طريقة إستخدام أثر العائن

معنى أثر العائن

هو مايعرف بالأثر أو الغسول، ويؤخذ هذا الأثر من الحاسد أو العائن، وهو سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي طريقة لدفع ضرر هذه العين، ونلاحظ أن هناك

الأعراض التي تأتي بعد الرقية

، وممكن أخذ  الأثر من:

  • أي لباس يحتوي على عرق العائن مثل غطاء الرأس أو منديل.
  • أثر من كأس شرب منه بشرط أن لا يكون قد مضى عليه وقت طويل.
  • يمسح مكان لمس يده على باب أو سيارة.
  • شعر العائن.
  • أثر من ريق العائن على نوى التمر أو غيره.

وممكن أن يُضطر لأخذ أثر العائن أكثر من مرة وممكن أن تصل إلى سبع مرات.

طريقة أخذ الأثر والاغتسال به

إن من علاج العين أو الحسد هو الرقية الشرعية حيث أن لها

آثار الرقية الشرعية على الجسم

، وأيضاً الاغتسال أو الاستغسال بأثر العائن يعتبر علاجاً أيضاً، فإذا تيسر أن يغتسل العائن أو أن يكتفي بغسل وجهه وأن يتمضمض، ثم يغسل داخلة إزاره بالإضافة إلى أطراف قدميه، ويصب هذا الماء على المريض ويغتسل به، فهذا ينفع المريض بإذن الله.

وقد تم تجربة الاكتفاء بغسل الوجه والمضمضة بالإضافة إلى غسل اليدين للعائن، فهذا وحده يكفي بإذن الله في علاج المعين وإزالة العين، ويصب هذا الماء على المريض.[1]

وإن العين تقع من الكافر كما تقع من المسلم، فقال تعالى: ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ) القلم/51 .

فإذا كان العائن كافر وغير مسلم فلا يصح وضوؤه ولا غسله، ولكن الرقية لا يلزمها أن يتوضأ العائن وضوءاً كاملاً، بل يكفي أن يغسل شيئاً من بدنه، أو أن يؤخذ أثره من شيء يلامس بدنه مثل الفانيلة أو الطقية، وممكن أن يؤخذ الأثر من التراب الرطب الذي مشى عليه أو مناديل قد استعملها، ثم توضع في الماء ويُغسل بها المريض، فينفع بإذن الله.

وجاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” (1/ 548) : ” إذا علم المعيون من أصابه بعينه ، فإنه يشرع له أن يطلب منه أن يغسل وجهه ويديه وداخلة إزاره في إناء ، ثم يغتسل المَعين بذلك ” انتهى.

وجاء فيها (1/ 274) : ” وإذا علم أن إنسانا أصابه بعينه أو شك في إصابته بعين أحد فإنه يؤمر العائن أن يغتسل لأخيه فيحضر له إناء به ماء فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله “.

وهذه الكيفية رواها البيهقي عن الزهري رحمه الله . وينظر : سنن البيهقي (9/ 352).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” ولكن من أصيب بالعين فماذا يصنع؟ يعالج بالقراءة وإذا علم عائنه فإنه يطلب منه أن يتوضأ ، ويؤخذ ما يتساقط من ماء وضوئه ثم يعطى للعائن يصب على رأسه وظهره ويسقى منه ، وبهذا يشفى بإذن الله .[2]

فنجد أن هذه الطرق يسيرة تصلح في جميع الحالات إن كان العائن مسلم أو كافر، أو في حال تم الرفض من العائن أن يغتسل أو أن يتوضأ.

علامات خروج العين بعد أخذ الأثر من العائن

تتجلى

علامات خروج العين بعد اخذ الأثر من العائن

ببعض الأمور التي تظهر على الشخص المريض ومنها:

  • إحساس المحسود بألم داخل بطنه.
  • ظهور بثور على الوجه أو الجسم.
  • التثاؤب المستمر ويرافقه دموع.
  • يصاب بالعرق المفرط.
  • رؤية كدمات على الجسم.
  • يعاني من حكة في جسمه.

