تعريف الإخفاء ومراتبه

تعريف الإخفاء

الإخفاء لغة يقصد به الستر للشيء والخفي بالشيء هو أخفاه وكتمه وستره ، والشيء الخفي هو الستر أو الخاف وجمع كلمة ستر ستور وستر الأشياء يكون بتغطيتها [1] .

أما تعريف الإخفاء في الاصطلاح ، هو أن تنطق بالحرف الذي يكون في حالة وسط بين الإدغام والإظهار ، وهو خال من أي تشديد وتبقى الغنة بالحرف الأول وقد يكون في كلمتين أو كلمة واحدة حيث في اللغة العربية العديد من

حروف الاظهار والادغام والاخفاء والاقلاب

.

مراتب الإخفاء

هناك عدد من المراتب للإخفاء هي


  • مرتبة عليا

وتظهر فيه الغنة بصورة كبيرة للغاية في حالة إخفاء وتلك المرتبة تقارب غنة الإدغام وتقع هذه المرتبة مع الحروف الأتية دال ، تاء ، والطاء فتصبح الغنة ظاهرة عن الصوت في الحرف [2] .

ويرجع السبب في الغنة الظاهرة بشدة في تلك الحالة ، لأن المخرج في تلك الحروف يشتمل على النون عند إخراجه ، والنون تخرج من الطرف الدقيق للسان،  والأصول العليا للثنايا التي تتمثل في اللثة العليا للأسنان .

أما المخرج في حروف ط ، د، ت فتكون لثة الأسنان العليا مع طرف اللسان العريض ، ويكون المخرج لتلك الحروف مشتمل على مخرج النون ويكون من أجزاء النطق عند إخراج الحروف .

وعندما تنطق بالغنة سيكون مخرج النون ظاهرا ، وخاصة في حال ما تم استخدام المخرج بالشكل الكامل ، وحرك اللسان بحرية مع تجنبه أن يلمس لثة الأسنان العليا أو اسحب اللسان للداخل ، وذلك حتى يتحقق الإخفاء ، ويتم إلغاء النون بقدر الإمكان .

ولا تستخدم كامل المخرج للحرف الذي يكون بعد النون حتى يتحقق الإخفاء للنون وستخرج الحروف بالكيفية العارضة رغم ما بها من قوة بالنسبة للاعتماد ، وسوف تطول الغنة وسيظهر الإدغام فيها ، وكأنها واضحة عن الصوت الموجود بالحروف .

ويجب أن تلصق اللسان في طرفه يسارا ويمينا ، ويكون ذلك بصورة محكمة في اللثة العليا للأسنان ، وبذلك لا تبهم الغنة ويتم الاحتفاظ بالمخرج .


  • مرتبة وسطى

وهي يتم ضبط الحرف التالي للنون ، وتكون جميع الحروف تم ضبطها ، وفي كافة المراتب وقد يتدخل الفرد بشكل بسيط في المرتبة العليا .


  • مرتبة دنيا

وهي تكون على عكس ما تم ذكره في المرتبة العليا ، والغنة تكون قريبة فيها للإظهار والحروف التي تحتويها الكلمة هي ك، ق .

ومن الأمثلة التي تدل عليها مثل (من كان) ( من قبل) والمخرج في تلك الحرفين قوي وشديد .

والغنة ستظهر في تلك الحالة بصورة غير مطولة والحرف سيكون ظهوره واضح للغاية نظرا لقوة الاعتماد فيه ، كما لو أديت القرب في الاخفاء في المخرج من الحرف، وستكون الغنة طويلة ، فيجب أن توجد عند مخرج الحرف ولا تكون بالقرب منه لأن طول الغنة غير موجود بسبب الحرف .

أمثلة على الإخفاء الحقيقي

هناك عدد من

أمثلة على الإخفاء

التي تدل عليه مثل [3] .

