دعاء التهنئة لمن تزوج ” حسب السنة “
الزواج في الإسلام
فالزواج لغة هو اقتران الشيء بالآخر، وهو ازدواجهما معا ، بعد ما كان كلا منهم بمفرده وقد يقال الزواج بالضم ويكون عندما يضم الزوج زوجته له ، مثل الأم التي تحضن أبنها لصدرها في شوق ورأفة وحنان ، وقد يطلق على الوطء والعقد [1] .
أما الزواج شرعا والفقهاء يعرفونه حق استمتاع الزوجين ببعضهما البعض ، على الوجه الشرعي الذي أحله الله والنكاح يطلق على العقد .
وقد عرف الفقيه محمد ابن عثيمين رحمة الله عليه هو أن يتعاقد الرجل مع المرأة بقصد أن يستمتع كلا منهما بالآخر ، وأن يكونا أسرة صالحة ومجتمع إسلامي ، ويستخلص من هذا التعريف بأن عقد النكاح لا يقتصر المقصود منه ، على الاستمتاع فقط .
بل يقصد منه معنى آخر له فهو تكوين أسرة صالحة من الزواج ، ومجتمع سليم وقد يقوم الشخص وقد يقوم الفرد بتغليب أي من الهدفين على الآخر حسب رغبته وحاجته وظروف حاله .
دعاء للمتزوجين الجدد من السنة
كيف نبارك لمن تزوج
هذا سؤال يتردد بكثرة والجواب : لا يوجد بالنسبة لتلك المسألة دعاء معين له ، لكن الدعاء في حد ذاته من أنفع الأشياء التي قد يقوم بها العبد ، وهو في جميع الأحوال جائز والدعاء له أهمية كبيرة خاصة إذا التزمت بآدابه [2] .
ولكن قد يكون المقصود بالدعاء الذي يقال عند تهنئة الفرد المتزوج بمناسبة زواج ، فقد ورد في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا رفأ قال بارك الله لكم وبارك عليكم ، وجمع بينكما في خير) ويمكن فقط
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
.
وقد يقصد بدعاء الزواج الذي يقوله الفرد عند زفاف زوجته له ، حيث ورد في سنن أبي داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه وجده أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( إذا تزوج أحدكم إمراة أو اشترى خادما، فليقل ، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جلبتها عليه، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جلبتها عليه) .
أحكام الزواج في الإسلام
الجدير بالذكر بأن حكم الزواج يختلف على حسب حال الفرد ، فقد يكون مستحبا أو مكروها أو مندوبا أو واجبا أو محرما ويكون ذلك على حسب مقدرة الشخص الجنسية والمالية .
ويكون الزواج واجب على من يستطيع سد مؤنته ، ويخاف على نفسه من الضرر والعنت على حاله الديني إزاء العزوبية وعدم الزواج ، وقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال .
( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه أن يصوم، فإنه له وجاء) ويكون مستحب لمن يقدر على الزواج ويخشى العنت .
ومخافة الضرر هو من يمنع الوقوع في الممنوع ، ويكره ترك الزواج للشخص الذي لا يكون لديه عذر عن ذلك ، وقد جاء في حديث لأنس ابن مالك رضي الله عنه بأنه .
( جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي عليه الصلاة والسلام، عن يسألون عن عبادته فلما أخبروا كأنهم تقالوها فكان يقولوا وأين نحن من عبادة النبي عليه الصلاة والسلام ، فقد غفر له ربه ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وقال أحدهم فأنا أصلي الليل إلى الأبد ، أما الآخر فقال أنا سوف أصوم ولا أفطر ، أما الأخر فقال أنا لا أتزوج للأبد ، فجاء الرسول عليه الصلاة وأتم التسليم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا ، إي والله إنى لأخشى الله أكثر منكم ، وأتقاكم لربي لكنني أصلي وأرقد وأصوم وأفطر وأتزوج النساء ومن رغب منكم عن سنتي فليس مني) .
