أنواع الصور الفنية في اللغة العربية

مفهوم الصورة الفنية في اللغة العربية

عرف ابن منظور الصورة الفنية في اللغة حيث قال أنها تأتي على لسان العرب بهيئة مفردة ، حيث تأتي لتعبر عن حقيقة المعني وهيئته وصفته، فيقال صفة الأمر كذا وكذا [1] .

وصورة الأمر كذا وكذا أي هيئته وصفته ، أي أن

الصور الجمالية في اللغة العربية

هي ما تقوم بوصف الشيء أو الفعل بطريقة تفرد فيه الهيئة والصفة .

أما تعريفه للصورة الفنية اصطلاحا فيمكننا القون أنها أبنة الخيال فهي المظهر الخارجي للمشاعر والانفعالات فتأتي للمتلقي بطريقة محسوسة ، فهي تعتبر أداة الشعر التي تحقق له أسلوبه المميز وطريقته المبتكرة في الوصف .

كما عرف الدكتور منير سلطان الصورة الفنية بأنها الطريقة التي يتم بها تسجيل وضع ما سواء كان لظاهر طبيعية أو لكائن حي .

وإذا أتينا للقرآن لنستخرج منه مدلول اللفظ والصورة الفنية ، فسوف نجد أن النصوص القرآنية أظهرت اللفظ في صيغ اشتقاقية ، فتوظيف اللفظ سواء كان بالجمع أول المفرد لم يخرج عن الدلالة الأساسية للمعنى .

أنماط الصورة الفنية بالامثلة

تتسم الصورة الفنية بتدرجها بين السهولة والتعقيد ، فنراها في بعض المواضع بصورة بسيطة قد لا تتعدي فكرة التشابه أو الإشارات [2] .

وقد نراعها في مواضع أخري شديدة التعقيد حيث تحمل عددا كبيرا من الرموز والاستعارات وللتي تحاول من خلالها إظهار الأمور المتباعدة والمتضادة ، وتأتي بدراجات متفاوتة وبأشكال جمالية مختلفة لتضفي على نص القصيدة الرؤية الفنية والمتعة .

ومن خلال ديوان ” طيف أميرة ” للشاعر سامي أبو بدر سوف نتعرق على أنماط الصور الفنية التي جاء بها الشعر في ديوانه ، فقد احتوي الديوان على عدة أنماط منها: الصور الوصفية، والصور المشهدية، والصور الاستعارية .


الصور الوصفية

جاء ديوان ” طيف أميرة ” مكللاً بعدة صور وصفية بنوعيها الساكن والمتحرك ليثبت لنا انه الصور الوصفية ليست ثابته في وصف الأحاسيس والمشاعر ، ولكنها تتجرد من جميع العناصر الحوارية والتي تجعل النص يظهر في صورة بنية درامية .

ومن الصور الفنية التي جاء بها أبو بدر لوصفة حالة الحزن بعد فراقه لوطنه ،  وكيف نسق في وصفه بين الحركة وبين وجعه لفراق وطنه حيث قال :

الشعر ليلى والهوى..

وطن تخطفه النوى وأنا المحاصر بالشجون على مشارفه

ودمعي اليوم يفضح حاليه

من سوف يؤنس وحشتي؟

فالأرض قاحلة، ونهري غاضب

والأمنيات تناثرت

في أول الليل الكئيب


الصور المشهدية

وهى الصور التي تعتمد على وصف حالة معينه في وقت معين أو حدثا خاصا في فترة محددة أبضا ، حيث أن الصور المشهدية تعتمد في الأصل على الزمان والمكان كما تعتمد على الحوار ، والحركة ، والانفعالات الشخصية في هذا الوقت المحدد .

وهناك اختلاف بين الزمان والمكان للصورة الوصفية والصورة المشهدية ، حيث يكون الزمان والمكان في الصورة الوصفية مجرد عناصر تجريدية لا تعود إلا على ذاتها ولا تعبر عن شيء أخر .

ويمكن تقسين الصور المشهدية وذلك بناء على العنصر الظاهر فيها حيث أن هناك مشاهد حوارية يوظفها الشاعر باستخدام التفصيل والحكاية وذلك مثل قول الشاعر أبو بدر:

قلبي تعانقه الجراح

فيصطلي من نارها شوقًا

يؤرق مهجتي

ويزف لي بشرى بأني هالك !

