ما هو فن البرعة

تعريف التراث الثقافي الغير مادي

يلعب التراث الثقافي الغير مادي دور رئيسي في ثقافة الأمم والشعوب ، حيث يمكن من خلاله الثقافة الخاصة بكل بلد وشعب كما يوضع مدي التأثر بالثقافات الأخرى ومدي التأثير في الثقافات الأخرى [1] .

ويمثل التراث الغير مادي عامل ملهم للمساعدة في فهم تصرفات الشعوب ودراسة الموروث الثقافي الخاص به فهو يعتبر اللغة التي يتم التواصل بها بين ثقافات الشعوب .

وقد قامت سلطنة عمان بالحفاظ على

أنواع الفنون الشعبية العمانية

لخاصة بها ، وذلك من منطلق الاهتمام بتلك الموروثات القيمة الحفاظ عليها مع مواكبة السلطنة للحركة التنموية المعاصرة ، وتداخل الثقافة العمانية مع الحضارات العالمية والثقافات الأخرى .

وقد أخذت السلطة في الاعتبار أهمية هذا الجانب من التراث الثقافي غير المادي ، فقد قاما بالتصديق على الاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي ، وذلك وفق المرسوم الصادر عن السلطنة رقم ٥٦ لعام ٢٠٠٥ .

البناء الموسيقي للفنون الشعبية العمانية

في جلسة حوارية أقيمت في مدينة البريمي لمناقشة البناء الموسيقي للفنون الشعبية والشعرية ، وقد تم تقديم ثلاث أوراق عمل، وقد تحدث فيها مدير التراث والثقافة السيد راشد بن سعيد الشامسي والذي جاء حديث حول الفنون التقليدية في المحافظة مثل فن ” العيالة والرزفة ” [2] .

وهم من أهم الفنون التقليدية الموجودة في المحافظة ، وتسعي حكومة السلطنة للاهتمام بالتراث الإنساني غير المادي والمحافظة عليه ونشر الوعي بين جميع أفراد وفئات المجتمع من أجل الحفاظ على التراث والثقافة العمانية .

وجاء ذلك في إطار رغبة السلطة في الحفاظ عل تراثها الثقافي في ظل التقدم السريع الذي يشهده العالم وتجرد معظم البلاد من هويتها الخاصة ، فتعمل المؤسسات الخاصة بالحافظة على هذا التراث بإحياء التراث غير المادي وإحياء الفنون الشعبية والفلكلور العماني .

وتأتى تلك الندوات والمهرجانات التي تقام في جميع أنحاء السلطنة من أجل أحياء هذا التراث وتوصيله للجميع والمحافظة على تلك الثقافة وتوريثها للأجيال القادمة .

وقد تم مناقشة المفهوم الخاص بالتراث الشعبي والفنون الشعبية والاهتمام بهم وطرق الحفاظ عليهم ، وقد تحدث الخبير التربوي للمناهج بوزارة التربية والتعليم السيد سيف بن ناصر الوهيبي عن محاورة عدة تخص التراث والثقافة .

وقد لخصها في: تعريف الفنون الشعبية وأهميتها والأسباب التي أدت إلى إثراء الفنون الشعبية بالسلطنة كما بين طرق المحافظة على تلك الثقافة والفنون التراثية والدور الذي تقوم به حكومة عمان للحفاظ عليها .

معلومات عن فن البرعة

هو من

الفنون الشعبية في سلطنة عمان

ويؤدي هذا الفن شخصان مرتديان الزي التقليدي العماني ” الدشداشة “، ويقوم كل واحد منهم بمسك خنجر بيده ، وتكون حركات هذه الرقصة عن طريق قفزة للأعلى ترتفع فيها قدم واحده من على الأرض .

وقوم المؤديان بنفس الحركة بتناغم وانسجام حيت يتقدمان بظهريهما ويعودان للخلف بنفس الطريقة ، ثم يلتف كل واحد منهما حول نفسه لفه كاملة ، ثم يركعان معا أما الفرقة الموسيقية ويقوم بهذا الرقصة رجلين إلى ست رجال .

أما الفرق الموسيقية فتتكون من عازف على القصبة ، وضارب على طبل ” المرواس ” وغيرهم يضربون على طبل المهجر ، وضارب على الدف .

وتؤدي رقصة ” البرعة ” في جميع المناسبات الاجتماعية والأعراس ، وتكون الأغاني التي تقدم فيها أغاني غزلية ومديح .

مقارنة بين فن البرعة وفن الزنوج


  • رقصة الزنوج

وهى الرقصة الخاصة بالاحتفالات الكبرى مثل الاحتفال بالعيد الوطني ، يتم تجمع الرجال والنساء من كافة الأعمار والشباب والفتيات الصغيرة من الساحل الشرقي الإفريقي ويحملون الطبول [3] .

ويتم تنظيم مجموعتين في ساحة الاحتفال حيث تقوم مجموعة بالغناء دون استخدام الطبل ، وتقوم الأخرى بالغناء والرقم على إيقاع الطبول ، بينما تقف المجموعة التي تغني على شكل قوس على جانب ساحة الاحتفال .

ويقف أمامه رجل يغنى وترد عليه بقية الرجال في المجموعة ، ويجلس في وسط الساحة مجموعة ضاربي الطبول حيث يدقون على الطبل الافريقي ” مسندو ” وطبل الرحماني وطبل الكاسر .

ويقف على جانب ضاربي الطبول صفان متقابلان من الشباب صفان من الشباب يقومون بالرقص فيبتعدون عن ضاربي الطبول تارة ويقربون تارة أخري ، ليكونوا دائرة تقوم باللف خول ضاربي الطبول بطريقة نشيطة وحيوية .

وفي الساحة التي تفصل بين المجموعتين تقوم النساء بالدوران في حركة راقصه خفيفة ومن خلفهن تقف الفتيات الصغيرة لتقوم بنفس الحركة الراقصة ولكن بطريقة معاكسة .

ونجد مجموعة من الشباب تؤدي رقصات بالسيوف وسط مجموعة النساء ، حيث يسمي باستعراض الشجاعة والذي يتخلله قفزات عالية وصرخات تعبر عن قوتهم وشجاعتهم .

ويرجع هذا التكوين الهندسي لفن الزنوج إلى جذور تاريخية قديمة فهو يعمل على نقل الصورة التفصيلية التي كانت تقام عندما تعود سفينة صيد سالمة إلى السواحل بعد رحلة سفر طويلة.

فقد كان ضاربي الكبول يتجمعون مع الشباب الراقصين ويقومون بالغناء ابتهاجا وفرحا لعودتهم ، حيث يقوم الصيادون بإرسال رسالة هوائية إلى أقاربهم وذويهم على الشاطئ العماني ليخبروهم بعودتهم إلى مياه سلطنة عمان .

وحين تصل الرسالة يخرج أهالي الساحل من الرجال والنساء ليصطفوا على شكل قوس ، فيقوم أحدهم برفع صوته بالغناء لترد عليه المجموعة فيصل صوتهم إلى أهلهم البحارة في الميناء ، كما يخرج الأطفال والنساء والبنات ليرقصن في بهجة وفرح بعودة الغائبين .

ويعتبر الغناء في فن الزنوج مزيج ما بين لغة السواحلية واللغة العربية ، حيث يكون غناء ضاربي الطبول والشباب الراقص مختلف عن ما يتم غنائه من قبل الرديدة والفرد الذي يغنى وحده .


  • ويختلف فن الزنوج عن فن البرعة

حيث أن فن البرعه يقوم بأدائه رجلين معا مرتدين الملابس التراثية وممسكين بالخنجر وتتم حركاتهم وفق دق الطبول ، على عكس فن الزنوج والزي يقوم به عدد كبير من الشباب والنساء ، كما يعتمد فن البرعة عل قرع طبول المرواس وطبل المجهر.

مقارنة بين فن البرعة و الرزحة

فن الرزحة هو فن رجالى بحت ويقام هذا الفن في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الاجتماعية ، وهو منتشر في معظم ولايات السلطنة، ويقوم بالمشاركة فيه عدد كبير من الرجال ، حيث يصطف الرجال في صفوف متساوية [4] .

ومنهم رجال يقومون بالمبارزة بالسيوف والتروس أما الغناء الخاص بهذا الفن فيكون عبارة عن مطارحات شعرية تتعلق بالشجاعة والمديح والفخر ، كما يستخدم في هذا الفن الطبل العماني فيقوم ضاربي الطبول بالتحرك بين صفوف الرجال وهم يدقون الطبول بطريقة متناغمة تتماشي مع الكلمات التي يتم إلقائها .

وقد سمي هذا الفن باسم ” الرزحة ” بسبب تبارز الرجال بالسيوف فيزرحون تحت سيوفهم ، حيث يتحمل كل متبارز ثقل سيفه ويقوم بالقفز في الهواء ثم يهبط واقفا على قدمية .

كما يتميز هذا الفن بنمط موسيقي تقليدي يتم ممارسته في المناسبات الاجتماعية والوطنية ، ويتم ممارسة هذا الفن في محافظة مسقط، والباطنة، والداخلية، والشرقية .

وكما رأينا فإن فن الرزحه يمارسه الرجال فقط على عكس فن البرعة والذي تشارك فيها النساء أيضا ، وبينما يمارس الشبان فن البرعة بالخناجر نري الرجال في فن الرزحه يمارسوه بالسيوف .

أما الأغاني الموجود في كل فن فنري فن البرعة يحتوي على أغاني غزلية أما فن الرزحة فيعتمد على الأطروحات الشعرية والتي تنشد عن الشجاعة والفخر والمديح .