الصور الجمالية في اللغة العربية
ماهي الصور الجمالية في اللغة العربية
يعتبر الشعر من الفنون الجميلة التي تؤثر في المتلقين فه من الفنون التي لها غاية فنية وجمالية وتلق الغاية هي تأثيره في المتلقين ، وستخدم الشعر اللغة وتعبيراتها كي يصل إلى هذه الغاية [1] .
حيث يقوم الشاعر باستخدام مفردات اللغة بطريقته الخاصة ليجعل منها أكثر تأثير ، فالشعر يعتبر عالم حي وله الكثير من الألوان الساحرة ، حيث يستخدم اللغة بطريقة جمالية لتصل إلينا مفردات الشعر بطريقة حالمة لتشعرنا بشوه غير عادية .
فالشعر يعتبر عالما مفردا من الكلمات الجديدة العذراء لها كيانها وصورها وجمالها الذي لا مثيل له ، وتعتبر الصورة الفنية الطرق التي يستخدمها الشاعر لتوضيح رسالته في شعره .
وتعتبر
الصور البلاغية
من الأمور الناشئة مع الشعر حيث لن تجد شعرا دون وجود صورة فنيه ، وهناك من يرى أن الاستعارة والصورة الفنية هم أصل التواصل في اللغة، ونري ذلك واضحا في شعراء العرب في الجاهلية مثل شعر امرؤ القيس والذي ابدع في تصوير ما يقدمه من خلال أبياته الشعرية .
ولا يمكننا وصف الصورة الفنية بأنها تأتي فقط لتزيين الشعر وأبياته بل هي شيء أصيل في الشعر ، حيث تصور الخالة النفسية للشاعر ، فهي الترجمة لما يختلج نفس الشاعر من أحاسيس وعواطف .
فإذا قمنا تعريف الشعر يمكننا القول أنه أحاسيس تخرج بطريقة منظمة يتم التعبير من خلاله على الانفعالات الداخلية وكوامن النفس والخيال ، وتعتبر الصورة الفنية هي الطريقة التي يتم به نقل تلك الأحاسيس والمشاعر والانفعالات .
لتعطيها مظهرا فنيا وهو ما يجعل القراء والمستمعين يشاركون الشاعر فيما يشعر به ، ونري في وصف الشاعر الذبياني معتذراً من النعمان ابن المنذر:
وعيد أبي قابوس في غير كنهه أتاني ودونب راكس فالضواجع
فبت كأني ساورتني ضئيلة من الرقش في أنيابها السم ناقع
فهنا يصور الشاعر كم هو محموم وكيف يرتعد من حمي المسموم وكيف كان أوشك على الهلاك ولا يجد من يواسيه ويخفف من آلامه ، واستمر الشاعر في تصوير مدي خوفه وألمه حتى أنه قد أقسم بالإبل التي أضناها السفر والتعب .
حتى أوشكت على الهلاك وقد نرى مدي تصوير الشاغر ووصفه لحياته التي تشبه حياة الإبل في رحلتها الحياتية
دور الصورة الجمالية في اللغة العربية
ظهر مصطلح الصورة الشعرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، وذلك ضمن كثير من الدراسات الأدبية ، وقد أصبحت دراسة ومعرفة الصورة الشعرية عنصرا هاما في الآداب الأخرى وليس الأدب العربي فقط [2] .
فالصورة الشعرية عنصر من العناصر الهامة في بناء القصيدة الشعرية ، وهو ما جعل الكثير ينادي بفكرة أن الشعر هو الصورة ، وأن الصورة جزء أساسي من الشعر .
وأن جمال القصيدة الشعرية نابع من طريقة التصوير التي يعبر ويصف بها الشاعر ابياته الشعرية ، وقد قامت العديد من الدراسات الأدبية بدراسة حول
أنواع الصور الفنية في اللغة العربية
تحت أكثر من مسمي مثل: الصورة الفنية، والصورة الشعرية، والصورة المجازية .
وقد ثبت مصطلح صورة ليتم تعريفها على أنها العملية التي يكون فيها تفاعل متبادل بين الأفكار والرؤي ليقوم الشاعر بالتعبير عن ذلك بلغة شعرية حية يستند فيها إلى اللغة الانفعالية ليخلق استجابة حسية عند المتلقي ، وذلك باستخدام المحاز والاستعارة والتشبيه .
وقد تم نشر كتاب خيال شكسيبر لكاتبة إدوارد آرمسترونغ والذي أرسي فيه قواعد المبحث الجديد لتخليل الأعمال الأدبية وكان منهجه في هذا البحث يعتمد على الترابط بين الصور .
كما أهتم بدراسة الصورة الشعرية كعنصر من عناصر الإبداع الفني في الشعر العربي ، كما اهتم الكثير من الكتب العرب بدراسة هذا الموضوع .