فصرخت ياااااا ليلي

أغيثيني بربك

من عذابات الجوي

إني أحبك فاعلمي

حيث أختلق الشاعر أبو بدر حوارا بينه وبين قلبه وبين حبيبته ليلى ، فقد بدأ أبو بدر قصيدته بالضمير ” لي ” وهو ما يفيد التخصيص وهو ما استخدمه الشاعر للتلطيف بينهم ، ثم أردف بكلماته ” يزف _ صرخت _ أغيثيني ” والتي تشكل حوارا دراميا والذي ظهرت فيه الصورة المشهدية


الصورة الاستعارية

جعل الجرجاني التشبيه كأساس للاستعارة حيث عرف الاستعارة على أنها : ضرب من ضروب التشبيه ، فالاستعارة عند الجرجاني عبارة عن صورة من صورة التشبيه أي أنه اعتبارها فرع من فروع التشبيه .

وقد انعكس هذا التعريف على النقد الحديث حيث بالبلاغة قديما كانت تعرف الاستعارة على أنها تشبيه ضمني ، أنا البلاغة الحديثة فترى أن التشبيه ما هو إلا استعارة واضحة ومنقوصة .

حيث أن الاستعارة تعمل على نقل الإحساس بدرجة أعلى ، كما تفوق الاستعارة التشبيه من جهة القيمة الفنية ، حيث تستطيع الاستعارة الإشارة إلى عناصر أخري خارجة عن السياق الذي تنتهجه القصيدة ، ومن ذلك يمكن القول أن الاستعارة له قدره أكبر على الإيحاء ، ونري ذلك في قول الشاعر :

أنا والليل

فوق حطامنا نمضي

نفتش عن السلوى تهدهدنا

وتمسح دمعة ذرفت

أهمية الصورة الفنية

نتحدث أولا عن العلاقة بين

الصور البلاغية

والمعني ، حيث يقال أن المعاني تأتي أولا ومن ثم تأتي الألفاظ والصور ، ويري الجرجاني أن الألفاظ خادمة المعاني كما أنها تملك سياسة الوصف [3] .

فالمعاني تأتي أولا وتترتب في الخاطر ثم يأتي النطق ، فإن قمت بترتيب المعاني خرجت الألفاظ في صورة جمالية .

ومن هذا جاء رأي الفخر الرازي بنتيجة تقول أن اللغة لا تقوم بعكس الأشياء الخارجية بقد ما تقوم بعكس ما في دواخلنا وأفكارنا، أي أن الألفاظ لا تأتي للدلالة على أشياء خارجية بل جاءت للدلالة على صور ذهنية .

واختلاف الصور الذهنية لا تدل إلا على أن اللفظ لا يكون له دلالة إلا على تلك المعاني والثور الذهنية ، وهو ما يبين مدي براعة الشاعر عند تحويل المعاني إلى ألفاظ حيث يقوم بتشكيلها وإخراجها في صورة جمالية .

وتكمن أهمية الصورة الشعرية في الطريقة التي يتم بها كتابة القصيدة ، حيث أن الشاعر لا يقوم بتشكيل صورة لفظية فقط بل إنه يسعى إلى خلق صورة ذهنية لدي المتلقي حتي يتمكن من خلق استجابة حسية منه .

فلن تجد لذه للمعني إن قام الشاعر بإخراجه مجرداً من الصور الحسية والشعرية ، فالتعبير المجرد لن يخلق فضولا لدي المتلقي أما عندما يقوم بسرد قصائده بطريقة التمثيل وخلق صور حسية .

حيث أن التعبير عن الأشياء بصورتها المجردة مع وجود ألفاظ واضحه داله على المعني بصورة حقيقة فسوف يرد للمتلقي تمام العلم بالشيء ولن يحصل على اللذة أي انه لن يتعامل وقتها بمشاعره وأحاسيسه .

أما حين يتم التعبير عن تلك المعاني بأساليب خارجية وصور حسية فيكون وقتها التعبير يشبه الدغدغة النفسية وهو ما يكون أمتع من الألفاظ الحقيقة في التعبير عن المعني .

فالصورة الفنية هي أساس النص الشعري والفن الذي يميز القصيدة ، في ما تساعد على فهم الواقع وتقوم بتمثيل أفكارنا

ومشاعرنا الداخلية فهي مرتبطة بالأحاسيس الإنسانية النابعة من عدة تجارب ، لتقوم بخلق نسيج شعري رائع ومن الأقوال المشهورة في هذا النطاق قول أرسطو ” أن من أعظم الأشياء أن تكون قادرا على الاستعارة فهذا ما لا يستطيع أن يتشارك كاتبين فيه ” .

وقد قيلت عبارة كثيره تحمل في طياتها الغموض الشديد تخت مسمي الصورة الفنية ، وقد تحدث الكثير من الكتاب والنقاد عن الصور الفنية، فقد جاء على لسان مالارميه ” أن الصورة الفنية هي القوة المطلقة للكاتب ” ، وقال بروست ” أن الصورة الفنية هي وحدها من تستطيع إعطاء نصاً ما الخلود الدائم ” .