تعريف الفلسفة الإسلامية وعوامل نشأتها
تعريف الفلسفة الإسلامية
قد تعني كلمة الفلسفة في اليونانية ” الحكمة ” ، وانتشرت العديد من المدارس الفكرية المختلفة على مر العصور لتحديد معنى الحكمة ، وقد اشارت الفلسفة الإسلامية للفلسفة التي تعتمد على النص الديني الذي يعبر عن أفكار تتحدث عن الحياة والكون ، كما أنها تشير إلى التصورات الفلسفية الموجودة في الثقافة الإسلامية ، وقد استطاعت الدول العربية أن تبني حضارة إسلامية جيدة . [1]
أما عن
عوامل نشأة الفلسفة الإسلامية
،
فنجد أن الإسلام استطاع أن ينتشر من خلال الفتح العسكري والتجارة ، والحج ، وقد استطاعت الدول العربية الإسلامية ان تحتل العديد من المناطق الشاسعة وتبني إمبراطورية حقيقية ، فالتوسع الكبير هذا كان من أحد عوامل نشأتها بمرور الوقت .
وعلى مدى العصور نجد أن الإسلام انتشر بشكل واضح وسريع حتى انه استطاع أن يصل إلى إسبانيا الحديثة في الغرب وشمال الهند في الشرق ، وتم نقل الفلسفة الإسلامية بعدة طرق فانتشرت عن طريق القوافل ، وشبكات التجارة ، وحتى من خلال الغزو العسكري والمبشرين . [2]
نشأة الفلسفة الإسلامية
الكثيرون قد يتساءلون
كيف نشأت الفلسفة الإسلامية
؟ في الواقع مع نشأة الإسلام نشأت معه مجموعة فلسفية خاصة به ، وقد تم استخدامها في صورة حجج فلسفية ، وقد بدأت الفلسفة بمعناها الكامل في القرن الثالث الهجري ، وبدأت في الانتشار بعد سيطرة الإسلام على مناطق مثل مصر ، وسوريا ، وبلاد فارس .
وقد سعى العديد من الأشخاص الانغماس في هذه الفلسفة واسنادها إلى الطب ، وعلم التنجيم ، وعلم الفلك ، والرياضيات ، والهندسة ، وتأسس بيت الحكمة في بغداد تحت اشراف الخليفة المأمون ، وكان بمثابة مكتبة ، ومركز لترجمة النصوص اليونانية إلى العربية .
وقد كان للفلسفة الإسلامية دورًا هامًا في العديد من تأثيرات الترجمات العديدة للنصوص اليونانية ، وقد كان هذا انتقال مهم للأدب الهندي والفارسي إلى اللغة العربية . [1]
علاقة الفلسفة الإسلامية بالحضارة الإسلامية
الفلسفة الإسلامية تشير دومًا إلى الحضارة الإسلامية ، وعلى الرغم من أن الفلسفة الإسلامية لا تعتبر من ضمن علوم الدين الإسلامي إلا أنها قد نشأت في الحضارة الإسلامية ، لذا هناك علاقة وطيدة بينهما ، ويتم ذلك بوضوح شديد عن طريق التمييز بين العلوم الدينية والعقلانية ، حيث أن تنتمي الفلسفة الإسلامية إلى النشاط العقلاني . [3]
رواد الفلسفة الإسلامية
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي
يُطلق عليه “فيلسوف العرب” وكان أحد الفلاسفة الإسلاميين الرواد ، واستطاع أن يدير فرق البحث والترجمة في بغداد ، وكان له ميول أرسطي وأفلاطوني .
أبو بكر الرازي
كان معاصرًا للكندي ، وكان طبيب فارسي ، وفيلسوف ، وموسيقي ، وعالم للرياضيات ، وكان معروفًا في أوروبا باسم ” راز “.
أبو نصر الفارابي
يعتبر من الشخصيات البارزة الأخرى وهو من أصل تركي ، وقد عرف باسم السيد الثاني من بعد أرسطو ، وكان الفارابي فيلسوف وسياسي افلاطوني ذو تأثير بالغ ، وذلك لأنه كان متعدد المواهب .
إخوان الصفاء
ازدهروا إخوان الصفاء في النصف الثاني من القرن العاشر في بلاد ما بين النهرين وسوريا ، وكان لهم تأثير على نطاق واسع ، وقد كان لهم تأثير في العلوم الرئيسية كالحساب ، والهندسة ، والموسيقى ، وعلم الفلك ، والجغرافيا ، والمنطق ، والفلسفة الطبيعية ، وعلم المعادن ، وعلم النبات ، وعلم الحيوان ، بالإضافة إلى علم النفس واللاهوت والميتافيزيقيا والسحر .
