كائنات شعاعية التماثل
تعريف التناظر الشعاعي
التماثل أو التناظر موجود بكل مكان في العالم الطبيعي والذي يقصد به وجود عدة أجزاء متشابهة فيما بينها ومرتبة بانتظام حول محور مركزي، [1]، بمعنى أن جانبيها أو عدة أجزاء من جسدها له نفس الشكل والخواص،
وقد تم اكتشاف العديد من الحقائق حول التماثل من خلال ما تم إجرائه حوله من دراسات التي يرجع تاريخها إلى ما يزيد عن مائة عام وكانت تعرف تلك الدراسات بالمعالجة المرئية للتناظر وعلى الرغم من هذا
، فقد اهتمت تلك الدراسات إلى حد كبير بتناظر المرآة، في حين قد تجاهلت التناظر الشعاعي (أو الدوراني) ولم تمنحه الاهتمام الكافي.
والمتعارف عليه في الطبيعة كذلك تم استعمال
نموذج البحث المرئي الذي يقترب من المهمة اليومية في البحث عن كائن حي ذو تماثل اشعاعي لكي يتم قياس مدى سرعة دقة المراقبون البشريون باكتشاف أنماط النقاط المتماثلة شعاعيًا، والتي تمت
مقارنتها مع تناظر المرآة، وكانت النتائج المترتبة على ذلك
أنه مع أوامر التناظر الشعاعي الأكبر من خمسة، يصبح من الممكن اكتشاف التناظر الشعاعي بسهولة وسرعة أكبر من تماثل المرآة، وهو ما ترتب عليه الاكتشاف الأول حول أن
التناظر الشعاعي
هو خاصية بارزة واضحة للأشياء المرئية للعين البشرية. [2]
التماثل الشعاعي في الكائنات الحية
توجد الكثير من الهياكل المتماثلة في مختلف جوانب العالم البيولوجي، حيث يعد الإدراك البصري للتناظر وظيفة بيولوجية ذات أهمية كبيرة، وقد تم العثور على أنواع كثيرة من الحيونات والكائنات الحية تتسم بخاصية التماثل الإشعاعي أو المعروف بالتناظر، ولكن في الوقاع فإن أكثر أنواع التناظر المعروفة والتي خضعت للدراسة في كجال الإدراك البصري هو تناظر المرآة أما في الكائنات الحية فإن أكثر صور التماثل الإشعاعي وضوحاً يتضح في جسم الفراشة.
وفي الوقت ذاته هناك كشفت دراستان تم إجرائهم في فيزيولوجيا الكهربياء بينت مدى حساسية البشر تجاه اكتشاف كل من التناظر الشعاعي وتناظر المرآة، أما عن التناظر الشعاعي فإنه يطلق عليه كذلك اسم التناوب، وعلى الرغم من حقيقة أن التماثل الشعاعي يقترب في خواصه من تناظر المرآة
، إلى أن التناظر الشعاعي موجود في كل مكان بطبيعته الحقيقة الوقعية الملموسة ومن أمثلة الكائنات التي يبدو التماثل الشعاعي فيها واضحاً الزهور ونجم البحر. [2]
أنواع التناظر
تم تقسيم
أنواع التماثل في الحيوانات
إلى أنواع مختلفة وهي:
-
حيوانات عديمة التماثل
: وهي أنواع الحيوانات التي لا يوجد في أجسامها من حيث التركيب تماثل أو تناظر، والتي من أمثلتها (الإسفنج المائي). -
التناظر الإشعاعي
: يتواجد ذلك النوع من التناظر في الحيوانات التي تنقسم أجسامها إلى نصفين متماثلين متشابهين ومتساويين من خلال ما يوجد في أجسام تلك الحيوانات من محور مركزي، ومن أبرز أمثلة تلك الحيوانات: قنديل البحر. -
التناظر الجانبي
: ويقصد به التناظر في أجسام الحيوانات التي حين يتم تقسيمها إلى نصفين يكون كل منهما متساوي مع الآخر عن طريق محور واحد مركزي فقط، ومن أمثلتها ما نجده في الطيور أو الحشرات مثل (جراد البحر).