أسس الزواج في الإسلام
هناك مجموعة من الأسس التي يجب أن تتوافر في العلاقة الزوجية تتمثل في الأتي [4] :
-
توافر شروط الزواج وأركانه
وهي تعتبر الأعمدة التي تقوم عليها الحياة الزوجية وأركان الزواج هي ، ركن أول ويتمثل في وجود الزوجين الصحيحين والذين يخلوا من أي موانع صحية تؤثر على العلاقة الزوجية .
والركن الثاني يتمثل في الإيجاب الذي يحدث من الولي الطبيعي للمرأة ، وهو أن يبدي الموافقة على انعقاد الزواج وثالث الأركان يتمثل في القبول الذي قد يصدر من الزوج ، أو من يوكله في ذلك بأن يقول قبلت هذا الزواج أو النكاح .
وشروط الزواج هي، رضى الزوجين ببعضهم البعض ولا يكره إحداهما على الآخر ، وثانيهما تعيين الزوجين وثالثهما هو أن تتم الشهادة على عقد النكاح ، وأن يتم العقد عن طريق ولي المرأة .
-
العشرة بين الزوجين بالمعروف
فقد أمر الله تعالى في القران الكريم الرجل بحسن التعامل والعشرة مع زوجته فقال تعالى في سورة النساء أية 19 ((وعاشروهن بالمعروف) ، وهو أن تقوم العلاقة الزوجية على التقدير المتبادل والاحترام والأخلاق .
وتلك الأمور تساعد في نجاح الزواج، والزواج في الإسلام يبنى على مكارم الأخلاق ، وأن يتحلى الزوجين بالكرم وصفاء النفس والضمير، وأن يرفق كلا منهما بالآخر ، وألا يقسوا الرجل على زوجته، والالتزام بالسنة النبوية يساعد على عدم حدوث الطلاق بين الرجل وامرأته .
أن تقوم العلاقة الزوجية على طاعة الله ومحبته
فطاعة الله تعالى هي من تساعد على دوام العلاقة الزوجية، وتبني الأسرة المسلمة النافعة للمجتمع ، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى رشت في وجه الماء) .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم( رحم الله رجل قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت رش في وجهها الماء) وقد حث النبي عليه الصلاة والسلام المرأة على طاعة زوجها والزواج من المرأة الصالحة.
-
الحفاظ على أسرار العلاقة الزوجية بين الزوجين
فلا يفشي أحد الزوجين سر الآخر، وإن الذي يحدث بينهم لا يحكى على الملأ بين الناس حتى لو كان الأصدقاء والأهل وجيرانهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمراته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) .
وفي وقتنا الحالي العديد من العلاقات الزوجية قد هدمت ، بسبب إفشاء ما يحدث في حياتهم بين الناس ، ولابد أن يحتفظ كلا منهما على المشكلات التي تحدث لهما فلا يكشفوا أنفسهم أمام الآخرين .
-
أن يتحمل كلا منهما المسئولية
فكل من الزوجين له عدد من الحقوق والواجبات التي يؤديها تجاه الآخر ، وتلك الواجبات قد تكون معنوية أو مادية ويقول النبي عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الأمير راع والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .
ولابد أن يتعاونا معا، وأن يبني حياتهم وأن يؤدي مسئوليتهم تجاه بعضهم ، وأن يتحملا الشدائد ويتخطاها بعدد بالأفعال الإيجابية والعبور بحياتهم لبر الأمان .
-
الكفاءة في الزواج
فلابد للشاب أو الفتاة أن يختار شريك حياته الأكثر كفاءة له ، فكل منهما له بيئته وحياته الخاصة به وتختلف عن الآخر وله من الصفات التي تختلف عن شريكه الآخر ، ولكن لا داعي للقلق من ذلك فقد يحدث التوافق مع مرور الأيام والعشرة واتباع الشريعة الإسلامية السامية .
-
أسس أخرى تقوم عليها الحياة الزوجية
وتتمثل في العدل في الحياة الزوجية حتى ولو تعدد ت الزوجات ، والعدل هو الذي يحقق التوافق وينشأ المحبة بين الزوجين ويساعده على الاستمرار .