الفرق بين اللقيط ومجهول النسب
تعريف مجهول النسب
مجهول النسب
هم أشخاص شاء الله سبحانه وتعالى أن يوجدوا في الحياة مجهول النسب دون أن يعرفوا من هم أبائهم ، أي أنهم وجدوا في ظروف غامضة وغير معروفة تعذر معها معرفة إلى من ينتسبون .
ومجهول النسب هو الشخص الذي لايعرف له أبًا أو أمًا ، وحرم من عطفهما وحنانهما ودفء الأسرة الطبيعية ، يعد يتيمًا أيضًا بل حالته أشد من حالات اليتيم ، لأن اليتيم في اللغة هو من فقد أبوه أو أمه ، أما مجهول النسب هو الذي لا أب له ولا أم ولا أخت ولا أخ ولا قريب ، وبالتالي لاحقوق نسب له ولا ميراث ولا نفقة .
تعريف اللقيط
ويعرف الفقهاء اللقيط بأنه الطفل المنبوذ المطروح المرمي به مجهول الأبوين والنسب
.
بمعنى الملقوط من اللقطة : ولفظة لقيط تدل على معناها أي الملقوط من قبل شخص ما عندما عثر عليه في مكان ما لسبب مجهول ، ولهذا يسمى نبي الله موسى عليه السلام لقيطًا لأن أمه ألقت به في النهر خوفًا عليه من آل فرعون ، وعندما وجد التقط من قبلهم مجهولًا لايعرفون عنه شيئًا ، قال تعالى ” فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا” 8 القصص .
الفرق بين اللقيط ومجهول النسب
هو اللقيط هو الذي لن يعرف نسبه إطلاقًا بطرق إثبات النسب ، أما مجهول النسب هو من يعرف أمه ولكن الوالد لا يُعرف
هؤلاء المجهولون حرموا حرمانًا عامًا ، وحاجاتهم إلى الرعاية والعناية شديدة جدًا بصفتهم أيتامًا ، والأجر في ذلك عظيم كما أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء في المملكة العربية السعودية برئاسة
الشيخ عبدالعزيز بن باز
– رحمه الله – في الفتوى رقم (20711) بتاريخ 1419/12/24هـ وقد جاء فيها: “إن مجهولي النسب في حكم اليتيم لفقدهم لوالديهم، بل هم أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب لعدم معرفة قريب يلجأون اليه عند الضرورة. وعلى ذلك فإن من يكفل طفلاً من مجهولي النسب فإنه يدخل في الأجر المترتب على كفالة اليتيم لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: “أنا و
كافل اليتيم
في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا” رواه البخاري. [1]
تعريف مجهول الهوية
نسبة إلى الهو ، وهو كما في التعريفات للجرجاني الغيب الذي لايصح شهوده للغير ، فالهوية كل ما اختص بشخص وغاب عن غيره ، أو هي نسبة إلى الضمير الغائب هو ، فكأن الهوية جواب عن السؤال المطروح من هو هذا الشئ ؟ وما حقيقته ؟ فهي بهذا التعريف الهوية حقيقة موضوعية مدارها في عالم الإنسان على معرفة نسب الشخص واسمه ، ويدل على أن هذين أساس الهوية هما اختيار المرأة الصالحة عند الزواج ، وانتقاء افضل الأسماء عند الولادة
إن هوية المسلم الحقيقية هي عقيدته سواء عرف نسبه أم لم يعرف نسبه ، وهو أقوى ماعرف من عرف الانتساب ، لدرجة أنها تقدم على أصرة القرابة عند التعارض معها ، ولهذا اعتبر القرآن الكريم بنوة نوح عليه السلام قد انقطعت عندما أصر الابن على الكفر قال تعالى ” وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)
أسباب وجود مجهولي النسب
توجد عدد من الأسباب العامة والخاصة لوجود أطفال مجهولي النسب منها :
- تعرض الطفل للضياع أو السرقة وهو في طفولته ، فقد يقوم أحد الأشخاص بخطفه من أهله وهو صغيرًا بغرض بيعه أو بهدف تجارة الأعضاء ، ثم يخاف من فعل ذلك أو يكشف أمره ، فيترك الطفل في أي مكان ، أو يضيع الطفل من أهله وهو صغيرًا في الأحد الأسواق على سبيل المثال ، فيشب على ذلك دون أن يعرف من هما أبويه فيصبح مجهول الهوية .
