مقدمة وخاتمة عن التضامن

مقدمة عن التضامن

الاجتماعي



في مفاهيم علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع تم تقديم


تعبير عن التضامن الانساني


الذي يُعرف باسم التضامن الاجتماعي، وتم تصويره على أنه عبارة عن


ظاهرة على المستوى الكلي من أجل تماسك كافة المجموعة

و

النظام، أو يكون سلوك على المستوى الجزئي، كما أنه يعمل على توضيح المواقف والعواطف


كهذا التماسك، بالإضافة إلى أن


ليس كل تماسك على المستوى الكلي يستحق أن يكون كذلك، حيث


يطلق عليه شكلاً من أشكال التضامن، و




في حالة كان النظام الاجتماعي يتم المحافظة عليه بواسطة الإكراه


أو بحسب ما تقتضيه المصلحة الذاتية للجميع، فهو في ذلك الوقت لا يعتبر حالة من التضامن الاجتماعي. [1]

انواع التضامن

يتم تقسيم


أنواع التضامن


إلى قسمين:


الأول


مادي:

وهو يشتمل على ما يقدمه المتضامنون من مواد عينية وطبية، أموال، مأكل، مشرب، ملابس وغيرها من الحاجات التي يحتاجها المتضررين.


الثاني معنوي:

ويتمثل في الإحساس بشعور التعاطف مع المستضعفين عند عدم المقدرة على تقديم الدعم المادي لهم نتيجة بعض الأسباب، مثل قلة وجود الموارد الازمة، أو المسافات الطويلة بين الدول، وغيرها من العوامل الأخرى.


أهمية

التضامن

تم بناء الحضارات على طول العصور بواسطة أشخاص كانوا أساسًا لها، حيث إن بناء المجتمعات يعتمد على التضامن والتكافل بين أفراده، كما أن هؤلاء الناس يتم ربطهم بواسطة التعاون، حتى يساعدوا بعضهم على تشييد مجتمعات قوية وصامدة، بالإضافة إلى أن هذه القوة لا تتم إلا من خلال أفكارهم الراقية، لذلك تم ذكر


أهمية التضامن


على ثلاثة مستويات:

  • أهمية التضامن نفسيًا

يعمل التضامن على تحقيق


وضعية ادماجية عن التضامن الانساني


، وهو ما يعني الدمج بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، كما يقوم بإبعاده عن الانعزال الاجتماعي، وكذلك يُبعده عن التصرف بأنانية مفرطة، بالإضافة إلى شعور الفرد بضرورة تحقيق المعنى الذي يُعرف بالجسدية الواحدة، إلى جانب قيامه بتوفير البيئة المناسبة لتطوير الإنجاز العلمي والتطبيقي.

  • أهمية التضامن سياسيًا

التضامن يعني والاتحاد الذي يدل على القوة، كما يشير إلى قوة المجتمع على صد أي نوع من العدوان الذي يهدد الدولة من الخارج، ومن ينظر إلى الطريقة التي سار عليها الماضي سوف يُدرك قيمة الحضارات التي مرت على أرض البلاد العربية والمجد الذي حققته.

  • أهمية التضامن اقتصاديًا

يهدف المجتمع المتضامن إلى ما هو أكثر من توفير الاحتياجات اليومية، حيث إنه يهدف بشكل دائم إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أن العمل على جعل الأوضاع الاقتصادية أفضل من أكبر اهتمامات المجتمع المتضامن، وهو ما يبرز


مفهوم شركات التضامن


، التي تساعد على تحقيق هذا، وذلك من حيث القضاء على العوز، الفقر، والبطالة من خلال تعاون الأفراد فيما بينهم، وذلك من أجل زيادة إنتاج السلع المحلية، إذ أن التنمية الاقتصادية تؤدي إلى رفع متوسط دخل الشخص، عن طريق هيكلة الإنتاج.


حجج حول

التضامن

هناك الكثير من الآيات القرآنية، الأحاديث النبوية، والأمثال العربية التي أشارت إلى التضامن وذكرت أهميته، وهي كالآتي:

الآيات القرآنية

من الآيات القرآنية التي ذُكر فيها التضامن الاجتماعي ما يلي: [3]

  • “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” [المائدة: 2].
  • “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” [الكهف: 95].
  • “وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي” [طه: 29 – 32].
  • “وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ”[القصص: 34، 35].
  • “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” [الفتح: 29].
  • “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” [الحجرات: 9، 10].

الأحاديث النبوية

من الأحاديث النبوية التي أشار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم للتضامن ما يلي:

  • (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)

  • (لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ

    ى).
  • (المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ. وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسًا، إذْ جاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ، أوْ طالِبُ حاجَةٍ، أقْبَلَ عليْنا بوَجْهِهِ فقالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، ولْيَقْضِ اللَّهُ علَى لِسانِ نَبِيِّهِ ما شاءَ).
  • (أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا).
  • (كُلُّ سُلامَى عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ، يُحامِلُهُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ودَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ).

خاتمة عن التضامن الاجتماعي



يتم استخلاص النتائج الأساسية حول التضامن الاجتماعي في هذه الخاتمة، ويكون تلخيصها في أن الرابط بين التضامن الاجتماعي الوطني من خلال أوروبا يعكس المعالم الثقافية والاجتماعية للتاريخ الأوروبي، كما يكمن عدم التشابه في النماذج الأوروبية للتضامن الاجتماعي، في النموذج الاقتصادي الليبرالي الجديد المعولم في أساس مشكلة التكامل في أوروبا.



وكذلك يتم الختام بذكر نموذج عن


مفهوم التضامن الاجتماعي


لتحليله وهو: “الدائرة الجدلية للحكم والتضامن الاجتماعي عبر أوروبا”، لذا يُقال أن تحقيق هذه “الدائرية الجدلية” وأحكام الدول والتضامن الاجتماعي يرتكز على الاعتراف بأشكال جديدة تناسب تقرير المصير، والتي يُعبر عنها بواسطة التضامن الاجتماعي والحركات الاجتماعية. وهذا يحتاج إلى التعاون في تحديد مبادرات التضامن العابر للحدود على مستوى الدول والتضامن الاجتماعي الناشئ، وأيضًا المترجم عن طريق الأنشطة المؤسسية والنماذج المتعددة المستويات، والتي تحفز من خلال الحقوق العالمية في التعليم، الصحة، والالتزام بالتقليل من عدم المساواة. [2]