من هم كتاب الوحي في عهد الرسول
كتابة الوحي في عهد الرسول
وحتى لا يضيع كلام الله تعالى بين السن الناس ، او يتم تحريفه ، فقد اتخذ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، كُتّابا الوحي ،
من هم كتاب الوحي وكم عددهم
في عهد رسولنا الكريم ، هذا ما سنتناوله في مقالنا اليوم : [2]
وكان كلما نزل الوحي من القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم ، أمر الرسول ، كتاب الوحي بكتابته ، من أجل المبالغة في تسجيل كلام الله تعالى ، وزيادة توثيقه ، وضبطه ، حتى تتحول الكتابة إلى الحفظ ، وكان النقش يعاضد اللفظ.
وقد تم اختيار كتاب الوحي من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كان الرسول الكريم يدل الكتاب على موضع المكتوب من سورته ، فيكتبونه ويعمل هذا على تسهيل الكتابة على الجلد ، او جريد النخيل ، او الحجارة الرقيقة ، ومن ثم يتم وضع المكتوب في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجدير بالذكر أن عهد رسول الله لم ينتهي الا بانتهاء جمع القرآن الكريم.
ويذكر بعض المؤرخين أنه كان هناك عدد من كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه حوالي ستة وعشرون كاتبا ، الا أن البعض الآخر من المؤرخين انتهوا إلى أنهم اثنين وأربعين كاتباً للوحي.
كتاب الوحي في عهد النبي
وكما ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، اختار كتاب الوحي من خيرة الصحابة
كان كتاب الوحي ، في مكة المكرمة هم :
ابو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ، وخالد بن سعيد بن العاص ، والارقم بن ابي الارقم ، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ، حاطب بن عمرو ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن أبي بكر ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله ، وعامر بن فهيرة.
بينما كان كتاب الوحي في المدينة المنورة :
عبد الله بن رواحة ، وخالد بن زيد ، وأبو أيوب الأنصاري ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن عبد الله بن أُبّي بن سلول ، ومعيقب بن أبى فاطمة الدوسي ، وأُبّيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وعبد الله بن زيد ، وحذيفة بن اليمان ، وثابت بن قيس بن شماس ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ومحمد بن مسلمة ، وبريدة بن الحصيب ، وحنظلة بن الربيع.
كما زاد عدد كتاب الوحي بعد صلح الحديبية ، فكان هؤلاء الكتاب المضافين هم:
خالد بن الوليد ، ومعاوية بن أبى سفيان ، ويزيد بن أبى سفيان ، وعبد الله بن الأرقم ، وأبو سفيان صخر بن حرب ، وسعيد بن سعيد بن العاص ، وجهم بن سعد ، والمغيرة بن شعبة ، عمرو بن العاص ، وجهم بن الصلت بن مخرمة ، وأبان بن سعيد بن العاص ، والحصين بن النمير ، وحويطب بن عبد العزى ، والعلاء الحضرمي ، والعباس بن عبدالمطلب ، وشرحبيل بن حسن.
مهام كتاب الوحي
لقد كان لكل كاتب للوحي في المدينة تقريبا ، اختصاص معين ، حيث كان علي بن ابي طالب ، وزيد بن ثابت ، وعثمان بن عفان ، وأُبّيّ بن كعب ، يكتبون الوحي من الله تعالى نقلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن لزيد بن ثابت دور اخر ، وهو الكتابة للملوك ، والأمراء ، كما كان علي بن ابي طالب يكتب المعاهدات ، وكان المغيرة بن شعبة يكتب من أجل حوائج الناس ، بينما يكتب عبد الله بن الأرقم المداينات في المجتمع ، وتخصص معيقب بن أبي فاطمة الدوسي في كتابة غنائم الحروب.
وكان حنظلة بن الربيع معروف بالكاتب ، حيث كان هو من يتولى الكتابة في أمر إذا غاب أحد الكتاب ، كما أن زيد بن ثابت كان أمام الكتاب ، وسيدهم.
كيف كان يتلقى النبي الوحي
إن الوحي ، هو كلام الله تعالى المنزل على أنبيائه المرسلين ، كما أنه إعلام من الله جل وعلا لأنبيائه بالأحكام الشرعية الخاصة به.
وقد ذُكِر الوحي في الديانات السماوية الثلاثة ، وهي ؛ الديانة اليهودية ، والديانة المسيحية ، والديانة الإسلامية ، كما أن القرآن الكريم يعتبر الوحي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم باللفظ المنقول عنه بالتواتر حفظًا ، وكتابة ، كما يعتبر إعجاز القرآن إثباتًا لنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد كان جبريل عليه السلام يتلقى الوحي عن الله تعالى ، حيث كان يأمره الله عز وجل ، بحفظه من اللوح المحفوظ ، وهو الذي كُتِبَ فيه كل شيء ، ثم ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن الله تعالى إذا تكلم بالوحي ارتجفت السماء ، واهلها خوفا ، وخشية من الله تعالى ، وصعق أهل السماء ، وخروا سجدا ويكون جبريل عليه السلام هو أول من يرفع رأسه فيهم ، فيكلمه الله تعالى من وحيه ما أراد أن يوصل الى نبيه.
ويمر جبريل عليه السلام بوحي الله السموات ، وكلما سأله ملك : ماذا قال ربنا ! ، اجابه بأنه قال الحق إلى أن يصل الارض ، ويبلغ النبي بالوحي.
وقد كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يتلقى الوحي في حالتين ؛ أما أن ينخلع عن حاله البشرية إلى الحال الملكية ، ويحدث ذلك من خلال غلبة روحانيته ، فيأتيه جبريل في حاله الملكية كما حدث في أول لقاء بينهم ، في غار حراء ، او يأتيه مستترا لا يراه النبي ، او غيره بل يسمعون صوته فقط.
وإما أن يبقى النبي صلى الله عليه وسلم في حاله البشرية ، وينخلع جبريل عليه السلام عن حاله الملكية ، إلى الصورة البشرية ، على هيئة رجل ، فيعرفه النبي الكريم ، ولا يعرفه الصحابة الا بعد تنبيه الرسول صلى الله عليه وسلم. [1]