مثال على تناظر جانبي
أوضحت الدراسات أن التناظر الإشعاعي يظهر في الكائنات إذا كانت ثابتة من حيث التدوير عن طريق مجموعة محددة من الزوايا ومن أمثلة ذلك الزهرة ذات البتلات الثلاث والتي تمتلك تناظرًا شعاعيًا من الدرجة الثالثة حيث إنها مكونة من ثلاثة قطاعات متشابهة ومتكررة، مما يسمح لها بالدوران حول أصلها بمضاعفات مائة وعشرون درجة مع تغيير طفيف أو بغير تغيير في كلا الجانبين المثماثلين.
أما في حالة نجم البحر فإنه يظهر تناظرًا شعاعيًا من كلا الرتبتين على التوالي وهما الرتبة الخامسة والسابعة، مما يسمح بالتناوب بمضاعفات اثنان وسبعون درجة وواحد وخمسون درجة مع تغيير طفيف أو بغير تغيير نهائي في هيكلها المرئي.
إن خاصية الترتيب تلك في التناظر الشعاعي تجعل التساؤل حول ما إذا كان هناك بعض أوامر التناظر الشعاعي يعد من السهل اكتشافها بالبصر والرؤية مقارنةً بغيرها خاصة في ظل وجود الكائنات الكثيرة في الأماكن المزدحمة، مثلما هو الحال المتواجد بالعالم الطبيعي المرئي، وفي دراسات تم إجرائها في العديد من الأحوال على البحث المرئي باعتبارها دالة على ترتيب التناظر الشعاعي والذي يقصد به مستوى الطي لتلك الفئتين من التناظر،
في حين أن أنماط المرآة المتماثلة بالطبيعة غالباً ما تشتمل على محور واحد فقط لا غير للتماثل والذي تعد حشرة الفراشة أبرز مثال عليه حيث إنها واحدة من
حيوانات ذات تناظر جانبي
.
[2]
التماثل الشعاعي في شوكيات الجلد
تعتبر شوكيات الجلد (Echinoderm) هي مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات اللافقارية البحرية، ولعل أبرز ما يميز تلك الحيوانات من حيث الجسم وتركيبه هو ما يغطيه من غطاء صلب ذو أشواك، إلى جانب ذلك فإن شوكيات الجلد تتمتع بتاريخ أحفوري كبير خاصة بما يتضمنه من مجموعات كثيرة والغريبة، ولكن في الوقت الحالي أصبح الكثير منها منقرض أو على وشك الانقراض، وقد أتضح من الأبحاث التي تم إجرائها على شوكيات الجلد من شعبة الكائنات البحرية اللافقارية أنها تتمتع بخاصية التناظر ذو المحور الواحد المركزي أو النصف قطري بأضعاف تبلغ من العدد خمسة، ويمتلك جسمها أقدام عللى هيئة أنابيب تقوم بضغط السوائل، وهيكل كلسي عظمي، ومنة أبرز أنواعها الكرنويدات، النجوم الهشة، قنافذ البحر ونجم البحر.
شوكيات الجلد هي
حيوانات ذات تماثل شعاعي
يكون التناظر فيها
على هيئة تماثل شعاعي من النوع الخماسي، إذ تعد شوكيات الجلد البالغة تمتلك خاصية التناظر الشعاعي، مما يشير إلى امتداد أجزاء جسمها إلى الخارج من منطقة الفم، وفي ذلك تتكون شوكة الجلد في جسمها غالباً من أجزاء خسمة، وهو ما يجعلها ذات شعاع خماسي، بالإضافة إلى أن اليرقات الخاصة بشوكيات الجلد دوماً ما تصبح تنائية التناظر بالبداية ومن ثم تبدأ في التحول إلى تماثل شعاعي، والجدير بالذكر أن الفم في جسمها يحيط به قرص مركزي.
ذلك التركيب الجسدي يترتب عليه خروج العديد من الأخاديد التي تتضمن على مجموعة من صفوف البوديا، وقد ينتج عنها أرجل فردية مثلما هو الأمر في الحياون البحري اللافقاري نجم البحر، ومن الممكن كذلك أن تصبح شقوق بسيطة مثلما يوجد في الحيوانات الرملية، إلى جانب ذلك فإن هيكل شوكيات الجلد الداخلي يتكون من قطع فردية، يطلق عليها اسم العظميات، والتي تكون مغطاة سواء بالجلد أو البشرة، وفي بعض أنواع شوكيات الجلد كقنافذ البحر، تمثل العظميات على جسمها قشرة غاية في الصلابة. [3]