أمثال الكاتب مصطفي ناصف والذي أصدر كتاب ” الصورة الأدبية “، كما أصدر جابر عصفور كتاب ” الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي “، والكاتب كمال أبو ديب ” نظرية عبد القاهر الجرجاني في الصورة الفنية “، وكتاب ” الصورة الفنية في شعر أبي تمام ” للكاتب عبد القادر الرباعي .
ويمكن القول أن الصورة الشعرية قد استطاعت منح الشاعر القدرة على الخروف عن المألوف ، وتعد دراسة الصورة الشعرية من الدراسات التي اعتبرها البعض أنها من اهم القضايا في النقد الأدبي الحديث .
وذلك بسبب اتصالها المباشر بنظرية المعرفة الفلسفية ، فهي بنيان وجداني يستخدمه الشاعر للتأثير على المتلقي ينقل إليه معاناته وتجربته .
وتكمن أهمية الصورة الشعرية في ملائمتها للعملية الشعرية وذلك من خلال المجاز والتشبيه والاستعارة وغيره من طرق التصوير الذي تتضمنها القصيدة الشعرية .
وقد حدد النقاد وظيفة الصورة الشعرية والدواعي التي تخلق الصورة الشعرية في الأذهان ومن تلك الدواعي : السيطرة على وحدة الأضداد في الوقت الذي تختلف فيه ألفاظ اللغة .
حيث تقوم الصورة الشعرية بتوصيل وتصوير الأضداد بطريقة كامله وبطريقة سهله وجملة واحدة ، فالأضداد تحتاج دائما إلى توكيدات معينة وأسلوب خاص للتوضيح، فتقوم الصورة الشعرية بمزجها في صورة واحده فتتحول إلى كلمات نشعر بها ونراها .
فالصورة الشعرية هي الجزء الحيوي الموجود في القصيدة الشعرية فهي تأتي بطريقة متجانسة ومتلاحمة مع جميع عناصر القصيدة .
فمهما تطورت الأساليب الشعرية لدي الشاعر تظل الصورة الشعرية هي الأداة الأولى والرئيسية للتعبير عما يريده الشاعر ، كما أنها تقوم بالتفريق بين العصور والشعراء وتظهر أصالة الشاعر ومدي براعته وقيمة فنه .
امثلة على الصورة الجمالية
مفهوم الصورة الشعرية عند الجاحظ
قام النقاد بربط الصورة الشعرية بالإبداع كما وضعوه كشرط لنحاه الشاعر ، حيث قالوا أنه لا تكون الصورة الشعرية إلا بالابتكار فالصورة الشعرية في الأساس ما هي إلا خلق جديد [3] .
أي أن تعلق الناس بشاعر معين يرجع إلى مدي براعته في التعبير والتصوير ، وتلك الصورة هي منهج الجاحظ في الشعر إلا أن النقاد قد واجهتهم مشكله في معرفة ما بني عليه الشعر العربي والصورة الشعرية فقد اختلفوا بين ” اللفظ والمعني ” وهذا الثنائي الذي أسس مفهوم الصورة الشعرية .
وقد اختلف العلماء حول وجود البلاغة فمنهم من قال أنها تكمن في اللفظ، وآخرون تبنوا مفهوم أن البلاغة تكمن في المعني ، وقد ذهب الجاحظ إلى أن البلاغة تكمن في اللفظ .
فالجاحظ كان عميق الفهم للشعر وكريقة صياغته ، وقد ذهب الجاحظ لتبنى اللفظ كأساس لبراعة الشعر وبلاغته إلى أن اعتقاده بأن اللفظ لا يسرق ، حيث أن المعاني مشتركة بين الجميع فللجميع خواطرهم وأحاسيسهم والتي قد تتشابه .
ولكن براعة الشاعر تكمن في طريقة التعبير عن هذه المشاعر ويظهرها بأحسن الألفاظ وأفضل الصور ، كما أكد الجاحظ على مدي أهمية الصورة الشعرية بل أنه قال أن الشعر قائما في الأساس على الصورة الشعرية ، فهي نتاج لتخير أفضل الألفاظ كما أنه يقوم بصياغتها بطريقة محكمة .
مفهوم الصورة الشعرية عند عبد القاهر الجرجاني
قام الجرجاني بالفصل في قضية اللفظ والمعني، فقد أكد كلام الجاحظ في رأيه عن الصورة الشعرية وأن الشعر قائم على التصوير، كما قال أن الحكم على جودة الشعر لا تكون على المعنى وحده .
كما لا يجب الحكم بنفس الطريقة من اللفظ وحده، فقد رأى الجرجاني أن الحكم على مدي براعة الشاعر وجودة قصيدته يكون من خلال الصورة الكاملة التي تخرج بها القصيدة .