طريقة الاغتسال من أثر الحاسد

إن طريقة اغتسال المريض من أثر العائن يكون بصب الماء  الذي فيه اثر العائن على رأس الشخص المصاب، وما أمكن من جسده ويكون من الخلف، ولا يحتاج هذا بأن يكون الشخص عارياً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر بصب الماء على سهل، فقام أحد الصحابة بصب هذا الماء عليه، ولا يشترط أن يصب الماء على كل جسد المصاب.

وروى البيهقي في السنن عن ابن شهاب الزهري كيفية الغسل،  فقال: ثم يصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبة واحدة.

وقد وقعت صفة الاغتسال في حديث سهل بن حنيف عند أحمد والنسائي، وصححه ابن حبان من طريق الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أباه حدثه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج وساروا معه نحو ماء حتى كانوا بشعب الخرار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف وكان أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط أي صرع-وزنا ومعنى- سهل فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: هل تتهمون به من أحد قالوا: عامر بن ربيعة، فدعا عامرا فتغيظ عليه فقال علام يقتل أحدكم أخاه هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت، ثم قال: اغتسل له فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم يصب ذلك الماء عليه رجل من خلفه على رأسه وظهره ثم يكفأ القدح ففعل به ذلك فراح سهل مع الناس ليس به بأس.[3]

استفسارات حول أثر العائن

  • هل يضر أخذ أثر العائن أكثر من مرة في حال عدم معرفة هويته؟

إن تكرار أخذ أثر العائن حتى لو لم تعرف هوية العائن لا حرج فيه، وإن أخذ الأثر واستعماله وعدم نفعه فهذا يدل على براءة الشخص الذي تم اتهامه بالعين والحسد وأن العائن هو شخص غيره، فيتم البحث عنه والأخذ من أثره، ثم يغتسل المريض ويشرب منه، وفي حالة اختفاء الأثر وعدم معرفة العائن، فيقوم المريض بقراءة آيات الرقية الشرعية على ماء زمزم أو غيره ويشرب ويغتسل، فيشفى بإذن الله.[4]

  • هل على العائن شيء إذا رفض إعطاء أخيه من أثره، وهل هناك دليل على أخذ الأثر من الأهل؟

إن من يُطلب منه الاغتسال من الإخوة فيجب أن يبادر بما فيه منفعة لأخيه، وهذا لا يعني أنه متصف بالحسد، لأن العين ممكن أن تكون من رجل صالح محب، فإذا وقعت يجب أن يتم رفع أثرها بما جاءت به السنة النبوية، وإن العين تكون من الإعجاب ولو بغير حسد، وكما أسلفنا سابقاً ممكن أن تأتي من رجل صالح أو محب.

ولكن اختلف العلماء على إجبار العائن على الوضوء للمَعين أم لا، ولكن استشهد العلماء بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم : ( وإذا استغسلتم فاغسلوا )، وبرواية الموطأ التي ذكرناها أنه صلى الله عليه وسلم أمره بالوضوء ، والأمر للوجوب .

وصرح المازري أن الأمر عنده وجوباً، خاصة إذا كان المعين في حالة الهلاك، ولا يزول الهلاك إلا بوضوء العائن، فهنا ندخل بأنه واجب من باب من تَعَيَّنَ عليه إحياء نفس مشرفة على الهلاك.

وإن تخصيص طلبه من إخوته فلا حرج فيه وهذا الأمرليس بدعة، فهو ممكن أن يكون من باب الإعجاب لا الحسد.[5]

أقسام العين

تقسم العين إلى أقسام ثلاث وهي:


  • العين المعجبة

    ويكون الشخص الذي ينظر بعين معجبة في حالة من الإفراط في الإعجاب بنعمة ما، ولم يعمل على مباركتها، فيقول سبحانه وتعالى في سورة الكهف «وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا» (سور الكهف: 39).

  • العين الحاسدة

    وهي العين التي تكمن في الحسد وتمني زوال النعمة، ويكون صاحب العين الحسودة يتصف بالحقد والكرهية بالإضافة إلى الغيرة.

  • العين القاتلة

    وتعتبر من أشد العين ضرراً على المريض، فهي تتجه مباشرة من عين العائن للمعين بقصد الضرر به، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما حسد سهل بن حنيف: «عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرّاَكْتَ».