دينار عبد الملك بن مروان
لماذا سمي دينار عبد الملك بن مروان بهذا الاسم
اراد الخليفة عبد الملك بن مروان ،تخليص البلاد من التبعية الأجنبية البيزنطية ، فهو شخصية تتسم بالحزم ، وكان قوي الهيبة ، فقام بتعريب المسكوكات وتعريب الدواوين في العديد من الاقطار كمصر والشام ، كما قام بالقضاء على حركات معادية لدولته مما أدى الى استقرار سياسي واقتصادي وهكذا قام ببناء الدولة كدولة عربية مستقلة عن الدول الأجنبية وكان تلك القرارات موضع اشادة من المؤرخين نظرا للقرارات الهامة التي غيرت مجرى التاريخ العربي الاسلامي .
واول دينار بشهادة لا اله الا الله يتم بيعه في مزاد ،في عام 2013 عرض في لندن بالمزاد العلني أول دينار إسلامي تم سكة منقوشا ب لا اله الا الله وحده لا شريك له من الذهب النادر وكانوا يسمونه “دينار 77” وقال عنه اشهر خبراء المسكوكات الإسلامية ،انه ليس ما سك من نقود بالعربية الا انه أول دينار إسلامي صرف تماما ، وكما نما الى علمنا فان الخليفة عبد الملك بن مروان اول من تمكن من الاستقلال بسك النقود عن البيزنطيين[1]
ابن مروان أول من سك العملة في الإسلام
اعاد عبد الملك بن مروان توحيد الدولة الإسلامية بعد ان كادت الفتن تتسبب في ضعف البلاد الى دويلات صغيرة متناحرة . وقد تسلم الخلافة لوفاة مروان بن الحكم سنة 64 هجريا واتسمت فترة حكمه بمحاولة السيطرة والحفاظ على الولايات الاسلامية من الشرق والغرب رغم ما مرت به البلاد من شدائد وثورات وفتن [3].
وقد قيل عنه انه عابدا ناسكا بالمدينة وكان لتوليه مصر والشام نقلة حضارية اكد فيها شخصيته الجسورة والتي تغنى بها الشعراء والأدباء .
وعن صفاته الجسدية قيل عنه أبيض طويلا ، مقرون الحاجبين ، أعين ،ابيض الرأس واللحية .[4]
فكان عبد الملك بن مروان بن مروان
أول من سك العملة في الإسلام
،وقام بسك دراهم ودنانير عليها صورة الخليفة قائما قابضا بيده على قبضة سيفه[5]
ان عبد الملك بن مروان الخليفة الخامس للسلالة الأموية في سوريا ، أول سلالة وراثية للإسلام.
حكم من 685-705 / 65-86 هـ. يُعرف عبد الملك بأنه الحاكم الفعال ، له دور كبير في تكتيك مركزية إدارة الإمبراطورية الإسلامية الأساسية وتعزيز هويتها العربية والإسلامية. وتحت قيادته ، تغيرت اللغة الرسمية للديوان من اليونانية والبهلوية إلى العربية ، حيث تم سك نوع بديل من العملات بآيات من القرآن ، ليحل محل صورة الحاكم التي ظهرت على العملات الساسانية والبيزنطية. كان عبد الملك أيضًا راعي العمارة الأثرية [6].
اهمية سك دينار عبد الملك بن مروان
في عام 691 ميلاديا (72 هـ) وضع الخليفة الأموي عبد الملك وقواته نهاية للحرب الأهلية ووحد العالم الإسلامي. أصبحت دمشق عاصمة إمبراطورية ضخمة. هنا أدخل عبد الملك إصلاحات في مجال العملة وأدخل اللغة العربية كلغة إدارية رسمية.
استبدل النقوش اليونانية والبهلوية (الفارسية الوسطى) بآيات قرآنية. في عام 696 هـ (77 هـ) تم إنتاج أول عملات معدنية بلا صورة. تتكون النقوش العربية على العملات المعدنية من الشهادة الإسلامية أو تأكيد الإيمان[7].
ومعروف عنه انه الخليفة الأموي المسؤول عن توحيد العملات الإمبراطورية وجمع مجموعة من الأحاديث لتفسيرها من قبل الفقيه المعينين (الفقهاء المسلمون) مما أدى إلى ظهور الحديث كحجر زاوية في العلم الإسلامي. عرّبت إدارة الدولة ومركزتها ، وخلقت طبقة جديدة من البيروقراطيين .
أدى برنامج التعريب إلى تطوير علوم اللغة العربية ، وظهور اللغة العربية كلغة رسمية للإمبراطورية. كما اهتم بالفن الذي يعرض مواضيع إسلامية. خلال فترة حكمه ، وصُنعت القدس كمكان مقدس للإسلام وضُربت أول عملة من الحروف العربية للإمبراطورية[8].