  1. النون الساكنة أوذ مع تنوين، مثل قول من ذا الذي، أنذر قومك.
  2. ص مع تنوين أو نون ساكنة كالأتي قاعا صفصفا ، عن صلاتهم، عن أنصار.
  3. تنوين مع ج أو نون ساكنة مثل خلق جديد، زنجبيلا، إن جاءكم.
  4. تنوين مع ثاء أو نون ساكنة كالأتي من ثمرة، ماء ثجاجا، الأنثى.
  5. تنوين مع ق أو نون ساكنة كالأتي شئ قدير،من قبل، ولا ينقذون،
  6. تنوين مع ش أو نون ساكنة مثل من شر، سبعا شدادا، أنشأكم.
  7. تنوين مع س أو نون ساكنة مثل ولئن سألتهم، فوج سألهم، الإنسان.
  8. تنوين مع ض أو نون ساكنة كالأتي قوما ضالين، من ضل، منضود.
  9. تنوين مع ك أو نون ساكنة مثل تكن كصاحب، يوما كان، ولا تنكحوا.
  10. تنوين مع ز أو نون ساكنة مثل من زقوم، مباركة زيتونة، أنزلنا.
  11. تنوين مع د أو نون ساكنة مثل من ديارهم، كأسا دهاقا، أندادا.
  12. تنوين مع تاء أو نون ساكنة كالأتي يومئذ تعرضون، لن تنالوا ، أنتم،.
  13. تنوين مع ف أو نون ساكنة مثل منفطر.
  14. تنوين مع ط أو نون ساكنة مثل ليلا طويلا، انطلقوا.

الإخفاء الشفوي بالأمثلة

يكون بإخفاء الميم الساكنة وتبقى الغنه في حال ما إذا وقع بعدها حرف الباء المتحرك ، وهو يقع في كلمتين لذلك سمي شفويا،  ولا تنطبق فيه الشفتين انطباق بالكامل ، والإخفاء قد يكون لميم الجمع أو الأصلية [4] .

ويرجع سبب الإخفاء للاشتراك في المخرج ، والتجانس في عدد من الصفات مثل الاستفال والانتفاخ ، وللثقل الذي يكون في الإظهار فيؤدي الحال به الحال للإخفاء .

وقيل سمي شفويا لأن الباء والميم يخرجون من الشفتين ، أما عن تسميته بالإخفاء لأن الميم الساكنة تخفى عند ملاقاتها بالباء .

ومن الأمثلة عليه مثل قول أتبني بناء الخالدين وإنما مقامك في الدنيا لو نظرت له قليل ، ( كلبهم باسط ) ( فاحكم بينهم) ، ترميهم بالحجارة .

كيفية نطق الإخفاء

فقد يقوم البعض بالسؤال عن كيف ينطق الإخفاء ، وتلك المسألة قد تتعلق بجعل فرجة بين الشفتين أو إطباق الشفتين ويكون ذلك عندما تنطق بالنون ويأتي من بعد منها الباء ، وكذلك الحال بالإخفاء الشفوي عندما ننطق بالميم ومن بعد منها الباء وهي مسألة عليها خلاف بين عدد من القراء في الزمن التأخر [5] .

وأستند الإمام ابن الجزري بذلك عند تعريفة للإخفاء ، وقد عرف هذا الإمام وشاركه عدد أخر من القراء في ذلك عند تعريفهم للإقلاب بأنه هو القلب للنون الساكنة ، وتنوين الميم المخفاة إلى غير ذلك .

ويكون الحكم في أنها مخفاة يجب وجود فرجة بين شفتين الفم ، لأنه عند انطباقهما فقد تظهر الميم ولا تختفي ، رغم عدم وجود في حديث الإمام ابن الجرزي ، بأن الشفتين تنطبق ولا يوجد فرجة بيتهم ، وقد أختلف عدد من القراء في الزمن المعاصر فيما هو تلقوه عن مشايخهم وأوردوا في ذلك مجموعة من الأقوال .

ويفهم من كلمات الإمام الجرزي في الإخفاء بضرورة وجود فرجة صغيرة بالشفتين تسمح بأن يمر الهواء فيهما ، وذلك لأنه عندما تنطبق الشفتين فلا يظهر الإخفاء في تلك الحالة .

ويقول الإمام ابن غلبون عن الإخفاء ، بأنه هو إخفاء الباء مع الميم وهي بذلك غير مدغمة ، وقد تنطبق الشفتان فيهما .

وقد قال عن ذلك الإمام أبو عمرو بن الداني عن ذلك بأن الإخفاء عندما تلتقي الباء مع الميم فالعلماء يختلفون في التعبير عنها، فقال مجموعة من العلماء بأنها مخفاة لأن الشفتين تنطبق بهما ، مثل الانطباف على أي منهما وقال بذلك الإمام ابن مجاهد في مذهبه ، وذهب في ذلك المسلك الشيخ الجليل على بن بشر .