للنقوش وهو حارثة عام 169 قبل الميلاد، وكما عرفنا أن الأنباط قبائل بدوية وتمكنوا من الاستيلاء على سلع والبتراء، وجعلوهم عاصمة لهم.
كان أول اتصال بين مملكة الأنباط وروما عام 65 قبل الميلاد، زار حينها القائد الروماني المدعو بومبي مدينة البتراء، ومن حينها نشأ تحالف الرومان والنبط، وأصبحت مملكة النبط هي الحد الفاصل بين البلدان الخاضعة تحت طاولة الحكم الروماني، وبين قبائل البدوية الواقعة في شبه الجزيرة العربية.
خاضت مملكة الأنباط عدد من الحروب لتوسيع نفوذها وحكمها، ومنها الاشتباك الذي كان بين اليهود وفلسطين في عهد الملك النبطي عبادة الأول عام 90 قبل الميلاد، وانتصرت مملكة الأنباط واستولوا على جنوب شرق سوريا بما فيها حوران وجبل الدروز،
وبعدها تغلب الملك النبطي الحارث الثالث في حملة قام بها على فلسطين وتمكن من محاصرة القدس واحتلال دمشق.
حاولوا الرومان بقيادة الملك بومبي احتلال بلاد مملكة الأنباط، ولكن الملك الحارث الثالث استطاع الصمود والاحتفاظ بملكه في جنوب فلسطين وشرقي الأردن وجنوب شرقي سورية وشمال الجزيرة، وظلت العلاقات جيدة بين مملكة الأنباط ومملكة الرومان، واعتبروا البتراء مركز رئيسي في طريق القوافل التجارية، ولكن عندما انتقل طريق التجارة الذي يمر بغرب الجزيرة إلى العراق انخفضت أهمية البتراء، بعد أن كانت مركز للتجارة الغربية.
كانت مملكة النبط قاعدة رئيسية انطلقت منها قوات الرومان، لغزو اليمن عام 25 قبل الميلاد متجهين إلى مملكة معين، وخسر وقتها الجيش الروماني ما يقارب عشرة ألاف جندي روماني، و خسرت القوات النبطية في تلك الحملة.
وفي سنة 106 ميلاديا، قام الإمبراطور تراجان الروماني بحملة ضد المملكة النبطية، واستطاع احتلال البتراء دون مقاومة، وبالتأكيد بسقوط البتراء التي كانت تعد المركز الرئيسي لمملكة الأنباط، انتهت مملكة الأنباط وتحولت إلى ولاية رومانية، أصبحت المملكة النبطية جزء من المقاطعة العربية التي بناها الرومان في جنوب سوريا لحماية هجمات العرب البدو.
وحل مكان المملكة النبطية إمارات تابعة للروم، التي جائت من قبيلة نبطية جديدة، وهي قبيلة تنوخ التي منها حكام الحيرة والغساسنة وحكام الأردن وجنوب سوريا.