أبو علي الحسين بن سينا
هو من أبرز العقول الفكرية في التاريخ الإسلامي للأفكار ، وهو معروف باسم ابن سينا ، وقد كان طبيبًا وفيلسوفًا ، وعالم متعدد الثقافات ، وشاعرًا فارسيًا بارزًا ، ومؤثرًا حيث أنه قد أثر على فلاسفة جاءت من بعده .
أبو الريحان البيروني
معروف في اللاتينية باسم ألبيرونيوس وهو ذو شهرة كبيرة ، وكان من أشهر الفلاسفة الفارسين ، كما أنه عالم رياضيات ، وفلكيًا ، وجغرافيًا ، وعالمًا أنثروبولوجيًا بارعًا .
ناصر الدين الطوسي
هو فيلسوف فارسي وفلكي وعالم رياضيات بارع ، واشتهر أيضًا بالرسوم البيانية وقام بمراجعة النموذج البطلمي المتمركز حول الأرض ، ولكن قد اعتمدت اعماله على المذهب الأرسطي وتقاليد ابن سينا .
ابن خلدون
هو مؤرخ عربي تونسي رائد ، وعالم اجتماع، وكان له تأثير كبير في تاريخ العرب ، حيث أنه أول من أعطى معلومات عن علم الاجتماع ، والاقتصاد ، والتأريخ ، كما أنه أظهر فطنة كبيرة في تحليله للتاريخ ، والمجتمع ، والاقتصاد. [4]
مميزات الفلسفة الإسلامية
يمكن تمييز الفلسفة الإسلامية عن الإسلام وتقاليد العلم الكلاسيكية الموجودة في الإسلام ، وعلى الرغم من أن العلماء الكلاسيكيون ركزوا فقط على البحث في الحساب والجبر والهندسة وعلم الفلك والميكانيكا والبصريات ، إلا أنهم قد مالوا أيضًا للتفكير في بعض الشكوك التي تخص الفلسفة .
وقد كان للفلسفة الإسلامية العديد من المميزات ، حيث أنها استطاعت ان تحدد القيمة المعرفية ، كما أنها أوضحت صحة مقترحات الكثير من الفلاسفة ، فقد ساعدتهم في اتخاذ مواقف محددة فيما يتعلق بالعقائد الفلسفية للفلاسفة فيثاغورس وأفلاطوني وأرسطو .
ومن المثير للاهتمام أنه لم يكن هؤلاء العلماء الكلاسيكيون في الحضارة الإسلامية كلهم فلاسفة ، ولكنهم كانوا علماء متعددي اللغات ، وكانوا متخصصين في مجالات محدد ، بالإضافة إلى ذلك كان لديهم خبرة في مختلف فروع العلوم . [4]
علاقة الفلسفة الإسلامية بالعلم والدين
عند التحدث عن
خصائص الفلسفة الإسلامية
فقد نجد أن احتلت الفلسفة الإسلامية مكانة تاريخية ومعرفية ملحوظة في التاريخ الفكري للإسلام ، بل وكانت لها علاقة وطيدة بالعلم والدين ، وقد سعى الكثير من العلماء إلى ابتكار طرق يتم من خلالها إبراز الانسجام في العلاقات بينهما .
بالإضافة إلى ذلك سعى الفلاسفة المسلمون إلى التوفيق بين العلم والمنطق اليوناني القديم ونتج عن ذلك تفكير ديني وتطبيق عملي في الإسلام ، وسعوا سويًا لكي يثبتوا الحقيقة الدينية وعلاقتها بالحكمة القديمة ، وساعد العلم على الكشف عن المبادئ النهائية ما بين كل من الواقع والحالة البشرية ، ومدى توافقهم مع الوحي الديني والتفسير .
كما أنه جلب الفلاسفة المسلمون معهم اتجاهًا صوفيًا قاموا من خلاله بشرح اتجاهات العلوم ومدى مساهمتها في تأكيد الإيمان ، وذلك عن طريق التفكير العقلاني ، واستخدام العديد من الاشكال المنطقية وأساليب البرهنة ، وبهذا الشكل نجد أن الفلسفة توسطت التاريخ الفكري الإسلامي في كل من العلاقة بين العلم والدين ، وهذا أثار العديد من التساؤلات الوجودية والأسئلة المعرفية. [4]