- قد تكون الحروب أحد أسباب وجود ظاهرة مجهولي النسب ، ويموت الأبوان نتيجة أعمال العنف ويبقى الأبناء لوحدهم في الحياة بدون أن يعرفوا هويتهم ويصبحوا مجهول النسب .
- وأحد الأسباب الخاصة في وجود ظاهرة مجهول النسب هي الخوف من الفضيحة نتيجة فعل الفاحشة أو الزنا ، وتقوم الأم بوضع رضيعها في الطرقات أو أمام دار رعاية أو أمام باب مسجد نتيجة الخوف من الفضيحة ، فيصبح الرضيع بدون أب أو أم ، ولهذا حرم الله تعالى الزنا لما لها من تأثير سلبي على المجتمع قال تعالى ” وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)الإسراء
-
عدم قدرة الأم على إثبات نسب الطفل ، نتيجة لعدم وجود وثيقة زواج بمستند رسمي ، أو عدم توافر الشروط الصحيحة للزواج ( الزواج العرفي) أو ماعرفه الفقهاء باسم (
النكاح
الفاسد ) ، أو قد يكون اتفق الطرفان على عدم الإنجاب ، فإذا حدث حمل رغب أحد الأطراف أو كلاهما في التخلص منه دون التفكير في مصير هذا الطفل المسكين ، لذا يجب الزواج بعقد موثق من أجل حماية الأنساب وللحفاظ على حقوق المرأة والطفل . [2]
حقوق مجهول النسب في الإسلام
الطفولة هي الوقت المناسب للأطفال ليكونوا في المدرسة واللعب ، لينمووا بقوة وثقة بالحب والتشجيع من خلال أسرهم ومجتمعهم الممتد من البالغين المهتمين ، إنه وقت ثمين يجب أن يعيش فيه الأطفال في مأمن من الخوف ، وآمن من العنف ، ومحمي من سوء المعاملة والاستغلال.
على هذا النحو ، تعني الطفولة أكثر بكثير من مجرد المسافة بين الولادة وبلوغ سن الرشد ، إنه يشير إلى حالة وحالة حياة الطفل ، إلى نوعية تلك السنوات ، في عام 1989 ، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل ، الاتفاقية هي أول معاهدة دولية لحقوق الإنسان تجمع بين مجموعة المعايير العالمية المتعلقة بالأطفال في صك فريد ، وأول من يقدم حقوق الطفل كضرورة ملزمة قانونًا ، ولكنها كلها تشريعات وضعية غير شاملة ، ولكن حقوق الإنسان بشكل عام أقرها القرآن والسنة قبل 1400 عام ، قبل أي مؤتمرات أو اتفاقيات ، هذه الحقوق عامة لجميع البشر ولجميع الأجناس على اختلاف أجناسهم وأنسابهم ، وكما للطفل المثبت نسبه حقوقه ، فإن مجهول النسب له حقوق كذلك ، بل له الأولوية ، ومن أهم الحقوق :
- حق الحياة ، لقد حرم الإسلام الإجهاض سواء كان من علاقة شرعية أو غير شرعية لأن الطفل لا ذنب له ولا يتحمل فعلة والديه .
-
الحق في النسب والانتساب لأبيه ، لضمان حقوقه المادية حتى لايكون عرضة لجهالة النسب ، قال تعالى ” ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) الأحزاب
،
لقد كرم الله هذا الإنسان مجهول لهوية واعتبره أخًا في الدين ، فلقد عوض الإسلام هذا الشخص المحروم من النسب بنسب العقيدة ، ولهذا اعتبر من يدع اليتيم هو مكذب بالدين . - الحق في التعلم .
- الحق في الرضاعة والحصانة والرعاية .
- الحق في حفظ دينه . [2]