وصف دينار عبد الملك بن مروان (72-73هـ /691-692م)
اعتبر المؤرخين العرب سك النقود من مظاهر السيادة لأنه امر بالكتابة العربية على الدينار مع استمرار طبع صورة هرقل ، الا ان جستنيان قيصر الروم كان له رد فعل سلبي شديد اللهجة وندد بوقف التعامل بالدينار الجديد فما كان من عبد الملك بن مروان في عام 74 هجريا _693 ميلاديا.
الا ان امر بعدم طبع صورة هرقل على العملة ووضع صورة لحاكم عربي وهو متقلد سيفه وكثير من الباحثين يرون الصورة لعبد الملك نفسه وهي تمثل قمة التحدي واستمر سك هذا الدينار حتى في سنة 77هــ /696م حين ظهر في نفس السنة بجانبه وبعد ذلك اصبحت النقود الاسلامية خالية من الصور تماما .
اما عن وزن دينار عبد الملك فكان حوالي 4.2 غرام ، وشملت هذه التغييرات الفلس المضروب من نحاس .في تلك الفترة جرت عملية مشابهة في العراق والمشرق تمثل تغيير نمط الدراهم التي حملت صورة لكسرى وكتابة بالفهلوية ،ثم صورا لولاة عرب مثل الحجاج بن يوسف وكتابة عربية ثم حذفت الصور وتطورت الكتابات العربية .
نقشت الكتابة على النقود بالخط الكوفي وقد تسابق الخطاطون في إبداء براعتهم بهذا الخط .في العهد الفاطمي جرت بعض التغييرات على الكتابة حيث عدلوا عن الكتابة الأفقية إلى الكتابة بثلاث دوائر مع تعبيرات شيعية تتحدث عن فضل الإمام علي بن ابي طالب وآله .
تطور العملات الإسلامية
العملة هي الشكل الذي يتم استخدامه في عمليات التبادل التجاري مقارنة بأسلوب التبادل القديم “المقايضة “ففي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان التعامل بالدنانير البيزنطية والفارسية وفرضت الزكاة بهذه العملات حتى جاء عهد الخليفة عمر بن الخطاب (634-644م) فضربت عملات إسلامية ذات الطابع البيزنطي او الفارسي بإضافة كلمات مثل الحمد لله ومحمد رسول الله .
ولأن النقود المتداولة صدر الإسلام كانت يتم ضربها في بلاد غير إسلامية حتى جاء العهد الأموي “عبد الملك بن مروان ” وكانت سنة 65هجريا _ 684 ميلاديا تتسم بعملات على الطراز البيزنطية وهي عملات برونزية.
ثم تطورت العملة الإسلامية الحقيقية (74هــ- 693م) فقد أصبح للسكة دور خاصة بها تتبع السلطة الحاكمة (تم الغاء صور هرقل وولديه واستبدلت بصورته والتي أحيطت بالكتابات الكوفية بشكل دائري وتطورت العملة ومرت بمراحل متعددة عكست خصائص الفن الإسلامي .
حتى توفي عبد الملك بن مروان عام (705م). وظهر بعدها العملات العباسية والتي تشابهت كثيرا مع العملات الأموية واختلفت العملات الفاطمية عنه والعملات الأيوبية أيضاً (لم يعد يكتب صيغة التوحيد ،واكتفوا باسم الخليفة وحاكم مصر)
شهدت الفترة التي تولت فيها شجرة الدر عرش مصر نقلة متطورة في العملات المملوكية وكان ذلك في (سنة 684هجريا _ 1250 ميلاديا)
وظل هذا التطور مشهود حتى عهد الظاهر بيبرس[2]
تطور الدراهم الأموية
كان العرب قبل الإسلام يستعملون نوعين من النقود الساسانية والبيزنطية .ولما كانوا على احتكاك مع هاتين الإمبراطوريتين فقد استعملوا الدراهم الفضية والساسانية والدنانير الذهبية والفلوس النحاسية البيزنطية (الرومية )
ولقد كانت الدراهم الفضية الساسانية تحمل صورة وجه كسرى عظيم الفرس بتاج رأسه وملابسه وعليها عقد من اللؤلؤ يرتديه اما عن ظهر الدرهم فكان صورة لشكل النار المقدسة بجانبها عدد من الحراس او الكهنة.
ونجد سنة الضرب حسب تاريخ حكم الملك ومكان سك النقود ، ويعتبر بحق الخليفة الأموي عبد الملك رائد التعريب في الدولة الإسلامية الفتية . ومنذ تعريبها الكامل اختفت الدراهم الفضية والدنانير الذهبية كافة الصور والنقوش التي كانت تسجل عليها مثل كسرى الفرس ورسم معبد النار [9].